رواية ولادة من جديد الفصل الرابعمائه والخامس405 بقلم مجهول


 

رواية ولادة من جديد الفصل الرابعمائه والخامس بقلم مجهول

الصمود حتى تأتي المساعدة

عندما ذكر الألقاب، شعرت حنان على الفور بالإحراج. كانت

عادة تشير إليه بلقبه في خصوصية، ولكن لسبب ما ارتكبت

خطأ ونادت عليه شخصياً باللقب.

شعرت بالتذلل حتى النخاع المجرد تذكرها تلك اللحظة، إلا أن يزيد لم يثر الأمر مؤخراً، على الأرجح بسبب الظروف.

أما الآن، وقد ذكر الأمر، فقد شعرت بالاحراج حتى أنها لم تتمكن من التوقف عن القبض على أصابع قدميها، وحكت رأسها قبل أن ترد قائلة: "نعم، فهمت. سأكف عن تسميتك

بالشيطان من الآن فصاعداً."

أضاف: "ولا يسمح بأي ألقاب أخرى أيضاً."

تحدثت بعد وهلة وقالت: "حسناً. هل يمكننا المغادرة الآن؟
بمجرد انتهائها من الكلام، بدأت السيارة في التحرك

وتنهدت في ارتياح.

روايات اروي .

بعد أن تركت فايزة النزل استمرت هي والطفلان في السير قدماً. كانت تخشى أن يتم تتبعها، فلم يكن أمامها سوى أن تسير نحو الازدحام. لحسن حظهم، لم يكن الوقت ليلاً بعد. لذا كان الكثير من الناس لا يزالون في الشوارع. إذا ما جلبت الطفلين بين الناس، سيصبح من الأصعب على الآخرين اكتشافهم.

كان تعبير وجهها صارماً؛ لأنها أدركت أنها لا يمكنها البقاء في الفنادق بعد الآن في البداية، ظنت أن كل ما عليها فعله هو أن تبتعد عن الفنادق الباذخة، لكنها لم تتوقع أن يفتش خالد النزل الرخيصة أيضاً. عندما فكرت في الأمر، وجدته منطقياً، فهي كانت بالكاد تمتلك المال أو هاتفاً معها، لذا فإنها لا تملك سوى البقاء في مثل هذا النزل مقابل المبلغ

الذي أعطاها إياه ممدوح.

أها بالنسبة للمكالمة التي أجرتها سابقاً، فلم تكن متأكدة مما
إن كانت حنان قد تلقتها؛ لأنها كانت من رقم مجهول هل قد تخمن حنان أنها مكالمة منها؟ والأهم من ذلك، على الرغم من أنها حرصت على توقيت مغادرتها، إلا أنه كان هناك شخص ما في مكتب الاستقبال. ماذا لو كانت موظفة الاستقبال قد أنهت المكالمة قبل أن تصل إلى حنان؟ إن كان هذا ما حدث، فإن الأمور ستصبح كارثية.

إلى أين نذهب الآن يا ماما ؟

عند سماعها ذلك نظرت فايزة حولها، فهي لم تعرف ماذا تجيب حيث أنه لم يعد ممكناً لهم البقاء في فندق من الفنادق، وحيث أن الطفلين كانا معها، فأين يمكنهم الذهاب؟ كان الوقت لا يزال مبكراً الآن، ولكن في وقت لاحق ...

كلما فكرت في الأمر، كلما زادت احباطاً.

مروا صدفة بمتجر بقالة، ولم تتردد في أن تجذب الطفلين

إلى الداخل. أدركت أنه كان أحد تلك المتاجر الضخمة.

مفتوحاً على مدار 24 ساعة. اتخذت قرارها وابتسمت

طفليها: "لماذا لا نلعب بعض الألعاب بالطابق العلوي ؟"
لم يكن بامكانهم العثور على مكان للنوم هذه الليلة. وسينتهي وضعهم إما أن تعثر عليهم حنان أولا، أو رجال خالد لو كانت وحدها، لكانت وجدت مكاناً تختبئ فيه، لكن كان الأمر أكثر صعوبة مع وجود الطفلين، لم يكن لديها الطاقة للعبة القط والفأر هذه، كما لا يمكنها أن تعرض طفليها للخطر، لذا لم يكن أمامها سوى البقاء بين الناس

والصمود.

وحيث أنه كان هناك الكثير من الناس داخل صالة الألعاب في الطابق العلوي، فقد اختفى ثلاثتهم فور دخولهم. إن جاء هؤلاء الرجال بحثاً عنهم، سيحتاجون وقتاً لتفتيش المكان. وكانت هناك طاولة استقبال، لكن فايزة لم تكن

متأكدة مما إذا كان لديهم هاتف يمكن استعارته.

