رواية الصندوق الفصل الثالث و الاربعون بقلم الهام عبده
الخبر_السار
في الصباح الباكر انطلقت العربة التي تحمل ثريا من أسوان عائدة إلي المنصورة بعد خزي كبير واجهته أمس في كلمات الدكتور غالي نجم، تلك عاقبة أن يدير الانسان أموراً لا خبرة له بها فثريا أميرة لكنها بعيدة كل البعد عن تلك الأجواء الإدارية بالإضافة إلي أن العند و التكبر جعلاها ترتكب تلك الحماقة الكبيرة !!
ظلت طوال الليلة مؤرقة و لكي تشتت تفكيرها جعلت تركيزها في حزم الحقائب و مع أول خيوط الفجر غادرت قبل أن يستيقظ أهل البلدة و يرونها لكنها وضعت مرهماً لنفسها قائلة : أنا لم أصنع تنسيقاً سيئا لكن ذلك الرجل لم يفهم ما فعلت !! رجل تقليدي كاره للتجديد !! سيأتي يوم و يصبح ما فعلته مثالا يسير وراءه الكثيرين مثل صانعي صيحات الموضة !!!
بعدها فكرت : تٌري ماذا فعل فاضل و ماذا وجد من أخبار ؟!!
رأتها هدي تحدث نفسها في توتر فقالت : هل انتِ حزينة يا أمي ؟!!
احتضنتها ثريا و قالت : لا حبيبتي .. كيف أحزن و انتي بجانبي...
________بقلم elham abdoo
أما فاضل أفندي فذهب للمخفر كي يتحقق من كل شئ بتدقيق فعلم تفاصيل ما حدث ثم جلس يكتب خطابا مستعجلا لثريا روي فيه كل ما عرف، سمع ممن في المخفر أن حفيظة هانم أتت و حاولت حل الأمر من قبل فتوقع أن تكون هي من ساعدتهم بالهرب و لذا ذهب لقصرها كي يلم بباقي التفاصيل ..
___________بقلم elham abdoo
أما إيفان فاستيقظ باكراً في نشاط و ذهب نحو المشفي الذي أغلق بالأمس في ليلة افتتاحه، نظر بتهكم لتنسيقات و اختيارات تلك الأميرة ثم فكر أنه ليس صحيحاً أن يبقي المشفي الجديد دون تشغيل و في الوقت نفسه لابد و أن توضع النقاط فوق الحروف كي لا يتدخل كل من تسول له نفسه بالمشفى !!
يجب أن يقابل كاريمان و يحددا سويا من سيفعل هذا و تلك و من سيدير طبياً و ادارياً كي لا يحدث مثلما حدث أمس و هنا قرر السفر لرؤية كاريمان فذهب للمبني الملحق لينتظر نزول بسمة منه ليخبرها عن سفره ..
جلس أمام المبني علي أحد أعتاب منزل مقابل و عندما رآها مقبلة ذهب إليها و قال : صباح الخير يا بسمة
بسمة : صباح الخير
إيفان: هل أنتِ ذاهبة للمبرة؟
بسمة : نعم .. مثل كل يوم
إيفان: جئت لأبلغك عن سفري للمنصورة
بسمة بتفاجؤ: متي ؟!
إيفان: بعد قليل من الان!!
بسمة : و لمَ السفر و علي عجل هكذا ؟!
إيفان: من اجل ما حدث مع ثريا ، علينا وضع النقاط فوق الحروف و تحديد من سيكون مسئولا عن المشفي بعد فضيحة الأمس !!
بسمة : ثريا هانم جعلتنا جميعا في وضعٍ مخجل
إيفان: نعم.. لذا سأسافر ..
بسمة : هل ستصطحب سيمون معك ؟!
إيفان: نعم .. المشفي الجديد مغلق و كاريمان التي تعمل معها طيلة الوقت ليست هنا .. سنذهب لعدة أيام ثم نعود
بسمة : هل يمكنني السفر معكما ؟! أفتقد معلمي الكبير الطبيب صدقي و أريد رؤيته و التحدث معه
إيفان: بالطبع يمكنك السفر معنا .. علي الرحب و السعة
بسمة بسعادة : إذن سأذهب أولا كي اتقدم بطلب اجازة من المبرة ثم سأعد أغراضي و آتي .. هل آتي لمنزلك لننطلق ؟!
إيفان: نعم .. ستكون العربة في انتظارنا أمام المنزل .. لا تتأخري
بسمة : سأحاول ...
_______بقلم elham abdoo
في المنصورة و في داخل المخفر جلس الضابط هوارد منتظراً قدوم المخبرين بالمعلومات و بعد برهة جاء أحدهم و قال : توصلنا لمعلومات عن شخص يدعي صلاح، يعمل مهندسا في الكتب خانة، منزله بالدرب الأحمر بالقاهرة .. ذلك الرجل هو من ذهب اليه سالم و رياض قبيل حادثة التفجير ..
هوارد : و ماذا تنتظرون ؟! اذهب مع زميلك الاخر و اجمعا المعلومات أولا حوله ثم ابعثوا لي ما تتوصلا له لاتخاذ قرار بالقبض عليه من عدمه !!
