رواية ولادة من جديد الفصل الرابعمائه والسابع والثلاثون437 بقلم مجهول


 

رواية ولادة من جديد الفصل الرابعمائه والسابع والثلاثون  بقلم مجهول

هل هو في ورطة ؟

بعد الحمام، ذهبت فايزة إلى السرير، ورقدت على الملاءات الناعمة

المريحة.

كانت تظن أنها قد نسيت كل ما حدث قبل خمس سنوات. في البداية، وفي كل ليلة بعد رحيلها، كانت تسترجع الوقائع التي حدثت هنا، خاصة تلك اللحظات بينها وبين حسام. ومع مرور الوقت، أمسى من الصعوبة استرجاع هذه الذكريات. ولاحقاً، لم تعد بعضها تخطر على بالها حتى، وأمست تعيش في سلام.

كانت قد نسيت تلك الأمور، ولكن عندما استلقت في السرير، غمرتها كافة هذه الذكريات التي تشاركتها مع حسام مثل تسونامي، وكأنما عادت بذاكرتها إلى الماضي، أخذت تشاهد الصور التي عادت إلى و ذهنها، وتذكرت أنها كانت قد قامت بأكثر الأفعال حميمية معه في هذا السرير.

نامت تدريجياً، دون أن تدرك كم من الوقت قد من إلى أن جاء في الصباح ليوقظها بعد التحقق من الوقت على هاتفها، رأت أن الوقت كان العاشرة صباحاً بالفعل.

تذمر نبيل، وهو ينظر إليها: "لقد نمت مدة طويلة، يا ماما
أمسكت بشعرها الأشعث، وقالت بحرج: "نعم. لقد نسيت ضبط المنبه ليلة أمس، وأغرقت في النوم دون أن أدرك ذلك."

توجه نبيل إلى جانب السرير، وأمسك بذراعها، وقال بلطف: "يا ماما لقد طلبت جدتي من الطاهي تحضير الكثير من الطعام اللذيذ، لكننا تناولنا الطعام قبلك لأنك كنت لا تزالين نائمة. لا بد أنك جائعة الآن. هل تريدين أن يحضروا الطعام إلى الطابق العلوي ؟"

هزت رأسها وقالت رافضة عرضه: لا داعي لذلك" كانت تعتقد أنها لم تكن بحالة تستدعي احضار وجبتها إلى الغرفة. "هيا انزل إلى الطابق السفلي، وسوف أتي فور تبديل ملابسي."

"حسناً."

بعد أن غادر تنهدت لم تتوقع أن تنام بهذا العمق. هل نمت نوماً هنيئاً لأنني عدت إلى مكان مألوف ؟ لا أتذكر أنني نمت هكذا في الماضي.

عندما نزلت إلى الطابق السفلي، تناولت الإفطار، ورأت نيرة تجلس بين أحضان فريدة، وهي ترتدي سوار جميل حول معصهما، فسألتها: "من أين لك هذا؟"

"أهدتني إياه جدتي" ومنذ أن لاحظت فايزة سوارها، استمرت نيرة في إظهاره لها، وذكر أنه هدية من فريدة.

وهل شكرتي جدتك، إذا؟"
نعم، يا ماما"

قهقهت فريدة لتصرفاتها، ثم ربتت على خدها الناعم قبل أن تلتفت إلى فايزة: "إننا على وشك الانتهاء من التحضير للانتقال أخبرينا

متى تكونين متاحة، وسننتقل على الفور."

نظراً لقرب المسافة، فقد فكروا في البداية في السفر بالطائرة، ولكن بعد التفكير في احتياطات السلامة، قرروا السفر بسياراتهم الخاصة

مع حراس الأمن.

وافقت فايزة على الفكرة، وقالت بتفهم: "أنا لا مانع عندي من أي

توقيت، ويمكنني الذهاب الآن"

"ألا تحتاجين إلى المزيد من الراحة؟"

"لا يا أمي لست متعبة."

"حسناً، لتعود مبكراً؛ لأنه يجب أن يذهب الطفلان إلى المدرسة."

"بالتأكيد"

ربما كان آل منصور قد تقدما في العمر، لكنهما كانا أثرياء، وكانا أكفاء عندما أرادا انجاز أمر ما. وفي عصر ذات اليوم، كانت فايزة بالفعل في طريق عودتها إلى شهد الملكة في نفس السيارة معهما.
وفي السيارة، أخرجت هاتفها، وأرسلت رسالة نصية إلى حسام: "أنا

مع والديك .."

