رواية سيف القاضي الفصل الرابع والاربعون بقلم إسراء هانى
وقفت تنظر لنفسها في المرآة وهيا ترتدي فستان الزفاف كأنها انتبهت لتوها أنها ستصبح زوجة أحد آخر هل يعقل ان يحل أحد محله هزت رأسها بلا بهسترية وخرجت من غرفتها تركض تريد الهرب لكنها لن تصبح زوجة أحد غيره...
ذهب والدها لاحضارها ليتفاجأ بالغرفة فارغة ليستمع لصوت ابنته " بابي الحق ماسة بتجري هتهرب "
ركض الجميع خلفها ليوقفها صوت والدها " ماسة استني يا حبيبتي بتهربي ليه "
توقفت ونظرت للجميع بكره نظرة استغربها الجميع وصرخت بهسترية "انته عايزين تجوزوني عايزيني اكون مرات حد غير آسر "
رد والدها باستغراب " انتي مش وافقتي "
صرخت بحدة اكبر " عمري ما وافقت عمري أوافق على ايه انا سكوتي كان صدمتي فيكو انكو عايزين تبدلو آسر بحد تاني "
همس والدها بحنان " ليه نبدلو يا حبيبتي آسر ربنا يرحمه والحي أبقى من الميت "
ضربت كفيها ببعضها بحدة وصرخت " ما ماتش ربنا قال " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون " يعني حي وشايفني هيحس بايه لما يشوف حبيبته مرات حد تاني هأطلب منه بأي عين اكون مع حور العين هأستاهل اكون معاهم وأنا جسمي تكشف لغيرو "
سكتت قليلا تشهق بسبب انهيارها واجابت بخنقة " انت متعرفش آسر بالنسبة ليا ايه مش بس جوزي ولا حبيبي آسر كان دنيتي كان حنين عليا حنية الدنيا كلها كنت قبل ما تجوزوا ااقول استحالة يكون حد أحن منك لغاية ما جه هوا عمرو ما زعلني عمرو ما دمعة نزلت مني بسببه مهما غلطت كنت عندو رقم واحد في الدنيا اغلى من ولاده باباه كان هيموت على ولد رفض عشان خايف عليا حبني حب الدنيا كلها أبدلو مين يتسحق يكون بداله ده روحي من جوة وهأفضل عايشة على ذكراه بس أتصدق على روحوا لحد ما أرحله "
رفعت رأسها لوالدها وهمست بعتاب " لو انت مكاني كنت هتتجوز بعد مامي "
انقبض قلبه لمجرد الفكرة نظرت لوالدتها التي تنتحب بقوة وهمست " قوليله يا مامي شعورك هيكون ايه لو كنتي في حضن واحد تاني غير بابي "
هزت رأسها تنفي بقوة أنها تستطيع ذلك لتعاود ماسة الصراخ " بتحرموا عليا اللي بتحللوا لنفسكوا ليه ماحدش هيتجوز غير حبيبه عايزيني أتجوز بعد اللي لما روحت من ايدي بالأول حياته وقفت ورمى نفسه للموت عشان ما كنتش من نصيبه لو هقضي الليل بطولوا أحكي عن حنيته مش هخلص أنا بكرهكوا كلكوا ومش عايزة أعرفكوا تاني "
استدرات لتجد خيال حبيبها ينظر لها وعينيه مليئة بالدموع همست بخجل من نفسها لانها ترتدي فستان زفاف لغيره " ما تبصليش كدة يا حبيبي والله العظيم لبسته من غير وعي بس عمري ما كنت هتجوز غيرك انا اصلا مانفعش لغيرك سامحني يا حبيبي وحياتي ما تزعلش مني"
لكنها استمعت لصوت شهقات من خلفها ووالدها يهمس بعدم تصديق " آسر ؟؟ انت عايش طب ازاي " ( مفاجأة مش كدة 😜)
فلاش باااك
فتحت سلمى الباب لتصر.خ كالمجنونة وهيا ترى أخيها امامها انتفض والدها ووالدتها وركضوا ليصعقوا ويصابوا بالشلل وهم ينظروا لوحيدهم امامهم ينظر لهم بعيون مليئة بالدموع كيف وهم أكثر من عام دموعهم لم تجف حزنا عليه وسط شهقات وزغاريط وعدم تصديق كادوا يجنوا استقبلوه بالاحضان والقب.لات لساعات طويلة وهو يروي لهم كيف تم أخذه أسير بعد اصابته اصابة خطيرة وكيف تم اخراجه في عملية تبادل أجرتها بلده ..
