رواية الصندوق الفصل الخمسون بقلم الهام عبده
#فخ_داخل_فخ
مرت الأيام و يوسف مازال منتظراً و ذات يوم كان جالساً علي مكتبه في الجريدة جاءه اتصالا من إدارة الموارد البشرية التابعة للجريدة بقبوله في العمل لديهم و عليه تجهيز كافة أوراقه و تصاريح السفر و كل ما يلزم للحضور بعد عشرة أيام لاتمام التعاقد و بدأ العمل ...
أول ما فكر به يوسف هو إبلاغ علاء فاتصل به و الفرحة تخرج مع كل كلمة ينطقها لسانه!! بعدها تذكر ريم و صنيعها الكبير معه فلولاها لما عايش تلك السعادة الآن..
أبلغها أن أمامه وقت قصير جداً ليستعد به و وّجه لها الشكر عدة مرات ثم قال : أنا مش عارف أشكرك ازاي و طنط نيرة كمان .. انتوا عملتوا معايا واجب أكتر من الأهل
ريم بسعادة : يا سيدي لا شكر علي واجب .. المهم تكون مبسوط
يوسف : مبسوط جدا بصراحة .. دا انا طاير .. النهارده هبدا أول خطوة في مشواري اللي حلمت بيه من سنين
ريم : ربنا يوفقك ان شاء الله
يوسف : هشوفك أكيد بإذن الله قبل م اسافر .. هرتب اموري و اكلمك .. تمام ؟
ريم: تمام..
ريم انتشت من اجل سماع صوته سعيداً لكنها في الوقت نفسه حائرة في داخلها فهل ما صنعته من اجله كان من الصواب؟؟ أم كان جنون ؟! هل يقوم المُحب بابعاد حبيبه عنه بيده ؟! عجباً ..
السؤال الثاني الذي تردد ببالها هو : هل ابتعاده هذا سيجعله ينساها تماما ام ع العكس سيعَّرفه كيف يشتاق إليها؟! .. هل سيشتاق ؟! و هل سيفصح ذات يوم عن مكنون مشاعره فينتقلا للمستوى الأعلي في علاقتهما أم أنها ستضيع معه عمرها و مشاعرها دون جدوي ؟!!
تذكرت أيضاً كلماتها مع ياسمين عندما تحدثت عن الحب الحقيقي النقي الذي يعطي و لا يفكر بالأخذ !! تطبيق مثل تلك الأمور عسير جداً و خطير !!
رغم شعورها بخيبة الأمل لأنه لازال يعاملها كما لو انها زميلة أو صديقة لكنها نظرت للسماء من شرفة شقتها و تمنت لو أن كل ذلك يتبدل و يدير يوسف ذات يوم دفة شراع مركبه نحوها مباشرةً !!
___________بقلم elham abdoo
في المساء التقي الصديقان في شقتهما، عانق علاء صديقه و هنأه ثم قال : كلمت ريم ؟؟
يوسف : ايوة .. قلتلها
علاء : بس ؟!
يوسف : امال ايه ؟!
علاء منفعلا: يا بني مش هي اللي سعت و جابتلك الشغلانة يبقي المفروض ع الاقل تعزمها هي و مامتها عزومة حلوة كده عشان تشكرهم علي اللي عملوه ..
يوسف بتفكير : ايوة .. عندك حق .. طب بقولك ايه انا هعزمهم و معاهم ياسمين صحبتها و ابنها كمان و انت طبعا مش محتاج عزومة .. بس تبقي امتي ؟!
علاء : أي وقت غير آخر الأسبوع عشان هسافر أشوف خطيبتي
يوسف : ماشي يا عم .. هكلمهم و نحدد يوم كده بالليل في اي يوم غير الخميس .. تمام ؟؟
علاء : تمام .. ع فكرة انت قدامك وقت قليل جدا و لازم تخلص كل حاجه بسرعة
يوسف : ايوة .. بس جواز السفر جاهز فاضل بس التأشيرة و الفحوصات و الكلام ده و عاوز كمان اخلص كل حاجه معاهم هنا في الشغل و ابدا بقي اجهز كل حاجتي للسفر ..
علاء : ربنا يوفقك يا صاحبي و تحقق كل اللي تتمناه ..
يوسف: يارب يا عريس و أفرح بيك كده .. اوعي تتجوز من غيري
علاء : لا لسه شويه ع الجواز .. هبقي استني اجازتك عشان أتجوز ...
يوسف : حبيبي يا صاحبي .. تيجي نعمل كوبايتين شاي و نفتح الكتاب شويه عشان بعد كده هبقي مشغول و مش عارف ظروفي هتسمح و لا لا و فنفس الوقت واقف عند حته مشوقاني و عاوزة اعرف هترسي ع ايه
علاء: حته ايه ؟؟
يوسف : عزيز .. عامل حوار عشان يلبس موضوع خطف فاتن لواحد تاني . عاوز اعرف هيحصل ايه ؟!!
علاء : بس أنا كده فايتني حاجات . م أنت بتقري لوحدك و انا مش هنا يا بيه !!
يوسف : طيب تعالي احكيلك اللي فاتك و احنا بنعمل الشاي و بعدها نفتح الصندوق سوا !!
علاء : ماشي .. يلا!!!
