رواية ولادة من جديد الفصل الثامن و الخمسون 58بقلم مجهول


 

رواية ولادة من جديد الفصل الثامن و الخمسون بقلم مجهول

 کفی یا حسام


نظرت فايزة إليه بدافع غريزي، وألقت عليه نظرة بعد سماع ما قاله. شعرت
بشيء من الخجل عندما نظرت مباشرة في عينيه العميقتين المظلمتين .
شعرت كأنه كان يقرأ أفكارها سارعت بغض بصرها قبل أن ترد بصوت لا مبال:
"نعم"
" فعلا؟" ضاقت عيون حسام قبل أن ينظر إلى المنطقة أسفل عينيها، التي
حاولت تغطيتها بنظارتها. "لماذا لديك" هالات سوداء إذاً؟" وبدا أن حسام أدرك
شيئاً في اللحظة التي انتهى بها من جملته "هذا يفسر ارتداءك للنظارة اليوم."        لم تجد فايزة ما تقوله. سحبت يدها قبل أن تطلق عليه نظرة ازدراء "لقد
انتهيت من تنظيفك. لكن لديك جرح على شفتيك. يجب أن تحصل على بعض
الدواء لها لاحقاً هيا لنذهب للبحث عن جدتي " التفتت فايزة للمشي بعد انتهاء
جملتها، بينما تردد حسام لفترة أطول قبل أن تذهب وراءها.
سألها: "عيونك محتقنة، مما يدل على تعب عينيك ألم تنامي الليلة الماضية؟"
أخيراً استدارت فايزة لتنفجر في وجهه: "كفى يا حسام ." ثم سارعت خطواتها،
وكعب حذاءها العالي يصدح على الأرض.
بعد التحدث إلى الطبيب اكتشفا أن فضيلة قد فقدت الوعي بسبب قلقها الزائد.
كانت علاماتها الحيوية جيدة، ولم تظهر أي مشاكل أخرى بارزة بعد وصولها إلى
المستشفى. تنفس ثلاثتهم الصعداء بعد سماعهم الخبر وفكرت فايزة لحسن
الحظ أنها فقدت وعيها فقط بسبب القلق ! إنني شاكرة أنه لا يوجد أي مشاكل
أخرى.
قال الطبيب ناصحاً وقد عبس قليلاً: "لا أنصح باجراء عملية جراحية لها في
الحالة الذهنية التي تعاني منها حالياً إن الأمراض النفسية قد تؤدي إلى مشاكل
أكثر خطورة. إنها مستعدة جسدياً للجراحة، ولكن حالتها الذهنية قد تؤدي إلى
مشاكل أخرى.
سألته فايزة في قلق: "ما الذي يجب أن نفعله الآن إذا؟ هل لديك أي سبل
الاصلاح هذا يا دكتور؟"
قال الطبيب: "نعم. يمكننا أن نعطيها بعض الأدوية لتهدئتها في الوقت الحالي
ولكن قد نحتاج أيضاً إلى وجود عائلتها في جلسات استشارة مع أخصائي
نفسي " فهمت فايزة الوضع - كانت مشكلة فضيلة مشكلة نفسية أكثر منها
مشكلة جسدية. ضغطت شفيتها الحمراوين معاً وتكون تعبير تجهم على وجهها.
توجه إليها حسام ليعانقها، وقال بصوت هادئ نفهم هذا. سنبذل قصارى
جهدنا لدعم علاجها. نستأذن الآن"
رد الطبيب: "بالتأكيد. يفضل أن تزورا السيدة منصور الكبيرة الآن"
أخذ حسام فايزة - التي كانت تشعر وكأنها تطفو في أحلام يقظة – خارج
المكتب، واتجه بها إلى غرفة فضيلة.
كان هناك ممرضتان تسهران على راحة فضيلة في الغرفة، وقامتا بالوقوف
لتحية فايزة وحسام عندما دخلا قالت احدى الممرضتين: "إن السيدة منصور
الكبيرة لا تزال نائمة الآن، لكنها بخير. لا داعي للقلق."
أومأت فايزة وصدرها مثقل وقالت: "شكراً. يمكننا الآن السهر عليها، لذا يمكنكما
متابعة أعمالكما الأخرى ثم جلست بجوار سرير فضيلة. كانت حركاتها هادئة
وحذرة، وبدأ خفيفة مثل الريشة حتى عندما جلست على الكرسي. لم يصدر
عنها أي صوت على الإطلاق.
أما فضيلة التي كانت لا تزال نائمة بعمق فكان وجهها مسالم. كانت ذات الهالة
من الأناقة تحيط بها على الرغم من كل الوقت الذي قضته في دار المسنين.
كان بمقدور المرء أن يعرف أنها سيدة خاصة بمجرد النظر إلى رقدتها الساكنة
على السرير. كان فايزة وحسام صامتين أثناء بقائهما في الغرفة.
مرت قرابة نصف الساعة، عندما ملأ رنين هاتف الأجواء. نظرت فايزة بدافع
غريزي في اتجاه حسام ، وسارع هو بسحب هاتفه لكنم الصوت. نظراً لأن
كلاهما كانا جالسين بجوار سرير السيدة الكبيرة، فقد كانت فايزة قريبة بقدر
سمح لها أن ترى هوية المتصل على شاشة هاتف حسام - كانت مكالمة من
