رواية من نبض الوجع عشت غرامي الفصل الثالث 3 بقلم فاطيما يوسف
#بسم_الله_الرحمن_الرحيم
#لا #إله_إلا_الله_وحده_لاشريك_له_يحي_ويميت_له_الملك_وله_الحمد_وهو_علي_كل_شئ_قدير
#البارت_الثالث
#من_نبض_الوجع_عشت_غرامي
#بقلمي_فاطيما_يوسف
كالعادة بأمنكم أمانة اللايك والريفيو اليومي لكل قارئة وخلي بالكم أنا أمنتكم ، ومش مسامحة اي حد هينسخ الرواية وينشرها في أي مواقع زي ما عملوا في بين الحقيقه والسراب ، وكمان مش مسامحة اللي هيقرا ويمشي ويتابع من غير تفاعل اللهم بلغت اللهم فاشهد ، اسيبكم بقى مع البارت قراءة ممتعة ياحبابيي 🥰🥰
وأخيراً بادرَ العُمران وشعُر بح،ربِ العشقِ لكي سكون ،
أعدُكَ حبيبي سأطوفُ لأجلِ عشقِك بلاداً ووُديان حتى أصلُ إلى نبضِ قلبكَ ذاك العمران ،
فلِعِشقك لحنٌ أنتَ أُعذوبَته ، وسحراً أنتَ ترنيمتَه، ونهراً أنتْ سماؤُه ، فلك أحيا عشقاً وبكَ أتنفسُ هياماً ومنْك خُلِق ضلعِي الأعْوج الذي أُريدُه أن يستقيم بيْن يداكَ انتَ .
#خاطرة_سكون_المهدي
في أشهر مكاتب المحاماة في مدينة قنا تدلف رحمة المهدي إلي ذاك المكتب الذي حلمت أن تتدرب فيه من أول سنة دخلت فيها الجامعة ،
كانت تتمشي في الرواق المؤدي إلى مكتب ماهر البنان صاحب ذاك المكتب الفخم ، ذاك الرجل الأربعيني المعروف بلقب "خُ.ط المحاكم" فلديه شهرة واسعة في الصعيد بأكمله ومعروف عنه الذكاء الشديد والمهارة العالية في جلب البراءة لموكليه من أول جلسة ، فحقا اسما على مسمى ،
كانت دقات قلبها ترتعش من تلك المقابلة التى ستجرى لها من ضمن المتقدمين للتدريب تحت يد خُ.ط المحاكم ، جلست في غرفة الانتظار تحاول تهدئة حالها وتنظم من أنفاسها المتلاحقة اثر صعود الأدراج ،
نظرت حولها وجدت عدداً من الإناث المتقدمين فاليوم حدد مقابلة الإناث فقط لينتقى منهن خمس فقط للتعيين ، لوت شفتيها بامتعاض وحدثت حالها :
_ وإنتي هتاجي ايه في المتقدمين دول ! هما مالهم مظبِطين حالهم على الأخر إكده ليه وكأنهم جايين ملهى ليلي مش مكتب محاماة محترم علشان يشتغلِوا !
وبتلقائية أمسكت هاتفها ونظرت في شاشته واتخذتها مرآة لها وتابعت حديثها وهي تنظر إلي ملامح وجهها بدقة:
_ ده أني شكلي عفش اووي جنبهم بالنضارة اللى اني لابساها داي ، ولا البدلة اللى مخلياني كيف الراجل والكوتشي وكاني رايحة النادى ،
إيه اللي عميلته في حالي ده !
كانت تارة تنظر إليهم وتارة تنظر إلى حالها ، وبعد حديث دار أكثر من عشر دقائق مع حالها قررت أن لا تحضر المقابلة اليوم وتأتي في وقت لاحق ، وقامت من مكانها وكادت أن تغادر الغرفة إلا أنها استمعت إلي إسمها ينادى من مديرة مكتبه ، فهو بنفسه ينتقي المتدربين دون تدخل من فريق العمل الخاص به كى ينتقيهم بعناية فائقة ،
زاغ بصرها خ،وفاً من المقابلة وخاصة أنها رأت سابقتيها اللاتي أجرين المقابلة ، فقد كانوا في أبهى حلتهم وهي بجانبهم صفراً على الشمال ، وبالرغم من جمال وجهها وعيونها الواسعة وبشرتها الخمرية التى زادتها جمالاً بعينيها ذات العسلي الفاتح ، إلا أنها كانت تقلل من حالها بشدة،
عادت بخطى بطيئة إلي الداخل بعدما نودي علي اسمها عدة مرات ووقفت أمامها تردد بتوتر :
_ بعد إذنك يافندم هو ينفع المقابلة دي تتأجل النهاردة وآجي المرة الجاية ؟
لم ترفع مديرة مكتبه أعينها من على اللابتوب واصابعها تعمل بمهارة فائقة وهي تردد بعملية:
_ هنصحك نصيحة لوجه الله في السريع إكده ، إللي تاجي مكتب ماهر البنان وتأجل تُبقى خسرانة لأنها مش هتدخله تاني ،
وتابعت تحذيرها وهي ترفع عيناها إليها اخيرا وتشاور بيدها ناحية الباب:
_ اللي يخرج من الباب ده متردد مبيرجعهوش تاني ، اهم حاجة بيحبها المتر إن اللى شغالين معاه يبقوا عندهم ثقة في حالهم ،
ها هتدخلي علشان إنتي كدة هيتحسب عليكي عدم الالتزام عند المتر وخسرتي أول بونت في انطباعه عنك ،
ولا هتاخدي حالك وتمشي وانادم علي اللي بعديكي ؟
فكرت سريعاً في كلماتها ودون أن تنطق دلفت إلي المقابلة وهي تخشى خسارة الفرصة الوحيدة للتدريب في ذاك المكتب ويضيع حلمها ،
دلفت إلى الداخل بخطي سريعة ووقفت أمامه ورددت السلام وهو منكب على اللابتوب أمامه يراجع الملف الخاص بها ،
فتحدث ذاك الماهر مرددا بتساؤل دون أن ينظر إليها :
_ عندك استعداد تتس،جنى لو ملف عميل هنا ضا،ع منك او لقيناه مع الخصم وكنتي إنتي المسؤولة عنه ؟
جالت علامات الطيف على وجهها من أول استفسار ، وفكرت سريعاً لما استمعت إليه من نصيحة تلك المديرة:
_ علشان أبقى محامية ناجحة لازم تكون عيني وسط راسي ومسمحش للظروف ولا الخي،انة يقرِبوا مني ودايما هاخد احتياطاتي من القريب قبل الغريب ولو حوصل ابقى مهملة والمهمل يتعا،قب علشان يتعلم .
