رواية ولادة من جديد الفصل الرابعمائه والثالث403 بقلم مجهول


 

رواية ولادة من جديد الفصل الرابعمائه والثالث بقلم مجهول

الاختباء من خالد

عندما رأى الرجل أن خالد لم يقدم رداً، أثر الاستمرار بسؤال آخر، فقد كانت هذه فرصة كبيرة بالنسبة له للحصول على ترقية. لقد كان الكثيرون منهم يطمحون للوصول إلى

منصب ممدوح على مر السنوات، لكنه كان يفعل كل شيء على أكمل وجه، لذا كان من الصعب عليهم ايجاد فرصة لاسقاطه. أما الآن فقد وجدوا شيئاً يدينه، فهل كان بامكانهم عدم الاستعجال للتخلص منه؟

اعثر عليها أولاً " كانت هذه اجابة خالد.

م لم يكن الرجل على استعداد لتقبل هذا، فقال: "ولكن السيد المشاري .."

هل ممدوح المشاري الشخص الوحيد الذي يثير اهتمامك ؟ " | تغير صوت خالد فجأة، وتحولت نظرته إلى البرودة. بل أن حتى هيئته بدت وكأن ينبعث منها هالة غريبة.
شعر الرجل بالخوف، ولم يجرؤ على قول شيء سوى التحدث بخنوع: "سأذهب مع الآخرين للبحث عن الانسة صديق "

بعد أن ذهب الرجال، أخرج خالد غاضباً علبة سجائر وأشعل واحدة، لم يكن يدخن أبداً، لكن .... كانت أموراً كثيرة قد حدثت مما كان يزيد من اضطرابه مع مرور الوقت هل كانت فايزة كارهة للبقاء معه لهذا الحد؟

لم يفهم أين خسر أمام حسام. لقد كانت هي هي المرأة الوحيدة من حوله، كما أنه لا توجد امرأة أخرى أبداً قادرة على خطف قلبه، ولا حتى جزء منه. في البداية، ظن أنه قادر تدريجياً على كسب ودها بعد جهود مضنية طيلة خمس سنوات، لكنه لم يتوقع قط

مع هذا الخاطر، أخذ نفساً طويلاً من سيجارته، وكان أن

يختنق.

كح كح

شعل مرتين سعلة خافتة، مما جذب انتباه الحراس بالخارج
الذين جاءوا للاطمئنان عليه. هل أنت بخير يا سيد

الرماح ؟"

إلا أن خالد لم يقدم جواباً، بل نظر باهتمام إلى وميض السيجارة عند أطراف أصابعه، ثم أصدر أمره: "بالنسبة للسيد المشاري، احتجزوه في الوقت الحالي، ولا تقدموا له

الطعام إلا بعد العثور على فايزة.

تمام يا سيد الرماح."

"أما بالنسبة لفايزة، فمعها طفلان، لذا فإنها لم تبتعد كثيراً.

كتفوا البحث في المزارع القريبة، وكل فندق بالمدينة."

تمام، سأنقل الأوامر للآخرين."

توجهت فايزة في ذلك المساء إلى نزل رخيص مع طفليها.

كانت بيئة النزل قذرة ذات رائحة عفنة بعض الشيء. عندما فتحت النافذة لتنظر إلى المحيط، رأت صرف صحي خلفهم، فاحكمت اغلاق النافذة وسحبت الستائر.
ثم استدارت، ونظرت إلى الطفلين الجالسين على اليزيدة. اقتربت منهما وقالت بلطف: "يا صغيراي، سنمر ببضعة أيام صعبة."

نظراً لأن ممدوح لم يعطها الكثير من المال، ولم تكن متأكدة متى يمكنها العودة إلى المنزل مع طفليها، فإنها لم تجرؤ على الافراط في الانفاق. والأهم من ذلك، كانت تخشى الذهاب بهما إلى فنادق باهظة الثمن ذلك لأن خالد كان، ولا شك سيفتش عنها في تلك الأماكن.

كان الطفلان، لحسن الحظ، مطيعين، ولم يبديا أي رأي بالنسبة للبقاء في مثل هذا المكان، بل أنهما حاولا بطرق شتى أن يرفعا معنوياتها عندما لاحظا أنها بائسة.

نظراً لأنها أمضت اليوم على الطريق، فقد كانت فايزة تشعر بالارهاق، لكنها كانت أيضاً خائفة من الخروج خارج النزل لذا طلبت من صاحبة النزل بعض الطعام. جاءت صاحبة النزل ببعض الجبن واللانشون، كما أنها بكرم أهدت بعض حليب الماعز للطفلين، وقالت: "البيئة هنا ليس رائعة، ولكن هذه الأشياء جميعها منزلية، والحليب تم حلبه طازجاً، إنه للطفلين 
التقطت فايزة حليب الماعز الفاتر ونظرت بامتنان إلى صاحبة النزل قائلة: "شكراً لك "

نظرت صاحبة النزل إليها وردت قائلة: "أهلا وسهلا. ليس من السهل على امرأة وحيدة أن تكون هنا بمفردها هل تبحثين عن وظيفة؟"

نظراً لأنها كانت في وضع غريب لم يكن لدى فايزة شيء آخر تقوله، فأومأت وقالت: "نعم، أخطط للبحث عن عمل هنا، وقررت البقاء هنا لبضعة أيام"

"فهمت."

