رواية ولادة من جديد الفصل الرابعمائه وواحد401 بقلم مجهول


 

رواية ولادة من جديد الفصل الرابعمائه وواحد بقلم مجهول

اتخاذ قرار

منذ ذلك الحين، توقف خالد عن الجدال معها، لأنه كان لا يزال يتحدث بألطف لهجة في وسعه، بغض النظر عما قالته. لا شك أنه كان يؤلمها، إلا أنه كان يتصرف وكأنما ما يفعله

إنما لصالحها.

ظل خالد على هدوئه، بصرف النظر عن مدى غضب فايزة والكلمات الجارحة التي تنطق بها، فجعلها هذا تشعر أنه لا

فائدة من الجدال معه، فأخذت أطفالها بعيداً.

بمجرد عودتهم إلى غرفتهم، وقفت بجانب النافذة وانتظرت حوالي خمس دقائق قبل أن تراه يغادر في سيارة. ولم يكن الوحيد الذي غادر، فقد لاحظت أنه كان قد أحضر

نصف الحراس المحيطين بالفيللا معه.

أدهشها هذا الأمر، حيث تساءلت عما إذا كان ممدوح على

علم به. إلا أنها شعرت أيضاً بالارتباك؛ لأن خالد كان ينوي

احتجازها في هذه الفيللا، فلماذا اصطحب معه كل هؤلاء
الرجال؟ هل اكتشف أحدهم مكانها؟ ألا يجب على خالد في هذه الحالة، أن ينقلها إلى مكان آخر؟

القراد القراد القراد

سرعان ما قطع طرق على الباب حبل أفكار فايزة. فأسرعت بفتح الباب لتجد ممدوح واقفاً بالخارج: "الآنسة صديق."

" - أنت"

لم تنطق إلا بكلمة واحدة قبل أن يقاطعها قائلا: "الآنسة صديق من فضلك احضري نبيل ونيرة، واتبعيني"

بعد بضع دقائق، غادر الاثنان بسرعة، وكل منهما يمسك بطفل من الطفلين. كان طريق الخروج يسيراً، ولم يعترضهم أحد، لكن قلب فايزة كان يخفق بشدة، وكأنهم يهربون إنقاذاً الأرواحهم.

تم قادها ممدوح إلى السيارة.

بعد دخولها مع الطفلين إلى السيارة، دخل ممدوح، وربط
حزام الأمان، قبل أن أن يتحول إليهم ببعض التعليمات: "يا أنسة صديق، رجاء أن ترقدي أسفل المقعد مع الطفلين"

صدمها الاقتراح، فسألت: وهل سيمنعهم هذا من اكتشافنا ؟"

زم شفتيه بتعبير جاد وقال: نعم، ولكن بشرط أن لا يقوموا . بتفتيش السيارة"

عند سماعها ذلك، فهمت فايزة ما يقصده. فإن لم يفتح الحراس الأبواب، فإنهم سيغادرون دون أن يكتشف أمرهم. أما إن وقع العكس

"لدينا فرصة واحدة فقط، فلماذا لا نجرب؟ وحتى لو فشلنا

فأنا متأكد أن السيد الرماح لن يمسك بأي سوء."

"ولكن .." عضت شفتيها وهي تنظر إلى ممدوح بتعبير

متضارب. فعلى الرغم من أن خالد لن يؤذيها إن فشلت

خطتهما، ولكن ماذا عن ممدوح ؟ لقد تم ضربه في المرة السابقة، وكان شكره لها على الأرجح بسبب إصرارها على

رؤيته، مما جعل خالد اخراجه من الحجز.
ما الذي سيحدث لممدوح إن هي هربت؟

"يا أنسة صديق، ليس لدينا الكثير من الوقت، لذا رجاء أن

تتخذي قرارك بأسرع ما يمكن.

بعد أن انتهى ممدوح، بدا وكأنه قد خمن السبب وراء ترددها، فأضاف قائلا: "يا" آنسة صديق، أقوم بهذا؛ لأنني قررت القيام بذلك. لا تقلقي عما قد يحدث؛ لأنني اتحمل مسئولية أفعالي ويجب عليكي التفكير في نفسك الآن."

التفكير في نفسي ... إن كان عليها التفكير في نفسها، فإنها لتختار أن تأخذ طفليها وتفر هاربة، وإن ظلت محبوسة هناء فلن يكون لسركتها أحد يديرها، كما أن طفليها قد يتعرضان للطرد من المدرسة لعدم حضورهما صفوفهما. كلما طال استسلامها، كلما لم يتمكنا من الاستمتاع بحياة طبيعية.

يا آنسة صديق، إن الوقت ينفذ منا."

عضت فايزة شفتها وأجبرت نفسها على اتخاذ قرارها. "إنني

أشكرك، وسأرد جميلك هذا عندما تتاح لي الفرصة." بعد

قولها هذا، جعلت طفليها يرقدان أسفل المقعد.
كان الطفلان مطيعين، ولم يقاطعا الكبار أثناء حديثهما. صمت على الأرض وفي تلك اللحظة، كانا يستلقيان في . دون اكتراث لكونها غير نظيفة.

عندما هبطت خلفهما شعرت ببرود، ولاحظت أن الطفلة بجوارها ترتجف برداً، لذا هدأت من روعها وقالت: "لا تقلقي، هذا الوضع فقط حتى نصل إلى الخارج."