بعد وقت وهو في احضا.نهم همس وعينيه تبحث عنها باشتياق " هيا ماسة فين "
اهتز جس.دهم عندما تذكروا ان اليوم يوم زفافها ولم يجيبوا نظر لصدمتهم وخوفهم ليهمس برعب " ماسة حصلها حاجة مراتي فين "
همست سلمى بتقطع " اصلها أصل هيا "
همس بنفاذ صبر " هيا ايه مراتي حصلها ايه "
ماهر بحزن " النهاردة فرحها "
حدق بعينيه وهو ينظر لوالده بعدم فهم ليرد بعد وقت " فرحها ؟؟ فرح مين ؟؟ انته بتقولوا ايه فرح مراتي "
هند بدموع " يا حبيبي احنا فاكرينك است.شهدت وهيا صغيرة وعندها ٣ ولاد ف.."
همس بسخرية " فحقها تتجوز بعد سنة فيها الخير والله استنت كتير "
ماهر بحزن " يا حبيبي اكيد مش بخاطرها "
هبطت دمعة من عينيه وقال بوجع " بقالي سنة بعد الثواني عشان ارجع لحض.نها اللي مصبرني على كل حاجة ولما قالوا هيخرجوني فرحتي مالهاش حدود اني هأرجع لحض.نها واول ما جيت طلعت شقتي ما لقيتهاش وبالاخير أرجع الاقيها بتتجوز "
سلمى ببكاء " والله العظيم يا حبيبي غصب عنها "
قام من مكانه وقال بصوت عال " غصب عنها يبقى مراتي وانا احق فيها مش هأسمح ليها تكون لحد تاني هيا لسة مراتي "
خرج راكضا دون ان يسمع لأحد وهو يبكي بشدة هل يعقل انها قبلت ان تكون زوجة لغيره هل سهل لديها ان تكون في حض.ن آخر أيقعل بعد سنوات الحب تلك تزوجت غيره كيف ؟؟ هل سيقبل ان ييتعد ويتركها مع اختيارها " اااااااه " خرجت من قلبه وهو يقف خلف شجرة ينظر لبيت زوجته التي ستتزوج غيره الآن حبيبة حياته وأغلى ما لديه هل يدخل يخطفها ويهرب ام يتركها لاختيارها فهيا وافقت ان تكون لغيره كيف استطاعت لا يصدق انها وافقت ان تتزوج احد غيره حتى لو ظنت انه استشهد أيعقل ان تنساه بعد سنة وهو الذي كان يعد الثواني ليراها همس بحسرة " معقول ي ماسة "
.. ليفتح عينيه على آخرها وهو يراها تركض للخارج بفستان زفافها بحالة يرثى لها وانهيار شديد حتى استمع لكلامها عنه وصدمتها أنها ستتزوج غيره كان قلبه يرقص بسعادة يقسم انها اسعد لحظة في حياته كان يعلم بحبها له لكن ليس لهذه الدرجة لكن الآن استمع لكيف تعشقه وكيف تراه كرهت أهلها كلهم لأجله حبيبته هربت ولن تتزوج غيره كان يستمع لها وهيا تخبرهم عنه وعن شدة حبها له بقلب سينف.جر من شدة سعادته حتى استدرات ورأته أمامها وظنت أنه خيالا كما تراه دائما لكن لم تكن وحدها التي تراه بل صاعقة اصابت كل من خلفها وهم يروه امامهم حي يرزق ...