____________بقلم elham abdoo
فتح يوسف الكتاب و قرأ بصوت مسموع ليشارك علاء فقال :
بعدما غادر ايلاريون من بيت ذلك الرجل الغريب و قد ابرما اتفاقهما للتو، تبعه عزيز علي الفور و استمع منه لكافة التفاصيل التي دارت بينهما و أخذته الصدمة حينما سمع ايلاريون يقول : هذا الرجل غبي !! يظن أنني سأتركه ينجو بفعلته تلك أو أنني سأترك الأمر لنيته أو ضميره !!
عزيز بتساؤل و قلق : ماذا ستفعل اذن ؟!
ايلاريون: سأقبض عليه بعدما يكتب تلك الورقة و بعدها سأتركه ليلاقي مصيره من حفيظة هانم كما تراه هي مناسباً .. سأكون حينها قدمت لها الاثنين : الفاعل و المحرض و من ثم آخذ أجري و مكافأتي و أذهب من هنا فقد طال بقائي هنا بشكل زائد و أمسكت نفسي بصعوبة عن التراجع عن المهمة أكثر من مرة!!
استمع عزيز بانتباه و خوف فقد ينكشف كل شئ إن وقع ذلك الرجل في قبضة حفيظة !! ما العمل الآن؟! عقل ايلاريون هذا سيوقع عزيز في كارثة!!
وصلا إلي الفندق فقال له ايلاريون : هل تأتِ للعشاء معي ؟!
عزيز : سأذهب لأتحمم و أبدل ثيابي ثم أعود
ايلاريون : أنا سأفعل ذلك بعد العشاء، سأنتظرك في المطعم فلا تتأخر
عزيز : و هو كذلك ..
تركه و ذهب في طريقه للغرفة و في الممر رأي منظراً غريباً استوقفه، إنها بسمة، ترتدي ثوباً زهرياّ جميلا و تتأبط ذراع الطبيب الشهير بالمنصورة صدقي باشا فتسائل بعينيه و بوقفته عما جمعها بذلك الرجل يا تري ؟!!
وقف مقابلهما مباشرةً في صمت فتوترت بسمة أما صدقي باشا الذي بالطبع يعرفه من قبل قال : عزيز ... كيف حالك يا بني و كيف هو والدك و اخوتك ؟!
عزيز و قد زاغت نظراته : بخير يا صدقي باشا .. بصراحة فاجئتني رؤيتك هنا !!
صدقي باشا : هذه نصيحة الطبيب إيفان و ممرضتي بسمة !! يجب أن اشتم هواءا نظيفاً و مختلفاً و ها قد تركت اقصي الشمال بالمنصورة و جئت لأقصي الجنوب بأسوان !!
عزيز : البلد جميلة جدا هنا .. ستستمتع لا محالة ..عذرا .. نسيت أن أرحب ببسمة!!
أمسك يدها و قبَّلها ثم قال لها بعيون متعجبة: أهلا بك من جديد هنا يا بسمة !! لعلك تحسنين من صحة الباشا!!
بسمة بتوتر : نعم .. أفعل ما بوسعي !!
صدقي باشا : بالطبع فهي تحسن من نفسيتي كثيراً خاصةً بعد وفاة زوجتي و ابني !!
عزيز بتفاجؤ: ماذا ؟! لم نسمع بهذا ؟! متي حدث ؟!
صدقي باشا : انتم معذورون فقد كنتم في معمعة حادثة الانجليز !! سلمت يداكم .. سعدت كثيرا بما فعلتم .. أنا مع المقاومة قلبا و قالبا
تظاهر عزيز بأنه صاحب الإنجاز و قال : نعم .. كانت أياما صعبة و لكنها مرت !! أقدم لكم تعزياتي و مشاطرتي لحزنكم العميق .. الله يلهمكم الصبر و السلوان..
صدقي باشا : أشكرك ..
عزيز : سأنصرف الان الي غرفتي .. عمتما مساءا
صدقي باشا : مساءك سعيد .. إلي اللقاء
عزيز : مع السلامة ..
انصرفا بينما نظر عزيز من خلفهما و مازال متعجباً فبسمة شديدة التقرب من ذلك الرجل الخمسيني فهل ياتري تسعي لإحكام قبضتها علي ثروة طائلة أصبحت بلا وريث لها أم ماذا؟!!!
_________بقلم elham abdoo
في العربة التي تقل السيدة بثينة و برفقتها أمينة، لاحظت السيدة بثينة حالة أمينة الغير جيدة حيث لم تسعها العربة من ضيقها و راحت تتحرك يمني و يسري و تنظر من النافذة كل دقيقة أو اثنتين !! فقالت السيدة بثينة : أمينة .. هل تضايقتِ كثيراً مما علمتِ اليوم !!
أمينة : لن أقول لا .. نعم تضايقت !!
السيدة بثينة : اعتذر منكِ يا ابنتي فأنا من أدخلتكِ الي تلك الحلبة عندما ظننت أن سالم قد أغلق دفتر تلك الأميرة !!
أمينة : لا .. لا أوافقك الرأي فأنا لي عقل و قد قررت بارادتي الدخول في الأمر و المحاولة!! ربما لأن سالم رجل فريد من نوعه و يستحق المحاولة !! و ربما لأنني أردت منافسة الأميرة بعدما تحدتني في يوم زيارة المعبد!! لا ذنب لكِ فأنا قررت المضي في هذا بنفسي !!
ربتت السيدة بثينة علي كتفيها و قالت : و مع ذلك لا تحزني .. سأحضر لكِ خُطاباً يرتمون إلي تحت قدميكِ و يتمنون نوال قربكِ و انتِ حينها تختارين من تريدين منهم زوجاً لكِ !!
