رواية ولادة من جديد الفصل الرابعمائه والسادس406 بقلم مجهول


 

رواية ولادة من جديد الفصل الرابعمائه والسادس بقلم مجهول

لم أحميك بالقدر الكاف

في اللحظة التي انقطع فيها الاتصال، تبدل مزاج فايزة تماماً. ساعة واحدة فقط . خلال ساعة واحدة لن أكون وحدي وعاجزة. سوف تكون معي حنان و"الشيطان" الذي تحدثت عنه بجانبي. لكن ... الشخص الذي كانت نفسها تتوق إليه لن يأت أبداً. هل فشلت حنان في الوصول إليه. أم أنه غير راغب في القدوم للبحث عني بعد أن عرف ما حدث، فرأى في ذلك الكثير من المتاعب؟

وبينما كانت تتفكر في الأمر، بدأت تشعر بالألم في أعماقها. إلا أنها سرعان ما تمالكت نفسها، وأعادت الهاتف إلى الفتاة أمامها، وشكرتها قائلة: "شكراً لك على إعارة هاتفك لنا."

كانت الفتاة في الواقع، تشعر بالقلق من أنه قد تم خداعها عندما أقرضت هاتفها. وحيث أنها لم تتوقع فعلياً أن تستعيد هاتفها، فقد زمت شفتيها وهي تسترده. ثم نظرت إلى نيرة ونبيل الواقفين بجوار المرأة، وسألت همسا: "هل ستقضون بعض الوقت هنا؟"
عندما رأت فايزة أن الفتاة وحدها، كادت أن تومى برأسها. لكنها استدركت أنه لا يمكنهم البقاء لفترة طويلة. فلم تجد بدأ من تقول بدلاً من ذلك: "سيأتي والد الطفلين ليأخذنا لذا لا يمكننا البقاء هنا طويلاً. قد تغادر في أي وقت. ولكن حيث أنك قد أقرضتيني هاتفك، دعيني اعطيكي بعض المال للألعاب، حسنا؟"

هزت الفتاة رأسها وقالت: "لا، لا عليك. هذا أقل ما يمكنني

فعله."

ربتت فايزة على رأسها برفق، ثم أخرجت واحدة من الأوراق النقدية التي حصلت عليها من ممدوح. "هذه لك.

اعتبريها هدية شكر."

أخذت الفتاة الورقة المالية ببعض التردد.

وسألتها فايزة: "بالمناسبة، هل أنت هنا بمفردك؟ يجب أن

تتوخي الحذر في هذا الوقت من الليل. وإذا ما واجهت

بعض الغرباء الذين يطلبون استعارة هاتفك كما حدث

و تشعرين بالخوف، فلا تتردي في الرفض ليس الجميع
مثلنا هل تفهمين؟" خوفاً من أن تتعرض الفتاة للخداع في مرة قادمة، فقد قررت تذكيرها بمخاطر اعارة هاتفها للغرباء.

لدهشتها، وبعد الانصات إلى كلامها، زمت الفتاة شفتيها للحظة، ثم قالت: "ولكن لن تتمكنوا أنتم الثلاثة من العودة إلى المنزل لو لم أقرضك هاتفي، أليس كذلك ؟

تأثرت فايزة بشدة برد الفتاة: "شكراً جزيلاً أيتها الفتاة الطيبة. أما الآن، فينبغي عليك العودة إلى المنزل. وتوخي الحذر. "

إلا أن الفتاة نظرت إليهم بشيء من التردد.

أما فايزة، التي أدركت أنه لا يمكنهم البقاء هنا أكثر من ذلك. فقد قامت واقفة، وأخذت بيدي الطفلين، ثم قالت للفتاة: "علينا الذهاب."

إلى أين تذهبون؟ هل تعيشون هنا؟ هل سنلتقي مرة أخرى في المستقبل ؟"

توقفت فايزة لوهلة، ولكن عندما بادرت بالحديث سمعت نيرة ترد قائلة: "يا أختي، سأتصل بك بمجرد وصولنا إلى المنزل بأمان"

التمعت عيون الفتاة لكلماتها: "هل حقاً؟ هل ستأتي لزيارتي مرة أخرى ؟"

"مممم" أومأت نيرة بتثاقل.

بدا أن الفتاة لا تصدق، لذا لم تملك سوى النظر إلى فايزة وعيناها تستفسران بعد أن أومأت فايزة، ابتسمت أخيراً في ابتهاج وقالت: "حسناً. سأعود إلى المنزل إذاً، ولكن

رجاء أن لا تنسي الاتصال بي."

"وداعاً."

أخذت فايزة الطفلين إلى مكان أكثر ازدحاماً وهي لا تزال تختبيء بين الناس، ساعة واحدة، أليس كذلك ... يجب علي الصمود إلى حين وصولهما ، لا تجرؤ على البقاء وحدها في ذات المكان، فتحركت بشكل عشوائي، مراقبة محيطها بينما كانت تلقي نظرة على ساعة الحائط من وقت لآخر. قبل أن تدرك، كانت قد مرت 40 دقيقة. يبدو أنني اخترت
المكان المناسب، فقد ذهبوا على الأرجح للبحث عني في أماكن أخرى، ولم يتوقعوا أن آتي في الوقت الحالي بالطفلين إلى مكان ترفيهي. ربما أمكنني الانتظار هنا إلى حين أن تصل حنان ويزيد ليعثرا علي، أخذت تدعي في سرها.