دون إجابتها دون أي انبهار وأكمل استفساره :
_ ايه هي مواصفات المحامى الناجح في أي قضية يمسكها من وجهة نظرك ؟
جالت بتفكيرها إلى أن أجابته بثقة :
_ يكون عنده سرعة بديهة ويمسك في أول نقطة يستبعدها في نجاح قضيته ويحافظ على ملفاته في مكان ظاهر خفي في نفس الوقت.
دوَّن إجابتها تلك المرة بإعجاب ولكن على وضعه دون أن ينظر إليها ، وتابع تساؤلاته:
_ لو قدامك قضية والمكسب فيها مضمون لكن الأتعاب فيها قليلة وجالك الخصم عرض عليكي مبلغ أضعاف الأتعاب بكتييير هتوافقي تسيبي موكلك حتى لو مش هيتسبب له ض،رر علشان الأتعاب الزيادة ولا هتعملي إيه ؟
أجابته بتأكيد :
_ المحاماة مهنة العدالة والفلوس مش أولى أمنياتي وشرف المهنة يحتمني إني معملش عملية إبدال حتي لو النتيجة واحدة ومش هت،ضر الطرفين بس هعمل اسمي بشرف تتحاكى عنيه محاكم قنا بحالها .
إلي هنا ورفع أنظاره إليها ليرى من صاحبة تلك الإجابات المنمقة والغير مفتعلة وتفحصها جيداً ، ووجدها ليست كمن سبقوها وعلى الفور قرر تعيينها فهو لم يلفت انتباهه واحدة ممن سبقوها بمظرهم الملفت للأنظار فهو ينتقي فريقه الجاد والعملي وفي نفس الوقت ذو مظهر منمق وهي لاقت استحسانه وردد بأمر وهو يشير ناحية الباب :
_ تمام اتفضلي والسكرتيرة برة هتفهمك كل حاجة ، المقابلة انتهت .
اغتاظ داخلها من حدته وطريقته المتكبرة وخرجت من أمامه ونفذت الأمر ،
وجدت السكرتيرة تعطيها ملفا كاملا وهي تهتف بنفس العملية:
_ اتفضلي الملف ده ادرسيه كويس جداً ومن أول الشهر تاجي تستلمي مكتبك هنا مع الفريق اللى هتدربي معاه .
اعتلت الفرحة معالمها بشدة وصفقت بيداها وهي تردد باندهاش:
_ إيه ده هو أني إكدة اتقبلت إهنه في مكتب الأستاذ بجد ؟
أشارت إليها السكرتارية برأسها بموافقة وهي تتابع عملها بمهنية ، ثم خرجت من المكتب وأقدامها تكاد تط،ير من شدة سعادتها وهي تنتوى الذهاب إلي جامعتها تكمل يومها الدراسي وهي تشعر بأنها أتمت أهم إنجاز في حياتها اليوم ، وأثناء سيرانها للخارج رأت ابن عمها دالفا إلى المكتب تلاقت أعينهم ، فوقفت أمامه بيها مرددة بسعادة:
_ جاسر بارك لي مش اتوفقت واشتغلت اهنه في مكتب الخ،ط ماهر البنان ،
وتابعت سعادتها وهي تنظر إلى المكان بانبهار :
_ مش عارفة أتشكرك إزاي يابن عمي على وقفتك وياي وأنك قدمت لي اهنه وعرفتني شوية معلومات عن عوايد المتر ، منحرمش منيك ياأجدع أخ .
كان ينظر إلى سعادتها العارمة وقلبه فرحا لها وهو مبتسم وعند كلمتها الأخيرة بوصفه كأخ شعر بالح،زن الشديد داخله فهو يسعى دائماً أن يريها محبته بأقواله وأفعاله ونظراته وهي لاتراه إلا أخا بعد كل ذاك المجهود الذي يفعله ،
فبارك لها بخفوت :
_ مبارك عليكي يابت عمي ربنا يفرِح قلبك ويرزقك التوفيق والنجاح دايما.
لاحظت حز،نه وتبدل ملامحه ولم تعى السبب وراء تبدل وجهه في لحظات فسألته باندهاش :
_ ايه اللهجة دي ! كنت في الاول بتضحك ومبتِسم وفي ثانية أحوالك اتغيرت مالك إكده مش فرحان لي عاد ؟
رأى حز،نها البائن على وجهها لطريقته الباردة وأعطاها عذرها فهي لاتعرف بمدى عشقه لها منذ الصغر وأومأ لها بابتسامة:
_ كيف إكده ! ده أني اللى مقدِملك إهنه ومعرِفك كل التفاصيل اللصغيرة قبل الكَبيرة ، وكنت واثق إنك هتجتازي الاختبار ببراعة كماني ، بس معلَش دماغي مشغولة في قضية مكلفنى بيها الاستاذ ووج،عالي دماغي ،واكيد شفتي جديته الشَديدة في الشغل عاملة كيف فلازم أنجزها وأشوف لها طريقة.
التمعت أعينها بالسعادة وفورا سألته بتركيز :
_ قضية صعبة ، طيب إيه رأيك أشرب وياك الشاي بالليل ونفكِر فيها زي اللى قبليها ومنها أخد خبرة زي مانت معودني .
فرح كثيرا من اقتراحها فمجرد لحظات يقضيها معها حتى ولو كانت كلها عملاً إلا أنه يكفيه وجودها أمامه وهتف بموافقة:
_حلو قوي يابت عمي جهزي حالك ٨ بالدَقيقة هتلاقيني عنديكم وبشرب الشاي مع عمي عقبال ماتنزلي .
أشارت بوجهها مبتسمة وودعته وذهبت إلي جامعتها فهي في سنتها الأخيرة في كلية الحقوق ومنذ السنة الأولى لها وهي شغوفة بتلك المهنة ودوما تجلس مع جاسر تراجع معه جميع القضايا فهو يكبرها بتسعة أعوام ،
وهو في سنته الثالثة في الجامعة جاء الي مكتب ماهر البنان يتدرب فيه والآن اكتسب خبرة عشرة أعوام وأصبح ذراعاً أيمنا لذاك الماهر ولكنه نصحها الا تذكر قرابتها له أمامه ، وهي منذ دلوفها إلى تلك الجامعة تجلس معه وتشاركه في جميع القضايا إلى أن علمها كل صغيرة وكبيرة في أمور المحاماة ولم يبخل عنها بأي معلومة .
