رواية داغر وداليدا قلبه لا يبالي الفصل الخامس 5 بقلم هدير نور
بفيلا الراوي...
كان كلاً من داليدا و داغر ينتظران بغرفة الاستقبال في الفيلا الخاص بخالها حيث قد ذهبت زينات لاستدعاءه.
و بعد عدة دقائق دلف إلى الغرفه مرتضي الذي ما ان رأته داليدا شهقت بصدمه فقد كان وجهه بأكمله متورم ملئ بالكدمات الزرقاء و الحمراء. و احدي يديه كما يبدو مكسوره حيث يضمها إلى صدره بجبيره معلقه بعنقه بينما يعرج باحدي قدميه ببطئ والالم مرتسم على وجهه فقد كان كما لو انه قد تعرض للضرب المبرح من قبل شخص مالكن داليدا لم تهتم بأمره شاعره بداخلها بالشماته فهو لم يرحمها بوقت سابق عندما قام بضربها و سحلها بالارض غير مراعياً صلة الدم التي بينهم. فلما هي سوف تهتم.
غمغم مرتضي بصوت ناعس بينما يفرك رأسه فقد كان يبدو عليه انه كان نائماً و استيقظ لتوه
=خير، خير يا داغر، باشا، في ايه؟!
ولكن وقبل ان يجيبه داغر اندفعت نحوه داليدا بخطوات متردده مغمغمه بصوت مرتجف بعض الشئ
=جوازي من داغر كان اتفاق بينك و بينه،؟!
ارتد مرتضي إلى الخلف بصدمه فور سماعه كلماتها تلك حيث لم يتوقع ان يكون الامر يتعلق بزواجهم او بهذا الاتفاق خاصة اخذ يمرر نظراته القلقه بينها و بين داغر الذي كان يجلس باسترخاء على احدي المقاعد بنهاية الغرفه و نظراته الثاقبه مسلطه عليهم يستمع اليهم اليهم باهتمام.
غمغم مرتضي سريعاً محاولاً السيطره على الخوف الذي دب بداخله و قد ادرك ما يحدث هنا
=بتسألي ليه ما انتي عارفه حوار الاتفاق ده كويس هو في اي...
صاحت داليدا باهتياج مقاطعه اياه بينما تلوح بيدها فوق صدرها كاشاره إلى نفسها
=بقي انا، انا كنت عارفه،؟!
لتكمل بصوت متقطع من شده الاختناق و قد اشتعل الغضب بداخلها كبركان ثائر من الغضب
=كنت عارفه ايه، كنت عارفه انك هتبعني له و تقبض التمن، زيك زي اي قواد من اللي ماشي معاهم.
اندفع مرتضي نحوها على الفور بوجه اسود من شدة الغضب رافعاً يده عالياً ينوي ضربها كما اعتاد دائماً ان يفعل عندما يغضب منها و قد نسي تماماً وجود داغر معهم في ثورة غضبه تلك لكنه توقف امامها متجمداً بمكانه و يده لازالت متعلقه بالهواء وقد تجمدت الدماء في عروقه عندما وصل اليه صوت داغر الحاد الذي انتفض واقفاً على قدميه فور رؤيته لما كان ينوي فعله
=مرتضي...
استدار اليه مرتضي مبتلعاً بصعوبه غصة الرعب التي تشكلت بحلقه عندما رأه واقفاً بجسد متصلب و وجه متشدد متصلب من شدة الغضب بينما يتطلع نحوه بعينين تنبثق منها الشراسه و القسوه...
اتخذ مرتضي عدة خطوات للخلف مبتعداً عن داليدا التي كانت واقفه امامه بوجه شاحب كشحوب الاموات و عينيها المتسعه بالخوف متسلطه فوق يده التي كان ينوي ضربها بها.
همس بصوت مختنق محاولاً تبرير فعلته عندما رأي داغر يتقدم نحوه بخطوات سريعه حاده تنم عن مدي غضبه
=هي، هي اللي خرجتني عن شعوري بسبب قلة ادبه...
ابتلع باقر جملته متراجعاً للخلف بخوف عندما قبض داغر على قميصه جاذباً اياه منه معتصراً ياقته بقسوه بينما يغمغم بفحيح حاد بالقرب من اذنه
=شكلك نسيت العلقه اللي خدتها من شويه و محتاج واحده تانيه تفكرك و تعرفك حدودك...
همس مرتضي بصوت متلعثم منخفض حتى لا يصل إلى مسامع داليدا
=ابوس ايدك يا داغر باشا لا، كفايه انا خلاص عرفت حدودي كويس و حفظتها و اعتبر اللي حصل دلوقتي كانت ذله و مش هتتكرر تاني...