أمينة : لا .. لا أود الدخول في تلك الضجة ع الفور فأنا أخطط للعودة الي دياري و السكون قليلا حتي أعود لنفسي و لإتزاني !!
السيدة بثينة : كما تريدين يا ابنة العم .. و لو أنني اعتدت علي وجودك الذي كان يؤنسني كثيراً . لستِ مضطرة للذهاب !! ابقِ معنا
أمينة بضحكة متهكمة : سآتِ عندما تدعونني للخطبة !!
تأوهت السيدة بثينة و قالت : يا ليته استمع لي فمازلت أري أن تلك الأميرة لا تناسبه و ستتعب رأسه كثيراً
أمينة : هو من اختار !! اتركيه لاختياره و لعله يسعد به !!
السيدة بثينة بقلق : أتمني و لكن ...
_________بقلم elham abdoo
في العربة الأخري قال سالم : أميرتي .. أما أنا فلم أتوقف عن حبك يوماً منذ قرعتِ باب قلبي بطلتك و رقتك، في البداية أحببت تلك الصفات الظاهرة بكِ ثم حاولت أن اكرهك حينما علمت حينها بنظرتك لي من خلال الخطاب و لكنني لم أستطع، حاولت إقناع نفسي بأنكِ متعالية أنانية و سطحية لكن ما مررنا به أراني أموراً أخري بكِ هي الأجمل!!
كاريمان باستماع و تمتع : مثل ماذا ؟!
سالم : مثل وقوفك إلي جانبي حتي برأتني من قتل بينيت و سعيك وراء دوفرين حتي يحل موضوع الأرض و أيضاً عودتك من الطريق عند سماع صوت التفجير و بقاءك معي لم تفارقينني للحظة، بالرغم من الخطر و الحبس و التهديد بالإعدام لم تتراجعي أو تقولي كلمة ندم واحدة
امسك بيديها ثم قال : أنتِ لستِ فقط حبيبة بل رفيقة في الصعاب و قلبا محباً مساندا في كل الظروف
كاريمان : لن تقل شئ عما حدث مني في الإسكندرية!!
ابتسم سالم و قال : بلي .. بقيت مسألة خطبتي السابقة تلك كمرارة في الحلق و لكنني أتفهم و أتغاضي و سنعبر كل ذلك معاً بإذن الله ..
كاريمان : و لكن .. لم تقل لي إلي الآن لماذا تأخرت ؟!
سالم : تأخرت ؟! متي؟!
كاريمان : في اختيار خاتم أمينة؟!
ابتسم سالم مجددا و قال : كنت أخبر العم رمسيس عن حبي الاسطوري الذي وجدته و عن أنني أعطيت اميرتي ذلك الخاتم منذ زمن و لكن الآن فقط، وجد معناه و مكانه !!
كاريمان: امممم .. فعلت ذلك فقط؟ !!
سالم : لا .. في الحقيقة طلبت منه طلباً و سيرسله لي عندما يجهز قريباً، سأقدمه لكٍ في وقت الخطبة !!
كاريمان : اووووه .. هذا مشوق و لكن .. تُري هل سيتحسن الحال في قصرنا أم ماذا؟!
سالم : إن شاء الله ..
_________بقلم elham abdoo
أما فاتن فظلت في غرفتها تنتقل في داخلها بين الألم الجسدي و النفسي، دخلت حفيظة هانم و من خلفها خادمة حملت طعام العشاء لكن فاتن رفضت قائلة : لا أود الآن.. ليس لدي شهية .. ربما فيما بعد !!
أشارت حفيظة هانم للخادمة بترك الطعام علي الطاولة و الذهاب ثم جلست مقابلها و قالت : عزيزتي .. أنتِ سمعتِ ما قاله الطبيب، يجب أن تتغذي جيداً كي تستعيدين عافيتك سريعاً !!
دمعت عيني فاتن و قالت : ما مررت به خلال يومين كان قاسياً جداً يا خالتي!!
احتضنتها خالتها و قالت : لا عليكِ يا حبيبتي .. سأنسيكِ كل ما حدث فقد عدتِ لحضني من جديد !! أنا فقط أردت أن تتعلمي قليلا كي تعرفي فيما بعد كيف تفحصين من هم حولك جيداً و لا تسمحين لأي شخص باستغلالك او دفعك لأمور لا تناسبك !!
فاتن : لكن والداي أذلوني و اضطررت للهرب و كادت ركبتي تنكسر!! ناهيكِ عن كرامات تلك التي عاملتني كأنني حثالة !! و طردتني أمام الجميع !!
حفيظة هانم : لا تهتمي .. سأمنع كل ما ارسله لعائلتك حتي يأتون بأنفسهم و يقدمون فروض الولاء و الطاعة كي يندمون ع فعلتهم بكِ أما كرامات تلك فحسابها عسير!!
فاتن: لا يا خالتي .. هم أهلي علي كل حال .. اتركي كل شئ كما هو دون تغيير فأنا حزينة علي أنهم لا يرون بي سوي مفتاح لخزنة تملكينها انتِ و هذا لن يتم إصلاحه ابداً فلا فائدة من معاقبتهم .. دعيهم يأخذون ما يريدون!! أردت محبتهم و مساندتهم فلم أجد و لن الومهم لان ذلك هو المتوقع بعد البعد الشديد بيننا !!
حفيظة هانم : و كرامات !!