______________________________
في فيلا آدم المنسي حيث يجلس مسترخيا على الشزلونج الموجود في حديقته الخاصة أمام حمام السباحة وبيده السيناريو الذي يراجعه منذ اسبوعين ، فقد قرر ان يقبل بذاك المسلسل الذي قدم له فقصته نالت إعجابه ولكنه كان متردداً دخول عالم الدراما فتجربته في السينما نالت اعجاب الجميع وحقق إيرادات فائقة وخاصة في فلميه الأخيرين ويخاف أن يخوض تجربة الدراما ويفشل العمل ويخسر جمهوره السينمائي ، ولكن راشد مدير اعماله شجعه على القدوم وخوض التجربة وهو متوقعاً نجاحها ،
وأثناء قراءته لمشهد ما تتحدى فيه البطلة البطل وتشاغبه جال أمام عيناه عيناي صاحبة أكبر تحدي في حياته الصعيدية ذات الرداء الاسود " مكة" فوجد لسانه ينطق بصوت مسموع:
_ مكة ،
ردد اسمها منق،طعا بتلذذ على لسانه وتذكر أمرها فترك مابيده وأمسك هاتفه طالبا مدير اعماله الذي رد عليه قائلا:
_ أنا داخل عندك على الفيلا اهو ثواني وأكون قدامك .
أغلق الهاتف معه وعاد إلي تفكيره في تلك المت،مردة الصعيدية الذي لم ينسى عيناها قط وهي الشئ الوحيد الذي رآه منها ، ولكن احس بأنها تخبئ وراء ردائها الأسود جمالا آخاذا كجمال عينيها ، تذكر اللقاء الذى أجرته معه وتذكر صوتها الهادئ الرقيق وتذكر جديتها في التعامل ، حقا كانت بالنسبة له كالجوهر المكنون وأحس بانجذابه ناحيتها بالرغم من تمردها عليه ، شعر بأنه يحتاج أن تجلس أمامه مرة أخرى كي يكتشف شيئا جديداً غير معتاد عليه في أي أنثى قابلته فحقا كانت مختلفة ومثيرة وهادئة وفي نفس الوقت تحفظها عاص،فة تبت،لع من يقترب ، أثارته بتحفظها الشديد ، كان اللقاء الذي أجرته معه خالياً من أي اهتراءات ولا تدخل في حياته الشخصية ولا مروجاً لأي إشاعة من التى تحوم حوله ،
أخرجه من تخيلاته صوت راشد الذي يلوح بكفيه أمام عيناه مرددا :
_ ايه يا فنان رحت فين كدة أنا واصل بقالي شوية وانت ولا انت هنا ،
وتابع كلماته بمشاغبة:
_ قول بقى إن المزة الايطالي اللى كنت بتمثل معاها امبارح الفيديو كليب شاغلاك ومط،يرة عقلك بصراحة عندك حق .
لوح أدم بكفيه وبسط فمه بسخرية هاتفا:
_ مزة مين وإيطالية ايه ، ماكلهم شبه بعض من برة الله الله ومن جوة يعلم الله ،
واسترسل حديثه متسائلا:
_ها عملت إيه في الموضوع اللي طلبته منك وصلت لحاجة ولا لاء ؟
قطب راشد جبينه ونطق مستفسرا:
_ موضوع إيه بالظبط ، إحنا بنا مواضيع كتيير فكرني تقصد انهي فيهم .
ض،رب أدم كفا بكف وهو مغتاظا من برود ذاك الراشد مرددا بسخط :
_ موضوع البنت الصحفية اللى عملت معايا الحوار في الجامعة ، جبت لي المعلومات ولا لسه ،
واستطرد بتحذير وهو يشير بأصبعه أمام عيناه :
_على الله تكون معملتش حاجة أو مطلعتليش بالحوار كله دلوقتي حالا .
مط راشد شفتيه بامتعاض وأردف معترضا على طريقته :
_ جرى إيه نجم طريقتك معايا ناشفة وحادة أووي ، لاحظ انك معاك أهم مدير أعمال في الوطن العربي كله ومينفعش تتعامل معايا بالطريقة دي .
تأفف أدم من ثرثرته وألقى الاوراق من يديه بحده مرددا :
_ ماتخلص ياعم المهم وجاوبني وسيبك من اللوك لوك بتاعك اللي بتسمعه لي كل يوم .
اندهش ذاك الراشد من حدته ومن اهتمامه الزائد عن الحد بذاك الموضوع الذي يراه لايليق بشخصية مثل ادم قائلا بتعجب :
_ هو ايه سر الاهتمام الزايد بحتة بت لسه جامعية ومبقتش صحفية زي ما بتقول ودي تالت مرة من امبارح بس تسألني عنها ، مش شايف إنك مزودها شوية ومدي الموضوع أكبر من حجمه ؟
قام من مكانه ووقف ناظرا للمسبح بشرود وهو يربع يداه أمام صدره هاتفا بهدوء
_ ملكش فيه جبت المعلومات ولا أتصرف أنا بمعرفتي وكمان ساعة بالظبط هعرف كل حاجة عنها بس مترجعش تزهق وتن،دب اني عملت حاجة من غير ماتعرفها.
اعتدل راشد في جلسته باختناق متحدثا :
_ لا يا سيدي متتصلش بحد جبت لك المعلومات اللي تخصها كلها من ساعة ماتولدت لحد امبارح بس .
ثم مد يده بورقة مدون بها كل شئ عنها ،التقطها ادم منه على عجالة وهو يأك،لها بعيناه ، ثم تذكر وجود راشد فتركه مكانه وصعد إلي غرفته كي يتطلع عليها بهدوء دون الإستماع الي ثرثرة راشد ،
وصل إلي غرفته وأوصد الباب خلفه ثم أخرج الورقة وقرأ محتواها :
_ اسمها مكة جمال الجندي وساكنة في قرية دشنا وفي آخر سنة كلية صحافة وإعلام ، متش،ددة جداً ومنتقبة من وهي في ثانوى شخصيتها قويه ومينفعش أي راجل يقرب منها ولو حد حاول ين،دم على اليوم اللي قرب لها فيه ، ملهاش سقطات ولا ليها في الشمال والدها متوفي وليها أختين بنات واحدة متجوزة ومخلفة والتانية دكتورة في مستشفي عندهم بس لسة أنسة وهي الوحيدة اللي منقبة في اخواتها ، حلمها تبقي من
أكبر إعلاميات الوطن العربي بل والعالم كله ،
والدتهم بتحبهم جداً وبتخاف عليهم ومتجوزتش بعد موت باباهم ، ودي أرقام تليفوناتها الشخصية ورقم التليفون الأرضي بتاعهم.
