رواية ولادة من جديد الفصل الرابعمائه الثامن عشر 418بقلم مجهول


 

رواية ولادة من جديد الفصل الرابعمائه الثامن عشر بقلم مجهول

راقبيني بنفسك

النقاط المعالية 650

بعد أن قال حسام هذه الكلمات، التزمت فايزة الصمت.

على الرغم من أنهما كانا قد عاشا في ذات الغرفة من قبل

إلا أن هذا أمسى من الماضي البعيد.

لم يلتقيا منذ فترة طويلة، وحتى عندما التقيا، لم يتشاركا في غرفة واحدة.

والآن، فجأة، كان من المفترض أن يعيشا معاً.

عندما رأى أنها مترددة، خفض حسام نظره، ومد يده ليمسك بمعصمها. إنني مصاب بجرح خطير. هل يمكنك تحمل تركي وحدي ؟ ماذا لو أنني شعرت بتعب خلال الليل، ولم أعلم بذلك؟"

عندما سمعت كلامه ألقت فايزة نظرة خاطفة عليه. على الرغم من عنصر من الشفقة الذاتية في تعبير وجهه وكلماته.. إلا أنها كانت مضطرة أن تقر بأن ما قاله كان منطقياً.

لقد كان بالفعل مصاب بجرح خطير، وكانت قد رأت خطورة
الجرح بعينيها. كما أنها كانت قد سألت الطبيب عند مغادرته، وتحت ظروف طبيعية، يتوقع أن تسير الأمور على ما يرام. ولكن ماذا لو أن طرأ أمر ما ؟

حسناً، كانت تلك الغرفة في الأصل غرفته، لذا ينبغي أن تتركه يذهب إليها. اضافة إلى ذلك، كان الأمر الأهم أنه كان مصاب بجرح غائر، وغير قادر على ايذاءها.

اطمانت فايزة لهذا الخاطر.

"لنذهب."

عندما رأها تلين، أضاءت عيون حسام الداكنة ببريق فرح والتفت ابتسامة سعادة حول زوايا شفتيه سار معها، ولم يترك يدها.

عندما دخلت فايزة الغرفة، نظفت ما كان على اليزيدة، ثم دخلت الغرفة لتتفقد نيرة ونبيل بمجرد أن تأكدت أنهما غارقان في النوم، عادت إلى الخارج.

عندما رأى حسام حركاتها الحذرة، سألها بصوت منخفض: "هل هما نيام؟"
أومات فايزة برأسها: "لقد ناما منذ وقت طويل. في الواقع لقد انتظرا قدومك لفترة، لكنهما كانا منهكين من كثرة أحداث اليوم"

عند سماع كلماتها، تقدم حسام منها ومد يده ليعانقها: "لقد عملتم جميعكم باجتهاد، إنه خطأي أنني لم أعمل على

حمايتكم."

في السابق، كان عناق حسام له رائحة منعشة وممتعة، مع نكهة خفيفة من العشب المقطوع حديثاً، أما الآن، فكل ما كان ينبعث منه كان رائحة الدم المختلطة بشيء من العرق.

لم تكن رائحة مزعجة، ولكن كلما شمتها، كانت مضطرة للتفكير في الجرح العميق في جسده.

ومع تفكيرها في ذلك دفعته فايزة عنها وقالت: "يجب أن تغير ملابسك أولاً."

فسألها حسام: "ألا تطيقين رائحتي ؟ أم أنك تشعرين بالقرف مني ؟"

لم تتردد فايزة في الرد بصراحة وقالت مباشرة: "كلاهما."
نظراً أنه كان مصاباً ومشوشاً، فتحت فايزة الخزانة لتجد له ملابس يرتديها، ثم أعطته قميصاً وبنطالاً جديدين.

نظر حسام إلى الملابس في يده وقال: "هناك شيء ناقص "

عندما ذكرها، أدركت فايزة بما كان ناقصاً، لم تكن قد أولت الكثير من الاهتمام عندما أخرجت الملابس قبلاً.

على كل حال، كان مصاباً، لذا قررت أن تبذل قصارى جهدها باعتبارها إنسان طيب.

وبهذا الخاطر، فتحت فايزة الخزانة مرة أخرى وسألت: "أين هو؟"

" على الرف العلوي."

فتحت فايزة الرف العلوي، ووجدت الملابس الداخلية مرتبة بشكل منظم داخله. لم تجرؤ على النظر عن كتب بل اختارت ببساطة احداها واعطته له.

"اعتقد أن هذا كل المطلوب. اذهب وغير ملابسك الآن."

بعد أن قالت هذا، أغلقت فايزة الخزانة بقوة، واحمر وجهها
خجلاً عندما رأت الابتسامة العريضة التي غطت وجه حسام.

فيود

عضت شفتها السفلى: "ألن تغير ملابسك؟ إلى متى تنوي

الوقوف هنا؟"

لكنني مصاب. أحقاً لن تساعدينني؟"

عندما سمعت فايزة هذا استدارت وقد فاض بها الكيل. نظرت إليه وقالت: "أنت مصاب، ولكنك لست معاقاً. لا تزال يداك وقدماك تؤديان وظائفها."