فاتن بغضب : لا أعرف يا خالتي !! لكنها اذلتني بشكل سئ !!
حفيظة هانم : سأجعلها تندم علس ما فعلته معك .. انتظر فقط أن تتعافي كي تري ذلك المشهد بنفسك !!
فاتن بحماس : هل آتي معكِ غداً ؟!
حفيظة هانم : بتلك السرعة ؟!!
فاتن : لو كنتِ شاهدتِ ما فعلت و كيف رفضت اقتراح لطفي أفندي لإدخالي عندما عدت ثم قالت : سيتجرأ الجميع علينا بعد الآن!! لن تعود
حفيظة هانم بسخرية : واضح انها أحكمت قبضتها علي المزرعة بشكل كبير !!
فاتن : و بقسوة مبالغ فيها !!
حفيظة هانم : اذن لنعقد اتفاقاً . تنهين طعامك بأكمله و تأخذين دواءك ثم تنامين بهناء و غداً في الصباح يأتي اثنتين من الخادمات و يساعدانك بكل شئ بداية من الاغتسال للثياب للنزول من الدرج و حتي صعودك للعربة معي ثم سنذهب للمزرعة و ستشاهدين كرامات و هي تصغر حتي تصبح بحجم عقلة الإصبع!!
فاتن بحماس : يا له من مشهد ثمين !! اتفقنا .. سأنهي الطعام كله !! تحسنت نفسيتي و شهيتي لمجرد السماع !!
حفيظة هانم : أحسنتِ.. بالهناء و الشفاء ..
____________بقلم elham abdoo
في الكازينو التقي إيفان و اخته سيمون مع صدقي باشا و بسمة، بدأ العشاء بالمشروبات الباردة علي صوت الموسيقي الناعمة التي عزفتها الفرقة الموسيقية و مشاهد لأزواج من الحاضرين ينضمون للرقص و يشعلون الحلبة برقصهم و انسجامهم !!
قالت سيمون : الجو جميل الليلة و المكان ساحر بطلته علي النيل !!
صدقي باشا : فعلا .. منظر جميل و ساحر، للمرة الاولي أزور تلك البلدة و قد اعجبتني كثيراً
ايفان : نعم .. انها تأخذك بسحرها و ثقافتها المميزة حتي تجعلك تقع في حبها دون ان تشعر !!
بسمة : نعم .. فجميعنا لم نولد هنا و بالرغم من ذلك عشقنا تلك البلدة و احببناها بجنون
سيمون : هل أدعو ضيفنا صدقي باشا للرقص أم أنه غير مولع به كثيراَ؟!!
صدقي باشا : ليس كثيراً و لكن لا بأس .. لنرقص فقد عاهدت نفسي علي ألا أرفض اي نشاط كي لا اسمح لما داخل عقلي بأن يسحبني اليه مجددا
سيمون : و هذا أفضل قرار !!
قام صدقي باشا و مد يده لسيمون و بدآ الرقص برومانسية علي وقع الموسيقي الدائرة !!
قال ايفان لبسمة : هل أنتِ علي ما يرام يا بسمة ؟!
بسمة : نعم .. كل شئ جيد و بخير
ايفان : أنا لم اسأل عن كل شئ بل عنكِ انتِ؟! هل عودتك هنا أعادت لعقلك ذكريات مضت أم أنكِ تخطيت ذلك و عبرتِ من فوقه ؟!
بسمة : لن اكذب و اقول أنني تعافيت تماما و لكنني سأمضي في طريقي و سأنجح ان شاء الله
ايفان : ستجدينني دائما بجانبك عونا و سندا .. كأخ و صديق
بسمة : لولاك لما كنت تحسنت هكذا فأنت فعلت لي ما لا يفعله الأخوة الحقيقيون !!
إيفان: اذن لنترك الدراما و التأثر و ننطلق للرقص مثلهما .. انظري كيف يرقصان ببراعة !!
ابتسمت بسمة و قالت : نعم . هيا بنا
قاما الاثنان و انضما للرقص و خلال ذلك دار حوار اخر بين سيمون و صدقي باشا
سيمون : أري أن الباشا يرقص ببراعة و رشاقة كشاب ثلاثيني ماهر !!
صدقي باشا : أشكرك من اجل كلماتك المجاملة الرقيقة
سيمون : و لكن تلك حقيقة ليست مجاملة !! أنت حقا رجل جذاب و تضاهي برقصك أفضل شاب ! بالرغم من صدمتك بما حدث لعائلتك لكن روحك الشابة و قلبك النقي يحاولان الصمود و الخروج من تلك الأزمة بقلب اقوي و روح أوسع !!
صدقي باشا : كلماتك منسقة و جميلة و لكن دعيني أكون صريحا .. اطرائك هذا لن ينسيني أن هناك شابا بعمر الثلاثين يقف بين عمري و عمرك !!
استاءت سيمون و قالت: لم أقصد سوي رفع الروح المعنوية لديك فأنا بالطبع أعلم جيدا ما أشرت اليه و لكن لعل بسمة ايضاً تكون مدركة لذلك ؟!
صدقي باشا بدهاء : من ؟! بسمة .. انها تعي جيدا أن معلمها الكبير!! -كما اعتادت القول- يحتاج لرعاية و دعما نفسيا كبيرا و لذا هي تلازمني و تبقي بجانبي لكنها - لأقول لكِ - نقية كالماء و صافية كسماء الصيف و قلبها كقطعة صوفٍ بيضاء !!
