رواية سيف القاضي الفصل الثالث والاربعون 43 بقلم إسراء هانى

 

رواية سيف القاضي الفصل الثالث والاربعون بقلم إسراء هانى

فاقت من نومها لتجد عيونه تناظرها بكل حب وحنان لكنها فهمت أنها نظرات شفقة همست بألم " هتعمل ايه "

عقد حاجبه وهمس بعدم فهم " هأعمل ايه في ايه "

شام بغصة مريرة " انت كنت تغير من نظرة هتعمل كل اما تتخيل انه في حد غيرك "

وضع يده على فمها يمنعها تكمل هيا محقة فهو يغير حد الجنون لكنه لم يفهم ايضا فهمس " عايزة توصلي لأيه "

قاطعها دخول أبيها الذي احتض.نها بحنان وهيا انهارت من البكاء في حض.نه ليهمس بحنان " ايه ي قلب ابوكي اهدي يا روحي كل حاجة هتتصلح "

اختنق صوتها وهمست " بنتك لوثتك يا بابي "

هز رأسه بالنفي واحت.ضن وجهها وهمس بفخر " بنتي اشرف واحسن بنت في الدنيا اللي حصل ده ما يغيرش حاجة من حقيقة انها انضف بنت في الدنيا حبيبة ابوها اللي عمرو ما يشوفها غير كدة "

عادت لحض.نه مرة ثانية رغم غيرة ذاك الذي يفرك يديه بسبب غيرته فنظرت له وهمست " حقك تبعد يا آسر ماحدش هيلومك "

نظر لها ولم يجب فأي رد سيكون كاف عن كلامها نظرته أخبرتها بالكثير لكنها لم تفهم رد بهدوء " هأسيبك مع باباكي وراجع "

خرج وتركها تبكي بشدة في حض.ن حبيبها الأول همست بشهقات " هو هيسيبني مش كدة يا بابي "

نظر لها وهمس بحب حقيقي " انت مالكيش ذنب في اللي حصل لو عايز يسيبك هو حر هو الخسران اوعي توطي راسك او اللي حصل ده يهزك او يخليكي تحسي انك قليلة اوعي انت شام السمري اللي عمرو ما حاجة هتقلل منها "

همست باختناق "بس انا بحبه اوي يا بابي ما أقدرش أعيش من غيرو"

رد بقوة " لو بحبك بجد عمرو ما يسيبك لو حصلك ايه خليكي فاهمة كدة كويس"

احتض.نها وهو متأكد من رد فعل سيف أنه سيتركها فغيرته جنونية ولن ينسى ذلك .. 

تركها تنام وخرج كان يوسف يقف على الباب وسيف ذهب يغير ملابسه في أحد الغرف علي بوجع " اللي حصل ده كبير وماحدش هيلومكوا على اي تصرف "

يوسف بهدوء بعد ان فهم مقصده " اول ما شوفت شام دخلت قلبي زي وحدة من بناتي وتمنتيها لابني ورسمت الخطة انه يوقع وفعلا من اول نظرة وقع وسلم فلو سيف فعلا عايز يسيب شام دلوقتي يبقى انا اسف لشام اني اخترت ليها زوج زيه "

نظر له علي باستغراب ليؤكد يوسف على كلامه " ايوة لو سيف هيسيبها يبقى هيا خسارة فيه وما تنزلش دمعة عليه بس حسب معرفتي لابني بأكدلك انه عمرو ما هسيبها ودلوقتي هثبتلك "

وصل سيف لهم واراد ان يدخل له ليوقفه صوت والده بجدية " استنى ي سيف '

ترك اوكرة الباب ونظر لهم ليهمس " ماحدش هيلومك لما تسيبها فبلاش تعلقها بانك تفضل جمبها "

نظر لوالده بعدم فهم ليكمل علي بخوف من ان يتركها وتنهار ابنته " احساسك بالغيرة عمرو ما يتغير ومش هتتحمل عشان كدة ياريت تبعد من دلوقتي "

سيف بعدم فهم " انا مش فاهم حاجة "

يوسف بهدوء " مش فاهم ايه هو مش انت هتطلق شام "

سيف بصدمة " اطلق شام ؟؟؟ ليه ؟؟ "
يوسف " عشان اللي حصل ليها "

سيف بذهول وهو ينظر لكلاهما " عشان اللي حصل ليها ؟؟ ايه اللي حصل مسكتها بتخو..ني ولا مسكتها بتخ..وني انا شوفت مراتي بتدافع عن نفسها بكل قوتها وصوت صرا.خها جايب آخر الدنيا مراتي اللي تنقبت عشان تفرحني و تبرد غيرتي انا بغير ايوة لدرجة جنونية بس حبي ليها اكبر من اي غيرة اسيب مين شام ؟؟ "

