رواية ولادة من جديد الفصل الرابعمائه والسادس والاربعون446 بقلم مجهول


 

رواية ولادة من جديد الفصل الرابعمائه والسادس والاربعون  بقلم مجهول

إنه يعرف كل شيء

فهم رامي على الفور ما تقصده فايزة عندما سمعها تقول أنها لا تعرف من أين تبدأ البحث عن خالد "هل هذه زيارتك الأولى لهذا البلد يا آنسة صديق ؟"

تفکرت فايزة في الأمر لبعض الوقت ثم هزت رأسها: "لا. ليست زيارتي الأولى، ولكنني زرت هذا المكان مرة واحدة بمفردي وأمضيت هنا يومين فقط " علاوة على ذلك، فقد نزلت في فندق في زيارتي الأخيرة، واعتقد أن هذا هو السبب لماذا ليس لدي أدنى فكرة عن "ذات المكان" الذي يقصده خالد لننس زيارتي الأخيرة . لا أظن أن هناك أي مكان آخر يمكنني لقاء خالد فيه سوى الفيللا التي أخذني إليها. وعلى كل، كان هذا هو المكان الذي أمضيت فيه الوقت الأطول لي في هذا البلد.

غرق رامي أيضاً في تفكير عميق بعد سماع رد فايزة. "هل من الممكن أن يكون هذا المكان الذي ذكره ليس في هذه المدينة أو هذا البلد ؟"
فكون فايزة في البداية ذات التفكير إلا أن معرفتها. بشخصية خالد جعلها تتصور أنه من المستبعد أن يكذب عليها، إضافة إلى ذلله حتى إن كانت قد جاءت إلى المكان الخطأ، لكان خالد أخبرها يذلك خلال مكالمتهما الهاتفية السابقة، فعلى كل الأحوال، كان هو من يريد رؤيتها، وكان "صدفة" يعرف رقم رحلتها.

لا اعتقد ذلك، سأذهب إلى الفيلا إن لم أتمكن من التفكير في مكان آخر. كما أنه لا يوجد مكان آخر في هذا البلد ذهبت إليه مع خالد سوى تلك الفيللا، ومن ثم ليس امامي مكان آخر أذهب إليه إن أردت العثور على خالد.

هذه شعر رامي أيضاً فجأة بأنه مغلوب على أمره، ومع ذلك، كان يدرك أنه ليس بيده شيء حالياً يمكنه فعله. "في . الحالة يا انسة صديق، لماذا لا نسترح اليوم، ونذهب إلى

هناك غدا؟ كان في الواقع شديد القلق بشأن حسام، لكنه كان يدرك أيضاً أنه ليس من حقه أن يطالب فايزة بإنقاذ حسام بأسرع ما يمكن اضافة إلى ذلك، كان دائما ما يشعر أنه في ضوء قدراتهم، فإنهم سيتمكنون من التفكير في خطة الإنقاذ حسام دون توريط فايزة في الأمر. وعلى الرغم من ان رامي والرجال لم يحددوا موقع حسام بعد، ولم يتمكنوا من فهم كيفية وقوع حسام في أيدي خالد إلا أنه باعتباره مرؤوساً لدى حسام، فقد كان من الطبيعي أن ينحاز رامي إلى جانب رئيسه إن السيد منصور يتمتع بقطنة، فحتى لو وقع في فخ خالد، إلا أن هذا ولا شك بسبب طبيعة خالد الشريرة.

حسمت فايزة قائلة: "سنذهب إلى هناك الآن" مما جعل رامي يستفيق من أفكاره، وصادف أن التقت عيناه بعيون فايزة، فرأى فيهما نظرة فاترة.

ذهل رامي للحظة قبل أن يتمالك نفسه، وغمغم قائلا: "إذا، على رجالنا ....

تنهدت فايزة برفق وقالت: "حيث أنه يعرف مكاني، فإن هذا يعني أنه يعرف كل شيء عن خط سيري وعن الأشخاص المحيطين بي."

فهم رامي من كلمات فايزة، أنها لم تكن تخطط أن تأخذ أي منهم معها.

