رواية ولادة من جديد الفصل الرابعمائه السابع عشر417 بقلم مجهول

 

رواية ولادة من جديد الفصل الرابعمائه السابع عشر بقلم مجهول

إنني أسمع كلامك


على الرغم من أن الوقت كان قد تجاوز منتصف الليل، إلا أن الغرفة ظلت مضاءة وكأن الوقت نهار.

في هذه الأثناء، كانت ملابس حسام مفتوحة جزئياً، وكان يجلس على اليزيدة وهو يراقب امرأته الحبيبة وهي تقرأ بدقة تعليمات الأدوية. قامت فايزة بترتيب الأدوية التي يجب أن يتناولها وتنظيمها، وترفع أحياناً رأسها لتعود وتركز على المهمة التي كانت تقوم بها. وعلى الرغم من الإنزعاج الذي شعر به بسبب الجرح في بطنه، إلا أن مشاهدة اهتمامها وتفانيها وهي تقرأ التعليمات أشعره بقدر هائل من الرضاء. وأدرك أن هذا الرضاء لم يكن شعوراً سطحيا، كما كان في الماضي، بل كان متأصلاً في أعماق قلبه.

وبينما استقرت نظرته تتمعن في وجهها، رفعت رأسها فجأة

وعقدت حاجبيها.

عندما لاحظ تعبير وجهها، عاد إلى أرض الواقع، وسألها: "ما"

الذي حدث؟"

فسألته: "هل تناولت العشاء ؟"
أدى السؤال غير المتوقع إلى ارباكه، فسألها: "لماذا؟"

"يبدو أنك لم تفعل يجب تناول هذه الأدوية بعد الوجبات وأنت - "

" فعلاً؟" بدا حسام غير مبال، واقترح قائلا: "إن كان يجب

تناولها بعد الوجبات، لنتركها للغد إذا."

"لا" رفضت فايزة على الفور، وأضافت: "حيث أن هذا الجرح شديد للغاية، يجب أن تتناول الدواء فوراً." نهضت

وهي تتحدث، واتجهت مباشرة إلى المطبخ.

عندما سمع هذا، تبدل تعبير وجهه قليلاً، ثم نهض ونوى الذهاب وراءها، لكنها أعادته جالساً على اليزيدة.

انتظرني هنا. دعني أرى إن كان هناك ما يؤكل في المطبخ. يجب عليك تناول الدواء بعد تناول الطعام مباشرة.

تردد لوهلة ثم سأل: "لماذا كل هذا التعب؟ لن يكون هناك ما يؤكل في المطبخ في هذه الساعة من الليل" وبعد أن

قال هذا، أمسك الأقراص وقال: "سأتناولها على معدة

خاوية."

"لا" رفضت الفكرة بسرعة وذكرته قائلة: "هل نسيت نزيف المعدة الذي أصابك قبل فترة؟ إن تناول هذه الأقراص على معدة خاوية قد يسبب المزيد من الضرر المعدتك، وعودة مشكلة المعدة. هل تسعى إلى الموت بهذا الشكل، خاصة مع هذه الاصابات الجديدة؟

من ناحية أخرى، كان حسام قد نسى نزيف المعدة، ولكن تذكير فايزة أيقظ ذاكرته. ونظراً للظروف، كانت مستعدة للنظر إليه، وفجأة، اتضح له أمر ما، فسألها بهدوء: "هل

السبب هو اصابتي ؟"

إلا أن هذا الاستفسار المفاجئ أربكها فسألت: "ماذا؟"

هل اهتمامك بي بسبب اصابتي؟ لو لم اتعرض للاصابة بجرح اليوم، هل كنت ... عندما وصل إلى هذه النقطة، توقف لوهلة، ثم ابتسم بسخرية من نفسه وقال: "ما أقصده هو، هل تهتمين بي فقط لأنني مصاب؟"

في البدء، لم تفهم فايزة ما كان حسام يحاول التعبير عنه ولكن عندما انتهى من الكلام، فهمت أخيراً مقصده. مع الوقت، نجحت في تكوين فهم يفسر لماذا تراوده مثل هذه الأفكار، وأدركت أن هذا على الأرجح بسبب اصابته بنزيف
المعدة الذي جاءت على ذكره. خلال زياراتي السابقة في المستشفى أوضحت أنني كنت اهتم به فقط؛ لأنه كان مثيراً للشفقة ، لذا عقدت معه اتفاقاً، وفسرت له أن السبب الأوحد لزيارتي له هو رؤية جدتي . لا بد أنه استاء لهذا الأمر، لذا عاد ليذكره الآن. ومع هذا الخاطر، خفضت نظرها لوهلة، ثم نظرت إليه وقالت: "حتى لو لم تكن مصاباً، سآتي لرؤيتك في كل الأحوال. والآن، سأذهب إلى المطبخ لاتي

ببعض الطعام. انتظرني هنا، حسنا؟"

ومع ذلك، زم شفتيه ورد قائلا: "سأذهب معك."

