رواية ولادة من جديد الفصل الاربعون40بقلم مجهول


 

رواية ولاده من جديد الفصل الاربعون بقلم مجهول

 لست مهتماً بتربية طفل شخص آخر


لم تكن فايزة مضطرة أن تحل محلها لتفهم أن هذا أمر غير مقبول، لكنها كانت
فايزة، وليست رهف
لا يمكنها سوى أن تنظر إلى الامور من وجهة نظرها الخاصة.
" للأسف. لست شخصاً عظيماً، كما أنني لا اعتزم القيام بمثل هذه التضحية. إن
الطفل في بطني أنا، لذا الاحتفاظ به من عدمه إنما هو قراري أنا. لا أحد آخر له
الحق في تقرير حياة طفلي أو موته غيري |
"أنت .."
"إن كنت تريدينني أن أرد الجميل، فهذا أمر مفروغ منه. وأنا على استعداد
للقيام بأي شيء تطلبيته مني باستثناء هذا الأمر."
كان طفلها عائلتها كيف يمكنها أن تسمح لأش شخص آخر أن يقرر عنها ما إذا
كانت ستحتفظ بالطفل أو ستجري عملية إجهاض عندما تكون هي مترددة في
ذلك ؟     " هل ستفعلين حقاً أي شيء أطلبه منك؟"
"نعم، طالما لم يكن أمراً شائناً."
يجب رد الجميل، ولكن إن كانت مطالبها باهظة الثمن، فلا ينبغي لها حتى أن
تفكر فيها.
بدأت رهف تفكر ملياً في الأمر.
كانت في الواقع، قبل أن تأتي إلى هنا قد توقعت أن فايزة لن توافق على
طلبها بسهولة.
من هو حسام ؟ إنه وريث عائلة منصور. وكانوا جميعاً من علية القوم، سواء
كان ذلك بسبب خلفيته العائلة، أو شخصيته، أو حضوره.
في عيون رهف لا يوجد في العالم من يضاهيه.
ومن هي التي لا ترغب في رجل مثله؟ من لديها الاستعداد لتركه إذا ما استولت
على قلبه؟
وماذا عن فايزة؟ إن عائلتها ،مفلسة، مما دفعها إلى التمسك بحسام كحيل نجاة.
لو أنها أصبحت زوجته بحق لكانت تعيش حدوتة الصعود من الفقر إلى الثراء.
لو كانت على استعداد للتخلي عنه، لما كانت قد حملت منه.
يمكن اعتبار الطفل مسمار جحا تمنع به فايزة حسام من الرحيل، وبالتالي، لا
يمكن لرهف أن تسمح بوجود هذا المسمار، وإلا فقد يؤثر ذلك على حصولهما
على الطلاق في نهاية المطاف.
والآن وقد عزمت فايزة ألا تجهض الطفل، فقد كان على رهف اللجوء إلى
وسائل أخرى.
علاوة على ذلك، فقد كان الأمر الأهم الآن هو تهدئة فايزة.
عندما خطر لها هذه الفكرة ابتسمت رهف وتبنت نبرة لطيفة وهي تقول:
"بالتأكيد، إن إجهاض الجنين بالفعل أمر قاس. حتى أنا لا استطيع القيام بذلك.
في هذه الحالة، دعينا نوقع على اتفاق"
"اتفاق ؟ "
بمجرد أن انزلق السؤال عن لسان فايزة قدم سعد لها كوباً من الحليب الدافئ.
إليك كوب الحليب يا أيتها الجميلة."
.
توقفت رهف عن الحديث، قبل أن تبتسم له ابتسامة عذبة: "شكراً لك يا سعد"
غمز لها سعد وقال: "على الرحب والسعة من دواعي سروري أن أعزم سيدتين
جميلتين على بعض المشروبات استمتعا
بعد ذلك، غادر مرة أخرى، دون أي استفسار حول محادثتهما. لا عجب أن رهف
اختارت هذا المكان.
تظاهرت وكأنها تراعي فايزة ودفعت بكوب الحليب الدافئ أمامها، قائلة: "نظراً
لأنه ليس مسموح
لك بتناول أي مشروبات أخرى، تناولي بعض الحليب الدافئ
نظرت فايزة إليها ولاحظت أنها كانت قد عادت الى اخفاء وجهها خلف قناعها
مرة أخرى.
"ماذا ؟ هل تخافين أنني قد وضعت مخدراً في الحليب؟" قهقهت رهف
واضافت: "لا تقلقي. لو كنت أرغب في القيام بمثل هذا الفعل الشرير، ما كنت
عزمتك على الخروج
بعد أن سحبت نظرها، لم تعد فايزة الاستفاضة في هذا الموضوع. بدلاً من ذلك،
غيرت الموضوع، وقالت: "ماذا كنت تقصدين بالاتفاق؟"
ابتسمت رهف : "يبدو أنك لم يعد لديك قدرة على تحمل البقاء معي أكثر من
ذلك "
"ماذا؟ ألا ترغبين في إنهاء الأمر؟"
"بالطبع أرغب في ذلك"
بينما كانت تقول ذلك، أخرجت رهف ملفاً ورقياً وسلمته لفايزة.
"هذا هو الاتفاق. الق نظرة عليه."
أخذته فايزة دون ، أي تعبير على وجهها.
لم تملك رهف منع نفسها من كبت أنفاسها وهي تتأمل هدوء فايزة. هنا، لم يبد
