رواية ولادة من جديد الفصل الستون60 بقلم مجهول


 

رواية ولادة من جديد الفصل الستون بقلم مجهول

 أحاسيس متشابكة


من الأرجح أن حسام كان مهتما ومعتنياً بفايزة بشكل خاص لأنهما كانا
صديقين منذ الطفولة، أو لأن عائلتيهما كانتا متقاربتين من بعضهما البعض. قد
يعام لحسام فايزة كأخت له وربما كان هذا هو السبب في تعامله اللطيف،
بغض النظر عن زواجهما.            إلا أن ما وجدته فايزة مثيراً للضحك هو تلك المشاعر التي تكونت لديها على
طول الطريق. أغلقت عينيها لتتوقف عن النظر إلى حسام. استيقظت فضيلة
حوالي الساعة 8:00 مساءً، وفتحت السيدة العجوز عينيها لتجد وجه فايزة
يحوم فوق رأسها. كانت عينا فايزة تحدقان في عيني فضيلة، وكان طرف أنفها
يكاد يلامس أنف فضيلة بدت شديدة القلق وهي تقول: "لقد استيقظت يا
جدتي. كيف تشعرين؟ هل تشعرين بأي عدم ارتياح ؟ هل أنت جائعة؟"
ابتسمت شفتا فضيلة وهي تنظر إلى الفتاة ذات البشرة الفاتحة والعيون
الواسعة أمامها. كان من الواضح أن فايزة قلقة، لذا هزت فضيلة رأسها بسرعة
وفكرت في بالها هذه الفتاة الصغيرة لطيفة جداً لعقت فايزة شفتيها في توتر
عندما رأت فضيلة تهز رأسها، وتلتزم الصمت انتهى الأمر بفايزة ترفع يدها أمام
فضيلة.
وسألت فايزة: "انظري إلي يا جدتي ما هذا العدد؟
كان بإمكان فضيلة أن ترى بوضوح أن فايزة قد مدت اصبعين، وكانت تعتزم أن
تفتح شفيتها وتعطي الاجابة الصحيحة عندما راودتها فكرة، فقالت فضيلة:
"واحد" وكانت تقصد مجرد المزاح مع فايزة. لكن ظهر على وجه فايزة تعبير
ذهول عندما سمعت اجابة فضيلة: "يا جدتي .
كانت فايزة على وشك أن تستدعي الطبيب عندما شعرت بحسام يمسك
بمعصمها. فقالت ووجهها مذهول: "أفلتني، يجب أن استدعي الطبيب" نظر
حسام إليها لحظة دون أن يتركها ثم سأل بصوت متعجب: "هل أنت متأكدة
من ذلك؟" ثم قهقهت السيدة العجوز في رقة وقالت: "كنت مجرد أمزح معك.
يا فتاتي العبيطة. أنا بخير
لاحظت فايزة الابتسامة على وجه فضيلة عندما عادت ونظرت إليها. إذاً
كانت قد ذكرت الاجابة الخطأ عن عمد قبل قليل؟ إنها لا تشعر فقط بالتحسن .
إنها تشعر بالصحة الكافية لتلعب المقالب معي ) أليس كذلك؟ أخيراً، اطلقت
فايزة تنهيدة ارتياح. وقالت فايزة وهي تمد يدها لتعانق فضيلة: "فعلاً يا
جدتي، لقد اصبتني بصدمة" بعد ذلك، قدمت فايزة لفضيلة بعض العصيدة،
وبدأت فضيلة تتناول الطعام في بطء، مع فترات طويلة بين اللقمة واللقمة.
بعد أن انتهت من نصف الطبق، لم تعد فضيلة تريد المزيد من العصيدة. كانت
قد استيقظت للتو، ولم يكن جهازها الهضمي يعمل بكفاءة شاب صغير، لذا
قررت فايزة أنها لن تقنع فضيلة بتناول المزيد وإنما قالت: "سوف أطعمك مرة
أخرى عندما تشعرين بالجوع لاحقاً. لم تقل فضيلة الكثير بعد ذلك
جلست ببساطة في صمت.
-
وإنما
في هذه الأثناء، انشغلت فايزة بأمر آخر. لقد كانت شخص يعتني بالآخرين، لذا
انطلقت على عجل إلى الحمام وأخذت منشفة بعد انت انتهت فضيلة من
وجبتها. غمرت فايزة المنشفة في الماء الدافئ، واعطتها لفضيلة لتمسح يديها.
بعد برهة، أعلنت فضيلة: "يجب أن تعودا إلى البيت" تسمرت فايزة، ورفع
حسام حاجبه، بعد أن سمعا ما قالته فضيلة وسأل حسام: "ما الذي تقولينه يا
جدتي؟"
إلا أن فضيلة استطردت بنبرة هادئة مسالمة - ولم يبد أنها انزعجت من نبرته
الخشنة على الاطلاق، وتمتمت قائلة: "أنا طاعنة في السن، ويجب ألا تضيعوا
وقتكما معي. إن النوم ضروري للشباب في سنكم. لذا يجب عليكما العودة إلى
البيت ونيل قسط من الراحة. لدي هنا الممرضات معي"
حتى حسام أدرك أن هناك خطب ما فيما كانت فضيلة تقوله، فسألها: "ما الذي
تعنيه يا جدتي عندما تقولين أننا نضيع وقتنا؟ نحن نقضي معك الوقت في
المستشفى. كيف يكون هذا مضيعة للوقت؟" ألقت فايزة نظرة واحدة على
حسام ، وكان بامكانها أن تدرك أنه لا يوجد انسجام. لذا وضعت فايزة الأشياء
