رواية ولادة من جديد الفصل الثامن و الاربعون48 بقلم مجهول


 

رواية ولاده من جديد الفصل الثامن و الاربعون بقلم مجهول

لا جدوى من القتال من أجله

تسمرت رهف

كانت قد فكرت في ذلك بالفعل، وحاولت أن تلمح، لكنها لم تكن متأكدة إن كان حسام لم يستوعبها، أم أنه كان يتظاهر بعدم

ملاحظتها.

على أية حال، لم يوافق.

لم يكن متاحاً لرهف أن تكون صريحة بشكل مبالغ أيضاً. ماذا لو

ظن أنني امرأة سهلة المنال ؟

لذلك، كان عليها أن تصبر وتبتلع هذا العلقم.

رفعت فايزة حاجبها عندما لم ترد رهف في الواقع، كانت تبدو

شاحبة شحوب الرماد.

"أم أنك تتنمرين علي؛ لأنك غير قادرة على اقناعه بالخروج

ومقابلتك ؟"

رفعت رهف رأسها وحدقت في فايزة.

اكتفت فايزة بالنظر إليها في استمتاع.
هل أنا مخطئة؟ لا داعي لقيامك بكل هذه الأشياء غير الضرورية. من الواضح أنك تحتقرينني، ومع ذلك، جلبت لي الغداء هل تحاولين اثبات سخاءك وسماحتك له؟ نصيحتي لك أن توفري تعبك. إذا كان الشخص الذي تحبينه لا يحبك لمجرد أنه يبدو له أنك لست سخية بما يكفي، فعليك أن تسارعي

بالبحث عن شخص آخر."

اصابت كلمات فايزة نقطة حساسة لدى رهف.

اطبقت رهف قبضتها، وبدا وكأنها تريد سحق فايزة إلى قطع

صغيرة.

ابتسمت فايزة ابتسامة جميلة: "لا يزال لدي عمل أقوم به. إن

لم يكن لديك شيء آخر، يمكنك المغادرة الآن."

استشاطت رهف غضباً. وبدأت تشعر بالندم على محاولتها التظاهر بأنها شخص سخي ومنفتح أرادت أن تستهزئ بفايزة ولكن في ذات الوقت كانت تخشى أن تغضب فايزة بما يكفي الفضح سرها امام حسام . لذا اضطرت أن تبتسم مرة أخرى.

لا داعي لهذه العدوانية تجاهي يا فايزة. لقد وافقت على طلبي، لذا نحن متعادلاتان الآن أريد فقط أن أكون صديقة لك. وأن اعتني بك. فعلى كل، إن وضعنا أعمارنا في الاعتبار، يمكنك

أن تعتبرينتي أختاً كبيرة لك ....

قاطعتها فايزة ببرود قبل أن تنهي كلامها: "أنا الابنة الوحيدة في عائلتي، يا أنسة عبد الرؤوف"

ظلت رهف صامتة للحظة قبل أن تقول : "حسناً، اعتقد أن قائمة

الطعام اليوم لا تناسب ذوقك. سأغادر الآن"

أخذت صندوق الغداء الخاص بها وغادرت.

بمجرد أن غادرت اندفعت يارا إلى الغرفة وسألت في غضب: لماذا جاءت إلى هنا يا آنسة فايزة؟ هل كانت تتنمر عليك؟"

اندهشت فايزة: "الا تحبينها ؟"

اومات يارا بقوة.

بالطبع لا أحبها ! لو لم تكن هي، لما قال أولئك الناس في

الكافتيريا تلك الأشياء عنك يا آنسة فايزة. بل أنني أكرهها !"

حدقت فايزة بصمت للحظة في يارا قبل أن تسأل: "هل تتويين

البقاء في هذه الوظيفة لفترة طويلة ؟"

أعلنت يارا بابتسامة: "نعم أحب هذا المكان. وطالما أن

مجموعة منصور لم تفصلني من العمل، فإنني ساستمر في

العمل هنا."
تجهمت فايزة.

"إذا كنت تحبين هذا المكان، ينبغي أن تسيطري على انفعالاتك "

اندهشت یارا من تبدل تعبيرات وجه فايزة ونبرتها إلى برود مفاجئ: "م.. ماذا ؟"

هل تدركين نوعية العلاقة التي ستكون بينها وبين حسام في المستقبل ؟ هل تعرفين ما إذا كنت قادرة على اهانتها أم لا؟ إن كنت ترغبين في الاحتفاظ بوظيفتك هنا، يجب أن تلجمي عواطفك. لا تستعرضيها طول الوقت في العلن 22

كانت نبرة فايزة جامدة ولا رحمة فيها، حتى أن يارا صدمت بدأت عيناها تحمر ببطء، بينما وقفت متسمرة في مكانها. لم تستطع أن تفهم لماذا كانت فايزة توبخها بينما كانت فقط تدافع عنها.

"أنسة فايزة، لست أحاول استعراض عواطفي. أنا فقط ... أنا

فقط لا أحب أن اسمع أشخاصاً آخرين يسيئون إليك، وتلك

المرأة ..."