ضحك بسخرية ونظر لهم وقال " انته الاتنين لما تبقوا تسيبوا مراتتكو لاي سبب ساعتها توقفوا تقولولي الكلام ده هسيب شام في حالة وحدة وانا ميت غير كدة شام بتاعتي لآخر يوم في عمري واللي حصل ده ما غيرش حاجة بالعكس حبي ليها زاد انا بلوم نفسي اني ما قدرتش احميها واحافظ عليها هتفضل في عيني انضف بنت في الدنيا وما فيش حاجة هتتغير لولا غلاوتكو عندي انته الاتنين كان هيحصل كلام تاني "

تركهم وهو ينهج نظر يوسف لعلي بثقة وهمس " مش قولتلك "

شعر علي براحة شديدة وضع يوسف يده على كتفه وهمس " بنتك زي ما هيا اوعي تحس باي نقص "

دخل لها كان كل كلامهم وصل لها وأي ماء بارد هذا الذي نزل على نار قلبها اطفأها واراحها كثيرا جلس أمامها همس عكس طوفان قلبه " عاملة ايه "

كان رد فعلها بأنها رمت نفسها في حض.نه واستكانت بهدوء ابتسم وشدد من ضمها سحبها نحوه ونام على السرير وهو يهمس " يعلموني ازاي اعيش بعيد عن حض.نك بعدين يطلبوا مني اسيبك يعلموني ازاي اتنفس من غيرك بعدين يطلبوا مني اسيبك والله ما اسيبك غير وانا ميت "

همست بلهفة " بعد الشر عنك " شددت من ضمه واستكانت في بيتها وأمانها ..

"يحيى تقدملك وهيموت وتوافقي '

نظرت لهم قليلا ثم انفجرت ضاحكة وكانت أول مرة تضحك منذ اس.تشهاد زوجها .. ثم قامت بهدوء ونادت على بناتها وهمست بابتسامه " عن اذنك يا ماما هنمشي "

عقدت حاجبها وهمست " ما ردتيش على كلامي "

اقتربت كثيرا وهمست بهدوء مريب " انا هاخد كلامك على انه هزار بس عشان آجي تاني مع البنات لأني لو خدته جد مش هاجي هنا تاني "

قالت كلامها وحملت طفلها وخرجت برفقة بناتها وهند تنظر لها بدموع على شبابها الذي ستضيعه على ذكريات ابنها فهيا تحبها كثيرا بسبب حب ذاك الآسر لها .. 

وصلت احد المتنزهات وتركت بناتها تلعب وهيا سرحت كيف ستكمل حياتها بدونه كيف أخبروها ان الزمن ينسي كل شئ وهيا كل يوم تتألم أكثر وتتفتقده أكثر.. 

فاقت من شروده على صوت يحيى الذي باتت مؤخرا تجده في أماكن كثيرة تذهب اليها لكنها لم تكلمه قبلا .. 

يحيى بصوت خافت " عاملة ايه النهاردة "

كانت تنظر له نظرة لم يفهمها همست بقلق " في حاجة "

سحبت نفسا عميقا وقالت بهدوء مليئ بالغل " انت تقدمتلي "

انشرح صد.ره واشرق وجهه وهمس بلهفة " ايوة وامنية حياتي توافقي وهحطك في عينيا "

همست بقسوة " تفتكر واحد حط عيني على مرات صاحبه وهو حي ممكن أأمنه على بناتي وعلى حياتي "

انشق قلبه نصفين من قساوة كلامها فهيا داست على ألمه دون رحمة فهمس بصوت متحشرج مختنق " كانت غلطة ندمت عليها كتير اوي خصوصا بعد موت آسر وهو زعلان مني بس والله العظيم عشان كانت اول مرة حد يدخل قلبي كدة اللي حصلي لما شوفتك ما حصليش قبل كدة "

ردت بقسوة وغل ولأول مرة تتحدث بها" آسر كانت روحوا فيا من قبل ما نتجوز وهو بيتقي ربنا فيا واما تجوزت بعد عن البلد كلها عشان ما يبصش لمرات غيرو تفتكر راجل زيه يتبدل بأي راجل في الدنيا خصوصا واحد خان صاحبه "

لم يتوقع كلامها الذي كان كالرصاص يختر.ق قلبه فهمس باختناق " بس آسر مش هيتبدل آسر مات "

رغم الشرخ الذي شق صد.رها الا انها اجابت بهدوء " مين اللي قالك انه مات "