________بقلم elham abdoo
أما في منزل البحر فبعد انصراف السيدة بثينة خرج سالم من غرفته فوجد أن الجميع عادوا للمنزل و أنزلوا أغراضهم ثم جلسوا في ردهة المنزل، منهم من كانت سعيدة لتجدد الأمل في الحرية و في حبها و تلك بالطبع كاريمان و منهم من كانت حزينة لفشل خطة السفر للخارج و الاستمتاع مع الحبيب دون قيود أو تعليمات و بالطبع هذه فاتن و أيضا هناك من كان لا مبالياً بالبقاء أو الهروب لأنه في كل الأحوال سيعرف كيف يتخفي و يعيش في كل الظروف و هذا دون شك .. عزيز أما منصور بك فكان متأملاً فيما قالته السيدة بثينة فكم كان صعباً عليه أن يترك كل ما له و يصبح غريبا علي جزيرة و في مثل هذا العمر، قال في نفسه : ليت ما قالته يكون صحيحاً و ينجح ثم يعود كل شئ لنصابه الصحيح فالسفر و مغامرات الهرب هذه لا تناسبني أبداً !!!
رآهم سالم فابتسم لتراجع الجميع مثله بعدما كانوا يعارضونه و يحاولون إثناءه، جلس علي أحد المقاعد في مواجهتهم جميعاً ثم قال : خيراً ؟! ألم تشدوا جميعاً الرحال ؟!
ردت فاتن بانفعال : مع الأسف .. اضطررنا للتراجع و في اللحظات الأخيرة !!
عزيز : لعلك سعيد الآن لأن الكل سيبقي هنا مثلك و لن تبقي وحيداً !!
ابتسم سالم و نظر لكاريمان التي جلست دون كلمة واحدة و قال : لم أكن سأشعر بالوحدة أبداً .. أتعرف؟! نحن مضطرون لتمضية الوقت القادم هنا و أيضا دون الخروج و الظهور بين الناس لذا .. سأصنع صنارة و أحاول اصطياد السمك اليوم، يقولون أن الصيد يعلم الصبر و هذا هو ما نحتاجه حالياً
منصور بك بحماس : فكرة جيدة جدا .. أنا كنت أصطاد قديما و لدي خبرة في صنع تلك الأدوات، لنذهب معاً و نقضي اليوم بعدها في الصيد أمام البحر .. ما رأيك ؟!
سالم : موافق ..
وقف عزيز مفلتاً يد فاتن التي تعلقت به و قال للهرب منها : الموضوع مشوق .. هل أذهب معكما ؟!
ضحك سالم و قال : بالطبع فأنت مولع بتعلم كل جديد!!
قالت فاتن : و نحن .. ماذا سنفعل ؟!
قال سالم متهكماً : برأيي ان تحاولا صنع شيئا يؤكل فربما تفشل عملية الصيد اليوم .. أعلم أنكما لم تعتادا علي ذلك و لكن هذا ما فرضته الظروف يا فتيات الطبقة الراقية!!
نظرت له كاريمان بغيظ رداً علي كلامه السخيف و لم تعلق ثم بعدها ذهب ثلاثتهم للخارج لبدء مغامرة صنع الصنانير ثم الاصطياد بها !!!
________بقلم elham abdoo
أمام منزل ايفان و عند خروج سيمون من الباب رأت بسمة قادمة مع أغراضها فامتعضت و نظرت لأخيها الواقف مع الحوذي لوضع اغراضهما، اقتربت منه و قالت : هل ذهبت و اخبرتها عن سفرنا؟!
إيفان: نعم ..
سيمون : و لمَ؟ هل نحن مطالبون بإعطائها تقرير بتحركاتنا ؟!
إيفان: بالطبع لا و لكنها فتاة طيبة ووحيدة فقلت أن اخبرها ع الاقل كي لا تحزن فاقترحت هي السفر معنا
نظرت لها سيمون شذراً و قالت : بالطبع فتلك عَلقة !!
انتهرها إيفان و قال : كفي .. لا يصح قولك هذا
أقبلت بسمة عليهما و هي تعي جيدا شعور سيمون تجاهها لكنها تجاهلت الأمر و ألقت التحية مع ابتسامة ثم ركب ثلاثتهم العربة و بدأ الانطلاق نحو الطريق ...
_________بقلم elham abdoo
عندما وصل فاضل أفندي لقصر ياقوت بك طلب مقابلة حفيظة هانم و بالفعل أقبلت إلي قاعة الضيوف حيث كان ينتظرها و جلست مقابله فقال : عذرا سيدتي علي القدوم دون خبر مسبق ..
حفيظة هانم : لا عليك ..
فاضل أفندي : هل لي أن أسأل سؤالاً إن أمكن ؟!
حفيظة هانم : تفضل ..
فاضل أفندي : هل تعلمين سيادتك أين والد زوجتي و شقيقتها و شقيقها؟! نحن كنا في أسوان و لم يكن لدينا علم بكل ما جري .. فوجئت كثيراً مما علمته اليوم !!
حفيظة هانم: نعم .. الحدث جلل و لكن لا أخفي عليك فلم يكن هناك سبيل سوي الهرب !!
فاضل أفندي : هل سيظلوا هاربين مطاردين هكذا ؟!
حفيظة هانم : بالطبع لا .. الآن المفترض أن يكونوا علي ظهر سفينة ستأخذهم لمكان بعيد
فغر فاضل أفندي فاه و قال : هل سيتركون مصر بشكل نهائي ؟!
حفيظة هانم : ربما و ربما أيضا إن تحسنت الأحوال و تغير الوضع هنا يمكنهم العودة ..
فاضل أفندي : مازلت لا أصدق !!
حفيظة هانم : زوجتك ستُصدم بالطبع!!
فاضل أفندي : بالطبع .. أرسلت لها خطابا بما علمته و لكن لم أخبرها عن موضوع الهجرة لأنني علمت به للتو !!
