رواية ولادة من جديد الفصل الثانى و الخمسون52 بقلم مجهول


 

رواية ولادة من جديد الفصل الثانى و الخمسون بقلم مجهول

هل تحاولين التفريق بيننا


ترکت رهف مكتب فايزة وعلى وجهها تعبير تجهم كانت يداها ترتجفان وهي
تمسك فستانها.
لم تتوقع أبداً أن يجرؤ حتى توفيق، ذلك المساعد المتواضع، على اهانتها على
الرغم من أنها لم تهاجمه، إلا أنها أدركت أنها لا يمكنها تجاهل المسألة أيضاً. لذا،
وبمجرد دخولها مكت بحسام ، لم تملك سوى أن تحكي له كل ما حدث. لم تكن
تشتكي؛ لأنها أرادت فقط أن يطبطب حسام عليها، لكن الرجل لم يحرك ساكناً
بعد أن انتهت رهف من الحديث    "حسام؟" نظرت رهف إليه في ارتباك. في تلك اللحظة، أدركت أن بؤبؤ عينيه
كان متسعاً، وبدا أنه في حالة اندهاش على الرغم من أنه كان يحدق في
حاسوبه المحمولز
نادت اسمه وهي تتنهد لم يستفق حسام من غشيته إلا عندئذ، ونظر إليها وقد
قطب حاجبيه: "لقد عدت
عند سماعها لكلماته، لم تجد رهف ما تقوله وفكرت عدت منذ فترة، وكنت
أتحدث معه طوال هذا الوقت. هل كان غافلاً عن كل هذا؟
وبينما كانت تفكر في ذلك شحب وجهها قليلاً وهي تبتسم ابتسامة مصطنعة:
"نعم. عدت منذ فترة طويلة، وكنا اتحدث إليه لكنك لم تكن منصتاً. هل هناك
خطب ما؟" سألت في حذر.
كان حسام عند هذه النقطة قد تمالك نفسه بالفعل عندما سمع كلماتها، هز
رأسه وقال بصوت خافت: "لا شيء" ثم قطب بين حاجبيه عندما رأى وعاء
الطعام قد اختفت من بين يديها "هل قبلت طعامك؟"
دار بخلده: ألم تعده إليك مرة أخرى بالأمس؟
عند سماعها لسؤاله هزت رهف رأسها وقالت: "لا، لا تزال غير راغبة في تناول
الطعام الذي أعدته قل لي يا حسام هل مذاق طعامي سيء؟"
صراحة، لم يكن حسام يهتم كثيراً بما يأكله فبلانسبة له، كان الطعام مجرد
شيء يمنحه الطاقة ولذلك لك يتمكن من الحكم على طهيها، سواء كان سيئاً أم
لا. إلا أنه نظراً لأنها كانت قد أنقذت حياته من قبل، فلن يعطيها مجرد أي
اجابة بدلاً من ذلك، قال بلطف: "لا، لا تفرطي التفكير في الأمر. ولكن طالما أنها
لم تقبل الطعام، فأين هو؟"
في البداية، لم يرد حسام أن يعرف ما حدث لوعاء الطعام، إلا أنه، لسبب ما،
شعر بالارتياح عندما علم أن فايزة قد رفضت أن تأكل ما طبخته رهف على
الرغم أنه لم يكن يعرف السبب في ذلك.
أخبرته رهف مرة أخرى بما قد حدث.
رد مهمهماً: "فهمت" يتضح أن توفيق هو من أكل الطعام. لا عجب أنها عادت
بدونه.
بعد ذلك، لزم حسام الصمت.
انتظرت رهف بعض الوقت قبل أن تدرك أن حسام لم يتحرك ليفعل أي شيء.
ثم نادته مرة أخرى: "حسام ..."
نظر حسام إليها: "ماذا بك؟"
عندما رأت رهف تعبير وجهه المعتاد، لم تستطع قول الكلمات التي أرادت قولها.
لذا امتنعت عن الكلام، ثم أجابت: "لا شيء."
عندما سمع كلماتها، عاد حسام إلى التفكير ثم بدا أنه انزعج من أمر ما، فرفع
يده وبدأ يقرص أنفه.
في هذه اللحظة، رأت رهف آثار عضة على ذراعه وعلى الفور تبدل تعبير
وجهها وسألته: "هل جرحت ذراعك يا حسام؟"
عندما سمع كلماتها، توقف حسام ، وتتبع نظرها إلى ذراعه. عندما رأى أنه قد
أظهر عن طريق الخطأ آثار العضة على ذراعه لم يملك سوى أن يتذكر كيف أن
فايزة قامت بعضه ليلة أمس في تلك اللحظة، بدأ رأسه ينبض ألماً.
ثم قام بسحب كمه، وأجاب بصوت خافت: "لا شيء."
كذب دار في ذهن رهف على الرغم من أنها كانت قد رأت فقط نصف الجرح
على ذراعه، إلا أنها كانت متأكدة أنها آثار أسنان لماذا كان هناك آثار عضة على
