رواية نورة الفصل السادس بقلمlehcen tetouani
....... في الصباح إستيقضت نورة فقررت ان تعجن الخبز البلدي الذي حدثها عنه صابر لإشتهائه له والتي كانت والدته تحضره له مابين كل فترة وفترة خصيصا له
إستصعب على نورة إيجاد كل لوازم المطبخ من الدقيق والملح وغيرها من المواد لتحضيره ولكن إستسهل عليها الامر بعد ذلك فبعد العجن قامت بإشعال الفحم وخبزت العجين ثم طبختها على الطاجن وبعد إنتهائها جلبت دلوا من الحديد وذهبت لتحلب الماعز الموجود في فناء المنزل فملأته حليبا وعادت به إلى المطبخ لكي تسخنه كما سخنت القهوة كذلك وجهزت المائدة من كل مجاميعها بإنتظار اهل البيت فقط ان يستيقضوا من نومهم.
نهض صابر ووالده على رائحة الخبز الزكية المنتشرة ارجاء كامل البيت فنزل صابر من سريره وذهب يركض بإتجاه المطبخ امي امي هل فعلا طبختي لي الخبز الذي احبه
إستدارت نورة لصابر وتأثرت بكلامه حتى الدمعة كادت تسقط من عينها فإحتضنته وقبلته وقالت نعم فعلت ذلك من اجلك فقط ايها الشقي.. نهضت باكرا واستغنيت عن نومتي المفضلة من اجل عجن خبز السيد صابر
تعلمين ظننتك لوهلة انك امي واني كنت فقط احلم ولم ترحل ولكن.....
أوووه صابر المتشائم على الصباح الباكر عليك ان تبتسم كلما تستفيق من نومك وماذا قلنا سابقا عندما تتذكر والدتك ماذا تقول ترفع يدك للسماء وتدعوا لها بالرحمة والمغفرة
نعم صحيح ذلك لقد نسيت فقط اللهم ارحم والدتي برحمتك واسكنها فسيح جناتك
هكذا احب هذا الصابر الشجاع المغاور تعالى هنا اعطيني قبلة الصباح واغسل وجهك ولنذهب للفطور قبل ان يبرد الحليب على حين يلحق والدك والحج
إنبهر والد صابر بحسن معاملة نورة لإبنه رغم سنها الصغير وكيف جعلت منه يضحك في عز حزنه حتى انه هو بدوره جعلته يبتسم من اسلوبها في الحكي مع إبنه بعدما ظن ان إبنه اصبح لايعرف الإبتسامة منذ رحيل زوجته
على مائدة الإفطار كان صابر اسعد الحاضرين كان ملهوفا على الخبز البلدي يأكله بشراهة وغبطة.كان كان دائم الإبتسامة منذ جلوسه ينظر عن يمينه تارة لوالده ثم يساره إلى نورة التي كانت خجولة من هاشم والتي بدورها تأسفت له عن ماحدث في الأمس ومبيتها في غرفته
فطلب منها ان لاتتأسف بل هو الذي يتأسف عن دخوله بدون إستئذان لانه كان لايعلم عن وجودها كضيفة والده في منزلهم
وفي وسط حواديثهما ومزاحهما مع صابر دخل الشيخ مسرعا ليأمرهم بالرحيل إلى منزلهم الثاني المتواجد بالضفة الغربية على الفور.
بعد صلاة الفجر كان من عادة الشيخ وعادة اغلبية أهل القرية كل يوم سبت يذهب إلى سوق المدينة لكي يجلب اغراض منزلية مختلفة كالخضر والفواكه ومواد التنظيف والغسيل
إلى غيرها وهناك اوقفه صديقه مبروك ليسأله عن الفتاة التي كان يتكلم معها عند المقبرة من تكون
فاستغرب الشيخ عن الفضول الذي ألم بصديقه عن غير عادته وقبل ان يجيبه أوضح له مبروك بأن هناك رجل غريب يسأل عن تلك الفتاة بأهمية مبالغة فيها وفي نظره الخاص أنه يريد بها سوء على حسب خبرته بالناس وذلك يظهر بسبب طريقة كلامه الغير واضح عند تلقيه اي سؤال من قبلهم
هم الذين كانوا يصلون صلاة الفجر. كذلك تصرفاته الغامضة التي فضحته كالتأتأة وحركاته المفرطة لذلك الرجل وماكان رد الشيخ إلا ان الفتاة غريبة عن المنطقة وكانت تسأل عن عائلة ما لم يعرفها ثم كل واحد منهما إنصرف إلى حال سبيله.
قرر العودة بسرعة للمنزل لأن قلبه كان غير مطمئن للوضع
وفي طريق العودة لم يلاحظ الشيخ من كان يتبعه حتى فجأة إستدار على صراخ بعض النساء والرجال يتأهبون لفظ الصراع مابين شاب ورجل ملثم وماهي لحظات حتى سقط ذاك الشاب بضربة من سكين على كتفه من قبل الرجل الملثم
كان الشيخ يظن انه عراك عادي مابين رجلين وكثيرا مايحدث مثل ذلك امامه لولا صديقه مبروك الذي كان حاضرا مابين الجموع ليخبره ان ذاك الشاب المغدور هو من كان يتكلم عنه قبل قليل و السائل عن تلك الفتاة المقصودة بالنسبة له
هنا ترك الشيخ المكان وانطلق بسرعة الريح رغم خطواته الثقيلة دون ان يلتفت وراءه او يعلم مالذي جرى بعد تلك الحادثة التي وقعت امامه وتوجه مباشرة ليستقل عربة الى منزله مباشرة