حفيظة هانم : عليها تقبل الأمر في كل الأحوال!!
وقف فاضل أفندي و اخرج ورقة من جيبه ثم قال : شكرا لاستقبالكم و حسن ضيافتكم .. أنا سأنصرف الآن .. من فضلك إن جد جديد أو كان هناك أي خبر عنهم ابلغيني و ها هو عنوان قصري
اخذت حفيظة هانم الورقة و اومأت بالموافقة ثم انصرف الرجل من أمامها..
________بقلم elham abdoo
عادت السيدة بثينة إلي قصر ياقوت بك، استقبلتها أمينة بحرارة و كأنما مضت أيام علي غيابها و ليس بضع ساعات!! بعدما روت لهم ما حدث تعجبت حفيظة هانم من قدرتها علي التأثير علي الجميع هناك حيث قرر جميعهم البقاء و انتظار ما ستفعله فقالت لها باهتمام : سيدة بثينة .. بذلت مجهوداً كبيرا في تحريرهم من المخفر ثم نقلهم إلي الإسكندرية ناهيكِ عن تدبير السفر علي السفينة فهل بالفعل تملكين خطة أو حل يستحق تدمير مخطط الهرب ؟!
السيدة بثينة : أنا أقدِر جهودك يا حفيظة هانم و بالطبع أشكرك لكن فكرة الهرب لا تناسب ابني فأنا لا أستطيع تركه يمضي عمره بعيداً عني غريباً في جزيرة بعيدة!! هذا ليس حلاً مغرياً بل اضطراريا!!
حفيظة هانم بتحدٍ : ما هو إذن الحل المغري المثالي ؟!
السيدة بثينة : دعينا لا ندخل في صراع و حل من أفضل مِن مَنْ و ما شابه بل علينا التعاون لانجاح الحل الذي في عقلي لنحرر الجميع .. رأيت ابنة اختك فاتن معهم و من المؤكد أنه يهمك عودتها اليكِ مع زوجها المستقبلي أفضل من بقاءها معه بالخارج .. أليس كذلك ؟!
حفيظة هانم باقتناع : نعم .. لديكِ حق
السيدة بثينة : لندخل إلي المضمون الآن.. سنحتاج بالطبع للمال من اجل تنفيذ أهم جزء في الخطة و انا جئت علي عجل و ليس معي ما يكفي لتنفيذ ما أفكر به ..
حفيظة هانم : لا عليك من المال فأنا سأدبره
السيدة بثينة : لا يمكن .. ما حدث كان بسبب خطة ابني بالتفجيرات و لذا سنتكلف نحن بما سيُصرف و لكنني الآن سأستعيره منكِ مؤقتاً الان ثم سأرسله عندما أعود لأسوان بإذن الله .. هل اتفقنا ؟!
حفيظة هانم باعتراض : بالطبع لا .. فما فعله سالم فخر لنا جميعا .. ما رأيك باقتسام المبلغ بيننا.. لا تحرمينني من تلك المساهمة .. من فضلك
السيدة بثينة : و هو كذلك .. اسمعا .. في البداية نريد التواصل مع شخص من داخل المخفر يخبرنا بأسماء الجنود الذين كانوا في ليلة العثور علي كاريمان و قاموا بتفتيش منزل سالم
حفيظة هانم : اليوزباشي جلال يعرفهم جميعا ..
السيدة بثينة : لنرسل له كي يعَّرفنا بهم و سنلتقي معهم جميعاً !!
حفيظة هانم : و لمَ ؟!
السيدة بثينة : لم ينتبه أحد إلي أن هؤلاء هم الشهود علي قصة تَخّفي كاريمان و ذهابها لبيت سالم كخادمة و غيره
حفيظة هانم : بمعني ؟!
السيدة بثينة: بمعني أنهم إن شهدوا أن ذلك لم يحدث و ان الرواية كلها مجرد تلفيق صنعه هوارد لعداوته ل سالم فسيتم نسف الاتهام من الأساس.. لن يكون هناك شبهه للاتهام و قضية رياض انتهت بفتح قبره و ظهور سلامة جثمانه!! هل تفهمانني؟!
أمينةو قد أعجبها الحل : نعم .. أنا فهمت .. حل جيد!!
حفيظة هانم : و لكن .. هؤلاء الجنود منهم انجليز إلي جانب المصريين فهل سنستطيع توحيد كل هؤلاء علي شهادة واحدة .. هل هذا ممكن ؟!
السيدة بثينة : المال يجعل كل شئ ممكن .. لن انكر أن هناك خطورة عالية و لكن لا يمكننا سوي أن نخوض التجربة !! حرية ابني و من معه تستحق !!
حفيظة هانم : سأرسل مرسالا ل جلال علي الفور فيجب علينا الإسراع لتحريرهم قبل أن يُكتشف مكانهم و يحدث ما لا يُحمد عقباه..
________بقلم elham abdoo
بينما كانت خطة التحرير تُعد في المنصورة كان الفريق الهارب يصنع الصنانير للصيد لأكل الوقت الفارغ!!
تركا كاريمان وفاتن في الداخل فقالت فاتن : ماذا سنفعل الآن.. هل نعد مشروبا باردا لنا و للجميع ؟!
نظرت لها كاريمان بتأفف و قالت : لا تتصوري أن يجمعني بكِ شئ نفعله معاً . أنا ذاهبة للقراءة و أنتِ يمكنك تعلم مهارات الطبخ و الضيافة هذه بمفردك ..