تركت الطفلين يلعبان بينما ذهبت لتفحص مكتب الاستقبال وصادف أن اقتربت منها امرأة شابة وهي تتحدث في الهاتف، وكانت تبدو منزعجة، وسمعتها فايزة وهي تقول: أمي، سأعود إلى المنزل لاحقاً. أنا بالغة، لذا لا داعي للقلق يشاني."

"تمام. فهمت!" وأنهت الشابة المكالمة وقد فرغ صبرها.
عندما رأت فايزة أن الشابة كانت على وشك المرور بجانبها قامت باعتراض طريقها وقالت: "مرحباً."

اندهشت الشابة عندما رأت فايزة، وحيث أنها كانت تواجه شخصاً غريباً، فقد تلاشى غضبها وهي تتطلع فيها بحيرة هل يمكنني مساعدتك في شيء؟"

ابتسمت فايزة وقالت: "مرحباً أيتها الشابة. هل يمكنني استعارة هاتفك للحظة؟"

عندما سمعت ذلك رفعت الشابة أنفها وقالت: "لا. أليس لديكم أيها الكبار هواتفكم الخاصة ؟ هل تحاولين خداعي ؟"

بالفعل. لم يكن من السهل استعارة هاتف شخص آخر. عضت فايزة شفتها وكانت على وشك أن تفسر الوضع عندما جاءت نيرة من خلفها. أمسكت الفتاة الصغيرة برفق يد الشابة وقالت شارحة: "يا آنسة، لقد سرق لص هاتف ماما، وليس لدينا أي مال. لذا تريد الاتصال بأبي ونطلب

منه أن يأتي ليأخذنا."
عندما تحدثت، كان صوتها لطيفاً ورقيقاً، اضافة إلى جمالها. لا وبشرتها الصافية، وعينيها الكبيرتين، فقد بدت مثل الدمية. كان من اليسير على مظهرها الاستحواز على قلب أي شخص بسهولة محطمة دفاعاتهم.

كانت فايزة طيلة هذا الوقت تريد التحدث، لكنها التزمت الصمت وراقبت الوضع. وكما كانت تتوقع، بدى أن الشابة 1 بدأت تلين بعض الشيء بعد سماع تفسير نيرة: "هاتفك تم سرقته ؟"

رمشت نيرة عينيها الدامعتين وهي تومى، مما جعل والدتها عاجزة عن الكلام: "هل يمكنك إذاً، يا آنسة أن نستعير هاتفك لفترة؟ لفترة فقط ! سنعيده لك بعد اجراء مكالمة.

راقبت والدتها الموقف وهي تقف جانباً، وقد تساقطت دموع تشبه اللؤلؤ من عيني الطفلة، فشعرت بوخزة في قلبها. لو لم تكن تعرف أن نيرة ممثلة بارعة، لكانت ظنت أن الصغيرة تبكي.

ومع مثابرة نيرة، استسلمت الشابة ونظرت إلى هاتفها قبل

أن تلقي نظرة على الطفلة "ح - حسناً، لكن لا يمكنك أخذه
إلى لوهلة ولا يمكنك اجراء المكالمة إلا وأنا حاضرة. لا يمكنكم الابتعاد" بعد أن انتهت، اعطت الهاتف الفايزة.

نظرت فايزة إلى الهاتف، ثم التقطته بامتنان. "شكراً لك" ثم طلبت رقم حنان بسرعة. وبينما كانت في انتظار حنان أن ترد على المكالمة، أدارت فايزة عينيها من حولها لترى إن كان هناك أي أشخاص مريبين في المكان.

التوت - التوت

رن الهاتف مرة واحدة، وتم الرد على الفور: "فايزة؟ أهذا أنت ؟"

"حنان"

بعد أن سمعت أخيراً صوت فايزة بعد مرور عدة أيام انفعلت حنان لدرجة الاختناق. وقبل أن تنطق بأي شيء آخر، أشار لها يزيد، الذي كان بجانبها، أن تضع المكالمة على السماعة الخارجية.

كانت تدرك أنه لديه الكثير من الأفكار، لذا فعلت كما طلب
منها. وبعد أن وضعت المكالمة على السماعة الخارجية، سأل يزيد: "أين أنت الآن؟ هل لديك الإحداثيات؟"

عندما سمعت فايزة صوت الرجل، لم تكن متفاجئة وأخبرته أين كانت في ذات الوقت، أدخلت حنان الإحداثيات

وبحثت عبر الإنترنت قبل تكبيرها.

نحن على بعد ساعة تقريباً."

"ساعة؟ هل أنتما في الطريق إلى هنا؟"

"نعم، نحن في طريقنا إليك. اختبئي بين الناس أو ابحثي

عن مكان ما. حاولي الصمود حتى نصل."

صوته الهادئ طمأن فايزة: "حسناً. فهمت."

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-