عندما لاحظ أنها على وشك الانفجار، فنقر بلسانه، وأخيراً مد يده ليربتها على رأسها "حسناً. سأذهب وأغير ملابسي "

لم يعد هناك مجال لاستفزازها أكثر من ذلك، فلو استمر في استفزازها، فسوف تنفجر ولا شك.

أخذ حسام الملابس، وذهب إلى الحمام. كانت فايزة تنوي في البداية أن تنتظره بالخارج، لكنها فكرت فجأة في أمر ما، فتبعته قبل أن يدخل الحمام، وذكرته قائلة: "لم تنس ما قاله الطبيب أليس كذلك؟ يجب ألا يتلامس الجرح مع الماء في الوقت الحالي "
كان حسام على وشك أن يغلق باب الحمام، عندما سمع تعليقها المفاجئ، فقرر أن يلتزم مكانه، ودون أن يحرك ساكناً، حدق فيها وقال: "لقد أخبرني، وأتذكر كل شيء. لكن إن كنت قلقة، لماذا لا تدخلين معي، وتراقبيني بنفسك ؟"

عندما سمعت هذا، ردت فايزة بشكل عفوي قائلة: "في أحلامك "

تم استدارت وغادرت.

راقب حسام هيئتها، ثم أغلق باب الحمام ببطء.

فور أن أغلق الباب، تبدل تعبير وجه حسام اختفت الابتسامة التي كانت تزين شفتيه قبل لحظة، ولم يبق سوى

الأوردة النافرة والعرق البارد المتصبب.

كان الجرح عميقاً، وكان مؤلماً، حتى وهو في حالة سكون فلم يكن لديه القدرة على رفع يده والقيام بمختلف

الحركات الضرورية لتغيير ملابسه.

عندما كانا معاً قبل قليل، كان حسام يتحامل على نفسه في

صمت لأنه لم يكن يريد أن تقلق عليه.
كان القميص الذي خلعه مبللاً تماماً، ولم يلق عليه سوى نظرة واحدة، ثم ألقى به مباشرة داخل الغسالة القريبة.

كانت قمصانه في العادة بحاجة إلى تنظيف جاف، لكن نظراً للظروف الحالية، لم يعد يهتم بذلك حالياً، إنما ألقى بها داخل الغسالة لمجرد التخلص من أي دليل.

بعد أن انتهى من تغيير ملابسه، خرج من الحمام.

في هذه الأثناء، كانت فايزة تنتظره بالخارج. عندما رأته مرتدياً ملابس جافة، اقتربت منه ونظرت إليه بعناية من رأسه إلى قدميه، قبل أن تسأله: "لم تلامس المياه الجرح

يمين؟"

بعد كل تذكيرك هذا، هل تعتقدين أن هذا ليحدث؟" بينما كان يتحدث، رفع يده لينظر إلى ساعة يده. "إن الوقت متأخر جداً، يجب أن تنالي بعض الراحة."

سألته فايزة بشكل غريزي: "وماذا عنك ؟"

"سأرتاح أيضاً."
على الرغم من أنه قال أنه سينال بعض الراحة، إلا أن فايزة ظلت واقفة في مكانها دون حراك.

ماذا حدث؟" ثم تاكفها حسام عندما رأى أنها واقفة دون حراك: "لا تستطيعين البعد عني؟ هل تريدين البقاء ومرافقتي ؟"

لم ترد فايزة، بل اكتفت بالنظر إليه في صمت لفترة، ثم خفضت نظرها: "لا. سأذهب لارتاح."

ظهرت ابتسامة على وجه حسام وقال: "تفضلي."

وقف مكانه دون أن يقول شيئاً يمنعها من المغادرة، إلى أن دخلت الغرفة وأغلقت الباب. ولم تسترخي كتفاه المتوترة إلا عندئذ.

نظر إلى الباب المغلق أمامه، وزفر برفق، ثم توجه ببطء نحو اليزيدة، وجلس عليها.

نظراً لشدة اصابته، كان السيناريو المثالي هو أن يلتقي بها بايجاز بعد معالجة الجرح، ثم يعيش بمفرده. فأن يكونا معاً لن يؤدي سوى إلى شعورها بقلق غير ضروري. لكن بمجرد

رؤيتها، لم يعد يريد مغادرتها. لم يتمكن من تركها. لذلك

تبعها إلى هذه الغرفة، واستلقى الآن على اليزيدة.
يمكن القول إنه قد جلب هذا على نفسه، كان الآن جالساً على اليزيدة، عالماً بأنها داخل الغرفة، ولكن لا يمكنه أن يكون معها. تسبب هذا في ألم لا يطاق في قلبه.

على الرغم من ذلك، تمكن من إنقاذها.

بغض النظر عن أي شيء آخر، طالما كانت الآن تحت

مراقبته اليقظة، كان راضياً.

قهقه حسام برفق وقد ابتسمت شفتاه عند هذا الخاطر.

كان للتو يستعد للراحة على اليزيدة لهذه الليلة، عندما فتح فجأة الباب الذي تم إغلاقه للتو. خرجت فايزة وهي تحمل وسادة وبطانية بعد دخولها، وضعتهما بجانبه ظن أن هذه الأشياء له، لكنها في اللحظة التالية استلقت عليها بنفسها

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-