رواية ولادة من جديد الفصل الرابعمائه الخامس عشر415 بقلم مجهول


 

رواية ولادة من جديد الفصل الرابعمائه الخامس عشر بقلم مجهول

دعها تدخل

فجأة، غيرت فايزة رأيها، واتخذت مبادرة التقرب من حسام وتحدثت إليه بلهجة مهدئة: "أنا آسفة أنني كنت جافة منذ قليل، لقد أصبت أثناء محاولة انقاذي، ولا ينبغي أن اتحدث إليك بهذا الأسلوب، لذا دعني الآن ألقي نظرة على جروحك، حسنا ؟

منذ لقائنا الأخير، لم تتحدث إلي بمثل هذه اللهجة المهدئة. مع هذا الإدراك، خف التوتر الذي كان في قلبه وهو ينصت إلى التغيرات الطفيفة في نبرة صوتها. كان يفتقدها بشدة، ورؤية شفتيها الحمراوين مفتوحتين أمامه، جعل عيناه تزيدان عمقاً على الفور. وبدأت تفاحة آدم لديه تتقافز وفجأة مد يده وأمسك بخصرها.

مال نحوها، وقال: "لا داعي للاعتذار لي. أنا على استعداد لفعل أي شيء من أجلك" كان صوته أجشاً وهو يتحدث، ومال إلى الأمام وهو يجذبها نحوه ونحو أنفاسه

الساخنة.

اهتزت رموش عينيها، فقد كانت تعلم أنه على وشك أن يقبلها، ومع ذلك، فإن رائحة الدماء أعادتها إلى الواقع. وقبل أن يقبلها، مدت يدها فجأة ووضعتها بينهما.

توقف حسام، فهو فيما يبدو لم يتوقع أن تحاول فايزة ايقافه وبعد لحظة من الذهول، لم يتراجع، بل قبل كفها البيضاء الرقيقة، عندما لامست شفتاه الناعمتان کف يدها، كانت على وشك سحب يدها، ولكن قبل أن تتمكن من ابداء أي رد فعل تراجع بسرعة وسحب يده من حول خصرها.

وكأنما قد انفصل في لمحة عن عواطفه، فقد قال دون اكتراث: سأذهب الاغتسل وأعود لاحقا." ثم استدار وخرج.

شعرت بحيرة من رد فعله، ولم تفق منها إلا بعد أن غادر

وأغلق الباب. لم يرني اصابته، ولم يستغل الموقف. فكرت في الأمر، وخفضت رأسها لتحدق في كفها التي كان قد قبلها، وحيث كانت لا تزال تشعر بدفئه بعد لحظات من السكون، تذكرت خطوتها التالية.

ثم فتحت فايزة الباب وغادرت الغرفة، لكنها لم تر هيئة

حسام، وتعجبت أنه كان قد غادر بهذه السرعة. بعد أن

أغلقت الباب، توجهت إلى الحارس الذي كان يحول ويحرس باب الدخول عفواً، أين حسام؟ لقد خرج للتو من هنا."

يا آنسة صديق، لقد ذهب السيد منصور إلى الممر الأيسر."

ألقت نظرة على الممر الأيسر، وشكرت الحارس ورد عليها الرجل على الفور قائلاً: "أهلاً وسهلاً، يا آنسة

صديق "

بينما كانت تقترب من نهاية الممر الأيسر، رأت رامي يهرع إلى غرفة مع الطبيب الذي كانت قد رأته سابقاً، وعرفت من نظرة أن الطبيب جاء لعلاج حسام. لا بد أن اصابته شديدة، لكنه لم يكن يريدني أن أعرف، وإلا فلم غادر بهذه السرعة؟ وبهذا الخاطر تبعتهما بهدوء.

ومن ناحية أخرى، عندما جاء رامي بالطبيب إلى الغرفة لم يغلق الباب إغلاقاً تاماً، لذا تمكنت فايزة من سماع

حديثهم بوضوح.