قرأ تلك الورقة مرات عديدة ، كان لأول مرة ينشغل بإحداهن بتلك الدرجة ، فكر كثيرا في حل كي يصل إليها ويتعرف عليها ،ظل يفكر ويفكر إلي أن جالت في باله فكرة عزم على تنفيذها في التو والحال ،
أخرج هاتفه من جيبه ودون أرقامها على رقمه البرايفت وقرر أن يرسل لها .
في نفس الوقت في كلية الصحافة والإعلام ، حيث كانت مكة تجلس مع صديقاتها المقربين إليها فقد أوج،عوا رأسها وسب،بوا لها صد،اعا من أسئلتهم المتكررة عن ذاك المغنى ،
فسالتها ميرام بحالميتها المعهودة:
_ له احكي لنا كل حاجة بالتفصيل يامكة ومتقعديش تتنكي علينا إكده وتحسسينا إن احنا بنر،تكب كب،يرة من الكبائر لاسمح الله.
تأففت مكة من ثرثرتهم وأجابتها باختصار:
_ يعني أخترع لكم حوارات يعني ولا ايه !
أهو لقاء زي أي لقاء بس بالنسبة لي فارغ وملهوش أي تلاتين لازمة ،
اغتاظت رقية بشدة من كلامها وهتفت باستنكار:
_ بذمتك ده حديت يطلع من خشمك عاد يامف،ترية !
ده إنتي كنتي قاعدة قدام الفنان ادم المنسي بجلالة قدره ياللي معندكيش ذرة إحساس إنتي .
وأكملت سمر صديقتهم الرابعة:
_ والله إنتي بو،مة ووش فقر واحدة غيرك كانت مسكت في الفرصة دي بإيديها وسنانها واتدلعت عليه وأخدت رقمه وحاولت تفتح معاه حوارات ده إنتي ملكيش في الشهرة وانك تقبي على وش الدنيا ياوش الفقر إنتي .
هنا قد أرهقوها بكلامهن وأسئلتهن البائخة وأحاديثهن المهترئة وطاحت بهن جميعا :
_ والله انتوا اللى لابقي عنديكم ذرة دين ولا ايمان وقسما عظما اللي هتجيب لي فيكم سيرة التافه ده تاني مهكلمهاش تاني واصل بلا قلة حيا منك ليها وعقول فارغة ، وبعدين أني مش فقيرة ولا ناقصة مال بوى مي،ت أه لكن سايبنا مستورين وأحسن من الدنيا بحالها ، والستر ده نعمة عظيمة لاتفقهو عنها شئ ،
ثم لملمت أشيائها وهى تردد لهم بسخط:
_ وأدي القعدة اللى كلياتها ذنوب فايتهالكم وماشية .
أنهت كلماتها اللاذعة لهم وتركتهم وانطلقت إلي مكان هادئ كي تنهى فيه أشغالها ، فهي ستبدأ بتنزيل مقاطع لذاك اللقاء على صفحتها الموثقة على الانستجرام فقد مضي أكثر من ٢٤ ساعة المحددة لها بعدم النشر ، وبدأت تعمل على تقط،يع الفيديو لكى تنشره على عدة مرات فهي قررت أن تنشر فيديوهين للقاء يومياً ، وبدأت بفحص المقطع الأول والذي كان عبارة عن سؤالها له :
_ امته بدأت مرحلتك الفنية وحسيت إن عندك موهبة تستحق الظهور ؟
كانت في اللقاء لاتنظر إليه مباشرة تقرا السؤال من المفكرة التي أمامها وتتابع الرينج لايت وتحاول ظبطه كي تتفادي أخطاء المونتاج التي وقعت فيها كثيراً ، ولوهلة قررت سماع الفيديو ، نظرت إليه وهو يتحدث ويجيبها ، لاحظت نظراته المثبتة عليها كما لاحظت اندهاشه وهو ينظر إليها بتلك الغرابة ولكن نفضت تفكيرها ، وتابعت المشاهدة وحقا كانت ردوده هادئة فيها نوعا من الكاريزما التي يجب أن تتوافر في أي فنان ولكن أكثرهم يصطنعوها أما هو كانت تخرج بتلقائية واضحة لمن يراه ،
وأثناء مشاهدتها له كانت تحدث حالها:
_ ماله يعني ماهو بني آدم عادي زي أي راجل ، له إيدين ورجلين وعنين وشعر زي أي راجل مفيهوش حاجة مختِلفة تثير الإنتباه عاد ،
ولكن نهرها عقلها أيضاً في نفس اللحظة فأكملت :
_ علشان وسيم وأنيق وأبيضاني وشعره كيرلي وطول بعرض ، بس بردو عادي ولا يفرق معاي واصل ولا يهزِلي شعرة ،
وفجأة نهرت حالها ككل وأردفت بسخط :
_ وه ياحزينة قاعدة تتغَزلي في راجل وتتفرجي عليه كيف البنتة اللي مهيختشوش اظبطي حالك يامكة وفوقي عاد منقصاشي ذنوب من رب العباد ،
عادت إلى رشدها وتابعت مهمتها وبعد نصف ساعة أنهت المقطع الأول ، وكادت أن تضغط على زر النشر تراجعت في لحظة وهي تفكر بصوت عال:
_ بس كيف انشر مقاطع مغني على صفحتي وأغضب ربنا ! كيف علشان أعمل جمهور سريع ومتابعين كَتيير أخالف أمور ديني ،
لع مهنشرش حاجة على صفحتي من النوعية دي عمري وتغور الشهرة اللى تغضب ربنا دي .