أومات نيرة بلطف، مشيرة أنها قد فهمت.

عندما رأى ممدوح الجميع في وضعه، أدرك أن فايزة قد اتخذت قرارها، لذا أعلن قائلاً: "فالتستعدوا، يا آنسة صديق.

وبدأت السيارة في الحركة.

بينما كان يقود السيارة، ركز ممدوح على الطريق وقال شارحاً: "سوف نصل إلى البوابة خلال دقيقتين. وقد رحل حوالي نصف الرجال تقريباً، ولكن لا يزال هناك عدد منهم. كذا قد لا أتمكن من مواجهتهم بشكل مباشر. إذا حالقنا الحظ، سوف يسمحون لي بالمغادرة، وسوف اصطحبكم إلى ي مكان ما قبل العودة، أما إن لم يحالفنا الحظ، فسوف انطلق . بالسيارة، وقد اضطر إلى التهور، لذا رجاء أن تربطوا

الأحزمة والحرص على حماية أنفسكم."

استوعبت فايزة كل كلمة قالها، ثم قالت: "شكراً لك "

ابتسم ممدوح ابتسامة خافتة ولم يقل شيئاً.

وصلت السيارة بعد دقيقتين إلى المدخل. وعلى عكس المغادرة السلسة لسيارة خالد اعترض حارس الأمن سيارته. عندما توقفت السيارة، شعرت فايزة بأنفاسها تنقبض وألمحت بعينيها إلى طفليها، فاستجابا بالاستلقاء في هدوء دون حراك.

طرق أحدهم على النافذة، فأنزلها ممدوح إلى المنتصف ونظر إلى الشخص الواقف بالخارج ووجهه خال من أي تعبير.

عندما رأى الرجل خارج السيارة أن من داخلها هو ممدوح تجهم وجهه بعض الشيء، وقال: "السيد المشاري، هل تتجه إلى الخارج ؟"

نعم" أوما ممدوح قبل أن يضيف ببرود: "لقد ترك السيد

الرماح غرضاً هنا، ويجب أن أوصله إليه"

بدا الحارد متردداً بعض الشيء: "لكن ... قال السيد الرماح لنا أنه يجب عليك البقاء هنا وحماية الآنسة صديق"

"حماية الآنسة صديق ؟ نعم، يجب أن أحميها، ولكن يجب أن أوصل هذا للسيد مويسون، أيضاً. أو ربما ترغب أنت

في القيام بهذه المهمة بدلاً عني؟"

" ولكن - "

"دعني أمر."

حيث أنهما لم يحركا ساكنين، فقد أسرع الحراس الآخرون التفقد الوضع، وجعل هذا التغير في مجرى الأحداث ممدوح يعبس، نظراً لأن ازدياد تجمع عدد الأشخاص سيزيد من

صعوبة تنفيذ خطتهم.

جمع زيادة عدد الرجال، تطلع إلى البوابة المفتوحة على مصراعيها، وقد تردد فيما إن كان عليه الإسراع بالقرار. إلا أنه إن فعل ذلك، فسوف يبدو لهم على الفور مذنباً.

وبمجرد أن بدأوا في مطاردته، فإن خطر وقوع حادث سيارة إن قاد بجنون سيزداد. لذا، فإنه كان يفضل أن يغادروا المكان بأمان إن أمكن. لذا، عندما رأى الرجال يتجمعون، أخرج مفاتيح إدارة السيارة على الفور، وقال: "لماذا لا تذهب أنت بهذا إلى السيد الرماح، وإذا سألك عن الأمر، يمكنك أن تخبره أنك قد منعتني من المغادرة وبذلك تسببت في هذا التأخير."

تفاجأ الآخرون عندما رأوا ممدوح ينهي المسألة، فعلى كل ليس خالد شخصاً يسهل إهانته، وحيث أن ممدوح كان محل ثقة خالد، فقد شعر الحارس بالقلق وقال: "حسناً.

حسناً، يمكنك المغادرة.

سأله ممدوح: "هل أنت متأكد أنك لا تريد القيام بهذا المشوار؟"

وكيف لي أن أفعل ذلك، يا سيد المشاري؟ لقد طلب السيد الرماح هذا منك أنت تحديداً، فكيف يمكنني توليه عنك؟ علاوة على ذلك، فإننا لا نعرف أين ذهب السيد الرماح تذمر ممدوح ببرود قبل أن يعيد تشغيل المحرك وينطلق

بالسيارة.

بمجرد أن ذهب، حك الحارس الرئيسي رأسه وهو يغمغم: هذا أمر غريب. لماذا يطلب السيد الرماح منه احضار شيء ما في مثل هذا الوقت؟ لحظة! هل قمت بتفتيش

السيارة؟"

"لا لم أفعل .... هل من المفترض أن نفتشها؟"

بمجرد أن جاء هذا الرد، تلقى توبيخاً: "هل نسيت الحادثة التي عاقب فيها السيد الرماح السيد المشاري قبل بضعة أيام؟ كيف يمكنك إغفال تفتيش السيارة قبل أن تسمح له

بالخروج؟ هل تسعى إلى عقاب أنت أيضاً؟"

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-