تركتها و ذهبت فقالت فاتن في غضب : مغرورة و وقحة !! ارتدت مريول المطبخ و بدأت في تقطيع الفاكهة !!
أما كاريمان فذهبت لغرفتها و اخرجت من بين أغراضها كتاباً ثم ذهبت لتقرأ لكنها بين الحين و الاخر نظرت من شرفتها للاسفل لتنظر لتري سالم ماذا يفعل !!
________بقلم elham abdoo
أقبل اليوزباشي جلال مسرعاً لمكان اللقاء، التقيتا السيدتان به في مكان هادئ بعيد عن الأعين لسبب المراقبه حيث خرجتا من السرداب الخفي للشارع الخلفي و تقابلتا معه في جنينة موالح تابعة لقريب لحفيظة هانم ..
حفيظة هانم : قبل كل شئ لأعرفك بالسيدة بثينة والدة السيد سالم .. احد ابطال التفجير
جلال بحفاوة: أهلا وسهلا بوالدة البطل
السيدة بثينة : اهلا بك أيها اليوزباشي .. شرُفت بمعرفتك
اليوزباشي جلال : الشرف لي ..
حفيظة هانم : كيف حالك يا حضرة اليوزباشي ؟؟
جلال: الحمدلله .. سيتم نقلي قريبا لأنني عصيت أوامر ذلك المتبجح !!
حفيظة هانم : هؤلاء يتعاملون معنا كما لو أن الوطن لهم و نحن الغرباء !!
جلال بأسي : للأسف و ليكن بعلمكما . هو يبحث وراء كل شئ و لن يترك الأمر دون أن ينهيه
السيدة بثينة : بل سينتهي هو قبل أن يفكر بإنهاء أي شئ !!
جلال: كيف ؟! الرسالة التي بعثتما بها إليَّ كانت محمسة لكنها لم تحمل اي تفاصيل !!
السيدة بثينة : هل انتظرت أن نقول تفاصيل سرية جدا في رسالة مبعوثة مع خادم ؟!
جلال : لم أقصد ذلك .. أقصد أنني لم أستطع الانتظار عندما قرأتها فجئت علي الفور
حفيظة هانم : ربما إن نجحنا في الاطاحة بذلك المغرور فبقاءك هنا يكون محتمل !!
جلال : ربما و لكن يكفيني اعادة الحرية للهاربين و إغلاق تلك القضية حتي و إن تم نقلي !!
السيدة بثينة : سلمت أيها اليوزباشي الوطني
جلال : ما هي خطتكم إذن؟!
السيدة بثينة : سننسف قصة ما حدث في تلك الليلة باستدعاء الجنود اللذين سيذكرهم هو بنفسه عندما نشي به عند من هو أعلي منه!! أتفهم ما أقول
ابتسم جلال و قال : و أي فهم .. اعجبتني الفكرة كثيرا و لكن .. ماذا سنعطي هؤلاء الجنود كي يقولوا كما سنطلب منهم ؟!!
حفيظة هانم : أموال طائلة لم يحلموا بها في حياتهم !!
جلال : و كيف سنضمن موافقتهم؟! لو واحد فقط منهم وشي بنا فسيتم الاطاحة بنا نحن و ستكون الطامة الكبري !!
السيدة بثينة : سنتعامل بحذر و لن نفشل فنحن في موقف حرج و الله يعلم هذا حتي لو اضطررنا لشهادة كاذبة !!
جلال : سأستدعيهم لكم و لكن أين ؟! و كيف ستقابلونهم ؟!
السيدة بثينة : لنرتب منزلا يكون بعيدا عن الأنظار و غير مملوك لحفيظة هانم و سنلتقي بهم تباعا في ساعات منفصلة أما عن الشخصيات فلابد من المخاطرة ..
جلال : ذلك الحل أعجبني بالرغم من أن خيط النجاة فيه مربوط بخيط الهلاك علي نحو متلامس جدااا
السيدة بثينة : هل من بينهم شخص ينبغي علينا الحذر منه بشكل خاص ؟!!
جلال : نعم .. هم خمسة أفراد ثلاثة مصريين و هؤلاء أمرهم سهل فقد يوافقون حتي دون مال أو اغراء و اثنين انجليز واحداً اسمه سام و هو كاره لوجوده هنا و كاره للحرب أيضاً و جعله يوافق سهل لأنه ينفق كل راتبه علي الخمور و النساء المنحرفات و اللعب و غيره .. الأخير و الأخطر بينهم هو بيلي ..هو يري ضرورة سيطرة بلاده علي الدول الفقيرة ذات الشعوب الكبيرة و أحياناً تأخذه الحماسه للعمل بشكل إضافي مع هوارد في غير اوقات العمل .. إن اقنعتموه فسيكون مكسبا كبيراً لنا ..
تأوهت حفيظة هانم و قالت : سنحاول ..
السيدة بثينة : اذن لنرتب خطوات العملية .. البداية ستكون مراسلة هؤلاء الجنود للاتفاق معهم كما اعددنا و تلك مهمتك أيها اليوزباشي
جلال : عُلِم
السيدة بثينة : ثم الذهاب للسير ابراهام و تقديم شكوي عن هوارد و التشكيك في كل القصة التي قالها و تلك مهمة حفيظة هانم
حفيظة هانم : و هو كذلك ...
السيدة بثينة : و اخيرا : الذهاب لمكان المقابلات و محاولة اقناع الجنود بأي شكل و تلك مهمتي أنا
جلال : بعد ذلك سيتم استدعائي للتحقيق ضمن قوة المخفر و سأقول ما يضعف موقف هوارد بشكل بالغ بقدر ما أستطيع ..