وبالفعل قررت أن لا تنشر تلك المقاطع ابدا مهما كانت المغريات فعدم نشرها ماهو إلا ابتغاء مرضات الله ، وهاهي ابنة الصعيد الفتاة الجامعية صاحبة الرداء الاسود ترفض مالا يخطر على بال بشر ، فبنشر ذاك الفيديو كانت ستنقل الي مرحلة جديدة وقوية في مشوارها الصحفي وهي في أولى بداياته ولكن في نظرها فلتذهب الدنيا بما فيها إذا فعلت شيئا يغضب ربها ،
وبعد عدة أيام في نفس الجامعة أرسل إليها العميد فذهبت إليه ، فسألها باندهاش:
_ ليه منزلتيش الفيديو على صفحتك لحد دلوك يامكة ؟
فركت أصابع يداها بتوتر وأجابته :
_ ها ، معرفاشي ، لااا بصراحة إكده وبدون كذ،ب مش هنزل حاجة من النوعية داي عندي ولا عايزاها.
سهم عيناه عليها مندهشا وأردف بنبرة متعجبة:
_ كيف إكده مهتنزليش ؟ إنتي واعية لحديتك ده ؟
هزت راسها بموافقة واردفت:
_مش حابة أغضب ربنا وإذا كان على المتابعين اللى هياجوا من ورا الحوار ده معايزهمش أني الحمد لله صفحتي اتوثفت من شهرين وهكبرها بحاجة تليق بيا وبفكري .
مازال العميد على اندهاشه منها ولكن هي في الغالب حرة فاللقاء نُشِر علي صفحة الجامعة وتناولته جميع المواقع ، استأذنت من العميد وخرجت وجدت صديقتها سمر في انتظارها ،
وهي تطلب منها ذاك الطلب الذي تتحايل عليها منذ أن علمت أنها لم تنشر تلك المقاطع:
_ متجيبي الفيديوهات الأصلية بقي وأنشرها على صفحتي ينوبك صواب ياصاحبتي .
مطت شفتيها بامتعاض:
_ عاملة كيف النحلة الزنانة بقي لك يومين وزهق،تيني ياسمر ، حاضر هديهم لك وإنتي حرة بس خليت ضميري قدام ربنا واتبرأت منيهم .
انطلقت الفرحة العارمة من سمر وهتفت:
_ بلاش تحبِكيها للدرجة دي أمال ياموكتي ، ده مكانش فيديوهين تلاتة يخلوا الواحد يتشاف شوي .
أعطتها الفيديوهات وتركتها وغادرت المكان ، وقامت هي في نفس اللحظة بالعمل عليهم ونشرتهم علي جميع مواقع السوشيال ميديا على أنها هي التى أجرت اللقاء ،
في نهاية ذاك اليوم علم راشد بتلك الفيديوهات من المسؤول عن إدارة الاعمال لدي آدم ، فاندهش للاسم الذي نزلت به فسأل أدم :
_ هي إللي كانت عاملة معاك اللقاء اسمها سمر ولا مكة ؟
اندهش آدم من استفساره وسأله :
_ بتسأل ليه السؤال اللي مش في وقته ده خالص ، عموماً تقريباً اسمها مكة ، ليه بقي ؟
قال إجابته وهو يدعي عدم التذكر ولكن كان يجاهد حاله طيلة الأسبوع الا يحادثها ولكنه لم ينسى التفكير في أمرها يوماً ويجاهد حاله أن لا يتنازل ويهاتفها .
أجابه راشد بلا مبالاة:
_ فكك بلا وجع دماغ ، أصل اللي نزلت على صفحتها وبتقول أنها هى اللى عملت معاك اللقاء اسمها سمر مش مكة.
اندهش آدم وطلب منه:
_ إزاي ده ؟ طيب وريني كده الفيديو اللى نزل .
أعطاه راشد الفيديو وشاهده مرارا وتكرارا وأخيراً وجد الحجة التي يهاتف بها تلك المكة ويستمع إلي صوتها الذي استوحشه بشدة ولأول مرة يشعر باللهفة لمحادثة إحداهن في سابقة لم تحدث بعد ،
وترك المكان لراشد وجلس في مكان بعيد وفورا ضغط زر الإتصال على تلك المكة ،
ومن هنا ستنطلق شر،ارة الفتاة الصعيدية مع تسلية ذاك المغني فلنرى ماذا يحدث حين ذاك ؟
_______________________________
في منزل سلطان المهدي يجلس عمران في حديقة المنزل يراجع بعض الحسابات الخاصة بمزرعة الخيول الخاصة بهم ،فعمران لديه ماجستير في المحاسبة والمعلومات ويعشق الحسابات ومراجعة الميزانيات وهو المسؤل المالي عن جميع املاك والده فلما لا وهو ابنه الوحيد علي بنتين ،
وأثناء انشغاله في المراجعة استمع الى صوت إحداهن تردد بدلع وهي تنظر له نظراتها المشتاقة كعادتها :
_ كيفك ياعمران وكيف احوالك ؟
عندما استمع الي نبرة صوتها التى يحفظها عن ظهر قلب ففضل أن يرد عليها دون أن ينظر إليها:
_ مش بخير طول مااني شايفك قدامي ياملع،ونة إنتي .
مطت شفتيها بدلال وكأنها لم تسمع توبيخها منه ودارت بعيناها تمشط المكان لكي ترى إذا كان احدا يراها أم لا ، لم تجد أيا من زينب وبناتها فاقتربت منه وهي تهبط بمستوى جسدها إليه في حركة وضيعة منها كعادتها ، فهي تفعل ذلك لكي تغريه كما تظن ويذوب من رائحتها المفتعلة والتى هو يكرهها بشدة كمن يشُم رائحة كريهة إلي أنفه حينما تقترب ،
ثم همست له بدلال مفرط كعادتها:
_ مبقيتش ملع،ونة إلا بسبب عشقك ياعمران ، منويتش بقي تقدم السبت وتاجي لحدي وتسلم راية العص،يان وتفتح قلبك لوِجد .
انتفض من مكانه كمن لد،غه عق،رب ونطق بغ،ضب وهو يج،ز على أسنانه:
_ بعدي عني يامرة إنتي واياكي تقرِبي مني بالشكل دِه تانى ، إنتي ناسية انك مرت عمى ، بس هقول إيه عاد صنف ميختشيش .
وأخيراً استفزتها كلماته وهتفت برفض:
_ أرملة عمك الله يرحمه ودلوك اني حرة وأصلا إنت عارف أني رضيت أتجوز راجل كبير عني وقد جدي في السن علشان خاطر أقرب منيك ياحبيبي.