"إنك مصاب، والطبيب نصحك بضرورة تقييد حركتك حتى

لا تزيد شدة الجرح."

"كما أن الطبيب قال أن هذه ليست اصابة تهدد الحياة. إن انفتح الجرح، فإنه ببساطة سيؤلم فترة أطول. لذا، عندما

تنتهين من المطبخ سنعود

قبل أن تتمكن فايزة من الاعتراض، كان حسام قد نهض واقفاً وقال: "لنذهب"

"هل أنت متأكد من أنك تريد الذهاب؟ ماذا عن الجرح -"
لنذهب" رأى أنها ظلت واقفة مكانها، فقال بحسم: "معاً. يمكننا أن نعثر على الطعام بسرعة أكبر في المطبخ. إن اضطررت إلى الانتظار، فمتى سأتناول الأدوية الليلة؟"

وفي النهاية اقتنعت وذهبت معه إلى المطبخ.

في وقت ما سمع رامي بعض الضجة داخل الغرفة، وحرص على الذهاب للتحقق. وفي وقت لاحق، عرف أنهما يتجهان إلى المطبخ، فاقترح أن يوقظ الطباخ. ولكن نظراً لأن الليل ن كان قد انتصف، فقد رفضت بلطف، فلم يصر على ذلك.

في هذه الأثناء، دخلت فايزة المطبخ، وفتحت الثلاجة التي كانت ممتلئة عن آخرها بالمكونات. وبعد نظرة سريعة اختارت بعض العناصر البسيطة، ووضعت وعاء ماء على النار، وأعدت بعض الرامن والتوابل. فنظراً لتأخر الوقت، لم تعد سوى وجبة بسيطة، بينما وقف حسام بجوارها في

صمت، وأخذ يراقبها وهي تعمل.

"لقد تأخر الوقت، وتناول الكثير من الطعام قد يسبب سوء الهضم. وقبل تناول الدواء، يجب عليك تناول بعض الطعام

لتملأ معدتك "

بعد سماع هذا اتفق معها وقال: "نعم، إنني أسمع كلامك "
تفاجأت برد فعله، لكنها لم تعره الكثير من الاهتمام وهي تطفيء الغاز، ثم قدمت له الرامن في وعاء وضعته أمامه وقالت: "هيا، تناول طعامك بسرعة."

نظر حسام إلى وعاء الرامن البسيط الذي أمامه، والذي لم يحتوي سوى على القليل من الخضروات وبيضة مسلوقة. وعلى الرغم من ذلك، فإن هذا الوعاء الصغير من النودلز مثل له أهمية كبرى. وبعد أن لف بعض خيوط الرامن على شوكته ووضعها في فمه، فوجئ بأن طعمها كان شهياً كما تخيله. تناول لقمة، ثم نظر إلى فايزة، وقال بامتنان: "شكراً لك، هذا لذيذ جداً."

إلا أنها تفاجأت بهذه المجاملة، فردت: "إنه مجرد بعض الرامن البسيط ليس بالأمر الجلل."

بعد أن شبع، سكبت له كوباً من الماء الدافئ، ووضعت الأدوية التي كانت قد أعدتها أمامه. "جميع الأقراص هنا فتناولها جميعاً."

في هذه الأثناء، حدق في العبوة الصغيرة من الأقراص التي أمامه، وأخذ يتأمل في مرارتها. إن لم أتناولها، ستصاب بقلق شديد، ومع التفكير في هذا الأمر، وضع الأقراص في فمه

وابتلعها ينصف كوب الماء، هل ارتحتي الآن؟" وهز الكوب الفارغ أمامها.

أومات فايزة: "حسناً، تمت الاعتناء بالجرح، ولقد تناولت

الدواء. يمكنك الراحة الآن."

عندما سمع حسام كلمة "الراحة" أوماً وقال: "حسناً."

تم صعدا معاً السلالم، وعندما وصلا إلى باب الغرفة، توقعت ن أنه سيدخل، ولكنها لاحظت أنه توقف ولم يبد أي نية في الدخول. لذلك، نظرت إليه متعجبة وسألت: "ألن تدخل ؟"

إلا أنه نظر إليها وقال: "هذه ليست غرفتي"

عند سمتعها هذا رددت هذه ليست غرفتك؟ إذا غرفتك وفي تلك اللحظة، تذكرت فايزة فجأة أنها كانت تقيم في غرفة حسام. هذه الغرفة مازالت عابقة برائحته لأنها كانت غرفته، وهذا هو السبب أن رامي جاء بنا إلى هنا.

وبينما كانت تتفكر في ذلك، كان يحدق بها، ثم سألها: "ألم

يأتوا بك إلى غرفتي ؟"


بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-