رواية ولادة من جديد الفصل الرابع و الخمسون 54بقلم مجهول


 

رواية ولادة من جديد الفصل الرابع و الخمسون بقلم مجهول

الحصول على الطلاق


إن تمكنت فايزة من تجنب استرجاع الأيام الخوالي، فإن أيامها ستمر مثل
الغيبوبة.
إلا أن هذا لن يؤدي إلا إلى زيادة الألم عندما تعود الذكريات لتغمرها.
إن المودة التي كان يبديها لها بشكل عابر في الماضي، كانت قد تحول إلى
سكاكين تقطع بها جلدها حالياً.
ارتكنت إلى الخزنة، وأغلقت عينيها في يأس.
لو أنه كان فقط قادراً على مبادلتها مشاعرها حتة ولو أقل القليل، لما كانت
بهذا اليأس الآن.        عندما عادت إلى المنزل ومعها شهادة الزواج، كان حسام يخرج لتوه من
الحمام. خرج من الحمام وعلى وجهه تعبير .وجوم. كان للتو على وشك المرور
بجانب فايزة عندما لاحظ شهادة الزواج في يدها.
عندما رآها وهي تحمل شهادة زواجهما، وقف في مكانه ورفع رأسه. تحول
التعبير الذي على وجهه إلى المزيد من الوجوم، واخترقت نظرته جسدها مثل
خناجر من الثلج.
اشتدت قبضتها لا ارادياً حول الشهادة عندما التقت نظرته.
وبعد لحظة من الصمت، سخر قائلا: "يبدو أنك متحمسة."
تفاجأت فايزة بتعليقه. وفتحت شفتيها، ولكن عقدة ما في حلقها منعتها من
قول أي شيء. وفي النهاية، أمسكت الشهادة بقوة، بينما خفضت نظرها إلى
الأرض.
فائدة
ماذا يتوقع مني
أن أقوله؟ ليس هناك شيء يمكنني أن أخبره به، كما أنه لا
من ، أن أقول أي شيء. فعلى كل الأحوال، كانت فكرة الطلاق فكرته . إن
الشخص الوحيد الذي يحبه هو من أنقذ حياته في الماضي، اضافة إلى ذلك، فأنا
أيضاً أرد لها الجميل . لنترك الأمر عند ذلك، فليس لدي ما أقوله.
بعد أن كان لي وحدي طيلة عامين، ليس لدي أي ندم. إن التاريخ الذي يجمعنا
يمثل تعويضاً كافياً لغيابه في المستقبل.
في النهاية، قاطع حسام الصمت قائلاً: "إن الجراحة غداً، لذا لا ضرورة لنا
للاستمرار في ا التظاهر. سأقضي الليلة في غرفة المكتب."
ثم أمسك وسادته وغادر الغرفة.
ظلت فايزة بلا حراك للحظة، قبل أن تضع شهادة زواجهما على طاولة السرير
الجانبية. وبعد ذلك، التقطت ملابس نظيفة، وتوجهت إلى الحمام.
استيقظت فايزة في اليوم التالي على صوت منبه الهاتف. كانت تشعر ببعض
الدوار، فاستدارت إلى جانبها وأطفأت المنبه. بعد ذلك، جلست على السرير
وقامت بتدليك صدغيها النابضين بالألم.
لم تتمكن من الحصول على قسط جيد من النوم الليلة الماضية.
كان عقلها مرة مشغولاً بفضيلة ثم ينشغل في اللحظة التالية بالطلاق، ثم في
اللحظة التالية بطفلها.
لم يكن لديها أي فكرة عن الوقت الذي نامت فيه. تذكرت فقط ذات الأشياء
طيلة بقية الوقت حيث أنها كانت تطارد أحلامها.
انتظرت لحظة على السرير لتجميع أفكارها، ثم انزلقت من السرير، وتوجهت إلى
الحمام لتغسل وجهها.
بعد دخولها الحمام فزعت فايزة من صورتها المنعكسة في المرأة.
كان هناك هالات سوداء واضحة تحت عينيها ووجهها الشاحب كان يبرزها.
كانت عيناها حمراوين ومحتقنة وكان شعرها أشعث. كان هذا الخليط كفيل