نفض داغر يده بعيداً عنه دافعاً اياه بقوه إلى الخلف مما جعله يتعثر و يسقط بقسوه فوق الاريكه التي كانت خلفه. لكنه اسرع بالنهوض على الفور يعدل باحراج من ملابسه مغمغماً بصوت لاهث محاولاً انقاذ نفسه.
=بس برضو هي بتكدب و معرفش بتعمل الفيلم ده ليه. و عايزه توصل لايه باللي بتعمله ده...
تطلعت داليدا نحوه باعين غائمه و هي لازالت تشعر بالصدمه تجتاحها مما حدث منذ قليل فهي لا تصدق ان داغر قد قام حقاً بحمايتها من خالها.
هزت رأسها بقوه مخرجه نفسها من صدمتها تلك و اقتربت بخطوات بطيئه من مرتضي و قد طمئنها وقوف داغر بالقرب منه هاتفه بغضب رداً على كلماته الكاذبه.
=مفيش غيرك هنا كداب، انت اللي بعتني و قبضت تمني، و خونت امانه ماما ليك...
هتف مرتضي بقسوه بينما يحاول قلب الطاوله عليها بينما بدأ الخوف يسيطر عليه فقد كانت خطته التي قامها بها على وشك ان تنكشف و ينفضح امره
=عايزه توصلي لايه باللي بتعمليه ده فاهميني، انتي من يومك مش سهله عامله زي الحربايه تلدعي اللدعه و في نفس الوقت تباني بريئه و غلبانه بس مكنتش متوقع انه يوصل بيكي الامر انك...
قاطعته داليدا هاتفه بشراسه وقد صدمها وصفه له بتلك الطريقه الشنيعه
=انا، انا حربايه ولا انت اللي...
صاح داغر بغضب مقاطعاً اياهم و قدأ بدأ يشعر بالاختناق من الامر ببرمته
=اخرسوا و مش عايز اسمع نفس منكوا...
ليكمل بينما يتجه نحو داليدا التي تراجعت بتعثر إلى الخلف عدة خطوات بعيداً عنه لكنه اسرع بالقبض على ذراعها مناعاً اياها من الابتعاد
اخرج هاتفه ثم اداره نحوها قائلاً بهدوء يعاكس الغضب المشتعل بداخله.
=ده رقم حسابك البنكي،؟
تطلعت داليدا إلى الرقم المتواجد بشاشة هاتفه اخذت تتمعن فيه عدة لحظات قبل ان تومأ برأسها بالموافقه فقد كلن رقم حسابها بالفعل
ناولها هاتفه قائلاً بصرامه امراً اياها
=ادخلي و افتحي حسابك من تليفوني...
همست بارتجاف بينما تطلع بارتباك إلى هاتفه
=مش، مش فاكره الباسورد اصل مش متعوده افتحه لانه فاضي.
لكنها اسرعت بالقول وهي تخرج هاتفها من جيب بنطالها تعبث به بتوتر عندما لاحظت الغضب الذي ارتسم على وجهه فقد كان يبدو عليه انه لا يصدقها
=بس. بس انا فاكره اني حافظاه على موبيلي...
اخذت تبحث بهاتفها عدة لحظات حتى وجدته اخيراً من ثم فتحت الحساب من هاتف داغر الذي ما ان رأي صفحة معلومات حسابها البنكي تظهر على شاشه هاتفه اختطفه من بين يديها
تصلب فكيه بقسوه بينما يتفحص صفحة حسابها تلك.
ادار الهاتف نحوها اخيراً و تعبير من الغضب يرتسم فوق وجهه...
اخذت داليدا تتطلع إلى شاشة الهاتف باضطراب عدة لحظات و عقلها غير قادر على ترجمه المعلومات التي امام عينيها من شدة الخوف والارتباك لكن انسحبت الدماء تنسحب من جسدها عندما بدأت تقرأ و تستوعب المكتوب بنهاية الصفحه فقد كان هناك ما يوضح ان حسابها البنكي تم استلام به مبلغ 20 مليون جنيه في تاريخ يوافق لتاريخ يوم كتب كتابها على داغر...
همست بصوت منخفض مرتجف و قد اخذت ضربات قلبها تزداد من بشده بينما انفاسها تنسحب ببطئ من داخل صدرها كما لو ان المكان اصبح يطبق بجدرانه عليها
=معرفش، حاجه عن الفلوس دي
لتكمل بصوت مختنق و قد بدأ عقلها يستوعب حجم المصيبه التي وقعت بها بينما تدير عينيها بشك بين داغر و مرتضي
=دي، دي اكيد لعبه بينكوا انتوا الاتنين علشان، علشان تبرر خداعك ليا وجوازك مني بسبب نورا انتوا اكي...
