رواية سيف القاضي الفصل السادس والاربعون بقلم إسراء هانى
ان كان الموت قدرك فسنكون سويا لا أستطيع العيش بدونك ..
حقنت نفسها بالعلاج بعد ان حقنته وهيا تدعو الله من صميم قلبها أن ينجيهم...
دخل والدها ووالده للاطمئنان هل حقنته بالعلاج ليصدموا حينما وجدوها برفقته خلف الزجاج..
يوسف بجنون " بيسان انتي بتعملي ايه "
ابتسمت لوالدها وهمست " انت عارف مافيش علاج بيتعمل بشهر يا بابي يا نموت سوا ي نعيش سوا "
كانت دموع علي تهبط تعبر عن ألمه ليكمل يوسف بغصة " طيب وابنك "
بيسان وهي تضع رأسها على صد.ره " ان شاء الله هنربي انا وباباه ياما تربي انت وبابا علي يا بابي انا مش هعيش لوحدي "
كانت قريبة لصد.ره ليهمس مصطفى بمزاح " عمي لما أخف ان شاء الله ليا حساب عندك "
يوسف بعدم فهم " حساب ايه "
ليكمل بضحك " انت حسبتولي المتر بكام انا دافع دم قلبي "
لكمته بصد.ره ابتسم يوسف رغما عنه ليهمس " لو هنتحساب هيطلع لينا عندك كتير "
قبل ان يجيب ردت بكل حب وندم " لو هنتحاسب هيطلع عمري وكل ما املك ليه يا بابي "
في الصباح فتح مصطفى عينيه وهو يشعر بتحسن ابتسم عندما شعر بالأمل ليهمس " بيسو حبيبي انا حاسس اني احسن "
فتحت الباب بضعف جعل قلبه يتوقف عن النبض وهمست " الحمد لله "
اقترب منها بأنفاس متقطعة وهمس " بيسان انتي حاسة بايه بيسان في ايه "
ردت بضعف وهيا تتنفس بصعوبة " حاسة اني تعبانة اوي يا مصطفى شكلها خلاص "
هز رأسه بكل رفض ورد بجنون " خلاص ايه وكنتي عالجتيني ليه عشان تحسريني يا تقومي معايا يا تسمميني انا بقولك اهو "
هبطت دمعة من عينيها وهمست " عايزة منك تسامحني على اللي عملته فيك لو تعرف ندمانة قد ايه على كل لحظة عشتها بعيد عنك وبديت دراستي عنك سامحني وخلي بالك من ابني "
قام من مكانه كالمجنون ووقف يخبط على الباب بقوة وهو يصر.خ بكل صوته حتى اجتمع كل من في المكان نظر لوالديهم وقال " انا حاسس اني احسن بس هيا تعبت ليه حد يلحق مراتي "
انقبض قلبهم وارتدوا ملابس الوقاية وبدؤوا بإجراء التحاليل كانت تحاليله قد تحسنت كثيرا وتحتاج بعض الغذاء لتقويته مرة اخرى ..
اما هيا فهمس يوسف بألم " السكر مش منتظم وده االي سبب الانتكاسة "
سكت مصطفى يتذكر كيف كانت تتحايل عليه وتستعطفه ليسم بأكل الشكولاتة وكل شئ همس بانهيار " انا السبب مش كدة انا السبب "
حاولوا تهدئته لم يهدأ الا بحقنة وكانت الحالة صعبة حاولوا تنظيم السكر وحقنها مرة اخرى وكانت مجاذفة كبيرة فتح عينيه ليجدهم ينظروا له بكل أسى نظر لمكانها وجده خال أصبح صد.ره يعلو ويهبط وقال بصوت خافت ' بيسان فين "
ردت والدته بدموع وانهيار " البقاء لله ي حبيبي '
شهق حتى كاد يموت وهو ينظر لهم بتكذيب ويصر.خ باسمها ويهز رأسه بجنون ..
اقترب منه والده وهمس بخوف " مصطفى اهدى اهدا فيه ايه "
فتح عينيه وقبل ان يتكلم وجدها تنام بالسرير يالهي لقد كان حلما انه أسوا حلم في حياته كلها ليس حلم حكم بالاعد.ام اقترب منها كالمجنون يقبل كل أنحاء وجهها وهو يحمد ربه مئات المرات ..