"لا يمكننا السماح لك بذلك، يا آنسة صديق. ماذا لو حدث

شيء ما إن ذهبت بمفردك؟ كيف سأفسر الأمر للسيد منصور

عند عودته ؟"
كانت فايزة بالفعل في حالة مزاجية سيئة بعد أن ظلت قلقة طيلة الأيام الماضية، والآن وقد سمعت الكلمات التي خرجت من فم رامي، لم تملك سوى أن تتنهد تنهيدة احباط عالية الصوت. ومع ذلك سارعت فايزة في كبح أي غضب عندما أدركت أن رامي كان قلقاً على سلامتها، ومع ذلك، شاب تبرتها شيء من الاحباط عندما وبخته قائلة: "كفاك تردداً. حسناً؟ هل تريد حقاً إنقاذ حسام ؟"

رمش رامي في وجه كلماتها الحادة. ثم سرعان ما أدرك أنه كان كثير الكلام.

فركت فايزة صدغيها، وقد بدا واضحاً أن صداعاً كان قد بدأ يؤرقها مع كثرة قلقها حول هذه المسألة. وأمرت بشيء من الارهاق : "ارشدهم إلى الطريق إلى الفيللا. سوف أمشي إلى الفيللا بنفسي عندما نقترب "

قام رامي بفتح شفتيه، فقد أراد أن يقول شيئاً، أي شيء.

لكنه لم يملك سوى أن يبتلع احتجاجه عندما رأى أن فايزة

كانت قد استرخت في مقعدها وأغمضت عينيها، في اشارة

واضحة أنها لم يكن لديها أي نية في مواصلة هذا النقاش.

كان يعلم أن رد فعلها كان عنيفاً بسبب اختفاء حسام و دور
خالد في ذلك، أفهم مدى قلق الانسة صديق، فلم نزل غير قادرين على تحديد موقع السيد منصور بعد فقدان الاتصال به لفترة طويلة ..

وبينما كان رامي يفكر في ذلك، لم يكن لديه خيار سوى تمرير الأمر إلى السائق بصوت منخفض قبل أن يبدأ في وضع خطة ما في عقله. إن واجب حماية الآنسة صديق يقع

على عاتقي الآن بعد غياب السيد منصور.

لم يكن الطريق إلى الفيللا ممهداً. فكان في البداية بإمكان فايزة أن تسترخي في مقعدها وعيناها مغمضتان. ولكن مع مرور الوقت شحب وجهها بشدة. ربما كان ذلك لأنها لم تأكل بالكاد خلال اليومين الماضيين. لذلك، لم تكن معدتها على ما يرام حالياً. علاوة على ذلك، كانت الرحلة وعرة للغاية. ومع الوقت بدأت تشعر بالغثيان يتصاعد في أعماق بطنها الفارغة، ولم تتمكن من تحمل الوضع إلا بأقصى جهدها.

عندما توقفت السيارة، كان أول ما فعلته فايزة عندما نزلت من السيارة هو الاندفاع إلى جانب الطريق والتقيوء.

جذع رامي عندما رأها تتصرف بهذه الطريقة، فهتف: "يا آنسة صديق " ثم فتح الباب على الفور، ونزل من السيارة وهرع إلى جانب فايزة. هل أنت بخير يا أنسة صديق؟
عندما لاحظ فايزة، تجلس القرفصاء على جانب الطريق تحت نسيم قوي فكر للحظة. تم أسرع يخلع معطفه ويضعه على كتفيها، ثم ساعدها على الوقوف، وقد بدات شديدة الشحوب.

"أنا بخير."

لم يلاحظ رامي شحوب فايزة قبلاً، بل أنه لم يلاحظ عدم ارتياحها بينما كان منشغلاً بتوجيه السائق، وغارقا في أفكاره. من الواضح من حالة الآنسة صديق الحالية، فقد كانت على الأرجح تعاني من دوار الحركة بسبب الطريق الوعرة . بينما كان رامي يتكهن السبب وراء عدم راحتها كانت فايزة تهدئ باله قائلة: "كل ما في الأمر أنني أصابني بعض دوار الحركة. سأكون بخير بعد قليل."

