رواية ولادة من جديد الفصل الرابعمائه والثامن408 بقلم مجهول


 

رواية ولادة من جديد الفصل الرابعمائه والثامن بقلم مجهول

هل أنت متأكد أنك تريد الذهاب معه ؟

انكمش الطفلان خلفها في آن واحد، وقد تشبئت أيديهما بقميصها.

بعد أن تمالكت نفسها، فتحت فايزة الباب وانهمرت الكلمات التي كانت تنوي قولها من فمها: "سأذهب معكم. ولكن لا تؤذوا طفلاي و-"

إلا أنها وقبل أن تنتهي من جملتها، شعرت وكأن الدنيا أظلمت أمام عينيها، فقد وجدت نفسها في قلب حضن. ابعد عني " فعندما أدركت ما كان يحدث، حاولت بشكل لا إرادي أن تبعد عنها هذا الشخص، لكنها تفاجأت عندما انتاب أنفها رائحة مألوفة. هذا

في تلك اللحظة، زاد الرجل ضغط ذراعيه حولها، ممسكاً بها بقوة، وكأنه أراد أن يجعلها جزءاً من جسده.
ومع ذلك، لم تشعر فايزة بأي ألم على الإطلاق برقت عيناها، وقد أغروقت بالدموع في لحظة، وفي نفس الوقت سمعت هتاف طفليها من خلفها : "السيد الليل الصامت"

إنه هو ! إنه حقاً هو !

لم تتوقع أبداً أن حسام هو بالفعل من جاء للبحث عنها. لم . تأتي بذكره خلال مكالمتها مع حنان في وقت سابق، بل وربما بسبب الوضع الحرج، لم تسمع حنان تأتي بذكره أيضاً. لم تكن تعرف إن كانت حنان قد أخبرت الرجل عن هذا لكنها اعتقدت أنه على الأرجح كان جاهلاً لما حدث. لم

تتوقع في سرها أبداً أن يأتي لإنقاذها.

ولم تفكر أبداً أن يظهر حسام أمامها دون سابق إنذار.

دفعته برفق ويداها تضغط على صدره، إلا أن هذه الحركة البسيطة فيما يبدو استفزته، مما جعله يضمها مرة أخرى

بقوة إلى صدره.

تفاجأت فايزة، فهي لم تتوقع أن يحتضنها بقوة مرة أخرى

ثم وضعت ذقنها على كتف الرجل.
عندما رأى رامي هذا سعل ويده فوق فمه: "احم! یا سید منصور من الأفضل أن تغادر الآن، وإلا قد نواجه بعض المشاكل إذا ما صادفنا رجالهم مرة أخرى

لم ترخ الأيدي الكبيرة التي كانت تمسك بفايزة قبضتها إلا عندئذ، ثم تركها ببطء. وبعد أن خطى خطوة إلى الخلف خفض حسام نظره إليها، وكان من الواضح أنها قد فقدت الكثير من وزنها. انضغطت شفتاه الرفيعتان إلى خط رفيع من عدم الرضاء، ثم وضع يده على رأسها، ومن ثم ربت على خدها. ولم يقل شيئاً سوى : "لقد فقدت الكثير من الوزن."

عند سماعها هذا من الرجل، لم تملك فايزة سوى أن تجهش بالبكاء، بعد أن ظلت تكبح دموعها حتى الآن.

مسح حسام دموعها برفق، قبل أن ينحني ليقبل جفنيها وقال بصوت أجش : لنذهب إلى البيت" ثم أخذ يدها. وأخرجها من حجيرة الحمام.

اما الطفلان، فألقيا بنفسيهما عليه من الخلف: "السيد الليل

الصامت ابتسمت شفتا حسام وهو يربت على رأسيهما: "فعلاً. لقد مر الكثير من الوقت يا أحبابي"

في الوطن، كان التوأمان قد لاحظا مؤشرات على تحسن العلاقة بين والدتهما وحسام، أما الآن، فقد كانت هذه المرة الأولى له أن يظهر أمامهم بينما كانوا يفرون في بلد أجنبي فكان الأمر أشبه بشربة ماء بعد طول عطش. لذا، يمكن القول بأنهما كانا متعاطفين معه في هذه اللحظة. ثم قالا لرامي: "مرحباً، يا سيد غسان".

تقدم رامي وأمسك بأيديهما ليبعدهما عن فايزة ورئيسه وقال لهما : "هيا بنا، دعوني أخرجكما من هنا الآن."

"لحظة من فضلك توقفت فايزة عندما تذكرت أمراً، وقالت شارحة: "إن قدم نيرة مصابة. ثم ذهبت إليها وحاولت أن تلتقط الفتاة.