تعكرت سيمون و فصلت نفسها عنه قالت : ليعافيك الله قريبا يا باشا .. قد تعبت و شعرت بالجوع فهل نعود للطاولة ؟!
صدقي باشا : بالطبع !!
__________بقلم elham abdoo
نزل عزيز من غرفته بالفندق و انضم سريعا لايلاريون بالمطعم كي يعرف ما يدور بعقله، طلب عشاءا و قال : ما هي خطتك للغد؟!
ايلاريون : لمَ تسأل ؟!
عزيز: وددت المساعدة يا صديقي فإن لم ترغب فلا بأس ..
ايلاريون : أشكرك كثيراً لمساعدتك لي فلولاك لما وصلت لما بين يدي الآن و لكن .. أفضَّل أن يبقي عملي في سرية حتي أتممه و هذا أفضل لك أيضا فربما تغضب حفيظة هانم إن علمت بتدخلك .. أليس كذلك ؟!
فهم عزيز أن ايلاريون يركله بعيداَ بعدما شعر بأن حل اللغز أصبح وشيكاً كي يظهر أمام حفيظة كمحققٍ بارع فقال: كما تحب يا صديقي .. أتمني لك التوفيق !!
وقف عزيز في استعداد للمغادرة فقال له ايلاريون : لم تمس عشاءك؟!
عزيز : عذراً فقد تذكرت موعدا قد أعطيته لأحد أصدقائي!! عمت مساءا
ايلاريون : مع السلامة ..
غادر عزيز و في داخله غضب و قلق و ترقب و أصعب ما يواجهه هو المجهول الذي بداخل عقل ذلك المحقق !! فكيف سيهاجم و متي سيهاجم؟؟ .. غير معلوم !!
__________بقلم elham abdoo
ذهب عزيز لكازينو الزهرة الذي يضم إيفان و مرافقيه، بدي شارد الذهن مشتت الأفكار فقد جلس علي طاولته بانفعال دون النظر في وجه أحد ثم طلب شراباً مسكراً كي يريح عقله الغاضب قليلاً!!
لمحه ايفان خلال رقصه مع بسمة فقال لها: انظري .. من أتي لهنا ؟!
نظرت بسمة حولها و قالت : أين؟!
أشار ناحية عزيز بهدوء و قال : هناك ..
بسمة : عزيز !! قابلناه قبل خروجنا من الفندق قبل قليل !! يبدو أنه يقطن بالفندق تلك الفترة!! لم لا يبقي في منزل اخته؟!
إيفان: يبدو ايضاً أنه فعل شئ احمق مع عائلته و علاقته معهم ليست علي ما يرام .. عندما كنا بالمنصورة عرفت من سيمون ان والده مرض و ذهب للمبرة بينما هو كان يتسوق و يصمم بذلات جديدة في سوق المدينة !!
بسمة : ماذا عساه ان يكون قد فعل يا تري ؟!
إيفان: لا شئ مستبعد بالنسبة له فهو شخص خطر !
بسمة : بالنسبة لي فهو رجل غامض !! تارة يأتي و يقترح عليَّ الزواج ب إدريس و تارة اخري يقَّبل يدي باحترام و ينحني !!
إيفان: متي حدث ذلك ؟!
بسمة : قبل قليل .. ألم أقل لك ؟!
إيفان: ربما لأنه رآك برفقة صدقي باشا فتلك العائلة لا تبدي الاحترام الا أمام شيئين : الأصل و المال !!
بسمة : و هل كاريمان عندما احبتك نظرت لأيا منهما ؟!!
إيفان: أنتِ تجرحينني يا بسمة !!
بسمة بخجل : لم أقصد ابدا و لكنني قصدت أنهم برغم كل شئ ليسوا سيئين لتلك الدرجة!!
إيفان: حتي برغم أن كاريمان كانت السبب في ضياع سالم منكِ؟!
بسمة : لا .. أخطأت عندما قبلت بأن أكون بديلاً يملأ فراغاً عنها و انت من نصحتني بالابتعاد .. الا تتذكر؟!
إيفان: بلي و لكن ف النهاية هو خرج من تلك العائلة و حمل غرورهم و حبهم للمال !!
بسمة بتعجب : أنت تتحدث عنهم بغضب و تحامل !! لم ؟!
تذكر إيفان ما فعله معه عزيز و تهديداته المستمرة له لكنه سبق و وعد سالم بألا يفضي بالسر الذي بينهما، لن يقول لأحد عن محاولة عزيز قتله فصمت و لم يرد ثم بعد انتهاء الرقصة عادا للطاولة و انضما للعشاء ..
أما عزيز فقد رمقهم بنظراته عدة مرات ثم شرب كأساً آخر من الشراب و غادر ..
_________بقلم elham abdoo
أشرقت شمس اليوم التالي لتعلن عن وصول الركب الذي يحمل سالم و كاريمان و معهما عائلته إلي أسوان، تلك المرة نام سالم و ظلت كاريمان تراقبه حتي نامت ايضاً و عندما وصل الركب إلي منزل كاريمان أوقف الحوذي العربة فوقف الركب ثم طرق الباب فاستيقظا و ترجلا من العربة أمام المنزل ..
ودَّعها ثم انتقل للعربة الأخري بعد أن قال لها : سأنهي بعض الأعمال و استقر و أعود لالتقيكِ من جديد في المساء ..
