رواية ولادة من جديد الفصل الثانى و الستون 62بقلم مجهول


 

رواية ولادة من جديد الفصل الثانى و الستون بقلم مجهول

هذا بينى وبينها
نجحت كلمات والدته اللطيفة فعلاً في كسب ود حسام سريعاً. "حسنا. سنعيدها أنا وفايزة إلى المنزل الليلة. لا تتعبي نفسك بالذهاب إلى دار المسنين. فقط عودا إلى المنزل."

سوف تعيد جدتك إلى المنزل؟" بدت فريدة متفاجئة إلى حد ما من هذا الخبر، وسألت "هل فايزة معك ؟"

لم يجب إن كانت أو لا، ولكن اكتفى بالقاء نظرة على فايزة مشيراً بعينيه. ونظراً لأن المكالمة كانت عبر مكبر الصوت فقد كانت قادرة على سماعها بنفسها.

لذلك، نادت فايزة على فريدة: "مرحباً يا أمي"

عند سماع ذلك ضحكت فريدة على الفور برقة وقالت: "أوه. أنت موجودة أيضاً. لقد بذلت جهداً كبيراً في رعاية جدتك"

ليس بالأمر الكبير. شكراً يا أمي على اهتمامك"
على الرغم من أن فريدة لم تبد ذات الطيبة التي أظهرتها فضيلة تجاهها، إلا أنها تراعي دائماً الأدب المناسب، فلا تلويخها أبداً، وعندما علمت أنهما سيتزوجان، لم تفاجأ إلا قليلاً وقالت: "لم أكن أتوقع أن تقترنا بهذه السرعة، فقد كنت اعتقد أن الأمر سيستغرق وقتاً أطول ليتمكن المرء من فهم مشاعره ثم وافقت.

إلا أنه في ذلك الوقت لم تفهم فايزة تماماً معنى كلماتها. ماذا تقصد بفهم مشاعره؟ اعتقدت أن فريدة على الأرجح أساءت الفهم حين تصورت أن حسام يكن لها المشاعر وكان هذا هو سبب قولها ذلك. ولكن لأنها وحسام كانا مجرد يتظاهران بأنهما تزوجا، لم تفكر في الأمر أكثر من ذلك.

"حسناً، بما أن جدتك لديها أنتما للعناية بها، فإن والدك وأنا سنشعر بالارتياح. لقد تأخر الوقت بالفعل اليوم، لذا لا نريد أن تذهب هناك الآن ونسبب الإزعاج. دعونا نتناول الغداء معاً غداً."

وافقت فايزة: "حسناً."

بعد ذلك، تبادلت فريدة بضع كلمات أخرى مع حسام قبل أن تنهي المكالمة.
كان كلا من حسام وفايزة هادئين في طريق العودة. ولم تدير رأسها إلى اليسار إلا عندما اقتربت السيارة من وجهتها: "لا شك أنك تشعر بخيبة أمل."

لم يكن حسام مستعداً لهذا التصريح المفاجئ، لذا شعر بالارتباك.

ثم قالت بصوت هادئ: "نظراً لتأجيل جراحة جدتي، سيتم تأجيل موعد الطلاق أيضاً."

عند سماع كلماتها، تجمدت يداه التي كانت تمسك عجلة القيادة للحظة. ضغط على شفتيه، وقال بنبرة مرارة: "لم يكن من المفترض أن يقع في هذا التوقيت أصلاً، وفقاً

للخطة الأصلية."

كانت حالة فضيلة الصحية جيدة، لذا تم اعادة جدولة العملية الجراحية في موعد أبكر بنصف الشهر، وبالتالي تم تقديم موعد الطلاق أيضاً بنصف الشهر. والآن، حيث أنها لا تستطيع الخضوع للجراحة، لا مجال إلا لتأجيل الموعد الأمر الذي لا يختلف كثيراً عن الخطة الأصلية. اضافة إلى ذلك، فقد كان قد استعد منذ فترة طويلة لمختلف

الاحتمالات، مع وضع حالة فضيلة في الاعتبار.

أقرت فايزة ذلك حيث تفوهت ب"اه"، ثم سألت: "هل هذا

مقبول لك ؟ كيف ستفسر الأمر لرهف ؟"

أجاب وقد قطب جبينه: "هذا بيني وبينها."

في هذه اللحظة، ابتسمت ابتسامة مرارة وقالت: "صحيح أنت على حق."

عندما وصلت السيارة إلى وجهتها، وقبل أن يتمكن من ايقافها بشكل صحيح، كانت قد خرجت من السيارة وأغلق الباب بصوت عال، تاركة إياه عاجزاً عن الكلام.

خرج فتحي، الذي كان قد سمع أنهما سيعيدان فضيلة إلى البيت لاستقبالهما في سعادة عند سماعه للجلبة. إلا أن ما رآه كان فايزة وهي تخطو بلا تعبير على وجهها إلى البيت وتلاها حسام وقد علا الوجوم وجهه. استغرق لحظة قبل أن يتمالك نفسه، وقام بفرك جبينه في ارتباك وقال: "ماذا

يحدث الآن؟"

في هذه الأثناء ذهبت فايزة مباشرة إلى الغرفة في الطابق الأرضي، حيث ستقيم فضيلة. كانت الخادمات تعملن بكفاءة، فقد انتهين من تغيير مفروشات السرير بالفعل بعد أن قامت باجراء المكالمة الهاتفية. ونظراً لأن المنزل كان يتم تنظيفه في أيام ثابتة، فلم يكن هناك الكثير الذي بحاجة للقيام به سوى تغيير مفروشات السرير.

