رواية نورة الفصل الرابع بقلمlehcen tetouani
...... رتبت نورة الغرفة ونظفتها من الغبار جيدا بمساعدة صابر كما وعدها سابقا فجمعت كل اغراض والدته ووضعتهم في خزانة خاصة وهي متأثرة بحزن صابر كلما لامس غرض من اغراضها كان يصف لها المشهد بتفاصيله كيف كانت تستعمل او تلبس ثيابها
وكان الشيخ يتفقدهما إن إحتاجا مساعدة ما وبعدها اخبرهما انه سيذهب للسوق كي يشتري خضارا وبطة لكي يكونا وجبة للغذاء
وكان يمازح نورة في تلك الاثناء هل نضايفك ياضيفتنا بطبخنا الرديء انا وصابر ام تضيفينا وتبهرينا بطبخك الشهي اللذيذ.؟
أجابت لا ياحج اكيد انا من يضايفكما وعليكما ان ترتاحا فقط مادمت انا موجودة بإستضافتكما ولكن احذركما أخبرا معدتكما ان لاتلوماني فهما سيفرطان في الاكل من كثرة لذة طبخي.
ضحك الجميع من كل قلبه وكأنهم يهربون بذلك من وجع الواقع المحيط بهم بعد ذلك اتمت نورة ترتيب المنزل وطبخت البط بالخضار واجتمعوا جميعا على المائدة كأنهم عائلة واحدة وهم يتسامرون عن شتى المواضيع دون ان تتطرأ نورة إلى مشكلتها الخاصة التي من ورائها هربت من وسط اهلها وبحلول الليل غلبهم النعاس مساء كل واحد منهم ذهب إلى غرفته فحتى صابر لديه غرفة صغيرة خاصة به لنفسه
وصل عامر متأخرا إلى القزية المتواجدة بها نورة فذهب مباشرة إلى المسجد القريب منه وبات هناك حتى اذن اذان الصبح وبدأت مهمته مبكرا دون تماطل منه ولم ينتظر نور الشمس لحتى تشرق لكي يبدأ في البحث عن نورة بل بدأ بالسؤال عنها من بين المصلين لصلاة الفجر
سعد عامر كثيرا عندما أخبره أحد الرجال ان المرأة التي وصفها امامه رآها صباحا ضواحي المقبرة مع طفل صغير وشيخ كبير مما جعل من عامر ان يستغرب وجودها مع اناس وهي رحلت بمفردها من القرية بعد فعلتها الشنيعة تلك فأراد الإستفسار اكثر عن كلا الشخصان اللذان كانا معها انذاك اين يقطنان بالضبط في تلك المنطقة
اما الفتى الثالث لقمان فهو اخطأ بوجهته إلى القرية الذي بحث عن نورة كثيرا هناك حتى هد حيله وتورمت قدماه دون جدوى لأثرها فقرر العودة بعدما إستسلم لإيجادها
وهو في طريق العودة صادف عصابة شرسة هاجمته فتشوه ونزعوا ثيابه بغية إيجاد بعض من المال وعندما لم يجدوا عنده شيئا أبرحوه ضربا وطرحوه ارضا ولم يتركوه حتى هشموا له وجهه وكسروا عظامه وتركوه ملقا على الارض لايعرف عنه إن كان حيا او ميتا
ذهبت نورة إلى فراشها بعدما إنتهت من وجبة العشاء فاستلقت على السرير وهي مهمومة خائفة من مصيرها المجهول وخائفة من كل شيء حتى من السرير الذي تنام عليه فاحتضنت مابين يديها بطنها الذي يكبر يوما بعد يوم وهي تحدث صغيرها وتداعبه بيديها والتي تطمئنه انهما سيكونان بخير وتعده انه ستحميه حتى يولد ولن يهدأ لها بالا حتى تحضنه في صدرها .
غفوت نورة وهي تحدث جنينها الذي في بطنها تارة وتسأل نفسها مالذي يخفي لها القدر تارة اخرى حتى تستيقظ من جديد فزعة على ازيز جراء فتح باب غرفتها.
فارتعبت وظنت السوء بالشيخ وماإن اضاءت الفانوس الذي بقربها على الطاولة لتتأكد من تجرأ ودخل دون إستئذان حتى اصبحت تصرخ برأية رجل غريب لم تره من قبل قط وظنت انه سارق
قالت سارق سارق انقذني ياحج... صااابر.. صاابر.. ياحج...
كان الرجل مصدوما مما تراه عينيه امامه وابتلع لسانه عن الكلام وهو يشاهد المرأة تصرخ وتصرخ باعلى صوتها حتى لحق الشيخ الذي يحمل بيده عصا كبيرة وبيده الاخرى الفانوس وصابر وراءه يلحقه مسرعين كلاهما نحو الغرفة.
وماإن دخلا حتى دهشا من هو السارق.
أبي ابي عدت اخيرا من السفر.
يامرحبا ببطلي الصغير دعني احملك واقبلك فانت لاتعلم كم إشتقت إليك..
وانا كذلك ياابي الحبيب..
هاشم إبني لما عدت في هذا الوقت المتأخر أليس بالنهار كان لك افضل من وحشة الليل هذه.
مرحا والدي دعني اقبل رأسك انت ايضا لك شوق كبير انا آسف لم استطع صبرا حتى يطلع النهار.. فقلبي ينادي على هذا الصغير كي يلتهمه هكذا..
وفي تلك الاثناء أصبح هاشم والد صابر يحضنه ويقبله على كامل وجهه ويداعبه والجميع يضحك. حتى نورة ذهب عنها الخوف والهلع عندما رأت ذاك المنظر الذي يفطر القلب بين الولد وإبنه