__________بقلم elham abdoo
أما في في المنصورة و أمام قصر الراعي فقد جاء احدهم قبل ان يفج النور و ينتبه الحراس و ترك رسالة بإسم ثريا هانم، انتبه لها أحد الحراس فالتقطها و قام بإدخالها للداخل حيث جلست ثريا مع والدها علي مائدة الإفطار
أمسكت ثريا الرسالة وتساءلت عمن أرسلها بعد أن فحصتها جيداً فلا توقيع للراسل عليها : من أعطاك اياها يا عارف ؟!
عارف الحارس : لا خبر لدي .. رأيتها ملقاة بجانب الباب في الصباح !!
منصور بك : حسناً .. أذهب الآن
انصرف الحارس بينما فتحتها ثريا بسرعة و في فضول و عندما بدأت في القراءة حملقت عيناها بصدمة و ظل والدها يتسائل عما بها فلم ترد حتي أنهتها و مدتها له ليقرأها أيضاً فرأي الآتي
" إلي من كانت زوجتي / ثريا هانم .. من فاضل أفندي الرجل البسيط ذو النسب المتواضع !! أحب في البداية أن أطمئنك علي سلامة ابنتنا هدي، هي بخير و انا أعرف كيف اعتني بها .. تسأل عنك كثيراً و تشعر بغيابك بالطبع و لكنها ستعتاد !! وددت منذ خرجت من قصرك الميمون أن أعيش في اي مكان داخل مصر بعيدا عن امرتك و صراخك و أوامرك التي لا تنتهي، أردت لابنتي أن تربي في جو صحي هادئ لكنكم لم تتركوني بحالي و بحثتم هنا و هناك لتجدونني !! يوم جئتم للبيت الذي بالشرقية فصلني عنكم بضعة دقائق !! و لذا قررت الإبتعاد.. الإبتعاد كثيراً لأنني لا أرتضي لابنتي أن تتنقل كل يوم من مكان لمكان كهاربة!!
لم أكن أود ذلك لكنك اجبرتني علي هذا !! كما أجبرتني علي تركك و ترك كل شئ!! تعاليكِ و تكبرك عليَّ أنهي علي كل شئ يوما وراء يوم !! عندما تصلك رسالتي تلك نكون انا و هدي علي متن سفينة ستبحر بنا بعيداً كي نعيش بهدوء و سكينة و لن أخبرك بالطبع إلي أين؟!! بعثت لك ذلك الخطاب كي توفري علي نفسك و عن والدك عناء البحث و التحري فلن تجديننا مهما بحثتِ، هذا عقابك لعلك تتعلمين !! زوجك السابق / فاضل "
استاء منصور بك مما قرأ فهذه حقيقة موجعة جدا، نظر لابنته فوجدها قد تجمدت في مكانها مثل طائر محنط!! لم تبكي أو تنهار مثل المرة السابقة، لم يصدر منها صوت !! بقيت هكذا دون حركة !! حاول افاقتها من ذلك لتعود لوعيها من جديد و لكن دون فائدة، حاول أيضا أن يفرد انثناء ذراعيها علي فمها و لكن أيضا لم تستجب !! أيقن بالخطر المحدق علي صحتها فاستدعي الطبيب علي الفور!!
___________بقلم elham abdoo
أما في قصر حفيظة هانم فبعدما استعدت فاتن و ابدلت ثيابها كما اعتادت سابقاً، ساعداها زوج من الخادمات في نزول الدرج و من ثم استقبلتها حفيظة هانم بترحاب و ساعدتها في الجلوس علي المائدة لتناول افطارها فقالت : هل استعديتي لجولة اليوم؟!!
فاتن بابتسامة: أتقصدين تلك المدبرة المزعومة ؟!!
حفيظة هانم : نعم !!
فاتن : نعم .. فأنا تواقة لرؤيتها تندم علي تعسفها معي بتلك الطريقة !!
حفيظة هانم : لكنني لن افعل ذلك من اجلك فقط و لكن لا أود أن تتعامل هكذا مع أي فتاة تعمل بالمزرعة فقبل ان يتزوجني صافي بك ياقوت رحمه الله كنت فتاة بسيطة و فقيرة و عملت في تلك المزرعة حتي تغيرت حياتي كلها و تبدل كل شئ !!
فاتن : و حتي إن لم تفعلي ذلك من اجلي خصيصاً فأنا اقبل .. يكفي أن نلقنها درساً صعباً .. فهل الدروس القاسية بقيت من اجلي أنا فقط ام ماذا ؟!
حفيظة هانم : بالطبع لا .. فهي ستحاسب علي أية حال !!
_________بقلم elham abdoo
استيقظت بسمة باكراً و بعدما تناولت افطارها مع صدقي باشا في المطعم قالت له : معلمي .. اليوم سأعود لعملي في المبرة فأنا اشتقت كثيرا للمكان و لزملائي هناك كما أن اجازتي انتهت أمس و توجب علي العودة
صدقي باشا : و هل ستتركينني لأقضي تلك العطلة وحدي ؟!
بسمة : لا .. ما رأيك في زيارة المبرة القديمة ثم الجديدة ؟! و هذا سيكون مناسبا قبل الحديث عن اي شراكة مع كاريمان هانم عندما تصل !!
صدقي باشا : نعم .. لديك حق، لنذهب معاً إلي هناك و بينما تقومين بعملك انهي أنا تفقدي للمكان و اتحدث مع ايفان حول كل شئ ..