حفيظة هانم : ما يثير قلقي هو كيف سيصدق ابراهام رواية تعنت هوارد ضد سالم؟!
جلال : لحسن الحظ أن هوارد كان ضمن القوة التي استلمت القطن من سالم و كان شريكا في تنفيذ كل شئ مع آرثر قبل موته في التفجير فتصديق تعنته ليس صعباً كما أنه معروف بالتجاوز ضد المصريين !!
السيدة بثينة : جيدا جداً .. الصدف تخدمنا حتي الآن..
جلال : لنتعامل في كل الأمور بحذر شديد لأن خطأ واحد كافٍ بإضاعة كل شئ ...
حفيظة هانم : بالطبع ..
انتهت المقابلة و عادت السيدتان لقصر ياقوت بك و بينما كانت السيدة بثينة تجلس مع أمينة ذهبت حفيظة هانم للقبو مع شوكت أفندي لإحضار المال ..
_________بقلم elham abdoo
بعد النزول من السلم المؤدي للسرداب و فتح الباب الأول ثم الثاني الذي يفتح علي زكائب الأموال، لاحظت حفيظة هانم آثار جر لزكيبة علي الارض لم يكن موجودا في آخر مرة دخلت فيها للقبو منذ ما يزيد علي اسبوعين !!
سألت شوكت : هل دخلت للقبو بمفردك من بعد آخر مرة جئنا فيها هنا لوضع الزكائب الجديدة من بيع المحاصيل ؟!
رد شوكت بخوف : لا يا سيدتي.. مطلقاً
حفيظة هانم : هذا المنظر غريب و لم يكن موجوداً
شوكت أفندي: نعم و انا أوافقك الرأي سيدتي .. و لكن هل تشكين بي ؟!
حفيظة هانم : بالطبع لا .. لو لم أكن أثق بك لم أكن أئتمنتك علي أموالي .. الآن يجب أن نتأكد من أنه هناك لص .. مهمتك الان هو أن تبقي هنا بعد أن آخذ المال و تقوم ب عَد الزكائب واحدة واحدة و تفتحهم كلهم تتفقد ما بداخلهم ثم تقارن العدد الموجود بالعدد المُحصي لدينا من قبل بعد حذف ما سيتم أخذه الآن.. أفهمت ؟!
شوكت أفندي : أمرك يا سيدتي ..
حفيظة هانم : وقتما تنتهي قدم لي النتيجة بعد أن أعود ...
شوكت أفندي: عُلِم و سينفذ يا سيدتي
حفيظة هانم : و الآن خذ لي أربعة زكائب للخارج و ضعهم في العربة المنتظرة أمام الباب الخلفي الصغير ثم عد لعملك كما أشرت لك ..
شوكت أفندي: و هو كذلك ..
__________بقلم elham abdoo
في الإسكندرية و علي شاطئ البحر الذي كان هادئاً برغم الجو البارد المعتاد في أكتوبر، جلب كلٌ منهم كرسياً و جلس بعد إلقاء صنارته بعد أن صنع منصور بك طعوماً مكونة من أرز مسلوق حيث وجد صندوق خشبي ملئ بالأرز فأخذ كوباً و طهاه ثم أعد منه الطعوم الصغيرة للصيد!!
مرت فترة كبيرة دون أن يشعر أي منهم بشد أو تعلق في شبكته إلي أن شعر عزيز بالملل فترك صنارته و ذهب ليبحث عن شئ يؤكل، دخل المطبخ فوجد فاتن و قد تلطخ مريولها من عصر الفواكه بالضغط عليها في مصفاة وضعت اسفلها وعاء لتلقي العصير، ضحك من منظرها و أحضر كوباً اخذ فيه أغلب ما تم عصره ثم ذهب بعد أن قال لها : استمري فمستواكِ لا بأس به ...
_______بقلم elham abdoo
ذهبت حفيظة هانم إلي مكتب السير ابراهام و بعد نصف ساعة أدخلها مساعده للداخل فقالت كل الحديث المتفق عليه بشأن هوارد مدعيةً أن كل ما تم الحديث عنه بخصوص الهاربين الاربعة ملفقاً و بأنهم اضطروا للهروب من فرط التجني و التهديد بالإعدام!! استمع ابراهام إليها باهتمام و هو عالم بتعصب هوارد و طريقته المتجاوزة المعروفة عنه في التحقيقات، لم تنس بالطبع أن تشير له عن موضوع القطن و الحساسية الشديدة الموجودة بين آرثر و هوارد و بين سالم !! وعدها بالتحقيق في الواقعة بنفسه و تحقيق العدالة ..
في نفس الوقت بدأت السيدة بثينة في استقبال الجنود شهود الواقعة ..
التقت الثلاثة المصريين معاً في البداية، قابلتهم بكرم و حفاوة و قدمت لهم ضيافة جيدة ثم قالت : اعَّرفكم بنفسي .. أنا والدة سالم الأسواني صديق الشهيد رياض
ردوا جميعا علي الفور : رحمة الله عليه ..
السيدة بثينة : تعرفون بالفعل كل ما حدث و لذا دون إطالة سأحتاج لمساعدتكم من اجل حرية سالم و من معه ..
أحدهم: إن كان بوسعنا فعل شئ فسنفعله بكل تأكيد
قال الجندي الذي ترجم لكاريمان كلام هوارد في تلك الليلة : أنا حاولت في ليلتها فعل ما استطعت لمساعدتهم و لكن هوارد رجل صعب و ذكي في ذات الوقت !!