توقفت، فقد رأت أن أسلوب اشارتها إلى زكريا وفريدة كان يمثل اشكالية. فعلى الرغم من أنها لم تسامح حسام بعد، إلا أن الاشارة إليهما باعتبارهما والديه هو، جعلهما يبدوان وكأنهما غرباء عنها. لذا

حذفت الجملة، وبدأت من جديد.

"إننا في طريقنا إلى شهد الملكة اليوم" هذا أسلوب أفضل. قرأت الرسالة عدة مرات للتأكد من أنها مقبولة، ثم نقرت على "إرسال".

إلا أنها لم تتلق أي رد حتى بعد مرور وقت طويل. وحيث أنه لم

يأتها أي رسائل نصية واردة، وضعت هاتفها جانباً، ولم تعر الأمر المزيد من الاهتمام.

حيث أن هناك فارق زمني بين البلدين، قد لا تصل الرسائل والمكالمات دائماً في الأوقات المناسبة، لذا اعتقدت أنه على الأرجح نائم، أو مشغول، عندما لم يرد عليها. حسناً، سيرد على الأرجح

عندما يكون متاحاً.

كان الوقت ليلاً عندما وصلوا إلى شهد الملكة، والتي كانت تتوهج

بالأضواء والمباني العالية. لم يكن هذا المنظر جديداً على فريدة

وربما لأنها كانت تريد أن تمنح فايزة بعض الثقة للتخفيف من
توترها، قالت: "إن المباني هنا تشبه المباني في سدى، وبعد أن راجعت بيانات الطقس، وجدت أن هذه المدينة خيار موفق للحياة فيها. إن كنت ترغبين في الانتقال إلى هنا بشكل دائم، اطلبي من

حسام أن ينقل الشركة إلى هنا أيضاً."

كانت تقول كل شيء لارضاء فايزة، التي ردت ببساطة واحراج "هذا يعتمد عليه."

ردت فريدة: "ليس عليه، بل علينا ممسكة بمعصم فايزة الضئيل ومطمئنة إياها: "يجب أن يكون على استعداد للانتقال من أجلك. إن لم يكن، سأساعدك "

تساءلت فايزة: هل هو على استعداد للانتقال بسببي؟ كانت السبب ما تجد سهولة في أن تعتقد ذلك. فبالحكم عليه من خلال تصرفاته مؤخراً، رأت أنه قادر أن يفعل شيئاً من هذا القبيل. ومع ذلك، فإن نقل الشركة مسألة كبيرة؛ نظراً لأن الكثير من موظفي مجموعة منصور كانوا من سكان مدينة سدى. إن انتقلوا، فلن تواجه الشركة وحدها، بل جميع موظفيها أيضاً، مشاكل جمة.

سنرى كيف تسير الأمور.

بالتأكيد، لنرى كيف تسير الأمور سوف تستغرق عودته بعض

الوقت على أية حال"
من باب المراعاة لم تسألها فريدة لماذا كان لا يزال خارج البلاد. وعلى الجانب الآخر، كانت فايزة تشعر ببعض الحرج. كان كل شيء قد حسم بالفعل، لكنه ظل خارج البلاد بسبب أنانيتها، ولم يعرف

أحد متى يمكنه العودة.

نظراً لأن آل منصور كانت لهم ممتلكات في شهد الملكة، فقد انتقلوا للسكن في واحدة قريبة من مدرسة نيرة ونبيل كان الخدم وكبير الخدم قد وصلوا قبلهم، وقاموا بتنظيف المكان، وبعد قضاء بعض الوقت في الاستقرار في المنزل، وجدت فايزة أخيراً فرصة لتفحص

هاتفها.

خاب أملها، فلم يكن حسام قد رد بعد على رسالتها، مما جعلها تقطب جبينها ما كان ليكن غريباً إن تجاهلها شخص آخر، ولكن كان الأمر غريباً عندما كان هو.

بصرف النظر عن قلقه بشأنها، فإن البحث عن ممدوح في الخارج كان مهمة خطيرة. وعلى الرغم من أنه كان لديه مساعديه، إلا أن الطرف الآخر كان كبير العدد، وكان حسام أيضاً مصاباً. مع هذا الخاطر توترت وأطبقت على هاتفها بقوة. هل يواجه ورطة ما ؟

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-