رواية ولادة من جديد الفصل الرابعمائه والاربعون440 بقلم مجهول


 

رواية ولادة من جديد الفصل الرابعمائه والاربعون  بقلم مجهول

لم تجرؤ على اتخاذ قرار

وضعت فايزة هاتفها جانباً، وفقدت كل اهتمام بالطعام الذي أمامها. كانت قد نوت الخروج من المنزل، لكن لم يعد هناك حاجة لذلك الآن، وقد اتضح لها الوضع الحالي.

يا آنسة "صديق ؟" كانت انفعالاتها في حالة ارتباك أثناء المكالمة الهاتفية، لذا لم تجرؤ الخادمة التي كانت واقفة في ركن الغرفة أن تقول شيئاً، ولكن عندما لاحظت أنها لم تمس لقمة على طبقها منذ انتهاء المكالمة، ذكرت فايزة بحذر: "إن الطعام يبرد"

أخفضت فايزة رأسها وألقت نظرة على الطعام قبل أن تلتفت إلى الخادمة. وانفتحت شفتاها وكادت أن تخبر المرأة أن ترفع الطعام عن المائدة؛ حيث أنها لا تستطيع أن تأكل أي شيء الآن. ولكن بعد لحظات قليلة، أعادت انتباهها إلى الطعام، وقررت أن تنهي طبقها ببضع لقمات، قبل أن تغادر الغرفة. كان يجب عليها أن تقدم مثالاً يحتذى لطفليها، حيث كانت دائماً تقول لهما عدم اهدار الطعام.
ثم عادت إلى غرفتها، وطلبت رقم حسام على الرغم من أن رامي كان قد أخبرها أن مكالماتها لن تنجح نظراً لسوء شبكات الاتصال في المنطقة التي يتواجد بها حسام، إلا أنها

لم تتمكن من الاستسلام بهذه البساطة.

رن رن.

رن الهاتف مرتين قبل أن ينقطع الاتصال، ولم يكن هناك أي اشعار بأن حسام كان قد أغلق هاتفه، بل كان ببساطة غير متاح بينما كانت تستمع إلى رنة الاتصال الرتيبة، لم تملك أن تمنع نفسها من التساءل: ما الذي يحدث بالضبط؟

وعندئذ، بدأ رئين هاتفها يصدح في الغرفة الهادئة، فتفاجأت دهشة. ظنت أنها مكالمة من حسام، ولكن خاب ظنها عندما

رات هوية المتصل.

"مرحباً."

يا آنسة صديق، لماذا تبدين حزينة؟" جاءها صوت علي وقد مرت أيام منذ سمعته آخر مرة.

حالياً، لم يكن بمقدور أي شخص يهاتفها، سوى حسام، أن

يجلب لها أي فرح. لذا، ردت على سؤاله بصوت حزين: "لا شيء. ماذا لديك؟"

وهل لدي غيره ؟ متى كانت آخر مرة، يا آنسة صديق جئت فيها إلى المكتب؟ ولم تردي على هاتفك سابقاً، وما كنت لأعرف أنك عدت إلى الوطن لو لم أسأل السيد غسان عن

مكانك"

تذكرت وهي سارحة : المكتب ... صحيح . لا زال لدي شركة الإدارتها . كان وقت طويل قد مر منذ اختطفها خالد، ولم تقم

بعد بزيارة واحدة للمكتب منذ ذلك اليوم المشؤوم.

"أنا آسفة. كان لدي في الآونة الأخيرة ... لدي الكثير للتعامل معه". لم تكن طارئ تنوي اخباره بالحقيقة، لذلك فكرت في عذر

) "حسناً، أفهم أنك قد تكوني مشغولة، ولكن متى تنوين العودة إلى العمل ؟ على الرغم من أنني ذو خبرة، ولكنني است رئيس شركتك، ولا يمكنني اتخاذ بعض القرارات إلا عندما تمنحينني الضوء الأخضر. لماذا لا تحاولين الحصول

على بعض الوقت وتأتين لتفقد الأمور؟"
أنا آتية الآن" بعد أن انهت المكالمة، غادرت المنزل بسرعة. عندما وصلت إلى مكتبها، صادفت علي يناقش تعاوناً مع

شخص ما.

لاحظ علي وجودها فور انهائه لقائه مع الضيف، وأخبرها بتفاصيل الاتفاق وسلمه لها. هذا المشروع جيد، ولكن هناك بعض الأمور التي تحتاج إلى لمسة شخصية منك، حيث أنه ليس من سلطاتي الموافقة عليها دون موافقتك. لذا، يجب عليك أن تطلعي عليها شخصياً."

"حسناً." أخذت منه الملف وفتحته. وعلى الرغم من أن عينيها كانتا تنظران إلى صفوف مشوشة من الكلمات، إلا أن

عقلها ظل مشغولاً بلمحات لوجه حسام.

كان علي بجانبها، ينظر إليها بشغف وهي تحدق في الصفحة الأولى من الاتفاقية. مرت دقيقة، ثم دقيقتان، ثم خمس دقائق، لكنها لم تقلب الصفحة حتى وجد سلوكها غريباً. فمال برأسه، ونظر في عينيها، وسرعان ما لاحظ أنها لم تكن مركزة على الكلمات التي أمامها. لذا استنتج أن عقلها قد سرح في شيء آخر. كانت قد بدت له محترفة من النظرة الأولى، لكنه من الواضح أنها لم تكن على استعداد لتولي العمل في تلك اللحظة.
ومع ذلك، طرق الطاولة وقال: "يا" آنسة صديق ؟" كرر اسمها عدة مرات قبل أن تتمالك فايزة نفسها أخيراً.