الثالث: سنساعدك إن كان بوسعنا و لكن دون أن نضر بعملنا أو حياتنا فأنا زوج و رب أسرة و لدي التزامات نحوهم ..
السيدة بثينة : لا تقلقوا .. حتي بعد موافقتكم بإذن الله و تنفيذ المطلوب، إن حدث اي شئ لأي فرد منكم فنحن سنتكفل برعاية عائلته بشكل كامل
الأول: اذن ما المطلوب؟!
السيدة بثينة : علمت أنه لم يطلب احد شهادتكم عن تلك الليلة و ما حدث بها .. صحيح ؟!
الجندي المترجم: نعم
السيدة بثينة : إذن .. سنشكك في حدوثها من الأساس و انتم ستنكرون كل شئ ..مثل رؤية كاريمان في زيّ خادمة و ايضاً ما حدث بمنزل سالم ثم ستقولون أنه اقتادكم مباشرة لمنزل سالم و قام بالتفتيش ثم هدده بالقبض عليه في أقرب فرصة .. فقط
الثالث: و لكن ذلك شديد الخطورة فلم نكن وحدنا بل كان معنا اثنين انجليز لن يوافقا علي هذا الكلام مطلقاً ..
السيدة بثينة : لا يكن عندك شك .. سيقولان نفس الشهادة .. لا تقلق .. و الآن كم تريدون كترضية و ضمان لأسركم و كونوا علي علم أن ما ستأخذونه خالص لكم سواء حدث شئ لا قدر الله أو لا .. هو تأمين لكم و لأسركم ..
الأول : لا أريد قرشا واحدا فهذا واجب .. السيد سالم و من معه عرضوا أنفسهم للموت في التفجير و يجب علينا ان نكون علي نفس المستوي فهذا وطننا جميعا
السيدة بثينة : بوركت يا فتي !!
الجندي المترجم: و انا ايضا مثله
السيدة بثينة : انتم بالفعل لا تقلون عن الفدائيين في وطنيتكم ووفاءكم .. احسنتم
نظرت للثالث فوجدته صامتا فقالت : لا تقلق فأنا سأؤمن لك مستقبل عائلتك
جلبت احد الزكائب و فتحته ووضعته أمامه ففغر فاه مما رأي و قال : كل ذلك لي ؟!
السيدة بثينة : نعم .. فقط اشهد بما قلت
الجندي الثالث: و هو كذلك .. متفقين !! بشرط أنني سآخذ هذا المال الآن
اومأت له بنعم ..
انصرف الثلاثة فنظرت السيدة بثينة للساعة ووجدت أنه تبقي ربع الساعة علي حضور سام !! فجلست لتستريح قليلا ريثما تبدأ الجولة القادمة في التفاوض !!
مرت الجولة الثانية بسرعة بعدما وافق سام علي الاتفاق و تسلم الزكيبة الثانية قبل ذهابه!!
الآن لم يتبقي سوي بيلي .. الأخطر كما قال جلال و لذا جاء جلال و اختبأ في الداخل تحسبا لأي انفعال قد يحدث !!
جاء و دخل بعد ان تم ارسال رسالة له تقول " أحضر لأمر هام يخصك في الساعة الثانية عشر ظهراً .".
قابلته السيدة بثينة فنظر لها بغرابة، فطلبت من خادم يعرف الإنجليزية أحضرت ليترجم الحوار بينهما أن يعرفه بها فقال : تلك هي السيدة بثينة والدة السيد سالم الهارب في قضية تفجير المعسكرات
ارتفع حاجبي بيلي و قال بانفعال : قل لها ماذا تريد ؟! لماذا بعثت لي تلك الرسالة ؟!!
ردت السيدة بثينة بعد الترجمة قائلة : قل له أنني أود عقد اتفاق مجزي معه
بيلي : بخصوص ماذا ؟!
حاولت السيدة بثينة استمالته فقالت: انت تعرف يا سيد بيلي أن ما حدث من حبس و استجواب لسالم و من معه كان تعسفياً بدون دليل و ربما توتر العلاقة بين هوارد و سالم هو السبب في ذلك و لذا نحتاج لمساعدتك من اجل اظهار الحق و رفع الظلم
رد بيلي منفعلا: ظلم !! اي ظلم .. هذا الفتاة كانت تهرب في وقت متأخر من الليل بشكل مريب و منافي لشخصيتها الحقيقية .. هي ادِعَت انها خادمة أمامي و ظهر بعد ذلك أنها أميرة و سالم ذلك وافقها في كذبتها .. كل ذلك في وقت مقارب جداا للتفجير.. ألا يعني ذلك شيئاً ؟!
السيدة بثينة : لأقول لك ما حدث لكن دعه يصبح سراً بيننا .. بين كاريمان و سالم قصة حب، حدث خلاف مع عائلتها في تلك الليلة و لذا هربت منهم إلي سالم .. الموضوع بعيد جدا عن ما حدث للمعسكرين .. قف بجانبنا من فضلك
بيلي : اذن لمَ لم تقولا ذلك جهرا بدلا من السجن و الهرب ؟!
السيدة بثينة : أنت تعرف عادات و تقاليد دول الشرق .. هذه فضيحة لنا !!
بيلي : اذن ما المطلوب مني ؟!