أن لدى فايزة أي فكرة أفضل، ومع ذلك كانت قادرة على أن تظل على مظهرها
الهادئ ورباطة جأشها. كيف بحق السماء يمكنها فعل ذلك؟"
فجأة تذكرت المشهد عندما قفزت فايزة في النهر قبل سنوات بعيدة.
كانت هذه مخاطرة كبيرة، لكنها قفزت دون تردد أما رهف، فقد أصيبت بالهلع
فعله.
ولم تعرف ما الذي يجب .
كان الظلام كثيراً ما يخترق جهازها العصبي في أحلامها، موضحاً اختلاف جلي
بينها وبين فايزة.
ظلت رهف أمام الآخرين تحظى بالاشادة والمديح؛ لأنها ضحت بنفسها لانقاذ
حسام .
لكن خلف الكواليس، لم تكن سوى مهرج خلف قناع فايزة. كلما حاولت فايزة
انقاذ حسام ، ظهرت لها بشكل أكثر اثارة للاشمئزاز والوقاحة، كلما نهبت منها
الفضل.
اعتبرها الغرباء جميعاً بريئة وساذجة وذات شخصية رائعة ولكن في الواقع .
كلا. لتتوقف عن التفكير في ذلك . لتتوقف عن التفكير في ذلك.
كان الماضي قد ذهب أدراج الرياح الآن. والجميع يعرف أن هي من أنقذت
حسام ، حتى حسام نفسه.
إن الشخص الوحيد الذي كان يعرف الحقيقة هو فايزة، التي فقدت ذاكرتها
الغالية عندما تم تشخيص اصابتها بمرض خطير آنذاك. لن تتمكن أبداً من
استعادة ذكرياتها في هذه الحياة.
لدي سؤال حول هذا الاتفاق"
صدح صوت فايزة بعيداً وبارداً، فاجتذب عقل رهف إلى أرض الواقع مرة
أخرى. لاحظت كيف أن وجه فايزة قد طغى عليه النسخة الأكثر شباباً لوجهها
قبل أن يعودا لينفصلا.
كان وجهها الشاب في الماضي رقيقاً ومشرقاً، أما الآن فكانت فايزة تبدو باردة
بعض الشيء. كانت ملامحها قد نضجت مع تقدمها في العمر، مما جعلها تبدو
أكثر جمالاً مما كانت عليه من ذي قبل.
اضطرت رهف للابتسام.
"ما المشكلة؟ "
القت فايزة عليها نظرة عابرة قبل أن تعود للنظر إلى الاتفاق مرة أخرى.
على الرغم من أن الاتفاق كان يبدو متداخلاً، إلا أنه كان يركز على بضع نقاط
رئيسية فقط.
أولاً وجب عليها مغادرة البلاد بعد الطلاق، والتعهد بعدم العودة خلال خمس
سنوات. ثانياً، ليس لها الحق في ذكر الطفل لحسام، كما لا يمكن لها استغلال
الطفل كوسيلة للشفقة على الذات. ثالثاً، لا يمكنها الانخراط في أي شكل من
أشكال الحميمية مع حسام قبل وقوع الطلاق وأخيراً، ستعرض عليها رهف
مبلغاً من المال، وإن اضطرت فايزة إلى تربية الطفل، فإن رهف على استعداد
لتحمل كافة الالتزامات الواجبة نحو الطفل إلى حين بلوغه (أو بلوغها) سن
الرشد.
تحت نظرة رهف الحادة، بدأت فايزة في نقر الطاولة بأطراف أصابعها في خفة،
قبل أن تسألها: "ولماذا لا يمكنني ذكر الطفل لحسام؟"
عند سماع ذلك، اتسعت عينا رهف. كانت قد صاغت الاتفاق على عجل من
أمرها.
ولكن فايزة لم تكن غبية. فمن المنطقي أن تنتابها الشكوك حول الاتفاق، لكن
رهف أصرت استخدام الاتفاق لقمعها، وإلا فإنه يمكن لفايزة أن تذكر الطفل أمام
حسام بشكل عفوي، بينما كانا لا يزالان يعيشان معاً.
بعد الكثير من التفكير قررت رهف المخاطرة.
فعلى كل حال كان لديها ما تبتز به فايزة، لذا إن رفضت الأخيرة توقيع الاتفاق
ستلجأ إلى وسائل أخرى.
من أجل اقناع فايزة كانت رهف قد أعدت اجابة لسؤالها منذ وقت طويل.
وعندما نظرت رهف في عينيها، قالت بصوت هادئ: "أنا افعل كل هذا من
أجلك "
نظرت فايزة إليها بتشكك.
التقطت رهف كوب القهوة وشربت منه وبنظرة ازدراء شرحت قائلة: "حيث
أنكما صديقان منذ الطفولة، اعتقد أن هذه الصداقة لا تزال قائمة بينكما، حتى
لو لم يكن هناك حب. وإلا ما كان ساعدك، أليس كذلك؟ لكنه قريباً ما سيعيش
لما تبقى له من عمر. وطفلك لن يكون سوى عقبة بالنسبة لنا، كما أنه (أو
أنها) سيمثل تهديداً لكما. أنه
يبدو يهتم به كثيراً، هل تفهمين؟ والاهم من
معي
ذلك
توقفت للحظة ثم استطردت قائلة: "أخشى أنه إذا ذكرت الطفل كثيراً، قد
يطلبه في النهاية. وأنا لست مهتمة بتربية طفل شخص آخر يا فايزة"

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-