يوسف بهدوء " السكر انتظم مستنين تفوق "
مصطفى بثقة ودموع " هتفوق ان شاء الله هتفوق ربنا أرحم الراحمين مش هيوجع قلبي "
شعر بضغطة على يده لتهبط دموعه لا اراديا وقال بشهقات " كنت واثق والله "
ابتسمت بضعف وهمست " على قلبك كنت فاكر انك هترتاح "
همس بمزاح ودموعه تهبط " ي خسارة كنت لسة هدور على عروسة "
عقدت حاجبها وقبل ان تتكلم كان قد قاطعها بلغته لغة العشاق يخبرها بمدى خوفه وعشقه وانها كل حياته ..
شهر آخر كانت قد تحسنت بفضل الله ثم اهتمامه الذي جعلها كطفلة في عمر الشهور دللها وعشقها بكل لغات العالم..
بيسان بهمس " بقولك لسة عايز تحاسب بابي "
اقترب أكثر وهمس " تحاسبنا دلوقتي هو عايز مني قد مال قارون يجي مية مرة "
ابتسمت وتابعت "اممم وهتعمل ايه بقى "
شدد من ضمها وهمس " هكتب شكات وأتنازل عن كل ما أملك ويسامح في الباقي بقى "
اقتربت من وجهه وهمست بأنفاس تلفحه " انا ب.. ح.
ب.. ك "
مصطفى بهدوء ما قبل العاصفة " اللي بحضر العفريت يصرفه ما ليش دعوة باللي هيحصلك "
***
دخل غرفته ليجدها تمسك في يدها شريط وتبكي فهم ما حدث ليكمل بهمس " هتبقي أحسن ام في الدنيا "
انتبهت له لتركض تتعلق برقبته وهمست بصوت مختنق " نفسي يا سيف نفسي أخلف منك قوي والله العظيم نفسي افرحك بطفل "
رفع ذقنها ينظر لها وهمس " عندي ثقة بربنا هيعوضنا اوي والله العظيم بس انتي قولي يارب "
همست ببكاء " يارب يارب خايفة اوي يا سيف "
شدد من ضم رأسها وهمس بحب " ربنا كريم انتي ثقي فيه بس ويلا نروح للدكتورة نطمن "
وصل المشفى وسعادته وخوفه يحاوطونه حتى طمأنته الطبيبة ان كل شئ بخير كانت هيا نفسها الذي تابعوا عندها قبل ذلك..
خرج برفقتها وهمس " مش عايزك تتحركي من السرير خالص حتى الحمام انا هوديكي ليه "
همست بخبث " مصطفى انا عايزة مانجا "
رفع حاجبه وقال بعدم فهم " مانجا ؟؟ احنا في الشتا يا روحي "
ردت بلامبالاه " وانا مالي ده ابنك "
حدق بعينيه وقال بغيظ " وهو ابن الكلب توحم عالمانجا دلوقتي قوليله ما ينفعش برتقان "
هزت رأسها وقالت بحزن "ما تقولش على حبيبي كلب و لا عايز مانجا "
اصطنع البكاء وقال " يلا يا آخرة صبرى "
دار معظم المحلات حتى وجد مانجا مجمدة شعر بسعادة شديدة وجلبها له لتهمس بمكر " ايه ده ابعدها عني "
نظر لها بصدمة وقال " ده مانجا "
قالت باشمئزاز " لا ابعدها عني مش عايزاها "
لمعت عينيه بمكر وقال وهو يتوعد لها عندما فهم لعبتها " مش عايزاها امم لا انا ابني عارف هو عايز ايه "
توردت وجنتيها عندها شعرت به يقترب منها ويزيل الجاكيت حاولت الهروب لكنها كانت بين يديه يعاقبها بكل حب ...
يقف بجوارها داخل العمليات دموعه تهبط وهو يسمع صراخها يتمنى لو يأخذ منها الوجع خصوصا انها ستولد بالسابع حتى استمع لصوت صر.اخ ابنه لتهبط دموعه فرحا وهو يشدد من ضمها ليعاودها الألم مجددا ليرتعب فزعا حتى استمع لصر.اخ طفل آخر نظر لزوجته بفرحة شديدة ليصدم حينما استمع لصراخها مرة أخرى وسماع صوت الطفل الثالث ..
الدكتورة بابتسامه " مبروك ي ماسة مبروك ي سيف كنت عارفه انهم تلاتة بس عملت ليكم مفاجأة وكنت خايفة يحصل حاجة لحد فيهم وينزل ساعتها تنتكس ويتأذي الباقي عشان كدة خبيت عليكم مبروك عندك ولدين وبنت زي القمر"
لم يستطع ان ينطق مع الصدمة اما هيا فكانت تضع يدها على فمها تبكي بعدم تصديق حتى انها نسيت ألمها فرحمة ربها وكرمه جعلها تنسى كل شئ فقط تتذكر انها الآن ام لثلاث أطفال عوض ربها عن كل ما مرت به ..