بسمة : حسناً .. هيا بنا
___________بقلم elham abdoo
قضي عزيز ليلته مؤرقاً لم يعرف ماذا يفعل و لذا قبل أن يغلب النور الظلام و يحل الصباح ذهب نحو بيت الغريب و ظل خلف المنزل في حيرة من أمره فهل يذهب و يقول له عن مخطط لا يعرفه ؟! .. بالطبع لا فقد يهرب و يترك كل شئ !! فكر أيضاً في البقاء في الخلف لمراقبة ما سيحدث فربما يخطط ايلاريون هذا لمهاجمته في اي وقت و لكن لا .. سيكون همه هو العثور علي الورقة التي تحمل اسم المحرض أولا!!
استقر تفكيره عند البقاء خلف المنزل اي في قلب الحدث حتي ينتهي ذلك اليوم بسلام !! هذا إن كان ممكناً!!
________بقلم elham abdoo
استراحت كاريمان قليلا في منزلها و بعد تناول افطارها ذهبت قاصدة المبرة الجديدة كي تري ما حدث و تصلح كل ما فسد !!
توقفت عربتها أمام المبرة التي كانت بعيدة قليلا عن القديمة، وجدتها موصدة كما قال لها إيفان فذهبت نحو المبرة القديمة لتقابله و يفتحها لها !!
_________بقلم elham abdoo
حمل الخدم جسد ثريا المتخشب إلي غرفتها حيث ظلت مفتوحة العينين بذراعين منثنيين و ساقين في وضع الجلوس !
حاولوا فرد ذراعيها أو وضع ساقيها في شكل مستقيم و لكنهم عجزوا، منصور بك كان في حال لا يحسد عليه ! تماسك بصعوبة من البكاء أمام الخدم !!
جاء الطبيب و تم شرح سبب تلك الحالة له فقام بعمل تمارين و بعض الحركات التي مكَّنته من جعلها ترخي ذراعيها و ساقيها بعد عناء !!
أعطاها ابرة ترخي الأعصاب لأنه لم يستطع جعلها تغمض عينيها بشكل طبيعي، نجح المهدئ في جعلها تغفو لكن الطبيب قال لوالدها أن وضعها صعب و حالتها هي انهيار عصبي حاد مع حالة عدم قبول واضحة أوصلتها إلي التخشب هكذا كحطبة قاسية !!
قال منصور بك في اسي : و ما الحل ؟!
الطبيب : حتي يتبين ماذا ستكون ردة فعلها عندما تستفيق لن نتمكن من فعل شئ !! ربما ترفض الاستجابة لكل شئ مثل الطعام و الكلام و كل الوظائف الطبيعية و ربما تعود لحالتها و كأن شيئا لم يكن !! كل الاحتمالات واردة .. لذا كن قويا يا منصور بك و استعد لكافة العواقب !! سأمر مرة أخري عليها مساءا لنقرر ماذا سيحدث في حالتها ..أتمني لها الشفاء العاجل
منصور بك : شكرا لك
___________بقلم elham abdoo
وصلت حفيظة هانم برفقة فاتن للمزرعة فهب الجميع حراس و خدم و عاملين فتية و فتيات لاستقبالها و تعجب الجميع عندما أشارت لاثنتين منهما بمساعدة فاتن للنزول من العربة!! أيقن الجميع أن يوم كرامات الكبير قد حان !!
أقبل لطفي أفندي لاستقبالهما بينما تأخرت كرامات في القدوم فسالت عنها حفيظة قائلة : أين كرامات ؟! أنا لا اراها ؟؟!
لطفي أفندي: هي في الداخل تتفقد سير العمل فقد وضعنا صناديق البرتقال في المخازن و ننتظر وصول المشتري الآن و هي تحسب كل شئ بالتدقيق كما تعلمين يا سيدتي ..
حفيظة هانم: نعم .. أعلم
لطفي أفندي : الحمدلله علي سلامة قدومكما .. تفضلي للداخل فطاولة الإفطار مجهزة و لم نجلس عليها بعد !!
فاتن : طاولة الطعام الفاخرة تلك التي تأمران الفتيات باعدادها كل صباح.. أليس كذلك ؟!
تلعثم لطفي و تعرق في ديسمبر !! و قال : نعم .. هي من خيركم بالطبع !!
تقدمت حفيظة و الي جانبها فاتن تساندها احداهن حتي وصلا للطاولة المعتادة التي يراقبان من أمامها سير العمل و يعنفان من تتقاعس أو تتأخر من الفتيات !!
جلستا و لم يكن لديهما شهية فقد سبق و تناولتا فطورهما في القصر و لكن فاتن أمسكت كوب من العصير كان موضوعا و ارتشفت منه بتفاخر و قالت : عصير برتقال طازج .. لذيذ !!
أين كرامات هانم كي تتناول افطارها المعد هذا ؟!
لطفي أفندي بقلق بالغ : سأذهب لاستعجالها !!
فاتن : في عجالة من فضلك !!
لم تمر دقيقتان حتي أتت كرامات بوجهٍ ثابت يعلم الموقف الذي يجابهه و قالت : صباح سعيد
نظرت لها فاتن بسخرية و لم ترد أما حفيظة هانم فقالت بحزم : كيف يسير العمل هنا يا كرامات ؟!
كرامات : علي أكمل وجه يا حفيظة هانم .. أهلا و سهلا بكما
حفيظة هانم : هل صحيح ما بلغني ؟!
كرامات: عن ماذا ؟!
