رواية ولادة من جديد الفصل التاسع و الاربعون49 بقلم مجهول


 

رواية ولادة من جديد الفصل التاسع و الاربعون بقلم مجهول

بعد أن أمضى فوزي وقتاً كافياً في مكتب فايزة قرر أنه حان الوقت ليتحرك،
لكن عندما خرج من الباب صادف حسام ورهف وهما على وشك مغادرة
المكتب أيضاً.
بدا حسام متوتراً بعض الشيء عندما رأى فوزي، فكان جسده يطلق هالة من
البرودة وهو يحدق في فوزي بتعاسة في ذات الوقت، استشعرت رهف بعدائية
حسام عندما رأت فوزي يخرج من مكتب فايزة الذي لم يكن بعيداً. "يبدو أن
السيد كمال وفايزة مقربين جداً لبعضهما البعض. وعلى حد ذاكرتي، أنهما حتى
خرجا معاً لتناول وجبة قبل بضعة أيام"       في حين اكتفى حسام برفع حاجبيه، وذم شفتيه في صمت استطردت رهف
بالتعبير عن رأيها، بعد أن لاحظت وجه الرجل الخالي من العواطف. "إن سألتني
فيبدو لي أن السيد كمال يعامل فايزة معاملة حسنة جداً. فمنذ أن أفلست عائلة
صديق، فإن الجميع كان يتجنبها وكأنها كائن فضائي، لكنه دخل ذات الشركة
مثلها، ناهيك عن أنه ظل على تواصل معها. في ذلك الوقت، كنت أظن أنها
مجرد اشاعة تقول أن والد فايزة كان يتعامل مع السيد كمال وكأنه زوج ابنته،
ولكن الآن ... ربما كنت مخطئة.
لم تستطرد رهف في المزيد بعد أن عبرت عما يدور في بالها، معتقدة أنها قد
أنجزت ما يكفي لتخريب انطباع حسام عن فايزة نظراً لأنني لا أملك الكثير
لتوقيف فايزة، فإنه يجب علي أن أفعل كل ما بوسعي لاقناع حسام بنسيانها.
كما توقعت رهف تجهم وجه حسام في اللحظة التي انهت فيها كلماتها، مما
يعني
أن كلماتها كان لها مفعولها. إلا أنها لم تبد سعيدة على الاطلاق، فرد فع
لحسام كان على غير ما توقعته تماماً. وبسبب ذلك، لم تجرؤ على اخبار حسام
أن فايزة حامل . يبدو أنه يجب أن أسرع الأمور قليلاً.
في وقت لاحق من تلك الليلة، خرج حسام من الحمام مرتدياً رداء حمام يغطي
الجزء السفلي من جسده. وفيما كان الجزء العلوي من جسده مكشوفا، أمسك
بمنشفة وجفف شعره المبلل. عندما دخل الغرفة، لاحظ أن الضوء كان لا يزال
مضاء في الداخل.
في هذه الأثناء، انشغلت فايزة بعملها، وكانت تكتب على حاسوبها المحمول
وهي ترتدي سماعات لاسلكية وهي جالسة في السرير. "نعم، يرجى أن تتحقق
من ذلك، وإعادة ارساله غلي بعد تعديله. "كانت تتحدث بصوت ضعيف، وبين
الحين والآخر كانت تصدر التعليمات، بينما دقت أصابعها على لوحة المفاتيح
بسرعة في ذات الوقت
عندما رأى حسام ذلك، توقف عن تجفيف شعره، وشعر بالحزن. ولم يتقدم
نحوها إلا بعد أن أنهت فايزة مكالمتها ،وتوقفت ثم سألها: "ألم تتمكني من انهاء
عملك اليوم؟"
لم تنظر إليه فايزة حتى وهي تجيب: "لم أتمكن من ذلك" ولذلك اضطرت إلى
العمل وقتاً اضافياً، حتى تتمكن يارا من اللحاق بالعمل. وعلى الرغم من هذه
التضحية، إلا أنها رأت أنها ضرورية من أجل مساعدتها.
اجابها حسام بعد لحظة من الصمت: "احفظيه للغد، إذاً."
كانت رأس فايزة منخفضة، ورموشها الطولية تحج بحسام عن ملاحظة عينيها.
ثم رفعت رأسها، وابعدت عينيها عن شاشة المحمول، لتثبت نظرتها على وجه
الرجل عندما سمعت صوته غير المكترث في الوقت نفسه، كان حسام واقفاً،
ووجه عينيه إليها من عل كما لو كان سيد فايزة، وقد انبعثت منه هالة من
البرودة التي كانت مؤشراً على تعاسته
ومع ذلك، فقد فهمت سريعاً المعنى وراء كلماته بمجرد أن تطلعت إلى عينيه.
فسرعان ما أغلقت الحاسوب، وقرعت احدى سماعاتها اللاسلكية. "أه، إنك تريد
الذهاب إلى النوم الآن، أليس كذلك؟ سأذهب إلى غرفة المكتب، إذاً "