السيدة بثينة : أن تنكر الحادثة بأكملها و تقول انك لم تري كاريمان مطلقا تلك الليلة و أن هناك حساسية بين هوارد و سالم جعلته يتصرف هكذا و يلفق ذلك الكلام و بالطبع سنعوضك مادياً عن تعبك هذا
نظر بيلي و قال : كيف ؟!
سحبت السيدة بثينة زكيبة ثالثة وقالت : بهذا القدر ؟!
بيلي : أنتِ بالطبع لا تعرفين!! أنا من عائلة ثرية جدا في انجلترا .. تركت كل شئ و جئت هنا بمحض ارادتي !! فهل تظنين أن نقودك هذه ستؤثر بي !!
ردت السيدة بثينة بارتباك: لم أقصد اهانتك قط بل قصدت تقدير جهودك !!
بيلي : آسف يا سيدة فلن أشهد زوراً علي رئيسي فتلك خسة لا أقوم بها .. إن أردتم النجاة قولوا حقيقة ما حدث أمام الجميع و ليتزوجا بعدها من أجل تقاليدكم!!
وقف بيلي و استعد للانصراف و هنا خرج جلال و أطلق عليه طلقتين نافذتين أردتياه قتيلا في الحال ثم قال : أنت أردت هذا !!
صُدمت السيدة بثينة ووقع في قلبها خوف فطمأنها جلال و قال : لا تقلقي فسأدفنه سريعا في الخارج و أٌخفي أثره و سيظنون أن المقاومة استدرجته و قتلته مثلما يحدث كل يوم!! الآن عودي لقصر ياقوت بك و استعدوا لباقي الخطة الذي سيكتمل غداً ..
_______________بقلم elham abdoo
عادت السيدة بثينة لقصر ياقوت بك و هي في حالة إرهاق و ارتباك مما حدث، وجدت أمينة و حفيظة هانم في انتظارها فطمأنتهما علي النتائج و بعدها قصت ما حدث مع بيلي فقالت حفيظة هانم : نعم .. هو من اختار نهايته !! أحسنت يا جلال .. تدخل في الوقت المناسب تماما ..
بعد إعداد الشاي لثلاثتهن، جاء شوكت و طلب سيدته علي انفراد فذهبت معه إلي غرفة المكتب و هناك قال : فحصت كل المال الموجود بالقبو بالتدقيق يا سيدتي ووجدت شيئين
حفيظة هانم بقلق : ما هما؟!
شوكت أفندي: الأول هو نقص حوالي ٧٠ كيسا صغيرا من القطع الذهبية
حفيظة هانم : و الثاني؟
شوكت أفندي: وجدت حشوة من القماش بأحد الزكائب أظنها وٌضِعت لإخفاء النقص !!
حفيظة هانم : هناك لص !! لكن كيف وصل للقبو و فتحه و أخذ منه المال بسهولة هكذا !!
شوكت أفندي : سيدتي .. هل تعطيني الأمان لقول ما أريد!!
حفيظة هانم : بالطبع . قل
شوكت أفندي: من سيفعل ذلك سوي شخص قريب جدا لسيدتي حتي أنه يمكنه التسلل الي غرفتها و الوصول إلي ما يريد !!
فهمت حفيظة هانم تلميحه فانفعلت بشدة ثم قالت : ويحك !! ليس إلي هذه الدرجة فتلك التي ألمحت لها هي ابنتي !! حتي و إن لم انجبها
شوكت أفندي : نعم أعلم و مال سيدتي كله في خدمتها لكننا نبحث عن الفاعل الآن و احتمالات من يكون؟!
فكرت حفيظة هانم في تصرفات فاتن مؤخراً و تذكرت عندما طلبت دخول القبو بنفسها ثم نظرت لقطعة القماش التي احضرها شوكت من الزكيبة، قَربتها من انفها فوجدت أن رائحتها تحمل نفس رائحة ملابس فاتن فأغمضت عينيها في صدمة ثم طلبت منه الانصراف!!
_________بقلم elham abdoo
قبيل الغروب استحضر السير ابراهام هوارد إلي مكتبه ليحقق معه فيما نُسب اليه، أنكر بالطبع كل ما قالته حفيظة هانم و علل سبب شكواها للقرابة التي تجمعها بهم و النسب الذي بين العائلتين فقال له السير ابراهام : اذن لنفتح تحقيقا رسمياً حول الموضوع لنسكت جميع تلك الاصوات..
السير ابراهام : تعرف أن هؤلاء من الطبقة الراقية و لهم صلة بالاسرة الحاكمة و قد يصّعدون الأمر و يسيبون ضوضاء لا داع لها ..
هوارد: سيتبين كل شئ بمجرد التحقيق مع شهود الواقعة .. ابراهام : استدعهم جميعا عندي صباح الغد و معهم اليوزباشي جلال
هوارد بغضب: ذلك الرجل اوقفته عن العمل فهو يرفض التعاون معي و حتما سيشهد ضدي، كنت بصدد طلب نقل بشأنه اليوم !!
ابراهام : نقله في الوقت الحالي سيؤجج الوضع أكثر .. دعنا نحقق معه و نري النتائج أولا ثم نقرر ما علينا فعله
هوارد : و هو كذلك..
السير ابراهام : هوارد .. أرجو أن تخرج علي حق من كل ما يقال !!
هوارد : بالتأكيد. ستظهر الحقيقة علي الفور غدا فأنا لم أقل غير ما حدث حقاً..
انصرف هوارد من أمامه و هو في ثقة من موقفه لا يدري ما يخبأه له الغد!!