بااااك
استدرات لتجد خيال حبيبها ينظر لها وعينيه مليئة بالدموع همست بخجل من نفسها لانها ترتدي فستان زفاف لغيره " ما تبصليش كدة يا حبيبي والله العظيم لبسته من غير وعي بس عمري ما كنت هتجوز غيرك انا اصلا مانفعش لغيرك سامحني يا حبيبي وحياتي ما تزعلش مني"
لكنها استمعت لصوت شهقات من خلفها ووالدها يهمس بعدم تصديق " آسر ؟؟ انت عايش طب ازاي"
نظرت لوالدها وهمست بعدم فهم " انت شايفه مش كدة شايفه وهو بيبص لينا مخاصمني صح قولوا اني ماليش ذنب واني ما وافقتش اتجوز غيرو "
بيسان بعدم تصديق " ماسة ده آسر مش شبح آسر عايش "
عادت تنظر له ليهز رأسه يؤكد لها كلامهم وفتح يديه لها على آخرها ظلت مكانها متصنمة تحدق بعينيها غير مصدقة ليهمس بصوت متحشرج ' وحشتيني اوي "
عند سماع صوته تأكدت أنه هو أمسكت فستانها وركضت بسرعة تندفع لحض.نه بقوة ليعود للخلف حتى اصطدم بالشجرة رفعها عن الارض وهيا خبأت وجهها بعن.قه تشهق بشدة من شدة بكاءها غير مصدقة انها بين يديه احلى يوم في عمرها بعد ان كان اسوا يوم كانت تشدد من عناقه كأنها تخاف ان يهرب والجميع خلفها يبكي على هذا المشهد
رفعت رأسها تنظر له بعينين منتفخة من شدة البكاء وهمست بصوت مختنق خجل " والله العظيم ما كنتش هأتجوز غيرك "
ابتسم بحب على نبرة الخجل بصوتها وهمس وهو يقترب من وجهها " حبيبي ما ينفعش لحد غيري أصلا "
تحرك قليلا خلف الشجرة ليرتوي من حلاله بعد عام من الجفاف حتى كاد يصاب بالجنون من شدة الاشتياق تركها عندما شعر برأتها تستنجد للتنفس
نظر لها مرة أخرى ومسح دموعها بابهامه وهمس " وحشتيني "
عادت تدفن نفسها في حض.نه تستنشق عطره وهيا تنتحب لكن كانت دموع سعادة وهيا تحمد ربها انها فاقت في آخر لحظة وانه لم يعد وهيا زوجة لغيره ..
اقترب والدها وهمس بخجل " حمد الله عالسلامة يا آسر "
نظر له آسر نظرة عتاب لتهمس هيا وهيا تشدد من ضمه " خودني بعيد عنهم يا آسر مش عايزة أعرفهم تاني انا بكرهم كلهم "
يوسف بحزن " ماسة حبيبتي والله ... "
قاطعه يد زوجته على كتفه " سيبيها تهدى هيا عندها حق في كل كلمة بتقولها احنا كنا بند..بحها واحنا مش حاسين "
حملها وذهب لسيارته دون اي كلمة سيذهب بها بعيدا سنوات طويلة حتى يروي اشتياقه ثم يعود ..
كان الالم من نصيب ذاك العريس الذي سمع كل كلامها عن زوجها وكم تمنى لو كان هو لكنه حمد ربه انه لم يتزوجها قبل ان يعود زوجها ...
نظر لها آسر ليجدها تحدق به تريد ان تتأكد همس بصوت حنون " انا بجد يا حبيبتي "
همست بصوت مختنق " آسر انت عايش يعني مش هتسيبني انت معايا "
شدها لحض.نه وهمس " لو تعرفي كنت بتوحشيني ازاي ما كنتش بفكر غير فيكي "
شهقت من شدة بكاءها وهمست بتقطع " لو تعرف حصلي ايه يا حبيبي انت كنت عارف اني كويسة اما انا قالولي "
سكتت تبكي ثم تابعت " قالولي آسر مش موجود ومش هشوفوا تاني سنة وانا عايشة على كل لحظة حلوة بينا يا حبيبي كنت بموت حرفيا كنت عايشة بعمل صدقات بس عن روحك "
ابتسم وهمس " والله اعلم الصدقات دي هيا اللي خرجتني وخلتني بين ايديكي دلوقتي "
همست بدموع " آسر انت بجد أنا مش قادرة أصدق "
حملها بين يديه يصعد بها احد العمارات وهمس باشتياق" دلوقتي هخليكي تصدقي "
ليثبت لها أنه حقيقي حتى ساعات الصباح الأولى عندما شعر بقرب اغماءها همس بصوت متحشرج " وحشتيني "
لم تجبه لانها كانت تنام في حض.نه لأول مرة منذ عام ستنعم براحة ونوم هادئ ..
شعر بكم معاناتها وهيا تشدد من ضمه التمعت عينيه بالدموع وهو يتخيل كم تألمت وحدها وهو يتذكر وقوفها امام أهلها وتصر.خ بهم ورفضها الشديد لفكرة زواجها لأحد غيره همس بهدوء " هعوضك ي حبيبي والله هعوضك "
*****
عاد الجميع للبيت غير مصدق ما حدث من حفلة زواج لعودة الزوج الحقيقي حكاية اشبه بالخيال لكن الحقيقي هو كان سعادة الجميع بعودة آسر وان أخيرا سترتاح ماسة ..