بمجرد أن انتهت فايزة من كلماتها، نهضت على الفور من السرير، وجهاز
الكمبيوتر بيد يديها. لم يكن حسام مدركاً أن فايزة كانت في هذه اللحظة
هادئة هدوء القطة؛ لأن كل ما تريده كان الانتهاء من مهمتها، ورؤية يارا تتحسن
في العمل.
ومع ذلك، فعندما مرت من جانبه، سمعت سؤالاً ساخراً منه: "هل كان ذلك لأنك
لم يكن لديك ما يكفي من الوقت؟ أم لأن هناك شيء آخر أكثر أهمية
كان عليك قضاء الوقت فيه ؟ "
من
العمل
توقفت فايزة في مكانها : "ماذا تعني؟" كانت تقف على بعد خطوات قليلة من
حسام ، وظهربهما في مواجهة بعضهما البعض دون أن تستدير، ثبتت المرأة
حاسوبها المحمول تحت ابطها.
"وما الذي تعنيه بذلك؟ هل تقصد أنني لم أكن جادة في العمل؟"
سخر حسام قائلا: "هل كنت؟ إن كنت جادة، ما كنت لتحتاجي العمل وقتاً
اضافياً في المنزل"
عندما سمعت فايزة كلام حسام ، لم تملك إلا أن تتساءل عما يحدث مع الرجل.
خلال اللحظات التالية، لم يستدر أي منهما، بينما كان ظهر كل منهما يواجه
الآخر في مواجهة مسدودة. بعد وقت قصير سخر حسام مرة أخرى وسأل:
"ما الخطب؟ هل ابتلع القط لسانك ؟ هل استمتعت بالتسامر مع فوزي؟"
عندما سمعت فايزة كلام حسام، ادركت بسرعة السبب وراء سلوكه الغريب.
هاها! بدأ غروره يخادعه مرة أخرى كالعادة، لم يكن لدى فايزة أي نية في
الدخول إلى جدال مع حسام، لذا مشت مبتعدة عنه دون أن تحاول تقديم
أي
تفسير.
ومع ذلك، شعرت فايزة على الفور بقبضة قوية على معصمها تسحبها إلى الوراء
الثانية التالية قبل أن تتمكن من ابداء أي رد فعل وجدت نفسها بين
أحضان حسام، بينما سقط حاسوبها المحمول على الأرض. ثم وجدت نفسها
مثبته على السرير وقد قام الرجل بالامساك بيديها أعلى رأسها.
"ماذا تفعل يا حسام ؟" حاولت جاهدة أن تتحرر منه، لكن هذا أدى إلى تشديد
حسام القبضته عليها، ثم وضع ركبته بين ساقيها ليمنعها من الركل بجنون. ومن
ناحية أخرى، استشاط غضب فايزة التي غرست أسنانها في ذراع حسام . وعلى
الرغم من قوة عضلاته إلا أنها لم تسعفه كثيراً لتحميه من أسنان السيدة
الحادة. وفي غضون ثوان قليلة، كان يشعر بالألم يسري في كل عصب من
أعصاب ،ذراعه، فرفع حاجبيه من شدة الألم.
"أفلتيني"
ردت فايزة في غموض: "أبداً!"
رد حسام في غضب: "أفلتيني يا بياض الثلج"
ارخت فايزة دون أن تدري فكها، وقد ذهلت من الكنية. في الوقت نفسه استغ
لحسام الفرصة، وأمسك بذقتها. ثم أطبق على ذقتها بقوة، وأجبرها على النظر
في عينيه.
في أعماقها، كانت فايزة وحدها تدرك أن الحادثة الأخيرة هي السبب في أن
عضت ذراع حسام حتى نزفت لذا، كان هناك بعض الدم يقطر من زاوية فمها،
أما بشرتها البيضاء بجعلت الدم يبدو أكثر رعباً.
من ناحية أخرى، نظر حسام إلى ذراعه، ورأى علامة العضة واضحة على
ذراعه. ابتسم في برود جليدي لفايزة وقال: "هل" كان عليك أن تعضي بهذا
القوة يا بياض الثلج ؟ أين ضميرك؟"
أجابت فايزة: "بالنسبة للضمير، يجب أن تفلتني إن كنت رجلاً ذا ضمير"، وقد
تفاجأت لسماع حسام يناديها بهذه الكنية. فلم يكن قد فعل ذلك منذ وقت
طويل. وقبل أن يصبحا زوجين كان حسام يناديها بهذه الكنية كلما اغضبته
وكان يريد تلقينها درساً، أما الآن، فقد بدت هذه الكنية مختلفة، نظراً للظروف.
نظرت فايزة إلى الرجل الذي حاول تخويفها، وابتسمت تسأله: "ما الذي يعنيك
بشأني أنا وفوزي؟ إن نظرتك اليائسة تخبرني أنك تغار، هل هذا حقيقي؟

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-