نظر لها بصدمة لتكمل بنفس الهدوء " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون "

قامت من مكانها وهمست بقوة " آسر جوزي لاخر يوم في عمري وحتى لو ما كنتش خن.ته قبل كدة عمري ما كنت هتجوزك وياريت مش عايزة اشوفك تاني حتى لو صدفة "

حملت طفلها ونادت على بناتها وصعدت سيارتها واجشهجت في بكاء مرير " عايزيني اتجوز غيرك يا آسر بسهولة كدة عايزني اكون في حض.ن حد تاني عمري يا حبيبي عمري ما هكون لغيرك هأفضل أستنى لحد ما جيلك يا حب عمري "



قادت سيارتها وذهبت الى بيت والدها وهيا تنتحب اشتياقا لذاك الحبيب ...

هبط السلالم وهمس بابتسامه " بابا انا عايز اتجوز "

انشرح صدر والدته وهمست " واخيرا ده انا فقدت الامل فيك مين قولي "

سيف(اخ يوسف وعم محمد بطل جريمة لا تغتفر " " استني بس تعالى قولي مين اللي وقعتك اخيرا "

محمد بابتسامه " ماسة "

انشرح وجه سيف بسعادة وهمس " ماسة بنت يوسف والله وعرفت تختار يا محمد ذوقك حلو طالع لعمك "

رغم فرحة أمل لابنها لكنها همست بحزن " بس دي عندها ٣ عيال "

اقترب سيف وضمها من كتفها وهمس " وده ينقص منها انتي عارفة ماسة دي احسن اختيار لابنك انا بحبها زي ولادي "

اقترب اكثر وغمز لها وهمس " انا تجوزتك وانتي عندك طفلين واسعد واحد في الدنيا فيكي مش لازم تكون الوحدة بنت بنوت عشان تسعد اللي هتتجوزا "

امل بخجل " انا مش بقلل منها والله بحبها جدا "

هز رأسه وهمس بحنان " عارف يا حبيبتي وحقك تخافي على ابنك "
استدار له وهمس " نستنى يصير سنة لآسر ونتقدم بس ..."

محمد بتوتر " بس ايه "

سيف بقلق " معرفش ان كانت هتوافق ولا لا عشان آسر كان قصدي يعني انها كانت بتحبه جدا "

سكت محمد قليلا وتذكر يوم العزاء عندما رآها وخطفت قلبه وأطلق عليها لقب الملاك الحزين ومن يومها يعد الأيام حتى يخطفها له وحده سينسيها آسر وعائلته كلها فقط توافق عليه مسكين لا يعلم أن آسر استوطن كل خلية في جس.دها وانه يجري بجانب كريات الد.م الحمراء والبيضاء .. همس بهدوء " هتوافق وهخليها أسعد وحدة في الدنيا ...

بعد أن وقف بجانب أخته وأقنع والدته ان كل شئ على ما يرام عاد بها للبيت وصعد لزوجته التي استقبلته بابتسامه وهمست " طمني ايه الأخبار بابا علي كويس "

كان وجهه يوحي بألمه همس بصوت مختنق " الحمد لله "

لم تسأله ما به فقط ضمته لصد.رها حتى يهدأ وبدأت تقرأ بصوت جميل بعد الآيات القرآنية حتى نام .. 

عدلت من وضعه وقامت ترى ابنها بعد كام ساعة استيقظ نظرت له باهتمام وهمست " عامل ايه دلوقتي"

هز رأسه وأجاب " الحمد لله " 
اقتربت منه وهمست " يلا قولي ايه اللي حصل مكدر وشك كدة "

اختنق صوته وهمس بألم " شام أجهضت "

شهقت وانتفضت من مكانها كمن لسعها افعى وهمست بجنون " تاني ليه حصل ايه يا حبيبتي ي شام ي حبيبي ي أبيه مصطفى خودني دلوقتي عشان خاطري عايزة أروح اطمن عليهم "

سحبها بين يديه حتى تهدأ ثم همس " لعله خير صدقيني ربنا دايما بيختر لينا الخير لو علمت الغيب لاخترتم الواقع انا زعلت في الأول بس قولت يمكن كان هيحصل ليها حاجة يمكن كان الطفل هيشقيهم نحمد ربنا دايما "

هزت رأسها وهيا تبكي ثم همست " عايزة اروحلهم '

همس بحنان " حاضر بس يخرجوا من المستشفى الليلة نروح عشان علي ما يمرضش من المستشفيات "

هزت رأسها وما زالت تبكي همس بتعب " اتحمل اي حاجة الا دموعك ي حبيبتي عشان خاطري كفاية " 