همست بدموع وهيا تنظر لسيف " ولادنا ي سيف "
هز رأسه وهو يشهق من البكاء ولا يستطيع الكلام شعور جميل جدا اقترب منهم ورأى أولاده سبحان الخالق كانت دموعه هيا التي تعبر عن حالته ..
شام بسعادة ولهفة " حلوين مش كدة "
هز رأسه دون كلام لتكمل هيا بابتسامه " قدرت افرحك ي سيف وأخليك أب "
رد بحب " فرحتي كانت انتي ي شام "
شام بدلال " يعني هتحبني انا وبس "
هز رأسه بالايجاب لتفتح تلك الصغيرة عينيها كانت تشبه والدته كثيرا كما تمنى فقط عينين والدتها كانت تضحك له ليدق قلبه بعشق آخر جعلت الابتسامة تتسع والدموع تزداد من شدة فرحته لتهمس شام " متأكد انا وبس "
حمل تلك الجنية بحض.نه وقال وهو يضمها " ما اوعدكيش "
ابتسمت بسعادة حينما رأت فرحته همست بابتسامه " هنسميها ايه "
سيف بهمس " هيا بتشبه ماما اوي وده هيخليها حبيبة جدها اكتر من اي حد "
شام بابتسامه " يبقى نسميها اسراء '
سيف بتردد " ده بابا يعلقني حظرنا اننا نسمي على اسمها "
شام " ما تقلقش هيفرح اوي روح بسرعة والولاد نسميهم يوسف وعلي "
هز رأسه بالموافقة وهو سعيد جدا وذهب لتسميتهم
دخل الجميع يبارك لهم ليهمس آسر " كدة سيف غلبني بواحد لازم يا ماسة نجيب اربعة عشان أغلبه "
ضحك الجميع ليرد سيف بغرور " عيب مش هتقدر انا عالاربعين هحضر لستة "
شهقت شام وهمست " ستة وعالاربعين ليه مخلف ارنب "
قهقه الجميع عليها حمل سيف الطفلة ووضعها في حض.ن والده الذي خفق قلبه بشدة حينما شاهد ملامح حبيبته فيها قبل جبينها وهمس " سبحان الله خلق فأبدع بتشبه حبيبتي بس مراتي احلى طبعا "
اذن لهم بسعادة ثم همس " سميتها ايه"
ابتلع ريقه خوفا من ردة فعل والده لترد شام بمكر " سماها اسراء يا بابا "
نظر له يوسف بتوعد لتكمل هيا بمكر " انا قولتله بابا هيزعل قالي دي حبيبتي وهسمي على اسمها "
نظر لها سيف بصدمة وهيا تسلمه تسليم اهالي لوالده وقال من بين اسنانه " ماشي يا بنت السمري ماشي "
يوسف بغيظ " انا مش قولت ماحدش يسمي على اسمها "
سيف " احم طيب ما هيا شبهها ما لقتش اسم يلبق عليها اكتر من كدة "
يوسف بتوعد " ماشي يا سيف ماشي '
سيف بفخر " لا قولي ابو يوسف '
رفع يوسف حاجبه ليكمل سيف بثقة " أصلي سميت الأول يوسف "
ليضع يوسف الطفلة ويمسك به يرفعه من قميصه وسط ضحكات وقهقهات الجميع
تجمع الجميع باسبوع التوائم بسعادة شديدة لتهمس ماسة بأذن آسر بتوتر " آسر أنا حامل "
نظر لها وابتسم ثم همس باذنها بحنان حينما لمح توترها " عايز أربعة عشان أغلب اخوكي اللي مش عارفين نكلمه "
نظرت له بلهفة " يعني مش زعلان "
ضمها من كتفها واجاب بكل حب " ازعل عشان هيبقى عندي كمان طفل منك يا روحي "
ماسة بعينين دامعة " انت ازاي حنين كدة "
ابتسم وهمس بجانب اذنها " الحنية ما بحبهاش في كل حاجة لما نروح هتشوفي القسوة "
توردت وجنتيها حينما فهمت قصده ليهمس برغبة " انا برأيي نمشي دلوقتي عشان بنام بدري "
لينبهم صوت تلك الشقية ايفا وهيا تصرخ " سمايل بسرعة عشان هنتصور صورة جماعية "
بدأت بالتصوير لتتوتر بخجل حينما لمحت نظرات ذاك العاشق الذي كان كأنه لا يرى غيرها ..