التي كانت بين يديها، واتجهت إلى فضيلة وسألت برفق: "إننا لا نقض معك
الوقت يا جدتي من باب واجب نحن نرغب حقاً في أن تكون هنا معك. كيف
يمكن أن يكون ذلك إضاعة للوقت؟"
ربتت فضيلة ظهر يد فايزة لتظهر لها أنها لا نية لها أن تفقد أعصابها مع فايزة.
ثم التفتت فضيلة لتنظر إلى حسام : "يجب أن تأخذ فايزة إلى المنزل لتستريح
قليلاً. سأكون بخير، حيث ستعتني بي الممرضات." لم تفهم فايزة لماذا كانت
فضيلة ترفض وجودهما وكانت قد استفاقت للتو. بعد سماع حسام لكلمات
فضيلة، لم يحرك ساكنا – بل ظل ببساطة جالساً في مقعده وقد ذم شفتيه.
ظهرت على وجهه الوسيم نظرة وجوم.
وسألت فضيلة مرة أخرى: "هل تنوي العصيان، يا حسام؟"
قطب حسام بين حاجبيه وتدخلت فايزة على عجل لتقف أمامه. "هل لديك أي
مخاوف يا جدتي؟ هل تريدين التحدث عنها؟" كانت فايزة قلقة لرؤية تصرفات
فضيلة، خاصة بعد أن فقدت وعيها من قبل.
"ليس لدي أي مخاوف. اعتقد فقط أن طريقة تفكيري قد تغيرت بعد أن تقدمت
في العمر. لا أريد منكما أن تبذلا كل هذا الجهد لرعايتي. لا أريد أن ازعجكما."
تنهدت فضيلة وهي تتحدث إلى فايزة في لطف: "لم يعد يهمني أن أجري
الجراحة يا فايزة ليست مهمة بالنسبة لي"
وجمت فايزة عند سماعها كلام فضيلة . "ماذا تقصدين أنه لم يعد يهمك؟ ماذا
أنها ليست مهمة يا جدتي؟ أنت لاتزداليا بصحة جيدة بما يكفي للتعافي
تعني
منها، ويقول الطبيب أن الجراحة ستكون ناجحة. هل أنت خائفة؟ في هذه
الحالة، سأبقى معك حتى يتم اجراء الجراحة، حسناً؟" انزعجت فايزة عندما
سمعت أن فضيلة لا ترغب في اجراء الجراحة أمسكت فايزة على عجل بيد
فضيلة، قبل أن تربض على الأرض وقد اعتلى وجهها الهلع. كان الأمر تقريباً كما
لو أن فايزة هي التي يجب أن تجري الجراحة.
شعرت فضيلة بالذنب عندما رأت تعبير وجه فايزة كانتا تعرفان بعضهما منذ
سنوات، لذا عرفت فضيلة أن فايزة لم تحصل أبداً على حب الأم في الماضي.
فهمت فضيلة أن فايزة أمست تعتمد عليها حيث أنها أنثى أكبر عمراً. لو كانت
فضيلة أصغر سناً، لكانت رأت فايزة تعاملها باعتبارها أم لها.
حدقت فايزة في فضيلة بابتسامة أمل على وجهها: "اتفقنا يا جدتي؟ سأبقى
في دار المسنين معك، أو ... إن لم تعجبك دار المسنين، يمكننا الذهاب إلى
مكان آخر. قال الطبيب أنه يمكنك اجراء الجراحة في أي وقت لا تشعرين فيه
بالقلق والتوتر بشأنها كان تعليقها على دار المسنين بالظبط ما كانت فضيلة
تحتاج أن تسمعه.
ضمت فضيلة شفتيها دون أن وتوافق فايزة أو تعارضها عندما رأت فايزة نظرة
السيدة العجوز، كان لديها شعور بأنها ربما أصابت الهدف. لذا، بعد التفكير في
كلماتها بشكل أكبر، وبعد تأمل الوضع اجمالاً، حاولت فايزة طرح اقتراح آخر.
"لماذا لا نأخذك أنا وحسام إلى البيت؟ ألقى حسام ، الذي كانت منصتاً
الحديثهما، نظرة على فضيلة أيضاً.
التزمت فضيلة بالصمت لبعض الوقت، لكنها لاحقاً نظرت إلى فايزة قبل أن تهز
رأسها. احتارت فايزة وقالت: "جدتي ؟ " هل أسأت الفهم؟ اعتقدت أن جدتي
تفضل العودة إلى البيت معنا؟ ظننت أن جدتي لم تعد تحب البقاء هنا؛ لأن
اقامتها هنا طالت كثيراً.
أخذت
قالت السيدة العجوز بصوت متماسك: "لا أريد أن أعود إلى البيت، فأنا لا أرغب
في ازعاجكما بوجودي في دار المسنين هناك على الأقل من يعتني بي"
تلوح بيدها وهي تضيف: "لقد تأخر الوقت يجب أن تعودا إلى البيت الآن.
يمكنكما طلب الممرضة لتبق معي. إنني متعبة واحتاج إلى المزيد من الراحة.
كانت فايزة تريد أن تقول شيئاً آخر، ولكن حسام أمسك بذراعها وساعدها على
النهوض "حسناً. يجب أن تستريحي يا جدتي. سنعود غداً" عند سماعها كلمات
حسام
القت فايزة عليه نظرة شك. كانت على وشك أن تدفعه بعيداً عنها،
عندما نظر إليها نظرة ثاقبة. كانت قبضته قوية، وسرعان ما قادها إلى خارج
الغرفة.

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-