ذراعه؟ لا يمكن أن يكون هذا من فعل رجل، أليس كذلك؟ هذا يعني فقط أن .
في تلك اللحظة، شحب وجهها عندما أدركت أن فايزة لم تف بوعدها!
في اليوم التالي ذهبت رهف لمواجهة فايزة تحت ذريعة احضار الطعام لها.
"أهكذا تكافئينني يا فايزة؟"
من ناحية أخرى، قطبت فايزة، التي كانت تتوقع تمثيلية رهف، حاجبيها عندما
سمعت اتهامات الأخيرة، وسألتها: "ما الذي تتحدثين عنه؟"
"توقفي عن هذا الزيف" هتفت رهف وهي تقبض على وعاء الطعام، على الرغم
من أنها كانت تستشيط غضباً، إلا أنها حافظت على صوتها منخفضاً. "هل
تتذكرين القاعدة الثالثة في اتفاقنا؟ غير مسموح لك أن تكوني على اتصال
وثيق مع حسام قبل الطلاق. هل تتذكرينها ؟ "
عند سماعها لكلماتها، ذمت فايزة شفتيها وقالت: "نعم. ماذا بها؟"
"هل تذكرتيها حقاً؟ هل أنت متأكده أنك قد أوفيت بوعدك؟"
أومأت فايزة وقالت: "نعم. وباستثناء ضرورة التعامل معه في حضور السيدة
منصور الكبيرة، لم اقترب منه أبداً."
كانت تشعر انها قد أبلت بلاء حسنا في الوفاء بهذا الوعد
هتفت رهف في غضب: "أنت تكذبين! لقد خرقت الوعد"
عندما رأت أن رهف كادت تصبح هستيرية، قطبت فايزة بين حاجبيها.
وقالت رهف: "لقد رأيت آثار الأسنان على ذراع حسام."
عندما أثارت رهف هذا الموضوع، شعرت بالكراهية تفور داخلها.
ففي كل الاحوال، لا يوجد سوى حالة واحدة بعينها عندما تقوم المرأة بعض
الرجل.
و مجرد التفكير في ذلك جعل رهف تستشيط غضباً.
من ناحية أخرى صدمت فايزة عندما سمعت كلمات رهف. لو لم تكن رهف قد
ذكرت هذا، لكانت نسيت حتى أن هذا قد حدث.
سألت
رهف وأسنانها تصر: "لماذا لا تتكلمين؟ هل لأنك مذنبة؟ لم يكن في نيتك
أبدأ الوفاء بالوعد أليس كذلك يا فايزة؟"
رفعت فايزة رأسها فجأة وقالت وهي تنفي الاتهام: "أنت مخطئة" حيث أنها
كانت تريد فعلاً رد الدين لرهف، فإنها كانت ستحافظ على الوعد. إلا أنه كان
فعلاً خطاً منها لأنها تركت آثار العض.
"هل أخطأت؟ إذا كان الأمر كذلك، فلماذا قمت
قبل أن تنهي كلماتها، قاطعتها فايزة وهي تتنهد: "اعتقد أنني يجب أن أوضح
الأمور معك يا رهف حيث أنني تعهدت بالوفاء بالوعد، فلن أخرقه، إلا أنني
أتمنى أيضاً أن تفهمي أن بعض التعاملات التي بيني وبينه غير فعالة."
"غير فعالة؟" عند سماع كلماتها، بدأت. رهف تهدأ تدريجيا.
عن أنفسنا أمام
شرحت فايزة وهي توميء برأسها: "لا يمكن لنا أن نكشف
السيدة منصور الكبيرة قبل أن تنتهي من اجراء عمليتها الجراحية."
"أفهم ذلك. إلا أنه لا يمكن أن تعضي ذراع حسام أمامها، أليس كذلك؟"
"نعم، أ
. أنت محقة في هذا."
" هل قررت أخيراً الاعتراف بأنك خرقت الوعد؟"
"لا.
وحيث أنك مصرة على معرفة الحقيقة، فلا يسعني غير أن أقول لك، أنني
فعلت ذلك مقاومة. لم أخرق الوعد"
أما بالنسبة لسبب اضطرار فايزة إلى المقاومة، فسوف يتعين على رهف أن
تخمنه. فمنذ أن وعدت رهف في المقهى بأنها ستلتزم بالوعد، فهما متعادلتان.
كما كان متوقعاً تسمرت رهف في مكانها عند سماعها كلمات فايزة.
مقاومة ... هل عضت حسام من باب مقاومته؟ ولكن لماذا؟
بينما كانت تتفكر في الأمر، اتسعت عيناها وتشوش عقلها.
"هل تقولين الحقيقة يا فايزة؟ هل تحاولين التفريق بيني وبين حسام؛ لأنك لم
ترغبي
قط في الطلاق منه ؟ "
سألت فايزة دون ابداء أي مشاعر: وهل أنا مضطرة إلى ذلك؟ هل تعتقدين أ
من السهل علي أن أفرق بينكما بعد أن أنقذت حياته؟"
أنه

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-