بأن تصبح التعريف الدقيق لمرأة تعسة تعيش حياة غير مستقرة.
تأملت فايزة انعكاسها في المرأة في
صمت.
لم يعجبها مظهرها في المرآة على الاطلاق فغسلت وجهها بسرعة، ومشطت
شعرها الأشعث. ثم وضعت قناعاً على وجهها، وقررت أن ترتدي بعض المكياج
بعد ذلك.
على الرغم أنها لم تكن تهتم كثيراً بمظهرها، إلا أنها لم ترغب في أن تتسبب في
قلق فضيلة.
بعد مرور حوالي عشر دقائق، قشرت القناع، وبدأت في تنظيف أسنانها
والاغتسال في النهاية، وضعت القليل من المكياج وارتدت ملابس يومية.
عندما انتهت من كل شيء، وقفت أمام المرآة للتأكد من أنها تبدو في حالة
جيدة. على الرغم من احتقان عينيها، غلا أنها كانت قد حققت هدفها.
إلا أنها لم تمتك العصا السحرية التي تخفي الاحتقان في لحظة. وبالتالي،
وضعت نظارة ذات اطار سميك بعد الحظات من التفكير. فليعتقد الآخرون أنها
إكسسوار.
في تلك اللحظة اهتز هاتفها. مدت فايزة يدها لتأخذ الهاتف ووجدت رسالة
جديدة من حسام . انزلي عندما تجهزين سأكون في الكراج في انتظارك"
كانت الرسالة بسيطة. لم تشعر بأي مشاعر أو قلق منها.
ردت على رسالته برد بسيط قبل أن تنهض لتأخذ معطفاً وتنزل الدرج.
عندما مرت بغرفة المعيشة، اقترب منها كبير الخدم: "السيدة منصور،
تغادرين مبكراً اليوم. هل حظيت بقدر كاف من النوم الليلة الماضية؟"
ألقت فايزة إليه بابتسامة، وقالت: "نعم. حظيت."
أنت
استناداً إلى المعطف الذي كانت ترتديه ومرورها بجوار طاولة الطعام دون
توقف، لم يملك كبير الخدم سوى أن يسألها: "ألن تتناولي وجبة الافطار؟"
كما كان متوقعاً، هزت رأسها قائلة: "لا، شكراً. إنني خارجة."
هذه المرة، ظل كبير الخدم صامتاً.
كان في الحقيقة قد لاحظ بالفعل أن أمراً ما كان يحدث بين حسام وفايزة.
فعندما استيقظ في الصباح الباكر، اكتشف أن حسام نائم في غرفة المكتب
منذ ليلة أمس. فقد لاحظ أن الأضواء في غرفة المكتب مضاءة، فاقترب
للتحقق من الغرفة، ووجد حسام داخلها.
كانت هناك هالات سوداء تحت عيني حسام وبدا متعباً. التفت في اتجاه كبير
الخدم.
وسأل بصول مبحوح
"ماذا؟"
صدم كبير الخدم فوراً من مظهر سيده، ولم يجرؤ على الرد.
بعد ذلك تخطى الافطار، وتوجه مباشرة إلى الكراج بوجه بارد.
ثم شاهد فايزة تخرج من البيت وتنهد كبير الخدم يشعر بالعجز لأنه لا يوجد
ما يفعله لاعادة الأمور إلى نصابها.
كانت ترتدي معطفها في طريقها إلى الكراج.
كان الطقس بارداً جداً في الخارج في الصباح الباكر، وكان الكراج أكثر برودة.
لذلك، فوجئت فايزة عندما رأت حسام يرتدي قميصاً فقط في مثل هذا الطقس
البارد. كان هناك سيجارة بين أصابعه، وهو يتكئ على السيارة.
عندما اقتربت اتضح لها التناقض الكبير الواضح بينهما.
بعد قضاء ليلة دون نوم بدا وجهه شاحباً مقارنة بفايزة، والتي كانت تضع
المكياج، كان وجهه الشاحب يشكل فارقاً كبيراً عنها.
رفع رأسه في اتجاهها عندما سمع صوت خطواتها. خفتت عيناه عند رؤية
وجهها النابض بالحيوية، فكسر الصمت بعد لحظة وقال: "هل حظيت بنوم ليلة