يا سيدة منصور، إن الغرفة المخصصة للسيدة منصور الكبيرة تقريباً جاهزة. يرجى أن تلقي عليها نظرة، وتخبرينا إن كان هناك أي شيء آخر تودين ترتيبه."

نظرت فايزة حولها، وكانت راضية تماماً. "لنحضر بعض النباتات الطبيعية، ونغير الستائر إلى ألوان أكثر أناقة. ولنضف بعض الشموع المعطرة المهدئة.

أومأت الخادمة، وذهبت لتنفيذ الطلبات.

بعد أكثر من ساعة، انطلق الاثنان مرة أخرى إلى دار المسنين لاصطحاب فضيلة.

خلال ساعتي الانتظار، وحيث أن حفيدها وزوجته كانا قد أخبراها أنهما سيأتيان لاصطحابها إلى المنزل، كانت مشاعر فضيلة مزيجاً من الفرح والتعقيد.

كانت سعيدة؛ لأنها أخيراً يمكنها مغادرة دار المسنين، ولكن

كان الأمر معقداً؛ لأن العودة إلى المنزل بدت وكأنها ستسبب

لهما المتاعب بسبب حالتها الحالية. فعلى كل مهما كان المنزل جيد التجهيل إلا أنه ليس دارا للمسنين ومن المؤكد آنهما سيكرستان اهتماماً أكبر لرعايتها

إلا أنه قبل أن تتمكن من تسهب في التفكير في الأمن سمعت صوت القائم بالرعاية يقول: "يا سيدة منصور أن السيد والسيدة منصور هنا الاصطحابك

عند سماعها ذلك، توترت فضيلة بعض الشيء.

على العكس كان الممرضان سعيدين جداً، وقد غطت الابتسامات وجيهما، وهما يقولان: "لقد قمنا بحزم أغراضك. يا سيدة منصور" لم يكن لدى فضيلة الكثير، وتم حزم كل شيء في حقيبتي سفر.

كانت تشعر بالقلق، وأرادت أن تتحدث، لكن دخول فايزة و حسام من الباب قاطعها: "جدتي؟"

عندما رأت أن الممرضين كانا قد حزما أغراضها بالفعل. قالت فايزة بدافع غريزي لحسام: "اذهب واحمل أمتعة

جدتي"

رفع حسام حاجبه، لكنه لم يرفض توجه وأخذ الأمتعة في

يديه.

في هذه الأثناء، اقتربت فايزة من الكرسي المتحرك، وقالت: يا جدتي، قامت الخادمات بتنظيف الغرفة التي ستقيمين بها. يمكنك الاسترخاء فور وصولنا. هل قمت بالاستحمام الآن بعد أن غادرنا ؟"

هزت فضيلة رأسها، فقد كانت متوترة جداً، حتى أنها لم تتمكن من الاستحمام.

قالت فايزة، دون أن تعطي فضيلة فرصة للتفكير في أي شيء آخر: "لا بأس من ذلك. سنقوم بالاستحمام عندما نعود إلى المنزل. " ثم دفعت الكرسي المتحرك، وخرجت من . الغرفة، مشيرة إلى حسام بعينيها.

في حين كان حسام يقف مكانه، نظر إلى سلسلة الاجراءات التي تتخذها فايزة، ولم يملك سوى أن يبتسم قبل أن يحمل الأمتعة ويتبعها.

تحت جناح الليل، جلست فضيلة وفايزة في المقعد الخلفي

للسيارة، وعلى الرغم من أن الوقت كان قد تأخر، وكان

موعد نوم فضيلة، إلا أن نظرتها كانت حيوية وهي تنظر

إلى المشهد الباهت للمدينة.

ومن جانبها، كانت فايزة قد لاحظت الترقب على وجهها.
فعلاً، مهما كانت دار المسنين فخمة، فإن البقاء فيها لمدة طويلة سيجعلها تشعر بالخوف والملل.

عند هذا التفكير، أمسكت ذراع فضيلة، واستندت بلطف على كتفها قائلة همساً: "سوف نذهب معاً إلى المركز التجاري خلال بضعة أيام"

فرحت فضيلة وقد تفاجأت: "هل يمكنني ؟"

سوف نسأل الطبيب قبلاً، ولكن الذهاب لمدة ساعة أو

ساعتين لن يضير."

لم تقل فضيلة المزيد، لكن الجميع شعر بتحسن حالتها المزاجية. وبهذا، بدأ الجو في السيارة يتحسن كثيراً.

كانت فايزة قد اعتقدت في الأصل أن الأجواء السعيدة يمكن أن تستمر لفترة من القوت، لكنها لم تكن تعلم أنه مع اقتراب السيارة من بوابة منزل عائلة منصور، رأت هيئة

نحيلة ومألوفة من بعيد.

حتى في منتصف الليل. أصرت تلك الشخصية على ارتداء فستان أبيض، وهي تقف عند البوابة وتتواصل مع حارس

الامن

تم بدا وكأن حارس الأمن لاحظ شيئاً وأشار في اتجاههم. وبمتابعة اصبعه التفتت الشخصية النحيلة، ونظرت نحوهم.

في هذه اللحظة، اضاءت أضواء السيارة وجه رهف الجميل مما جعل ملامحها واضحة تماماً.

عندما فكرت فايزة في فضيلة بجانبها، توقف قلبها للحظة.

من هذه الفتاة الصغيرة؟ تبدو ... مألوفة إلى حد ما

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-