أنا آسف يا آنسة صديق. إن الطريق إلى الفيللا وعرة للغاية. كان ينبغي أن أطلب من السائق أن يبطء سرعة السيارة قليلاً " لا شك أن الآنسة صديق بارعة في تحمل دوار الحركة ، لقد تمكنت فعلياً من التحمل طيلة الرحلة دون أن

تنبس بكلمة شكوى.
ومع ذلك اكتفت فايزة بالابتسام لرامي، مشيرة إليه أنها بخير، وبعد ذلك، وقفت هادئة للحظة ثم أعادت المعطف اليه.

لا بأس يا أنسة صديق ارتديه بالاعتناء بك مهمتي، كما أنه مجرد قطعة من الملابس "

كان دوار الحركة قد أصابها بشيء من العرق البارد، فشعرت بالبرودة بقدر كاف جعلها ترتجف وهي تقف خارج السيارة. ولزيادة الطين بلة هبت عليها نسمة باردة، مما جعل البرودة تتسلل إلى عظامها. لسوء الحظ، ونظراً لأن المعطف كان ملك لرامي، فقد شعرت بتأنيب الضمير أن "تقترضه" منه. لذلك. هدأ بالها فوراً عندما سمعته يقول أنها يمكنها ارتدائه. بعد أن شكرت رامي قامت على الفور بارتداء المعطف.

نظرت إلى الطريق أمامها، ثم قالت: "هذا هو المكان. انتظروا بالخارج. سأدخل وألقي نظرة."

حدق رامي فيها بتردد، وكان من الواضح أنه لا يزال مقتنعاً

أنه لا ينبغي أن يعرضوا سلامتها للخطر.

"ارجوك لا داعي للقلق علي. لن يجرؤ خالد على إيذائي.
علاوة على ذلك، سأعمل بالتأكيد على انقاذ حسام. لا يمكنني الهروب الا عندما يكون أمناً. أليس كذلك يا سيد غسان؟

عض رامي شفته السفلى عند سماع تأكيداتها، وحاول اقناع فايزة: "ولكن ماذا لو أنه لم يفي بوعده؟"

منحته فايزة ابتسامة خافتة، وقالت: "لدي طرق للتعامل معه إن لم يفي بوعده، لذا لا تقلق "

بعد ذلك استدارت و غادرت دون تردد.

في هذه الأثناء، وقف رامي في مكانه، وأخذ يراقب الهيئة النحيلة التي كانت تبتعد عنه بخطى ثابتة، لا يظهر عليها

حتى بصيص من التردد تحت النسيم البارد.

ظلت هناك مسافة بين السيارة والفيللا. لم يكن أحد هناك واستغرقت فايزة بعض الوقت للوصول إلى الفيللا. كان الباب مغلقاً. التفتت حولها، قبل أن تنظر إلى أعلى، فالتقت

عيناها بكاميرا المراقبة أعلاها.

في هذه اللحظة، نظرت فايزة التي رأت أن خالد قد قام

بتحضيرات كافية، إلى الكاميرا، واختصرت الموضوع قائلة:

"أخبروا خالد أنني وصلت"
تم سارت نحو الكرسي الذي وضع بجانب الباب الأمامي. و جلست عليه، وأحكمت ياقة المعطف حولها، لم أو هذا الكرسي هنا من قبل. هل تم وضعه خصيصاً لي؟ عدت قايرة الثواني وهي تنتظر.

بعد انتظار دام لحوالي دقيقتين، الفتح الباب أخيراً. التفتت فايزة ونظرت إلى جهة الباب اتسعت حدقتاها دهشة عندما رأت الهيئة التي تقترب منها كانت صراحة، قد وضعت في اعتبارها أن خالد قد لا يظهر اطلاقاً. كما توقعت انها ربما لن تراه اليوم على الإطلاق. ولكنها لم تتوقع قط أن تقابل هذا

الشخص هنا .....

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-