رواية ولادة من جديد الفصل الرابعمائه والتاسع والثلاثون 439بقلم مجهول


 

رواية ولادة من جديد الفصل الرابعمائه والتاسع والثلاثون  بقلم مجهول

سأذهب للبحث عنه

والآن، وقد تفكرت فايزة في الأمر، وجدت أن حسام لن يتواصل مع أي شخص آخر، طالما أنه لم يتصل بها. كانت هي أول من يلجأ إليها في الوقت الحاضر. وعلى الرغم من أنها أدركت هذا، إلا أنها لم تتمكن من منع نفسها من السؤال ثم تصاب باحباط عندما يأتي رد سلبي.

خمنت فريدة ما كانت فايزة تفكر فيه عندما رأت عيونها المنكسرة، فكانت قد شاهدت تكبر وكانت قادرة بسهولة من نظرة أن تفهم الهواجس التي كانت تتجذر في عقلها. لذا اقتربت منها بحرص وسألت بتردد : يا فايزة، هل أنت قلقة لأن حسام لم يتصل بك خلال اليومين الماضيين ؟"

ربما شعرت فايزة بالاطمئنان لأن فريدة امرأة مثلها. لذا، لم ينتابها أي شعور بالدفاعية عندما أومأت معترفة: "نعم. عادة ما يرد على رسائلي."

"أنت على حق. عندما فهمت فريدة مخاوفها، همست بتأمل:

"

منذ متى لم يتصل بك ؟"
فأخبرتها فايزة بإيجاز عن رسالتها إلى حسام، وأنها لم تتلق رداً منه.

"إذا، منذ الأمس وحتى الآن ... على الرغم من أن هذا قد يبدو وقتاً طويلاً، لكن هل وضعت في اعتبارك فارق التوقيت بين البلدين ؟ ربما عاد لتوه إلى المنزل بعد انتهائه من عمله، ولم يتصل بك لأنه كان وقت النوم في منطقتنا الزمنية ؟ لا يزال الوقت مبكراً الآن. لماذا لا تنتظرين بضع ساعات أخرى ؟"

قالت كل هذا لتطمئن فايزة، وبدا كلامها معقولاً. ولكن للأسف، لم تشعر فايزة بأي طمأنينة على الإطلاق؛ لأن جفنيها كانا يرتعشان بلا هوادة منذ استيقظت، كما لو كانت تنبيء بوقوع حدث جلل. كانت على أعصابها لساعات، ولكنها لم تجد سبيلاً للوصول إلى حسام.

سألت فريدة عندما رأت مدى قلق فايزة: "هل قمت بالاتصال "به؟

عضت فايزة شفتها السفلى قبل أن تشارك في تردد خواطرها مع فريدة.
سرعان ما أدركت فريدة أمراً ما، وهمهمت: "هل العمل الذي يجب عليه القيام به خارج البلاد ... ذو طابع خطير؟"

في البداية ظنت فايزة أن فريدة تعرف ما كان حسام يفعله خارج البلاد، ولكن عندما طرحت هذا السؤال، بدا لها أنه لم يخبر أحداً بشيء على الاطلاق. هل أخبرها بالحقيقة؟ أم أن هذا سيجعلهما يصابان بالقلق؟ ومع ذلك، تشجعت وقررت أن لا تخبرها. "لا، لا يوجد شيء من هذا القبيل. إنني فقط قلقة لأنه مسافر خارج البلاد، ولم نجد الفرصة لنتحدث معاً."

فهمت فريدة قلقها من اجابتها، فربتت على كتفها. فهمت. ولكن لا تقلقي. أنا متأكدة أنه سيتصل بك عندما يكون

متاحاً "

فجأة رأت فريدة أن فايزة قلقة؛ لأن حسام بدا بعيداً للغاية على الرغم من أنهما لم يعودا لبعضهما البعض إلا مؤخراً. من الأفضل أن اتصل به وأوبخه بعد أن تعود فايزة إلى المنزل. يجب أن يتخذ المزيد من المبادرة حتى لا يفقدها مرة أخرى بعد أن بذل كل هذا الجهد لاستعادتها.

یا خبر، انظري إلى نفسك ! لم ترتدي ملابسك حتى هل تفضلين العودة إلى السرير، أم تناول بعض الفطور ؟
أمالت فايزة رأسها تفكر في الأمر، ثم قالت: "سأذهب لتناول الفطور"، وفجأة، جاءتها فكرة أخرى، فأضافت قائلة: "يا أمي سأخرج اليوم. أما بالنسبة لنيرة ونبيل - "

"لا تقلقي. اركيهما لنا سنأخذهما إلى المدرسة، وسوف نحضرهما بعد المدرسة إلى المنزل. لا داعي للقلق. ولا تنيء أن تأخذي معك حارساً شخصياً عندما تخرجين من المنزل

حتى لا يقلق حسام عليك"

لم تنتاب فريدة أي شكوك عندما استأجر حسام حراساً شخصيين لحمايتهم، معتقدة ببساطة أن هذا كان تلبية الحاجته المفرطة للأمان بسبب وجود الطفلين. كانت أموراً مشابهة قد وقعت داخل دائرتهم من قبل. فبعض الخاطفين يستهدفون الأطفال لابتزاز عائلاتهم، بل ويقتلونهم إن لم يحصلوا على الفدية. وهناك من يأخذون المال، ثم يقتلون الضحايا، حتى يتفادوا رجال القانون. فعلى رأي المثل القتلى لا يحكون القصص.