قاطعها داغر بقسوه بينما يحيط خصرها بذراعه جاذباً اياها بجانبه هامساً باذنها بهسيس مرعب
=اخرسي، اخرسي و مسمعش ليكي صوت...
لبكمل بينما يشير بهاتفه امام وجه مرتضي الذي كان يتابع ما يحدث بينهم براحه فقد بدأ الامر يثبت على ابنة شقيقته
=مذكور هنا ان في الحساب فيه 14 مليون جنيه بس، الفلوس دي ناقصه 6 مليون جنيه، راحوا فين...
اجابه مرتضي بصوت جعله هادئ قدر الامكان بينما يحاول السيطره على الخوف والقلق الذي عادوا ينبضوا بداخله
=داليدا اشترت فيلا في الساحل...
ليكمل قائلا بسخريه وهو يتطلع نحو داليدا
=ولا ناويه تنكري ده كمان...
صرخت داليدا بحده وهي تشعر بانها على وشك فقد وعيها فما يحدث اكثر بكثير من قدرتها على التحمل فخالها يكذب بينما يتطلع إلى عينيها بكل برود و قاحه
=كداااب و الله كداب...
لتكمل بينما تستدير إلى داغر هاتفه بهستريه بينما تتشبث بذراعه بقوه
=والله العظيم كداب يا داغر متصدقهوش...
قاوم داغر الاضطراب الذي انتابه عندما تشبثت به و هي تتطلع نحوه بهذا الضعف المرتسم داخل عينيها تنحنح بصوت مختنق قبل ان يلتف إلى مرتضي قائلاً بحده
=ايه اللي يثبت انها اشترت فعلاً الارض دي...
اجابه مرتضي بهدوء بينما يشعر بالرضا فقد وصل اخيراً إلى مفتاح خلاصه تناول هاتفه سريعاً.
=ايوووه معايا طبعاً و اللي يثبت كدبها هو ورق الارض، انا دلوقتي هكلم محامي العيله ا معاه الاوراق لانه كان بيوثق العقد في الشهر العقاري
اخذ يتحدث بالهاتف عدة لحظات إلى شخصاً ما من ثم اتجه نحو مكينة الفاكس التي اخرجت عدة اوراق التي ارسلها له المحامي القي بها نحو داغر الذي التقطها منه بوجه متجهم اخذ يتفحص اوراق مليكه فيلا الساحل عدة لحظات من ثم دفعها نحوها قائلاً بجمود
=ده توقيعك،؟!
تطلعت داليدا إلى الاوراق التي بيده باعين متسعه زائغه و قد مادت الارض تحت قدميها و فرت الدماء من جسدها عندما رأت توقيعها بخانة المشتري بأسفل الورقه.
شعرت برغبه ملحه بالموت و الاختفاء مت هذه الحياه حتى تتخلص مما هي فيه الان...
ارادت ان تهز رأسها بالنفي لكنها تعلم بان داغر ان يكشف كذبها هذا بكل سهوله مما سيجعل موقفها اصعب مما هو صعب في الواقع همست بصوت ضعيف بينما شفتيها ترتجف بقهر دفين
=ايوه توقيعي...
لتكمل بهلع عندما اطلق سباباً حاده بينما يعصر الورقه التي بيده ملقياً اياها بعنف على الارض اسفل قدمه مما جعل داليدا تنتفص متخذه عدة خطوات إلى الخلف بخوف عندما رأت لهيب الغضب الشرس الذي يلتمع بعينيه
=بس والله مشترتش حاجه
و لا اعرف حتى شكل الفيلا دي ايه.
صاح مرتضي بسخريه مقاطعاً اياها
بينما يشعر بالراحه و الاطمئنان عندما رأي الغضب المرتسم على وجه داغر مدركاً بانه قد نجح في خطته
=مشوفتش في بجاحتك بجد...
ليكمل بقسوه بينما يرمقها بازدراء
=مش عارف ازاي بشخصيتك الواطيه تبقي بنت ليلي اختي...
شعرت داليدا بالغضب ينفجر بداخلها فور سماعها كلماته تلك فلما تشعر بنفسها الا و هي تندفع نحوه ملتقطه الاشياء ذات الوزن الثقيل من فوق مكتبه تضربه بها و بكل ما تستطيع يدها ان تصل اليه من فوق مكتبه من ثم اندفعت نحوه تضربه بيدها ممزقه وجهه باظافرها بينما تهتف بهستريه و قد فقدت سيطرتها على نفسها تماماً.