اين اصابتك يا سيد منصور؟ اسمح لي أن ألقي عليها

نظرة. يجب تطهير الجرح.
ساد الصمت لوهلة تلاها شهقة مسموعة من الطبيب ومن رامي

"لماذا هذه الاصابة بهذه الشدة؟" هتف رامي ولعن بغضب خصم حسام. خالد اللعين هل هو من فعل هذا، يا سيد منصور؟ إنه بلا ضمير، أليس كذلك؟"

إلا أن الرد الذي جاءه كان عبارة عن أنين مكتوم.

في هذه اللحظة، قطب الطبيب جبينه وهو ينظف الجرح. "بعد تنظيف الجرح، يا سيد منصور، يجب عليك تجنب تعريضه للماء خلال الأيام القادمة، وإلا سيزداد

الالتهاب سوءاً."

في هذه الأثناء، جلس حسام بلا حراك، ولم يصدر سوى أنين خاطف رداً على الألم المفاجئ الذي لم يكن لديه خيار سوى تحمله

تساءل رامي وهو يقف بجانبه كان من السهل أن أظن أن الجرح غير مؤلم لو لم أر العرق البارد يتصبب على جبين السيد منصور، والأوردة البارزة، ومع ذلك، كيف يمكن ألا يكون مؤلما ، والجرح عميق لدرجة أن نظرة

واحدة كافية لادراك كم هو مروع. ثم سأل قائلا: "يا سيد
منصور هل تعلم الأنسة صديق بمدى اصابتك هذه؟ لقد سمعت أنك عدت وذهبت إليها فوراً دون علاج للجرح أولاً

بعد سماعه هذا تردد حسام لوهلة، ثم زم شفتيه وقال: "إنها تعلم أنني مصاب، لكنها لم تر الجرح"

تنهد رامي الصعداء عند سماعه لهذا ورد قائلاً: "هذا جيد. يبدو جرحك مرعباً للغاية. من الأفضل ألا تراه

الآنسة صديق "

بمجرد انتهائه من الكلام، سمع صوتاً على الجهة الأخرى من الباب: "أحقاً ؟ أي نوع من الجرح هذا الذي لا تجرؤ أن تدعني أراه؟ أريد أن أرى مدى رعب هذا الجرح.

انتبه الجميع فجأة للصوت الأنثوي، وعندما رأى رامي هيئتها، تبدل وجهه، وسارع يخطو معترضاً طريقها: "يا

آنسة صديق، لماذا جئت هنا؟"

بمجرد سماعه لهذا زور حسام سريعاً قميصه، ليخفي الجرح الذي كان الطبيب لا يزال يعالجه.

عندما رأى الطبيب ذلك تنهد وقال: "يا سيد منصور، لم

أنته بعد من علاج الجرح "
أعلم هذا" خفض حسام صوته ونظر إلى الطبيب نظرة مهيبة وقال: "سنواصل لاحقا. تذكر أن تؤيد ما أقول"

لم يجد الطبيب ما يقوله عند سماعه لهذا، كيف يتوقع مني أن أخفي مثل هذا الجرح الخطير؟ من الصعب فهمه أليست الأولوية لعلاج مثل هذه الاصابة الخطيرة؟ هؤلاء الشباب لا يهتمون سوى بصورتهم على كل حال إن السيد منصور هو صاحب العمل، وحيث أن الاصابة لا تهدد حياته، فإن تأخير بسيط في العلاج لن يعرض حياته للخطر. مع هذا الادراك، توقف الطبيب عن الحديث ووقف عاقداً ذراعيه منتظراً المزيد من التعليمات.

من ناحية أخرى حدقت فايزة بصمت في رامي الذي كان يعترض طريقها. ألا يمكنني الدخول؟ ألم تقل لي يا سيد غسان أنك ستبلغني فور ورود أية أخبار ؟"

"نعم، يا آنسة صديق، لكن السيد منصور عاد للتو، ولم يتح لي الوقت بعد لأبلغك، أليس كذلك؟"

نظرت إليه، وعضت شفتيها، وقالت: "صحيح. أنت بالتأكيد مشغول جداً فلم تتمكن من ابلاغي، لذا جئت بمحض إرادتي "

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-