ثم نظرت إلى وجهه الغاضب، فشعرت بأسف شديد: "أنا آسفة. لقد كان عقلي منشغلاً بأمر آخر."

يا آنسة صديق، لا شك أن هناك سبب وجيه وراء سلوكك الغريب هذا، ولكن ... كل ما احتاج إليه منك هو أن تخصصي القليل من الوقت لقراءة هذه الاتفاقية، ويمكن لعقلك أن ينشغل بما يريد بعد الانتهاء من قراءة هذا. هل

هذا مقبول ؟"

حرکت شفتيها في محاولة بائسة للابتسام، وأومأت بانهاك. هذه المرة فرضت قبضة حديدية على عقلها الخائن لتركز على الاتفاقية بدلاً من ذلك.. ثم وضعت توقيعها في النهاية بعد أن انتهت من الأمر كله. ثم أعادت الاتفاقية إليه وقالت: "شكراً لجهودك الهائلة خلال الأيام القليلة الماضية."

لا داعي لهذا أنا المدير لديك، أليس كذلك؟" ابتسم وكان

على وشك مغادرة المكتب بالاتفاقية، لكنه لم يتمكن من منع

نفسه من سؤالها سؤالاً شخصياً: "هل تواجهين مشكلة في

علاقتك يا آنسة صديق؟"
إلا أن سؤاله لم يلق رداً؛ لأن فايزة كانت قد عادت لتنغمس في أفكارها مرة أخرى بعد أن أعادت إليه المستندات.

في النهاية، لم يملك سوى أن ينظر إليها، وأن يتنهد، وهو يتمتم: "انسي الأمر. ولكن احذري عندما تعودين إلى المنزل لاحقاً، حتى لا تتعرضي لأي حوادث.

التفت وخرج، ولكنه فوجئ بمواجهة عدد من الرجال الطوال مفتولي العضلات يرتدون بدلات سوداء ونظارات شمسية عند الباب

" من أنتم؟"

نظر قائدهم إليه ببرود، ومع ذلك أدرك أن علي مدير المكتب لذلك قال بشيء من التهذيب: "مرحباً، نحن حراس الآنسة صديق الشخصيين."

ذهل علي. لقد عادت فايزة بعد فترة اختفاء قصيرة محاطة بهذا الكم من الحراس الشخصيين. وعلى الرغم من أنها لم تخبره بما حدث لها خلال الأيام القليلة الماضية، إلا أنه يفضل ذكائه، استنتج من الوضع القائم أن الأمور لم تكن تسير على ما يرام.
فكر يبدو أنها خلال الأيام القليلة الماضية لم تكن تتولى بعض الأمور، وإنما كانت تواجه بعض المشاكل، وإلا ما كان ليحيط بها هذا الكم من الحراس الشخصيين الآن . لا عجب أنها لم تتمكن من التركيز على الاتفاقية، وتنهد في صمت.

على الرغم من أنه لم يكن لديه أدنى فكرة عما حدث، إلا أنه استنتج أنه ربما يعرف ما يحدث. ومع ذلك، لن يزيد من متاعبها بأن يزعجها بالسؤال عن الأمر. لذا، أبعد الموضوع عن تفكيره، وغادر الغرفة سريعاً وفي يده الاتفاقية.

عندما خرج طرق قائد الحراس الباب، ودخل، ليجد فايزة

جالسة إلى مكتبها، دون تعبير على وجهها.

في هذه الأثناء، كانت فايزة غارقة في أفكارها. عندما سمعت الطرق على الباب رفعت رأسها بشكل لا إرادي

وسألت: "ما الأمر؟"

أوماً قائد الحراس لها: "يجب علينا تأمين سلامتك يا آنسة صديق. فإذا تنوين العمل هنا اليوم، يجب أن نتواجد في الغرفة لحمايتك." وأضاف، وكأنه قلق لعدم موافقتها، وقال: "هناك نوافذ في كل مكان في هذا المكتب، وقد يقتحم

رجالهم المكان عبرها."
توجهت عيناها تلقائياً نحو النوافذ، بينما أضاف قائلا: وكذلك فتحات التهوية."

حدقت فيه بعيون واسعة وتفكرت حسناً، إن كان بإنكان أحدهم الدخول عبر فتحات التهوية، فالنوافذ تبدو مدخلاً محتملاً. "حسناً." منحت موافقتها، فدخلت مجموعة من الأشخاص، وبدت الغرفة الواسعة على الفور مزدحمة برجال مفتولي العضلات. ربما كان عقلها يخادعها، لكنها شعرت وكأن هواء الغرفة أصبح خانقاً.

لذا، نهضت وأرادت أن تفتح النوافذ، ولكن بمجرد أن خطت بضع خطوات تقدم منها أحد الحراس، ووقف في طريقها. رجاء، یا آنسة صديق، لا تقتربي من النوافذ، فقد يمثل هذا خطراً."

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-