نظر لها باشمئزاز يكفي العالم أجمع وود لو يسح،قها بين يداه ض.رباً ولكن لم يريد أن يلفت انتباه أحد لتلك المرأة الملع،ونة وهتف بفحيح:
_ الله في سماه ياملع،ونة إنتي لو لمحت خلقتك العكرة داي مرة تانية قصادي لاهض،رُبك ولا هيهمني إنك حرمة .
بنبرة مستفزة بخَّت سُ،مَّها :
_ طيب والله في سماه وحلفان على حلفانك ماهتكون لغيري ياعمران ، مفاتيحك في يدي وتحت قبض،تي ومحلهاش غير لما تتجوزني وياتكون لوجد يامش هتكون لمرة غيرها واصل ،
واسترسلت وعيدها وهي تردد بغ،ل :
_ مانا معشتش ٣ سنين من عمري إللي في عز صباه مع راجل قدي ٣ مرات علشان اكون بس قريبة منيك وفي الاخر بعد ماربنا ينصفني ويم،وت تاجي إنت وبكل بساطة تقول لي بعدي عني ، نجوم السما أقرب لك من إنك تتجوز غيري وأني عارفة أني بقول ايه .
حقا استفزته بحديثها وأثارت رجولته فحدثها مؤكداً:
_ طيب يمين بعظيم ياملع،ونة إنتي على آخر السنة داي لاهكون متجوز ست ستك وهخليكي تمو،تي بحسرتك يافا،جر ياأم وش مكشوف إنتي .
فج،ر كلماته وتركها تتآ،كل غيظا واتجه إلي الخارج كي يذهب إلى المشفى يقابل صديقه ،
أما هى تحدثت بصوت عال وصل إلى مسامعه قبل أن يخرج من البوابة:
_ لما نشوف هتعملها إزاي وإنت بحالتك دي ياولد أبوك الوحيد ومبقاش وجد أما شوفتك مذل،ول وبتترجانى أتجوزك .
أدار رأسه إليها من الخارج وبحركة أشعلت الن،ار داخلها بص،ق عليها من بعيد وكأنها سلة قمامة ملقاه أمامه ، مما جعلها تست،شيط غض،با أكثر من ذي قبل وتتوعد له أن تزيد من عذا،به وي،لات وتسقيه من كيد النساء أهو،ال وغادرت الأخرى وعادت إلى منزلها المقابل أمامهم .
أما هو انطلق بسيارته الى المشفى وهو يحدث حاله متعجباً من تلك الكلمات التى خرجت من فاه تلك المرأة الملع،ونة ، وقرر أن يأخذ خطوة جدية في ارتباطه ، وما إن تأتي تلك الفكرة يشعر بالاختناق ولكن عزم الأمر ان يجبر حاله ويفعل كما يفعل الرجال ،
وصل إلى المشفى وما إن دلف إلى البوابة حتى صارت عيناه تلقائيا تبحث عنها في كل مكان ، فقد مكث طيلة الأسبوع يفكر بها ولن تتوه عن باله تلك السكون التى سكنت وجدانه بطيفها الهادئ المريح للأعصاب ماإن ينظر إليها فقط ،
أما هى لمحته في نفس توقيت دخوله وكأن عيناها أقسمت على أن ترهن نظراتها لذاك الباب فقط كي تتشبع من رؤياه وتسكن الجفون هدوءا لرؤية معشوق الروح ،
تقابلت نظراتهم أخيراً ولكن هي خجلت أن تطيل النظرات له خوفاً من سه،م النظرة وذ،نبها ، يكفيها فقط شعورها بالراحة والأمان في وجوده ،
فحقا عشق السكون للعمران عشقا فاق الحدود ،
وجد قدماه تسوقه إليها بلا منطق ، أما هي استشعرت قدومه من رائحته التى حفظتها عن ظهر قلب ، وما إن وقف أمامها حتي رفعت راسها كي تتشبع من رؤية ملامحه عن قرب ووجدته يردد:
_ كيفك ياداكتورة سكون ، مش ده اسمك المميز اللي ميتنسيش واصل ؟
قلبها يدق من نبرة صوته المخصصة لأجلها ، عيناها تكاد تقفز السعادة من داخلهما لرؤيته ، وأجابته بهمس رقيق :
_ زينة وبخير ، متشكرة على إنك منسيتش سكون وجيت مخصوص دلوك تتطمن علي .
اقترب بخطواته أكثر منها وهتف بنبرة صوت حنونة:
_ لاشكر على واجب ياداكتورة ، لازم الواحد يحس بواجب السؤال للى اتعرض للأ،ذي قدام عينيه ، فما بالك لما تكون السكون بذات نفسيها يبقي السؤال والاطمئنان فرض ولازم يتأدي .
بنفس الهمس أردفت دون أن تقصد :
_ ولما أهو فرض ليه اتأخرت على السكون ده كله علشان تطمن .
أدلت استفسارها وهي على نفس التيهة فهي في حضرته يغيب عقلها تماما عن المعقول واللامعقول ، فأجابها هو بابتسامة محب بدأ أخيراً طريق العشق ونبض قلبه لأجلها :
_ معلش حقك عليا مهتأخرش عنيكي تاني ، بس خلى بالك اطمئنان عمران على السكون هيز،عجك جامد ، عمران لما يقرِب مابيبعدش وبيك،لبش جامد على اللى هيبقي منيه .
سألته بنفس التيهة:
_ مي،تة ياعمران هياجي اليوم ده تعبت من كتر الانتظار؟
نظر إليها مندهشا ولكن استغل تيهتها وأردف:
_ مش كَتييير بس أتأكد بس من اللى أني حاسه ده صحيح ولا مجرد وهم بنيته في دماغي لوحدي .
ردت عليه بابتسامة:
_ طمن حالك اللى بيخرج من القلب بيوصل للقلب طوالي وأكيد وصل لك .
أردف مبتسماً بعذوبة كابتسامتها:
_ والقلب وصل له المرسال وبيوعدك إنه عن قريب هيتم الوصال.
ألقى كلماته على مسامعها وتركها تجوب بخجلها أنهارا وودياناً وهي تضع يدها على وجهه تتحسس توهجه من أثر خجلها ،
وهي تحدث حالها بغرام:
_ وأخيراً بادر العمران وشعر بحرب العشق لكي سكون ،
أعدك حبيبي سأطوف لأجل عشقك بلادا ووديان حتى أصل إلي نبض قلبك ذاك العمران ،
فلعشقك لحن أنت أعذوبته ، وسحرا أنت خاطفه ، ونهرا أنت سماؤه ، فلك أحيا عشقا وبك أتنفس هياما ومنك خلق ضلعي الأعوج الذي أريده أن يستقيم بين يداك انت .