=انت اللي زي اخوها. ده انت شيطان شيطان ربنا ينتقم منك، ربنا ينتقم منك
شعرت بيد داغر تحيط خصرها من الخلف تجذبها بقوه بعيداً عن خالها الذي كان واقفاً بجسد متصلب و وجهه محتقن بشده بسبب السيطرة التي كان يمارسها على نفسه بصعوبه حتى لا يندفع و يخنقها بيديه مشبعاً اياها ضرباً فهذه هي المره الاولي التي تتخطي بها حدودها معه
اخذت داليدا تتخبط بين ذراعي داغر بينما تحاول دفع يده بعيداً.
محاوله بكل طاقتها الافلات من قبصته حتى تعود إلى مرتضي مره اخري و تكمل تمزيق وجهه فهذه المره الاولي التي تتجرأ بها وتقف امام خالها الطاغيه، فقد تحملت افعاله من ضربه واهانته لها طوال السنوات الماضيه كثيراً حتى حبسه اياها داخل المنزل و رفضه خروجه تحملته...
لكن ما يفعله الان هو اقصي الجحود و الظلم الذي لا يمكنها السكوت ضربت داغر بمرفقها من الخلف محاوله جعله يفلتها لكنه اسرع بحملها مشدداً ذراعيه منحولها جاذباً اياها بعيداً عن مرتضي محاولاً السيطره على غضبها الذي خرج عن السيطره تماماً.
شعر مرتضي بشئ لزج دافئ ينزلق على خده فقام بمسحه بيده ليرتجف جسده بغضب عندما وقعت عينيع على الدماء التي تلطخت بها يده عصف بشراسه بينما بعصر قبضتيه بجانبه بغضب مكشراً عن انيابه بينما يزجر داليدا بنظرات تمتلئ بالكراهيه والغضب
=قسماً بالله انا ماسك نفسي بالعافيه والا كان زمانك مدفونه مكانك...
قاطعه داغر مزمجراً بشراسه زاجراً اياه بنظرات شرسه قاتله جعلت الدماء تجف بعروق مرتضي من شدة
الخوف الذي دب باوصاله.
=مرتضي يا رواي حاسب على كلامك بدل ما ادفنك انت مكانك.
ليكمل بقسوه بينما يوجه اهتمامه إلى تلك التي لازالت تنتفض بين ذراعيه محاوله الافلات من بين قبضته هامساً بصوت منخفض حاد ممتلئ بالغضب مقرباً وجهه منها ينظر اليها بعينين تلتمع بوحشية مما جعلها تخفض عينيها في ذعر و قد هدئت حركتها تماماً
=و انتي اتهدي و مسمعش ليكي نفس. لان رصيدك خلاص جاب اخره معايا
من ثم جذبها معه نحو الخارج.
تاركاً مرتضي واقفاً بمكانه و جسده يهتز بقوه من شدة الغضب و الدماء لازالت تسيل من وجنتيه اطلق صرخه غاضبه وقد بدأ يطيح بكل ما بالغرفه منفثاً عن غضبه بينما يطلق سباباً قاسيه بينما يتوعد لداليدا بمعاقبتها على تجرئها معه بسحقها اسفل حذائه قريباً...
بعد مرور نصف ساعه...
فور دخولهم إلى جناحهم التفت داليدا إلى داغر قائله بصوت حاد بينما تعقد يديها المرتجفه اسفل صدرها بحمايه
=انا عايزه اطلق...
لتكمل بصوت مرتجف بينما تتابعه و هو يتجه نحو الطاوله متناولاً من فوقها كوباً من الماء اخذ يرتشف منه بتمهل
=و ان كان على فلوسك فانا هرجعهالك و مش عايزه منك اي حاجه...
ظلت تطلع اليه عدة لحظات بتوتر تنتظر منه اجابه او رد فعل على ما قالته لكنه ظل يرتشف بهدوء و برود من كأس الماء متجاهلاً اياها كما لو انها لم تتحدث مما جعلها تهتف بحده
=سمعتني...
لكنه تجاهلها مره اخري متلاعباً ببرود بكأس الماء الذي بين يديه مما جعل الدماء تثور بغضب في عروقها بسبب تجاهله هذا الذي تحملت كثيراً.
فلم تشعر بنفسها الا و هي تدفع بحده كوب الماء الذي كان يتناول منه بعيداً عن فمه مما جعل بعض الماء يسقط فوق قميصه مغرقاً اياه لكنها لم تهتم و صاحت به بغضب
=سمعتني بقولك طلقني ايه هتعم...