مسحت دموعها وحاولت الابتسامه ثم همست " طيب سيف عامل ايه وشام تقبلت الوضع ازاي"

تذكر مأساة أخته اختنق وهمس " الحمد لله كل حاجة كويسة " 
نظر لها قليلا ثم همس بترقب " مخبية ايه ي قدري الحلو " 
ردت بقلق " في حد كلمني عشان اخترع علاج لفيروس جديد "

نظر لها بعدم فهم لتكمل هيا بقلق " بقت سياسة الدول يخترعوا مرض خطير ويبعوا المصل بمليارات للدول التانية واللي فهمته انه الفيروس تحول وما بقاش يجيب معهم المصل فعايزين مصل تاني ولما جربوا ما ظبطش معاهم فعايزيني انا "

شق الرعب طريقا لصد.ره على حبيبته وهمس " ايه الاجرام ده عايزين يحتكروا العلاج عشان الغلابة تموت ويقبضوا من اللي معاه "

هزت رأسها وهمست بخنقة " دي مافيا متل تجارة الأعض.اء والمخد.رات والسلا.ح "

مصطفى بقلق " وقولتيله ايه "

ردت بقوة " رفضت طبعا "



هز رأسه وسحبها يطمئن بقربها وعقله يخبره أنها لن تمر على خير ..
****
جلس سيف بجوار أخيه وهمس " بدون مقدمات أنا جاي وطالب ايد ماسة لابني محمد "

انشرح صد.ره وابتسم وهمس " اكيد محمد يشرفنا بس .. "

محمد بمقاطعة " عارف ماسة مش هتوافق بس انا عايز أأقعد معها "

أتت ماسة وجلست دون أن تفهم شئ ليهمس عمها سيف بحب " عاملة ايه ي روحي "

هزت رأسها ليكمل هو بحب " محمد ابني طالب ايدك "

فركت جبينها بتعب فهيا غير قادرة على اي مناهدة ليهمس والدها " بصي ي حبيبتي ولادك محتاجين اب وحد يكون معاهم "

نظرت لوالدها بصدمة فآخر واحد توقعت منه ذلك فهو عاشق قديم كيف يحرم لغيره ما حلله لنفسه ليكمل يوسف بحزن " عارف صدمتك دي ليه بس انا اب وعايز اطمن على بنتي وولادها ومحمد ده اكتر واحد أأمنه "

همست بخفوت " لو انا وولادي مضايقينك او حمل عليك ممكن أمشي يا بابي "

اقترب منها وهمس " حمل عليا والله العظيم أشيلك فوق دماغي العمر كله هتفضلي لوحدك كدة لامتى انتي صغيرة وحلوة والعمر لسة قدامك وولادك محتاجين أب "

أي كلام سعيبر عن وجعها عم تشعر به عن القهر في داخلها كيف ستخبره أنه يطلب منها الانتحار كيف تخبره أنها تريد ان تكون سيدة حور العين لآسر كيف ستجرأ وتطلب منه هذا وهيا أصبحت لغيره حتى لو لأجل أولادها كيف ستخبرهم أن الموت أهون مليون مرة من أن تكون في حض.ن غيره كيف تعبر عما في قلبها يريدون ان تستبدل آسر الذي لن يكرره الزمن بشخص آخر نظرت لوالدها وعينيها سألته هل لو توفيت زوجتك ستتزوج ام آسر لا يستحق العيش على ذكراه لم تتوقع منهم كل هذه القسوة لا والله لو يقطعوها قطع صغيرة لن تكن زوجة أحد غيره قامت من مكانها بهدوء شديد دون أن تتكلم وصعدت غرفتها وقد فهموا من سكوتها انا وافقت لأجل أولادها لم يعلموا أن بداخلها نار لو خرجت لأحر.قتهم جميعا أنها ان تكلمت اول كلمة ستنطقها انها ستتبرأ منهم حتى من أبيها ..

محمد بلهفة " السكوت علامة الرضا نقرا الفاتحة "

بدؤوا بقراءتها واسراء تنظر لزوجها غير مصدقة انها وافقت بل يستحيل ان توافق لكن ربما لأجل أولادها... 

بدأت حفلة بسيطة من الأقارب وذهبت بيسان اليها بفستان ناعم بسيط ألبستها اياه وهيا صامتة تماما صامتة لسبب واحد انها غير مصدقة ما يحدث كابوس وستفتح عينيها ستجده انتهى لأنها يستحيل ان تتزوج .. 

هبطت بيسان تخبرهم انها جائزة صعد والدها لجلبها ليتفاجأ ب ...

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-