زاد قطب حاجبي فايزة، واصبحت نبرتها أكثر قسوة.

يبدو لي أنك لا زلت لا تفهمين ما أقوله، لذا انصتي لي جيداً
الآن في نهاية المطاف أنت مجرد موظفة في مجموعة منصور، ما العلاقة التي تربط بيننا ؟ لماذا احتاج إليك للدفاع عني ؟"

اغروقت عينا يارا بالدموع، لكنها عضت شفتها بقوة لتمنع دموعها من التساقط.

ساد الصمت في المكتب.

وبعد برهة سمع صوت شخص ما يتنحنح.

"احم"

رفعت فايزة رأسها لتجد فوزي واقفاً خارج الباب. لم تكن تعلم متى جاء.

ثم عادت ونظرت إلى يارا، وأمرتها بصوت مقتضب: "عودي إلى العمل "

أومات يارا. لم تجرؤ على عصيان فايزة.

عندما مرت بجوار فوزي رأى قطرات دموعها المثيرة للشفقة

تتدحرج أخيراً على خديها.

وبمجرد أن غادرت الغرفة، سألت فايزة: "هل تحتاج إلى شيء

يا فوزي ؟"

دخل فوزي وأغلق الباب خلفه.

نظر إلى فايزة بشيء من الارتباك: "هل كان عليك أن تتحدثي معها بهذه القسوة؟ حتى وإن كان قصدك خيراً، فإنك تخاطرين

بأن يسيء الآخرون فهم نواياك"

خفضت فايزة عينيها، وظل تعبير وجهها غير مكترث

"لا يهم إن اساءت فهمي. على أية حال، سأغادر هذا المكان قريباً."

إذا لم اكن اتحدث بلطف معها، فإنها ستظل عالقة في عالمها الساذج . كيف ستبقى على قيد الحياة إذا لم تصبح أكثر نضجاً؟

تحدثت فايزة بنبرة واقعية، ولكنها كانت كافية لجعل فوزي

يتوقف للحظة. بعد أن وضع المستند الذي جبه معه على

مكتبها، تظاهر بأنه يسأل بشكل عابر: "هل تستعدين للمغادرة؟

ماثيو؟"

إنها لا تخف شيئاً عن فوزي، باستثناء صورية زواجها من حسام

والطفل

ضغطت شفتيها وقالت: "لم اقرر بالضبط متى بعد، ولكن قريباً."
رفع فوزي حاجبه ولم يقل شيئاً.

على الرغم من أنها لم تحدد وقتاً، إلا أنها قالت أنه سيحدث قريباً، والموقف الذي اتخذته عندما عاتبت يارا اليوم كان دليلاً

قوياً أيضاً.

ربما ستغادر الشركة في غضون شهر، يبدو لي أنه حان وقتي

لوضع خططي أيضاً.

عندما لاحظت فايزة أن فوزي يفكر في صمت، لم تستطع أن يمنع نفسها من التجهم: "ما الذي تفكر فيه يا فوزي ؟"

عاد فوزي سريعاً من شروده، ونظر إليها دون أن يقول شيئاً.

كانت فايزة قلقة.

"لا تخبرني أنك تفكر في تقديم استقالتك"

إن مجرد احتمال هذا صدمها.

إلا أن فوزي رد عليها ببساطة بابتسامة مبهمة: "لا تقلقي. لم

أكن افكر في ذلك "

لم تكن فايزة تريد أن تضغط عليه في هذا الموضوع. فبعض


الأمور تجاوز نطاق علاقتهما، ولم تكن ترغب في الغوص في أعماق أفكار فوزي

رأى فوزي أنها قد سكنت فقال يطمئنها: "لا بأس، لا تقلقي. ركزي فقط على أمورك أولاً، هل حقاً تخططين للمغادرة بهذه السهولة ؟ "

ومضت نظرة فوزي بشكل مبهم.

لا أسعى لانتقادك، ولكنك قضيت عامين معه، ثم تغادرين في اللحظة التي تعود هي فيها؟ أليس هذا ضعفاً منك؟ يجعلك

هذا تبدين لقمة ساغرة."

صمت فوزي قبل أن يتجهم واللطرد في بطء: "يا فايزة، أنت لم تكوني أبداً شخص يسمح لأي شخص آخر أن يتسلط عليك بهذه الطريقة. لماذا عندما يكون هو طرف في أي موضوع. تصبحين أنت .."

خفضت فايزة عينيها.

كان على حق كلما كان هو طرفاً في أمر ما، كانت تتراجع وتصبح عاجزة تماماً.

لم يكن الأمر أنها غير قادرة أن تجد سبيلاً للمواجهة دفاعاً عن

نفسها، ولكنها كانت تعلم أنها ليست الشخص الذي يسكن قلبه.

لذا اعتقدت أنه لا جدوى من القتال من أجل حبه.

كانت تعلم أن حسام لن يتخلى عن مشاعره تجاه رهف ببساطة من أجل محاولاتها الخاصة لكسب حبه، وكان احترامها لذاتها

أكبر من أن تحب شخصاً لا يحبها.

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-