#خاطرة_سكون_المهدي
#بقلمي_فاطيما_يوسف
________________________________
في منزل مها المهدي أنهت أعمال بيتها من كافة شئ ومتبقي على رجوع أبنائها من المدرسة مايقرب من ثلاث ساعات ،
قررت أن تأخذ شاورا دافئا كي تشعر بالانتعاش بعد أعمال بيتها وبعد نصف ساعة خرجت من الحمام وهي ترتدي المعطف الخاص به "البرنس" وجلست أمام مرآتها تضع بعض من كريمات الترطيب فهي تهتم ببشرتها بشدة وتخاف عليها من التشققات والتجاعيد ، تعشق الاهتمام بنفسها ودوما تحبذ أن تهتم بملابسها البيتية والخروج وتهتم أن تجعل طلتها خاطفة وتسحر جميع العيون ،
كانت تدلك رقبتها وهي تنظر الي حالها في المرآه بحزن وهي تحدث حالها :
_ شكل جميل ووجه كيف القمر وجسم كيف نجوم السيما وريحة جميلة تسحر اللي يقرب مني ومهتمة بنفسي على الاخر وبعد ده كلياته مشايفنيش ولا حاسس بيا ولا بوجودي ،
ياتري هتفضلى عايشة إكده كتييير يامها جسد بلا ، روح وملكيش لازمة غير انك تطبخي وتكنسي وتغسلي كيف الآلة بس !
وأثناء حديثها مع حالها استمعت إلى رنات هاتفها ، قامت من مكانها ومشت ناحية التخت والتقطت الهاتف من على الكومود ، رأت نقش اسمه المستعار "ماجدة &" باسم والدتها ولكن تميزه بتلك الإشارة ، اعتلت دقات قلبها بدقات متعالية وفكرت كثيراً ترد أم لا فهي تحتقر حالها بشدة من حديثها معه فهي تحادثه منذ سنوات وبالتحديد من بعد سنتين من زواجها بمجدي ،
أعاد رناته مرة أخرى بعد أن انتهت الأولي ولم ترد ، وجدت أصابعها تضغط زر الرد دون أن تشعر ، ماإن أتاه ردها حتى تحدث هو بنبرة وحشة :
_ أخيراً حنيتي ورديتي يامها ، اهون عليكي إكده مترديش عليا ولا على رسايلي!
أخذت نفسا عميقا واستلقت بجسدها على التخت وأجابته بح،زن:
_ إحنا مننفعوش نتكلموا مع بعض من الأساس ياعامر ، أني مستحقرة نفسي أووي .
عبس حاجبه بملل وأردف :
_ يعني قلتي لي سافر ياعامر وبعِّد عن البلد وسافرت ، منتكلمش في التليفون خالص غير كل فترة وعميلت ، متبعتليش رسايل غير لما أبعت لك أني وبستناكي تبعت لي كل لما يهفك الشوق ، أعمل إيه تاني عاد اني تع،بت يامها بقالي سنين في الغربة وعايز أعاود وأستقر وإنتي ممانعة ، وعرضت عليكي تتطلقي منيه وتجي لي ونتجوز وإنتي رافضة الفكرة .
زه،قت روحها وفاضت من الهراء الذي تعيشه كل دقيقة لاهي قادرة في الاستمرار مع زوجها الغير مبالي إلا بعمله ولا قادرة أن تأخذ خطوة الطلاق وخاصة أن علاقتها بعامر لو عرفت لدى الجميع سوف تنق،لب حياتها رأسا على عقب وبدلاً من أنها كانت مستورة سيتحدث الصعيد بأكمله عن قصتها ففورا نفضت الفكرة من بالها وأردفت بنبرة متعبة :
_ مهينفعش ياعامر أنا وإنت واقفين على مركبة ملهاش شراع واحتمال الغر،ق مؤكد في اي وقت فلازمن نبعد عن بعض من أصله وأنت اللى كل لما أبعِّد تجر،ني ليك لحد ماتع،بت من كل حاجة وبقيت افكر في الانت،حار كتير وأخ،لُص من حياتي كلياتها .
انق،بض قلبه لمجرد فقد،انها وهتف سريعاً:
_ لع بعد الشر عنيكي ياقلبي مهقدرش أعيش من غيرك دقيقة واحدة ، تعرفي إني عايش على ذكرى لقانا الوحيدة ، الساعة اللي قضيتها في حضنك مرة واحدة من سنين فاكرها يامها ولا نسيتي حضن عامر ياقلبي .
عادت بذاكرتها إلى خمس سنوات من الآن وتذكرت تلك المقابلة الوحيدة التي تمت بينهم وانساقت وراء مشاعرها بلا هوادة وكل مرة تتذكر ذاك اللقاء الذي لم تنساه من الأساس تتوه في لحظاته الجميلة وتذهب بها مشاعرها إلي الاحساس الذي لم تنساه في أحضانه تلك المرة الوحيدة ، وبعد أن تنتهي من تذكرها وتفوق من حالة الحالمية التى عاشتها في تذكر ذاك اللقاء تحتقر حالها بشدة ،
استمع الى تنهدها وفسر حالة أنفاسها المتغيرة وعلم بكل الخناقات التى تدور بخلدها ولكنه استغل حالة التيهة التى تعيشها الآن وأردف هامسا لها بوحشة:
_ ياه وحشني همسك ساعتها ليا ، ووحشني شعرك اللى كيف سبايك الدهب وريحته اللي تجنن ياه يامها كلك على بعضك اتوحشتك قوووي.
غاصت معه في كلامه ووصفه وأغمضت عيناها تستشعر كلماته وردت على همسه بنفس الهمس:
_ ياه لساتك فاكر شعري وريحته ولونه ياعامر ومنسيتهوش من سنين ، دي كانت مرة واحدة بس اللي جمعتني بيك ؟
أسند رأسه على تخته وأجابها باشتياق:
_ وعمري ماأنسي عاد ياقلب عامر اللى اختصر كل ستات الدنيا فيكي انتي ، مشايفش في الكون كله مرة حلوة غيرك ، ماهشمش غير ريحتك اللي بحضنها كل يوم في عبايتك اللي مبتفارقنيش.