إلا أنها قبل أن تنحني أوقفها حسام: "دعيني أتولى هذا." وانحنى ليلتقط نيرة بمفرده، فقامت نيرة بلف ذراعيها حول عنقه، قائلة: "شكراً لك يا سيد الليل الصامت
"لنذهب"

روايات اروي .

أمسكت فايزة يد نبيل، وسارت وهم يغادرون المكان معاً. ودون سابق إنذار، احاطت بهم مجموعة من الأشخاص عندما وصلوا إلى المدخل، واعترضوا طريقهم تماماً.

فزعت فايزة عند رؤية هؤلاء الأشخاص. "هؤلاء رجالهم"

سحبها حسام بشكل غريزي ووضع ذراعه حولها. "أنا هنا"

مالت فايزة بدورها نحوه بشكل لا واعي. وبعد أن زمت شفتيها سألت: "إنك لم تستدع الشرطة، أليس كذلك؟"

توقف حسام للحظة قبل أن ينظر إليها: "لماذا ؟ هل تخشين أن اتصل بالشرطة لاعتقاله؟"

خفضت فايزة عينيها تحت نظرة الرجل الثاقبة من عينيه السوداوين. "لا رغبة لدي لأذيته، فقد ساعدني كثيراً في الماضي."

"إنه يؤذيك في هذه اللحظة"
لقد اختطفني فقط، لكنه لم يؤذني " أكدت فايزة. "لم

يؤذني أنا أو الطفلين."

عبس حسام قليلاً، كان صحيحاً أنه لم يستدع الشرطة، إلا أنه لم يملك منع نفسه من الشعور ببعض الغيرة في أعماقه عندما رأى فايزة تدافع عن خالد هكذا أمامه.

فجأة خرج خالد من الحشد المتجمع، قاطعاً حديثهما. بمجرد خروجه رصد فايزة بدقة بين الناس بنظرة، فثبت عينيه عليها، كما لو أنه لم يلحظ حسام قط.

شعرت فايزة أن نظرة الرجل ثبتتها فزمت شفتيها. وعندما . حاولت غريزياً أن تتجنب نظرته، قام حسام بلف ذراعه حولها. وبعد أن ضمها إلى صدره، نظر مباشرة إلى عيني خالد، وكأنه أراد أن يعلن له في نوبة استحواذ أنها ملك له.

عندما رأى خالد اليد الكبيرة حول خصر فايزة، نقل أخيراً نظرته لتلتقي عيناه بعيون حسام بعد لحظة، ابتسم وقال:

"لقد مر وقت طويل."

نظر حسام إليه ببرود دون الرد عليه.
لقد مر وقت طويل منذ أن التقينا يا حسام وعلى ذلك، ألا تعتقد أنه من غير اللائق بك أن تحاول أخذ أحد أتباعي دون إذني "

"أحد أتباعك ؟" استهزأ حسام. ومنذ متى أصبحت واحدة من أتباعك ؟ كيف لم أعلم بذلك؟"

كان الرجلان يتبادلان النظرات، كما فعل رجالهما من كانوا مسلحين تمسكوا بأسلحتهم، بينما اتخذ الآخرون وضع الاستعداد في انتظار أمر من رئيسهم.

عند رؤية هذا همس الرجل المجاور لخالد، والذي كان قد شتم على ممدوح من قبل، في أذنه قائلاً: "يا سيد الرماح لماذا تضيع الوقت في الحديث معهم؟ اذهب مباشرة وأمسك بالآنسة صديق!"

تبدلت ملامح خالد فور سماعه هذه الكلمات: "كلا، لن يصلح هذا لم يكونوا الوحيدين هنا فقد كانت فايزة، ونيرة ونبيل هنا أيضاً. لم يهم أن يتعرض للاصابة عندما يتشابك الجانبان في القتال، ولكن ماذا لو تعرض ثلاثتهم للاصابة بسبب الأسلحة؟ لذا لم يكن أمامه خيار سوى مراقبة فايزة يحان بينما عمل الرجل الذي بجوارها على حمايتها، لو كان عرف قبلاً أن ممدوح سيخونه فجأة، لكان على الأرجح قد أبقى أحد الطفلين بجانبه بهذه الطريقة كان سيكون هناك ما يدعوها للقلق لو فكرت في المغادرة. "يا فايزة" نادى اسمها بصوت خافت وهو ينظر إليها. ثم سألها: "هل أنت

متأكدة أنك تريدين الذهاب معه؟"

لم تجب فايزة..

هل نسيت ما فعله بك قبل خمس سنوات؟"

ما فعله بي قبل خمس سنوات ليس من شأنك" جاء رد فايزة بصوت متجهم. وإضافة إلى ذلك، فأنا لا أحب أن يتم حبسي " ألقت نظرة على نبيل ونيرة بجوارها. وحتى

لو لم أعد إلى حسام، فأن لن أعود معك بالتأكيد "

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-