تبادلت السيدتان حديثاً عابراً، قبل أن تستأذن صاحبة النزل قائلة أن لديها شيئاً يجب أن تقوم به. وقبل أن تغادر عادت لتذكرهم بضرورة احكام غلق الباب وتجاهل أي شخص يطرق على الباب. اتفقت فايزة معها، لكنها تذكرت شيئاً، فنادت صاحبة النزل وقالت: "أنا آسفة، ولكن سرق أحدهم أشيائي عندما وصلت، وفقدت هاتفي. هل لديك هاتف

يمكنني استعارته ؟"
اندهشت صاحبة المكان لوهلة تم أومات قائلة: "بالطبع يوجد هناك هاتف عمومي في الطابق السفلي، يمكنك استخدامه بعد الانتهاء من وجبتك"

هاتف عمومي أومأت فايزة وشكرتها: "شكراً لك. سأنزل بعد قليل."

بمجرد إغلاق الباب قسمت الطعام لطفليها. "يا صغيراي لتتحمل هذا الوضع لفترة. وعندما نعود إلى المنزل، سوف

أطبخ لكما وجبة هائلة."

"شكراً يا ماما"

بدأ الطفلان يأكلان، بينما ظلت فايزة تفكر في الهاتف. يدا الأمر محفوفاً بالخطر أن تترك الطفلين وحدهما في الغرفة. ماذا لو دخل أحدهم بعد مغادرتها؟ ماذا لو .....

بعد التفكير في الأمر، انتظرت حتى انتهى الطفلان من وجبتهما ووأخذتهما وانطلقت نحو الهاتف العمومي. بهذه الطريقة يكون الطفلان معها إن وقع مكروه ما
كان اللانشون المنزلي لذيذاً، لذا أكل الطفلان منه باستمتاع. أما فايزة فلم يكن لديها الشهية، ولكنها مع ذلك أجبرت

نفسها على تناول بعض الطعام.

يا ماما، لقد انتهينا."

جمعت الطعام وقامت من مكانها: "هيا بنا لننزل إلى الطابق 1 السفلي لاستخدام الهاتف.

بعد دقيقتين، كان الثلاثي يخرج من الغرفة، ونظراً لأنه كان عليهم الذهاب إلى صاحبة المكان في مكتب الاستقبال قبل استخدام الهاتف العمومي، فقد حرصت فايزة على ابقاء

الطفلين يجوارها بعد الخروج من الغرفة.

"الأمور بعيداً عن الوطن أكثر خطورة، كما أننا لسنا في منطقة آمنة، لذا يجب أن تحرصا على البقاء بالقرب مني

وعدم الابتعاد بمفردكما. مفهوم؟"

"نعم، يا ماما."
تبعها الطفلان إلى الطابق السفلي، ثم رأت صاحبة النزل في مكتب الاستقبال بعيداً. كانت تبتسم وهي تتحدث إلى موظفيها، ولم يكن الهاتف العمومي بعيداً عنهم.

وبينما اتجهت فايزة مع طفليها نحو الهاتف، رأت فجأة عدة وجوه بدت مألوفة، وأخبرها حدسها أن هناك أمر مريب، لذا سحبت الطفلين فوراً واختبأت في زاوية.

وبالفعل، كانت على حق؛ فقد رأت الرجال يتوجهون مباشرة نحو مكتب الاستقبال، إلا أنها لم تتمكن من سماع ما كانوا يقولونه بسبب بعد المسافة، لذا لم يكن أمامها سوى أن تخمن ما يتحدثون بشأنه من خلال ايماءاتهم وتعبيرات وجوههم. وبعد وهلة، أشارت صاحبة النزل إلى الطابق العلوي.

مع ملاحظة أن الوضع يتدهور، نظرت فايزة حولها، ثم سحبت طفليها إلى الحمام.

وبعد دقيقة من دخولهم سمعوا صاحبة المكان تقود

مجموعة من الأشخاص نحو الدرج، وحيث أنها لم تكن

بعيدة، فقد تمكنت فايزة من التنصت على حديثهم من

مكانها.
بمجرد وصولنا إلى الطابق العلوي، سنقوم بحراسة طرفي الممر. لا يمكن السماح لهم بالهروب، وإلا سنضطر إلى مواجهة غضب السيد الرماح."

صعد الرجال إلى أعلى، وبمجرد أن فعلوا، هرعت فايزة بالخروج مع الطفلين خارج النزل. عندما وصلت إلى المدخل، عادت لتلتقط الهاتف، وطلبت رقماً.

بمجرد أن أجرت المكالمة، لم تنتظر حتى يرد الطرف الآخر.

وإنما غادرت النزل.

عندما رأت موظفة الاستقبال ما فعلت، امتلأت عيناها بالارتباك، إلا أن فايزة كانت قد غادرت قبل أن تتمكن صاحبة النزل من ايقافها، لذا همهمت بشيء ما، واعادت

الهاتف إلى مكانه.

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-