سيف بعدم تصديق " لحتى الان مش مصدق رغم فرحتي برجوعه "
شام بحزن " شوفت كانت عاملة ازاي بالأول صعبت عليا الأول انته غلطانين يا سيف "
عقد حاجبه وهمس " عشان عايزين مصلحتها "
شام برفض " مصلحتها بالجواز مين اللي قالك انا عندي اموت اهون من اني اكون لحد غيرك حطيت حالي مكانها صعب اوي انا كل ما افتكر انه حد تاني ... "
وضع يده على فمها وهمس بحنان " احنا مش قولنا ننسى "
اختنق صوتها وردت ببكاء " أنسى أنسى ازاي ولحد دلوقتي في سد بيني وبينك ومش قادرة أتخطاه وكل ما تيجي تقربلي بأنهار وابسط حقوقك حارماك منها "
ابتسم وهمس بحب " وأصبر لآخر يوم في عمري وحياة ربنا اللي حصل ما غير في قلبي حاجة وهنتخطاه سوا وكل ده في ميزان حسناتنا "
اقترب منها يحاول ككل مرة ان يسحبها لجنته فقد كان يشتاقها كثيرا لتعود للخلف وهيا ترتجف وهمست بخجل " انا اسفة ي سيف مش هأقدر "
ابتسم وحملها وهمس بحنان كأنه لا يهتم سوا لها " ننام بقى طيب "
ردت بحزن " هتصبر لامتى "
سيف بعشق " لغاية ما قلبي يبطل يحبك وطبعا دي لما يوقف "
شهقت وضربته في كتفه " بعد الشر عنك "
مر يومين آخرين ترفض تماما اقترابه وكلما اقترب انهارت رغم ان الطبيب اخبره انه لم يكن اعتد.اء كامل الا انها تكره نفسها وترفض اقترابه كلما تخيلت ان أحد غيره لمسها رغم انه غير مكان سكنهم حتى ينسيها لكن لم تستطع...
دخل البيت وفي يده تذاكر وهمس " جهزتي الشنط زي ما قولتلك "
ردت بحزن " قولتلك علفاضي مش هيتغير حاجة "
رفع رأسها وهمس " قولتلك اوعي تنزلي راسك تمام اوعدك المكان اللي احنا رايحينه هينسيكي اي حاجة في الدنيا غيري طبعا "
هزت رأسها وذهبت برفقته من سكات لتجد نفسها بعد ساعات امام اجمل مكان ممكن ان تذهب له امام البيت الحرام ( وعدنا الله واياكم بها )
شعرت بالراحة من مجرد وجودها امامه هبطت دموعها بسعادة ليهمس بحب " هنعمل عمرة سوا والسنة الجاية اجيبك نحج سوا "
تعلقت برقبته بقوة وهمست " ربنا يخليك ليا احلى مفاجأة في الدنيا انا فرحانة اوي اوي "
همس بخبث " بقولك انتي تبقي بعيدة كدة عشان ما نتمسكش آداب في اشرف مكان على الارض ويلا نعتمر سوا "
ابتسمت بخجل وابتعدت ليسحبها مرة أخرى " انتي صدقتي "
ذهبوا لارتداء ملابس الاحرام وبدؤوا بالطواف وهيا في غاية السعادة وقفت امام الكعبة تدعو الله ان يغفر لها لو انها اخطأت وان ينسيها ويريح قلبها ..
بعد الانتهاء من العمرة صعد احد الاوتيلات يريد تغيير الملابس والخروج لافساحها كان ينتظرها ليهمس بنفاذ صبر " هيا دي العشر دقايق يلا ي شمشوم الليل خلص وانا بستنى فيكي "
ليفتح عينيه على آخرها وهيا يجدها تخرج وهيا ترتدي فستان قصيرا ناعما كانت في غاية الجمال تعالت انفاسه همست بخجل " صبرت عليا كتير وجه وقت العوض "
( رزقكم الله الحلال مع من تحبون لكن تذكروا شيئا من ترك شيئا لله عوضه خير منه يعني مافيش اجمل من الحلال )
رد بهدوء ما قبل العاصفة " لو عارف المكافأة كدة كنت صبرت قد كدة مليار مرة "
لم يترك لها مجالا للتنفس او حتى للرد كان قد شن هجومه بكل حب وهيا استقبلت ذلك بكل ترحاب هو ينسيها اي ألم وهيا تعوضه عن أي صبر
****
انقبض قلبها بسبب تأخيره ليرن هاتفها أمسكت الهاتف بلهفة ليأتيها صوت المتصل " ازيك ي دكتورة احنا قولنا ما ردتيش على عرضنا قولنا نفكرك "
ردت بحدة " قولتلك مش موافقة "
ضحك الطرف الآخر بصوت بغيض " حتى لو قولتلك انه جوزك معانا"