إلا أن هذا لا يحدث بكثرة كما تحب مسلسلات التلفاز أن تصور، فالعائلات الثرية تميل إلى اعطاء الأولوية السلامة أطفالها. ولكن بغض النظر، فالأمر لا يتطلب سوى خطأ واحداً
صغيراً لتتاح الفرصة للمجرمين للقيام بضربتهم. وبما أن هذه العائلات كانت بالفعل ثرية، فلم يكن المال ما يمثل المشكلة الضمان أمن أطفالها. لهذا السبب لم تفاجأ فريدة عندما وجدت حراس شخصيين يتبعون خطاهم.

أجابت فايزة: "حسناً، فهمت" وغادرت.

عادت إلى غرفتها لتغير ملابسها قبل أن تنزل إلى الطابق السفلي. في البداية كانت تعتزم المغادرة على الفور، لكن أحد الخدم أوقفها وأصر أن تتناول الإفطار. لذا، جلست وتناولت الإفطار دون تركيز بعد أن تصفحت هاتفها، على الرغم من أن الافطار الذي أعده الطاهي كان لذيذا، إلا أنها لم يكن لديها أي شهية. ومع ذلك، حاولت أن تنهي إفطارها، عندما تلقت اتصالاً من رامي.

خفق قلبها عندما رأت اسم رامي على الشاشة، وردت على الفور، قائلة بلهفة : "مرحباً، يا سيد غسان هل لديك أية أخبار؟"

على الطرف الآخر، التزم رامي الصمت لبضع ثوان قبل أن يرد قائلا: "يا أنسة صديق، أرجو أن تهدأي، فعلى الرغم من أنني لم أتمكن من الاتصال بالسيد منصور، إلا أنه لا يوجد ما . يدعو للقلق؛ لأنني متأكد أنه بخير."
عندما ردت على المكالمة، ظنت أنه سيبلغها أخباراً جيدة أخير أن أو يلقي بعض الضوء على اختفاء حسام، وبالتالي. تلاشى البريق من عينيها بعد سماع كلماته. "ماذا تعني؟ هل لا تزال غير قادر على الاتصال به؟ ماذا عن رجاله هناك؟ أذكر أننا عندما غادرنا، رأيت العديد من الرجال يصاحبوننا. ألا يمكنك الاتصال بأحدهم على الأقل؟"

"نعم، فعلت ذلك ..... اكتسى صوت رامي بنبرة حذرة وهو يتلاشى. "لكن .."

"ولكن ماذا ؟" رفعت فايزة صوتها، وبدت منزعجة بعض الشيء. ربما كان السبب شعورها بالقلق وعدم الارتياح منذ الليلة الماضية، فقد ارتفع صوتها لا ارادياً.

عندما لاحظت أنها تتصرف بعجرفة، كان الأوان قد فات، إلا أنها سرعان من هدأت واعتذرت: "أنا آسفة، لكنني قلقة للغاية. رجاء أن تخبرني ماذا حدث بعدما اتصلت بهم."

في الواقع، يا آنسة صديق، لقد فهمت من الرجال هناك أن

السيد منصور قد خرج ليلة أمس، ولم يترك سوى رجلين في

المنزل لتمرير الرسالة. ومع ذلك، عندما غادرا، لم يتمكن
الرجلان من الوصول إلى السيد منصور والآخرين عندما حان

وقت التواصل."

تردد في رأسها لم يتمكنوا من الوصول إليهم؟

على كل حال، لا يوجد ما يثير الهلع، يا آنسة صديق. فالمكان الذي كانوا يتوجهون إليه معروف بشبكات اتصال سيئة. لذا من الطبيعي أن لا يتمكن الطرفان من التواصل خلال تلك الفترة الزمنية. اضافة إلى ذلك، كان السيد منصور قد جبل معه الكثير من الرجال. أنا متأكد أنه بخير.

لم تملك سوى أن تعض شفتها السفلى، ولم تلاحظ حتى أنها بدأت تنزف. لو أصاب حسام أي شيء غير محمود في هذه الرحلة، فإنها ولا شك ستموت من الشعور بالذنب.

يا آنسة صديق، ألا تزالين معي على الخط؟" نادى عليها رامي عدة مرات قبل أن تتمالك نفسها أخيراً.

"نعم"

على الرغم من أنني اعتقد أن السيد منصور بخير ... إلا أنني سأخذ أول طائرة للتحقق من الأمور، لمجرد التأكد"
شعرت فايزة بقلبها يبرد عندما سمعت هذا، وتساءلت إن كان يخفي عنها الحقيقة لأنها قلقة. "هل ستذهب وحدك؟"

"كلا! بالطبع لا. سأخذ معي بعض الرجال حتى يكون معي دعم في حال حدوث أمر ما."

قالت في النهاية بشيء من التردد: "حسناً، إذا ... سأترك هذا الأمر لك " انفتحت شفتاها عدة مرات، وهي راغبة في أن تقول أنها ستسافر معه. ولكن نظراً لأن المشكلة قد بدأت بسببها، ولا ترغب في أن تتسبب في المزيد من المتاعب قررت أن تبتلع كل الكلمات التي أرادت قولها وسكتت.

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-