_________بقلم elham abdoo
نزل قرص الشمس في الغروب ليستعد ليوم جديد في الصباح التالي، كان الثلاثة قد اصطادوا مجموعة مختلفة الاحجام من الأسماك بينما جلست كاريمان و فاتن تراقبان من بعيد ..
أظلم المكان فدخلوا للمنزل و ذهب سالم لغسل الأسماك و تنظيفها جيداً فقالت كاريمان : أعرف مجموعة توابل جيدة توضع علي الأسماك المشوية لتخرج بطعم لذيذ، سأذهب لأصنعها و اعطيها له
عزيز: و انا سأذهب لأشعل الحطب
فاتن : سآتي معك ..
ذهبت كاريمان للمطبخ و قالت لسالم: هل أساعدك بوصفة توابل ممتازة مناسبة لشواء السمك ؟!
تعجب سالم و قال : عجباً يا أميرة .. أتحفظين وصفات للطبخ ؟!
كاريمان : كفاك تهكماً
سالم : و هو كذلك .. تفضلي بعملها
بدأت كاريمان بالبحث في أغراض المطبخ بحثاً عن التوابل فوجدت بعض الأوعية الخشبية الصغيرة التي بها توابل فظلت تقرب أنفها منها للتحقق منها قبل وضعها في مَدق كبير لطحنها معاً، كان سالم يراقبها بحب بين الحين و الاخر دون أن يجعلها تنتبه له و بالرغم من موقفه منها، أعجبته محاولاتها للتقرب منه!
قالت أثناء صنع التوابل : عندما كنت في إيطاليا ذات مرة تناولت وجبة من السمك المشوي و كانت رائحة التوابل بها نافذة و جميلة فسألت الطاهي عنها فكتبها لي في ورقة فحفظتها من ذلك الوقت و أعطيتها لطاهي القصر ليطبقها .. انها لذيذة حقا و ستعجبك
قال سالم : سنري ...
بعد قليل تجمعوا حول الحطب المشتعل و بدأ شواء السمك ثم فاحت رائحته في الجو لتعلن عن اقتراب الاستمتاع بوجبة مميزة !!
__________بقلم elham abdoo
بعد العشاء جلست حفيظة هانم مع السيدة بثينة و ابنة عمها و بينما ترقبت السيدة بثينة ما سيحدث في الغد علي احر من الجمر غاصت حفيظة هانم في هم أكبر فابنتها الوحيدة و من جعلت كل شئ تحت قدميها سرقتها بشكلِ دنئ !! قالت في عقلها : لماذا فعلت شيئاً كهذا و لم تطلب مني مباشرةً .. هل لو كانت محتاجة لشئ ألم أكن سأعطيها؟!! صدمتي كبيرة و لكن فيما احتاجت كل هذا المال ... هذه الافعال لا تناسب عقل فاتن الصغير !! عزيز هذا بالتأكيد له اصبع في الأمر .. صبراً فعندما ينتهي ذلك الظرف و تعودان .. سيكون هناك حسابا عسيراً ...
_________بقلم elham abdoo
أشار هوارد للجنود شهود الواقعة بضرورة الحضور في الغد أمام السير ابراهام للتحقيق ثم أرسل مكتوبا لليوزباشي جلال بذات الإخبارية!!
لاحظ غياب بيلي فأرسل له هو الاخر اخبارية علي مكانه في ثكنات المعسكر لكن الجنود عادوا اليه بأنه مختفي منذ الظهيرة علي نحو مقلق !!
__________بقلم elham abdoo
في الصباح مَثُل الأربعة جنود أمام السير ابراهام و قد تم إبلاغه باختفاء بيلي فأصدر أمراً بالبحث عنه في كل الأرجاء حتي يجدوه حياً أو ميتاً ..
بدأ التحقيق فأجاب الأربعة بالإجابات المتفق عليها سلفاً مع السيدة بثينة مما أثار تعجب السير ابراهام و اكتمل الأمر بشهادة اليوزباشي جلال الذي تصرف بحنكة و حكمة وضعت هوارد في مكان الضابط المتعنت مُلفِق التهم و الأحكام بدلا من البحث عن الجناة الحقيقين مما جعل الأمر يبدو كتصفية حسابات شخصية دون انفعال أو مبالغة و ذلك التكتيك أقنع السير ابراهام بالأمر !!
في النهاية استدعي السير ابراهام هوارد وواجهه بأقوال الشهود ثم ادخلهم أمامه للمواجهه فصعقه كذبهم أمامه عين بعين دون خجل حتي أنه هجم عليهم و حاول ضربهم لولا أن جنود السير ابراهام امسكوه و منعوه من التهور !!..
اتخذ السير ابراهام قراره ببراءة كل المحتجزين الذين هربوا من قبضة هوارد و غلق تلك القضية و نقل هوارد لدائرة عمل أخري و تكليف ضابط آخر بمتابعة سير القضية !! كما أمر بعودة جلال لعمله داخل المخفر بشكل طبيعي ..
انفعل هوارد و جن جنونه و لم يكد يصدق ما آلت إليه الأمور و بعدما فكر فيمن يكون صاحب تلك المكيدة اتجهت أنظاره نحو جلال فبعدما جمع أغراضه ذهب و نظر لجلال بحنق شديد و قال : أنت تفعل بي كل هذا !! .. لن أترك فعلتك تلك تمر هكذا .. كن حذرا و متيقظاً ليكن بعلمك!!
ضحك جلال من خلفه و ارسل علي الفور مرسالا لقصر ياقوت بك ليزف لهم الخبر السار ...