فجأة، تعثرت نيرة وهي تمشي بجانبها.

عند رؤية هذا انحنت فايزة على الفور: "ماذا حدث؟"

هزت نيرة رأسها وقالت: "أنا بخير يا ماما."

إلا أن فايزة لاحظت بسرعة أن هناك أمر ما بها، فسألتها بوجه جاد: هل التوى كاحلك ؟ دعيني ألقي نظرة عليه."

يا ماما، أنا بخير، حقاً - "

فجأة اندلعت حالة من الفوضى عند المدخل

ظلت فايزة في جلستها، ونظرت باتجاه الصوت. وفي لمحة رأت بعض الأشخاص الذين كان قد سبق أن رأتهم في
الفندق، وكانوا يتجهون نحو حديقة الملاهي كانت الشراسة تغطي وجوههم وكأنهم يستعدون للقتال، فهرب عدد من الأطفال بعيداً عنهم وهم يصرخون خوفاً من مظهرهم.

تبدل تعبير وجهها عندما رأتهم. لا أصدق أنهم وصلوا بعد أقل من 40 دقيقة فقط ! لم يعد ممكناً لها الآن البقاء هنا إلى حين وصول حنان ويزيد

نظرت حولها، لتجد أن المكان له مخرج واحد فقط. عضت شفتها السفلى، ثم اعتدلت واقفة، وحملت نيرة على الفور. بعد أن أمرت نبيل أن يتبعها، ذهبت لتختبئ بين حشد آخر

من الجموع الصاخبة.

ابحثوا عنها الآن!"

سمعت الرجال يصرخون بصوت عال في الناس، قائلين أنهم يبحثون عن طفل هرب من المنزل، بل أنهم حتى دفعوا ما دفعه الجميع، إضافة إلى تقديم مبالغ نقدية لكل من يبدى استعداد للتعاون والخروج في البداية، ظن الجميع أنهم يتصرفون بغرابة، ولم يعيروا لهم أهتمام. ولكن تدريجياً.

ذاهب الكثير من الأطفال لاستلام المال منهم، وعندما أدركوا
أنه يمكنهم فعلاً الحصول على المال من هؤلاء الرجال، بدأ المزيد والمزيد من الناس بالتوقف عن الألعاب، وركضوا

لتلقي بعض المال، فاكتظوا عند المدخل.

كانت فايزة تنوي التسلل مع الجموع، لكن بعد اقترابها من المدخل، لاحظت الكثير من الرجال يحرسونه. وحيث أنها لافتة للنظر مع وجود طفليها، فقد أصبح من الصعب التسلل . خارجاً.

أخذ نبيل يراقب تفرق الجموع، فجذب ياقة فايزة بقلق وسأل: "ما الذي ستفعله الآن يا ماما ؟"

تلفتت فايزة حولها، ووجدت حماماً، فقالت بصوت منخفض سوف ينكشف أمرنا إن بقينا هنا. دعونا نختبئ في الحمام الآن"

ذهب ثلاثتهم للاختباء في الحمام. عادة ما لا يدخل نبيل الحمام النسائي مع فايزة، ولكن نظراً للظروف الاستثنائية هذه المرة، فقد أدخلته على الفور. لحسن الحظ، كان الجميع قد خرج لاستلام المال في هذه الأثناء، لذلك يم

يكن هناك أحد في الحمام على الإطلاق.
كان الحمام فارغاً. وبعد التفكير للحظة، داست فايزة على قلبها، وأغلقت الباب الرئيسي، ثم أخذت الطفلين للاختباء في احدى الحجيرات النظيفة.

بعد أن أنزلت غطاء المرحاض، جعلت نيرة تجلس عليه وخلعت عنها حذاءها. حينها لاحظت أن كاحل نيرة كان متورماً وقد احمر لونه بشكل مخيف لو كانت نيرة اصيبت . للتو، لما كان الكاحل قد انتفخ بهذا الشكل. هذا التورم كان يعني بالتأكيد أنها كانت تتحامل على نفسها منذ فترة طويلة.

في لحظة، أغروقت عينا فايزة، ومدت ذراعيها واحتضنت نيرة. كانت تعرف ابنتها جيداً، أكثر من أي شخص آخر. هذه الفتاة الصغيرة كانت دائماً الأكثر تدليلاً. كلما أصابها أقل القليل، كانت تزعج والدتها لتبعد عنها الألم، أو تثور ثورة الطفل الرضيع. باختصار كانت مدللة بافراط ولكنها الآن وعلى الرغم من قدمها التي تؤلمها بهذا الشكل، إلا أنها لم تصدر أي صوت طوال الطريق. بل أنها ساعدت فايزة كثيراً. كانت على الأرجح قد تعترت للتو؛ لأنها كانت تؤلمها ألماً التنديداً.
أغمضت فايزة عينيها، التي امتلأت بسرعة بالدموع: "أنا

أسفة يا نيرة. لم أحميك بالقدر الكاف"

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-