رهف التقت نظرة فايزة بنظرة حسام لوهلة قبل أن تغض بصرها عنه. همست
قائلة: "يفضل أن تخرج خارج الغرفة لتلقي المكالمة."
ظل حسام صامتا بعض الوقت قبل أن يخرج لتلقي المكالمة. بعد خروجه
ظهرت نظرة خيبة أمل في عيون فايزة. لماذا تتصل به رهف في مثل هذا
الوقت ؟ هل أخبرها أننا سنحصل على الطلاق اليوم ؟ هل تتصل رهف لتسأل إن
كنا قد نجحنا في الحصول على الطلاق؟
هذه الأثناء، تأكد حسام من أنه يبتعد عن الغرفة قبل أن يرد على مكالمة
رهف. "حسام؟" جاء صوت رهف من الطرف الآخر للخط. على الرغم من أن
حسام لم يكن في مزاج جيد، إلا أنه حاول قدر المستطاع أن يبدو لطيفاً.
"نعم، لماذا أنت مستيقظة في هذا الوقت المبكر؟"
بدت رهف قلقة. "إنني مستيقظة منذ فترة. في الواقع، لم أحظ بالكثير من
النوم الليلة الماضية؛ لأنني كنت قلقة بشأن السيدة منصور الكبيرة. كيف حالها
الآن؟ حسام، أدرك أن هذا ربما ليس بالوقت المناسب لأطلب منك هذا، ولكنني
حقاً قلقة بشأن السيدة منصور الكبيرة. فهل ... هل يمكنني القدوم لزيارتها؟ ولا
تقلق - سأتأكد من أنها لن تراني. سأبقى خارج الغرفة، وسوف أغادر فور
استيقاظها. لن أدخل على الإطلاق"
رفع حسام حاجبيه عندما سمع الوداعة والخنوع في صوتها. إنها منقذته، ولا
تستحق مثل هذه المعاملة. كاد حسام أن يوافق على اقتراحها، لكنه قرر في
النهاية أن لا يوافق عندما تذكر حالة فضيلة "لم تخضع جدتي للجراحة، يا
رهف
توقفت رهف لبعض الوقت بعد سماع كلماته : فعلاً؟ هل تم تأجيل الجراحة
أم ...؟"
"نعم. تم تأجيل الجراحة؛ لأن جدتي أصيبت بالتوتر وفقدت الوعي." ألقى حسام
نظرة خاطفة في اتجاه غرفة جدته بينما كان يتحدث. "ستتأجل الجراحة لمدة
طويلة."
"ماذا؟ ستتأجل ... ستتأجل الجراحة؟" تجمدت رهف عندما نظرت إلى النبيذ
الأحمر والستيك الذي كانت قد أعدته كانت حتى قد وضعت بعض الشموع
المعطرة على الطاولة. لم تتوقع حدوث مثل هذا الوضع في هذه اللحظة.
"نعم. لا نعلم كم من الوقت سيستغرق حتى تتمكن جدتي من الخضوع
للجراحة. إنها نائمة الآن، لذا سأتصل بك لاحقاً وأنهى حسام المكالمة، وعاد
إلى الغرفة بعد ذلك.
بييب بيييب. تسمرت رهف عندما أدركت أن حسام كان قد انهى المكالمة.
خرجت احدى صديقاتها من الغرفة المجاورة، وسارت صوبها للتندر عليها عندما
رأت أن رهف قد وضعت هاتفها على الطاولة. كيف" سار الأمر يا رهف؟ هل
أجريت المكالمة؟ "
أومأت رهف إلا أن صديقتها فيما يبدو لم تدرك مدى انخفاض معنوياتها. "وااو.
تهانينا، إذا! هل سيأتي حسام لاحقاً؟ هل يمكننا البقاء للاحتفال معكما؟ سألتها
الصديقة بحماس.
رائع يا رهف لقد تحرر حسام حبيبك العزيز أخيراً من تلك المرأة. ستصبحين
رسمياً السيدة منصور بعد هذا، أليس كذلك؟"
"أوه، السيدة منصور، رجاء أن لا تنسينا بعد أن تصبحي غنية وصاحبة نفوذ"
سيتعين عليك مشاركة بعض ثروتك معنا عندما يتم ذلك. أنا أتوقع مقعد كبار
الشخصيات في حفل زفافك أتعلمين ذلك؟"
أضافت صديقة أخرى: "أنا أيضاً، أنا أيضاً أريد أن أكون في صدارة القاعة!
بالمناسبة، هل يمكنك أن ترمي باقة الزهور في اتجاهي خلال حفل زفافك يا
رهف؟ أمل أن أتزوج صديقي بحلول نهاية هذا العام"
ردت صديقة أخرى: "حقاً؟ هل تنويين الزواج أيضاً؟ تهانينا" تحدثت الصديقات
بسعادة فيما بينهن ولم تدركن نظرة الوجوم التي على وجه رهف بدت
الصديقات وكأنهن يتحمسن أكثر فأكثر كلما تحدثن.
بعد وهلة، لم تعد رهف قادرة على تحمل المزيد رفعت رأسها وانفجرت فيهن
غضباً: "هل يمكنكن جميعاً التوقف عن الحديث؟"
ذهلت الصديقات؛ لأنهن لم يفهمن لماذا كانت ثائرة: "رهف..."
لم تحاولن حتى فهم الوضع بشكل متكامل وتفترضن افتراضاتكن الخاصة. لا
أحد منكن يهتم حتى بمشاعري. الا تعتقدن أنكن قد تجاوزتن الحد قليلاً؟

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-