اتسعت أعينها بذهول وأردفت:
_ وه لساتك محتفظ بالعباية ياعامر لحد دلوك ؟
أجابها بموافقة:
_ وه وكيف محتفظش بيها وهي من أغلى الاشياء على قلبي ويومي ميكملش من غيرها !
وكل لما احس أن ريحتها قربت تمشي أعطِرها من جديد علشان منسهاش واصل .
ح،زن داخلها فكم تمنته زوجا لها في الحلال بدلاً عن ذاك المتح،جر القلب والاحساس ،
ورددت بوج،ع:
_ ليه مكنتش انت حلالي وسعدي في الدنيا ياعامر ؟
أحس بوجعها وهتف :
_ أمر الله يامها واللي رايده رب الكون هو اللى بيكون بس أنا لآخر مرة بقول لك سيبيه وتعالي وهنتجوز أني تعبت من سنين الانتظار.
ضر،بت بيديها على تختها بغضب وأردفت برفض قاطع:
_ لع مهقدِرش أسيب ولادي ولا أستغنى عنيهم وروحي متعلقِة بروحهم ومقدراش أبعد عنيهم واصل ،
مسحت دم،عة فرت من عيناها وأكملت وهي تردد بروح مت،عبة :
_ خلاص مينفعش تفضل معطِل حياتك معاي أكتر من إكده دور على بنت الحلال اللي تكمٓل وياها حياتك ،وانساني واطلع برة قوقعتي خالص لأني بكدة بدم،رك وأنا مرضلكش الدم،ار واصل.
سألها بعتاب:
_يعني إكده خلاص حكايتنا خلصت ومهكلمكيش تاني عاد ولم أرجع من السفر مبصلكيش حتى لو شفتك صدفة؟
تنهدت بض،يق وأجابته:
_ مش هوريك وشي نهائي وهبعد عنيك خالص علشان انت متستاهلش تتأ،ذي بسببي .
حينما نطقت كلماتها تلك أحس بوخ،زة في قلبه وشعر بأ،لم الفراق تأجج في جسده بالكامل وأردف طالبا منها:
_ طيب ممكن تفتحي الفيديو أشوفك لآخر مرة وأطلع في ملامحك اللى اتوحشتها قوووي يامها .
دقات قلبها ضر،بت في صدرها عقب كلماته وتمنت أن تراه وتمنت أن تكون بجانبه وتمنت أن يكون هو زوجها وبجانبها الآن كانت أغدقته من مشاعر حبها الفياضة والتى لم تجد من يط،فئ نير،انها بعد ولا حتى من كتبت على اسمه حلالاً ووجدت أصابعها بتيهة تفتح زر الفيديو دون أن ترتدي خمارها وبمعطفها الخاص بالحمام الذى ترتديه فنسيت كل شئ وتأثرت بنبرته المبحوحة وطلبه الذي أرق روحها كثيرا ،
وفتحت الفيديو الذي طلبه ، اما هو نظر إليها بعيون لامعة منذ عامين من سفره موخرا لم يراها أمامه فقط يعيش علي صورها ،
نظر إلي ملامحها التي استوحشها كثيرا وردد بوله :
_ اتوحشتك قوووي يامها ولو كنتي موجودة قدامي دلوك كنت سقيتك من حبي ودوبتك فيه .
نظرت هي لملامحه بدهشة فقد تغير كليا ، رأت عضلات صدره وذراعيه البارزتين ، ودقنه النابتة التي أعطت له شموخا ، وانتفاخ وجهه قليلاً عن ذي قبل وشعره الطويل والذي يصل إلي رقبته ومصفف بعناية فحقا ازداد وسامة عن ذي قبل ، وردت بعيون كلها اشتياق:
_ معقولة اني شيفاك قدامي دلوك وبتملي في ملامحك اللى اتوحشتها قوووي ياعامر.
كانت أعينه تتفحصها بشدة عبر الهاتف الذي ود أن يك،سر شاشته الآن لانها حائلاً بينه وبينها وهتف بهمس محب :
_ قلب عامر ، عيونك وحشتني وبسمتك وحشتني وضمتك وحشتني ، ماتيجي بقي واني هيعشك اجمل ايام حياتك ياروح عامر.
ردت عليه بتلهف :
_ لو ينفع أسابق الريح وأجي حدك وأنسى الزمان والمكان وأنسى نفسي !
ياه فكرتني بأجمل يوم عيشته في عمري كله .
نظر إليها وعيناه تتآ،كلها وهتف بصدق :
_ إنتي أول حب في حياتي معقول هقدر أحب بعديكي أو هقدر أشوف مرة غيرك ياعمري .
أغمضت عيناها باستمتاع وداخلها يث،ور عليها ، الأنثى داخلها صحت من غفوتها ركبتها لها وأجابته :
_ الحب الأول عمره مايتعوض ولا يتنسي بس أكيد مسيرك هتفارق ياعامر وأنا هبقي وحدي زي سنيني الوحيدة .
حز،ن داخله لأجل وج،عها وردد بهمس وعيون تريد أن تتشبع رغبة بعيناها :
_ غمِضي عيونك وافتكري لحظاتنا الحلوة واتخيلي حالك في حضني وانسي الدنيا وياي ، أني بحبك أوووي واشتقت لك أوووي ياقلب عامر.
أغمضت عيناها ونفذت ماقاله لها وكانت في عالم أخر عالم تحلم به ولم تجده إلا معه .
تاهت في كلامه ونسيت العالم والزمان والمكان والظروف ، نسيت كل شيء نسيت أنها امرأة متزوجة وتخ،ون زوجها ، نسيت أنها أم وتو،حل أبنائها ، نسيت أنها مسلمة وانغرست في وكر الشيطان ووساوسه ولم تحسب حسبان للستر الذي يحاوطها ورصيده على قرب الانتهاء ، وهو الآخر خا،ن ربه وانغمسا كلتاهما بنظرات الحرام وهمسات الشيطان ونسيا الكون بما فيه بجنون اشتياقهم اللائي يسرقوه كما السارق بالتمام ، وأثناء انشغالهم في ملاذهم الحرام وعيونهم التى تلتهم الآخر وكلماتهم التى لاتصح إلا بين زوجين ، انفتح الباب فجأة ويبدوا ان أحدهم قد استمع إليهم ولسان حاله يردد بذهول ....