أمس؟ "
في
الحظة التي تحدث فيها اكتشفت أن صوته كان مبحوحاً بشكل غير متوقع.
أصيبت بالدهش للحظة قبل أن توميء أخيراً قائلة: "بل نمت نوماً هنيئاً الليلة
الماضية. وأنت؟"
أطفأ سيجارته، وثبت عينيه عليها قبل أن يجيب: "وأنا أيضاً."
"حسناً، يسعدني سماع ذلك كلما تأملت وجهه أكثر، زادت الدلائل التي كانت
تجدها، ألا
وهي عينيه المحتقنتين والهالت السوداء تحت عينيه.
دار بخلدها يبدو مثيراً للشفقة . لحسن الحظ لدي القدرة على وضع المكياج
وارتداء النظارات.
خيم الصمت بينهما بعد اجابتها.
أما حسام، فوقف هناك، دون أن يهتم بالكلام أو بالجلوس في السيارة. كل ما
فعله هو مراقبتها في صمت، وعلى وجهه تعبير وجوم.
كان نظره ثاقباً، ووجدت فايزة أنها غير مرتاحة للطريقة التي كان يراقبها بها.
في النهاية، أجبرت نفسها على التحدث فقالت: "هل سنذهب أم لا؟"
راوغ سؤالها بسؤال آخر: "وما العجلة؟"
ردت بتحد: لست مستعجلة، وإنا أنا قلقة أنك أنت
من يستعجل "
ألقى عليها نظرة غامضة وسخر قائلاً: "ولماذا قد أكون مستعجالاً؟"
عملت على صد السؤال بالتظاهر بالجهل وقالت: "وكيف لي أن أعرف؟"
تعثر حسام في ردها، وتمكن بالكاد أن يجبر نفسه على قول شيء غير متعلق
بموضوعهما.
"هل جلبتي كافة المستندات المطلوبة؟ لا أريد أن اكتشف أنك قد نسيت
احداها عندما نصل إلى المكتب الحكومي لاحقاً."
لم تملك فايزة أن تمنع نفسها من الرد قائلة: "نعم لقد قمت بتجهيزها الليلة
الماضية، كيف يمكنني أن أنسى مثل هذه المستندات الهامة؟"
بعد ذلك التفتت إليه وقالت: بل أنك حتى رأيتها ليلة أمس، أليس كذلك؟"
التزم حسام الصمت . " بياض الثلج. هل تساءلت يوماً واحداً لماذا أنت مدللة
بهذا الشكل؟ "
ألقت فايزة عليه نظرة وقالت: "كل ذلك بفضل والدي"
هل يتوقع مني أن أقول أنه هو من له الفضل؟ يا له من
مغرور
عندئذ، نفذ صبر فايزة وهي تنتظر أن يأخذ حسام المبادرة. ففتحت الباب.
وركبت السيارة قبل أن تطل برأسها منها وهي تحثه قائلة: "هيا بنا. اعتقد أن
المكتب الحكومي قد فتح بالفعل. كلما سارعنا بانجاز الأمر، لكما ابكرنا في زيارة
دار المسنين."
ثبتت حزام الأمان بينما كانت تقول ذلك.
بعد لحظات من الصمت ركب حسام أخيراً في مقعد السائق.
نظراً لأنه كان الصباح الباكر، فقد كانت حركة المرور انسيابية. وصلت سيارتهما
إلى مدخل المكتب الحكومي دون تأخير.
كان اليوم مجرد يوم آخر عادي، لذا عندما وصل الزوجان، لم يكن هناك الكثير
من الناس في المحيط، سوى بعض الأزواج.
كان معظمهم هنا لتقديم طلب للزواج. كان كل زوجين يتعانقان، ويتهامسان
بكلمات حب حلوة. أما فايزة وحسام فكانا على عكس الأزواج من حولهما.
كان الزوجان أنيقين وطويلي القامة، مما جعلهما يجذبان الانتباه طوال الطريق.
ما عدا ذلك دخل حسام المبنى وعلى وجهه تجهم شديد. لذا، لم يحتاج
الحاضرون إلى أكثر من نظرة واحدة لمعرفة أن هذا الثنائي كان هنا لتقديم
طلب بحل زواجهما.

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-