فاتن : عن تجاوزك و تعسفك معي أمس ! عن طردك لي بالرغم من حالتي الصعبة و إصابة ركبتي !! عن شفقتك و قلبك الرقيق معي و مع الفتيات هنا !!
كرامات : نعم يا حفيظة هانم .. فعلت هذا و لكنني فعلت ذلك من أجل الحفاظ علي النظام فتلك المزرعة ناجحة و تحقق ربحا وفيرا بفضل عملي و النظام الذي وضعته فعندما يحدث التسيب تحدث الخسارة !!
حفيظة هانم : النظام جيد بالطبع و لكن أليس هناك لديك بصيرة أو بعد نظر !! تطردين فاتن و هي مصابة !! تطردينها رغم قرابتها لي .. تطردينها رغم كل شى !!
كرامات : في البداية أحببت أن اذكر حضرتكم أن تلك الرسالة التي تركتها معها هي التي طلبت بها ذلك .. أن تعامل قريبتك كالجميع !! ثانيا فاتن هانم أخلت بنظام المزرعة و خرجت خلال وقت العمل دون اذن و فوق ذلك ضربت سل الفاكهة بقدمها أمام الجميع باستهزاء !!
نظرت حفيظة هانم لفاتن بلوم ثم عادت لتقول : و إن كان فهذا التصرف القاسي لا يليق !! أين الشفقة و الإنسانية.. لم يجدر بك طردها عند عودتها من دون الرجوع لي .. الآن وجب عليكِ الاعتذار منها أمام الجميع كما طردتها أمام الجميع !!
كرامات : و أنا لن اعتذر لأنني لم أخطئ .. حضرتكم صاحبة المزرعة لكنني اتولي إدارتها مع زوجي و قد حذرتها قبل أن تغادر أنه لن يكون هناك عودة فكيف ينفذ الفتيات كلمتي ان خرجت هي عنها ؟!!
حفيظة هانم في تحدي : أمامك خيارين أما الاعتذار و أما المغادرة !! ماذا تختارين ؟!
وقف لطفي أفندي بتعرق أشتد عن آخره و تمني لو ينتهي ذلك الموقف علي خير و لكنه وجد كرامات تقول : أنا عند موقفي .. لا اعتذار.. سأترك المزرعة التي قضيت بها قرابة عشرون عاما و سأعيش مع زوجي في بيت صغير بالمال الذي جمعناه بعرقنا في هدوء و استمتاع !!
نظرت لها فاتن بحنق أما حفيظة هانم فقالت : كما اردتي فأنتِ من اختار عدم بقاءك هنا !!
كرامات : أنا اسم علي مسمي يا حفيظة هانم ف كلي من هامتي إلي أخمص قدمي ... كرامة !!
ذهبت من أمامها و من خلفها لطفي و تركت الجميع في إعجاب بشخصيتها الفريدة فقد عاشت في وسطهم بكرامة و رحلت عنهم من اجل الكرامة ايضاً !!
______بقلم elham abdoo
وصلت بسمة بصحبة صدقي باشا للمبرة القديمة و بحثا فور دخولهما عن إيفان الذي استقبلهما بترحاب و سرور و لم تمر دقائق حتي أقبلت كاريمان عليهم و ألقت التحية
كاريمان : صباح سعيد
ايفان بتفاجؤ: مرحبا .. صباح سعيد .. متي اتيتِ ؟!
كاريمان : صباح اليوم .. آسفة علي كل ذلك التأخير .. من حسن الحظ أن اقابل كبير الأطباء الفاضل صدقي باشا هنا .. أهلا و سهلا بك
صدقي باشا : أهلا بكِ يا أميرة .. لكنها ليست صدفة كما تظنين!!
كاريمان: أشعر أن هناك تفاصيل كثيرة فاتتني في أثناء الغياب !!
ايقان : سأشرح لك كل شئ الآن
نظرت بسمة لكاريمان فقالت لها : أهلا بسمة
بسمة : أهلا كاريمان هانم . الحمدلله ع سلامتك
إيفان: هل نذهب جميعا للمبرة الجديدة لنتفقدها و نتحدث عن كل شئ في قلب الحدث ؟!
كاريمان : يا ليت .. ذهبت لهناك صباحا فوجدتها موصدة
إيفان: اذن هيا بنا .. لنفتحها و نتحدث ..
بسمة : أنا سأعود لعملي الذي اشتقت له .. بالاذن منكم
_________بقلم elham abdoo
في الوقت المحدد وقف ايلاريون أمام بيت الغريب من بعيد، رآه يخرج حاملا الأموال التي تركها له في الصباح فاشار للرجال بملاحقته و العودة به مرة أخري للمكان المتفق عليه !!
دخل و نظر للورقة الموضوعة فرأي اسما جعله في تساؤل و تعجب و هنا كان عزيز ينظر من بين فتحات البيت الخلفية و يراقب ما يحدث فسمعه حين قال : إيفان مانويل !!! لماذا؟!
ابتسم عزيز لنجاح خطته و لكنه صُدم عندما سمعه يقول : سنفهم كل شئ فربما أصبحت في قبضة رجالي الآن أيها الذكي!!
أدرك عزيز الآن أن ايلاريون صنع فخاً داخل الفخ الذي أعده و قد تعقد الأمر علي نحو مقلق فكيف سيتصرف و ينجو من قبضة حفيظة دون خسائر جديدة ؟! فتلك المرة إن طالته يديها فلن تطلقه مثل المرة السابقة !!!