لكنها قاطعت جملتها مطلقه صرخه فازعه مرتفعه عندما اطلق لعنه قاسيه و هو يضرب بغضب الكأس الذي كان في يده بالحائط ليحدث ضجه مرتفعه وهو يسقط على الفور متهشماً على الارض كشظايا من الزجاج.
زمجر بقسوه من بين اسنانه المطبقه بغضب بينما يلتف اليها
=سمعتك. سمعتك من اول مره كويس بس بحاول اعمل نفسي مسمعتكيش علشان مطبقش على رقبتك و اخنقك واخلص منك و من قرفك.
اتخذت داليدا خطوه مرتجفه إلى الخلف عند سماعها كلماته القاسيه تلك لكنها سرعان ما ثبتت قدميها بالارض مره اخري محاوله استجماع شجاعتها رافضه الفرار من امامه بخوف مثل كل مره، هزت رأسها بقوه قائله باصرار.
=انا مش هكمل لعبة الجواز السعيد دي، علشان بس ترضي غرورك و تخلي بنت عمك اللي سابتك تندم...
اعتصر داغر قبضتيه بقوه بجانبه محاولاً تمالك نفسه و عدم الاقدام على شئ قد يندم عليه.
غمغم بهدوء يعاكس النيران المشتعله بداخله
=تمام، و انا موافق اطلقك، بس تدفعيلي ال 100 مليون جنيه اللي عليكي...
صاحت داليدا بصدمه
=100 مليون،؟!
لتكمل بصوت مرتجف وقد بدأ يتكون فوق جبينها عرق بارد كالثلج من شدة الخوف.
=هما، هما، مش 20 مليون جنيه جبت منين ال80 مليون الزياده دول منين...
اجابها بسخريه بينما يخرج حافظه اوراقه من جيب سترته من بخث بهارحتي عثر على ورقه القاها نحوها
=بما انك بقيتي تنسي الايام دي انتي بتوافقي على ايه و بتمضي على ايه فده اتفاق قبل الجواز اللي انتي ماضيه عليه وقبلتي انك في حالة طلبتي الطلاق تدفعيلي 100 مليون جنيه...
ليكمل بسخريه لاذعه عندما لاحظ شحوب وجهها وعينيها التي اتسعت على مصرعيها بينما تتفحص الورقه التي بين يديها المرتجفه
=ايه نستيها هي كمان؟!
وضعت داليدا يدها فوق عنقها شاعره بالاختناق الحاد يسيطر عليها همست بصوت مرتجف بينما تهز رأسها بقوه برفض
=انت كداب، انتوا كلكوا كدابين، دي اكيد لعبه بينك و بين مرتضي علشان تخليني استمر في لعبتك القذره دي...
لتكمل بحده بينما تلقي الورقه بوجهه.
=اكيد مرتضي قالك اني عرفت سبب جوازك مني و طبعاً خوفت اني اسيبك و الناس تقول مراته سابته بعد اقل من شهر جواز زي ما بنت عمتك ما سابتك و فضلت راجل تاني علي...
صرخت مبتلعه باقي جملتها عندما اندفع نحوها قابضاً على ذراعها لوياً اياه خلف ظهرها بقسوه مزمجراً في اذنها بهسيس لاذع
=دماغك سم و لسانك ده عايز قطعه...
ليكمل معتصراً ذراعها بقسوه حتى تأوهت متألمه بصوت مرتفع لم يثير به الشفقه ليزيد من اعتصاره لذراعها اكثر و هو يتمتم بصوت قاسى حاد
=مفيش طلاق، و لو فكرتي بس تهربي او تخرجي برا باب القصر من غير اذني ساعتها هوريكي الوش التاني لداغر الدويري و وقتها هتتمني الموت و مش هطوليه...
انهي جملته تلك دافعاً اياها بحده بعيداً عنه لتتعثر و تسقط بقسوه على الارض ظلت داليدا جامده بمكانها منحنيه الرأس تغلق عينيها بقوه محاوله منع الدموع التي التساقط ضاغطه على شفتيها بقوه حتى وصل إلى سماعها صوت اغلاق باب الجناح الذي اغلقه خلفه كالعاصفه لتنهار على الفور منفجره في بكاء مرير بينما تنحني على نفسها على الارض متشبثه بذراعها الذي يؤلمها تحتضنه إلى صدرها بينما اخذت شهقات بكائها الحاده تمزق السكون من حولها غافله عن ذاك الذي لا يزال يقف خلف باب الجناح من الجهه الاخري يستمع إلى شهقات بكائها تلك شاعراً بها كسكين حاد يمزق قلبه.