رواية الدميه العاصيه الفصل الثالث بقلم اليخاندرو
ما قبـل العاصفة
تجـلس على شرفة غرفتها الصغيرة الضيقـة والتي تكفي بالكاد لشخصيـن ...تحتسي كأس قهوتها الصباحية المعتادة عليها قبل دخولها السجن ..حُرمت من عادتها هذه لثلاث سنين ...بسبب كبرياء ذكر غني لا يمت الرجولة بصلـة ...
وبذات الوقت كانت تفكر بأنهـا تصرفت وفكرت بتهور وتسرع
بشأن إبقاء رجل غريب لا تعرفه في منزلها بحجة أنه لا يملك المـال وأن المال الذي كان يملكه دفعه في شراء المنزل ...
لماذا لم تصر عليه أن يأخذ ماله من عمها ? لماذا لم تذهب للشرطة وتبلغ عن الأمر ? يالا غبائها .. !
ما التهور الذي قامت به ولو كان رجلاً كالبسكويت ..! يظل رجل في النهاية ...!
هي منحته أملاً ..رأت أملاً في عينيه عندما قالت له سأدربك على الفنون القتالية وتقوية الشخصية ..
ليست من الذين يحبون كسـر الخاطر ...أن تتمثل أمامه وتقول له سأبلغ الشرطة بالأمر وهي التي ستتصرف مع عمها الذي لا تعرف أين ذهب وسيرد مالك عندما يظهر ..ماذا ستكون ردة فعله بعد أن جعلته يتصور بأنه قادر وأخيراً على مواجهـة عائلته وهي بدقائق قليلة حطمت هذا ..
لذا هي الآن أصبحت مضطرة لتنفيذ ما وعدت بـه ..!
كانت قد أنهت كوب قهوتها وتبقى حِتل القهـوة الضئيل فأخذ الشرود عقلهـا وهي تحرك الكـأس تتحكم في حركـة الحتـل بهدوء وما يزال عقلهـا يفكر بأليخاندرو ..
كانت ترى به شكلاً من الوسامـة ... أسمـر برونزي بعينين شديدة العسلية صافية فاتحـة وفي الشمس تظهر وكأنها صفراء ذهبية ..أنف رجولي بجسره وأرنبته ..شفاه ممتلئة ..فك عريض بخفة .. لحيـة نابتة بخفـة شديدة ...
لكن المشكلة أن هذه المعالم لا تظهر بأحقيتها لهزله ..حيث أن وجنتيـه معدومة الوجود ..وعينيه ذابلة ..والهالات تحيطهـا ..وشعره غير مصفف بعنايـة ... لو زاد وزناً ..سيغدو جميلاً ..
أوه ..! من أجل زيادة الوزن عليه أن يأكل كثيراً ..وهو قال أنه لا يملك المال الكثير ليكمل هو حياته ...وهذا يعني أنهـا ستقـوم بالصرف عليه ..!
"تهورتِ يا آلين ..حقاً لقد تهورتِ"
نطقت بهذه الجملة تخاطب ذاتها بسخرية ..أثناء دخولها هي والكوب الذي كان فيه قهوة وأخذت طريقهـا صوب المطبـخ ...
وبعد أن وضعته في المطبخ وذهبت لتجهز نفسها من أجل البحث عن عمل ..حينهـا لمحت أليخاندرو يجلـس ممسكاً هاتفه الشبـه رديء
وبدا وكأنه يراسل أحدهم ..
أخذ تحدق بجزءه الخلفي العلوي من رأس ورقبة وظهر ..لم يكن إلا نصف ظهره هو البادي لها لكون ظهر الأريكة الجالس عليها يخفي ما تبقى ..
كان عريض المنكبين ..ضيق الخصر ..هذا يعني أنه كان بجسد جيد ولكن ما تعرض له عند عائلته جعله هكذا .. هذا ما رأته البارحة وتأكدت من ذلك وهي ترى منكبه العريض أمامها
لم يقم بتغييرات على المنزل وهذا يعني صدق حديثه ..فهو يريد إبقاء المـال الذي معه وعدم صرفه على تعديلات في المنزل وفي الديكور ... لو كان غير ذلك لكن قد غير الأثاث فوراً .. فحتى لو كان مرتاح فيه.. أثاث مستخدم من أشخاص آخرين سيجعله يغيره سواء فوراَ أو بعد حين ..
لكن بذات الوقت قد يكون بالفعل هرب لكن ليس من عائلته ..لربما يكون قاتلاً ..أو سارقاً..أو أي شيء سيء آخر ..
عليها أن تتوخى الحذر منه
ولكن ما الأمر مع ثقته السريعة بها وتصديقه لما قالته ..ماذا لو كانت محتالة ? ليس شخصاً يأخذ حيطته على الأغلب أو لربما لعرضها المغري بالنسبة له ..تغاضى عن الأمر ..
ذهبت إليه ووقفت لجواره ..حمحمت في نية جعله ينتبه لها وتوقعت أن يلتفت خائفاً من ظهورها المفاجئ خلفه لكنـها وجدته يلتفت مبتسماً بسعادة طفولية
"آلين ...هل ستبدأين الآن ? "
كانت ترى حماسته الجليّة بيّنة المعالم ... تنهدت بهدوء في كيانها قبل أن تقول بابتسامـة مغتصبـة
"لا ..سأذهب أولاً للبحث عن عمل ..علي إيجاد مصدر دخل ثابت لي .."
هي منزعجة بعض الشيء ..ليس من أليخاندرو نفسه ..بل من قرارها ..ومع ذلك إنسانيتهـا تمنع انزعاجها الكلي ..
ظنتـه سيعبس ..لكنـه حاوط يدها يناظرهـا بتعلق في خيط الأمل الذي بثته له
"لا ترهقي نفسك في البحث عن عمل ..لدي أعمال شاغرة كنت أحاول العمل بها ولكن أفشل ..سأخبركِ بها بشرط أن لا تتواني بلحظة عن تنفيذ ما أملتيه علي من وعد "
شعرت وكأنه يضعها تحت الأمر الواقع ...
أومأت بهدوء ..ثم جذبت يدهـا من بين أنامله ..شعرت باختفاء يدها من الناحية الطولية ...وشعرت حقاً بكونها سمينـة أمامه.. يبدو أن هذا الشعور سيظل يراودها حتى حين ..!
"أين هذه الأعمال التي تتحدث عنها ? "
"هناكَ عمل في نهاية الشارع في مخبـز رأيت إعلانه البارحة قبل قدومك بساعات قليلة ....وأيضاً في الحي يوجد امرأة مسنـة معها الكثير من المال لكن تحتاج لشيء أشبه بالوصيفة لها ..لم يقبل أحد العمل لديها ولا أعلم لِم ? وكذلك ..."
ظل يعدد لها وهي تناظر شفتيه ..ليس لغاية سيئة بل لحركتها السريعـة وحماسته في الحديث ..
لم تكن الأعمال سيئة ..سترى ما يناسبهـا وتعمل ..وبنفس الوقت عند انتهاءها من العمل ستشرف على تدريب أليخاندرو ..
"شكراً لك .."
قالتهـا بـإيجاز وابتسامة صادقة طفيفة تنوي الصعود لأعلى لتجهيز نفسها ..لتسمعه يقول لها
"بل أنا الذي يفترض أن أكون شاكراً لك ..آلين "
أدارت رأسها قليلاً تزيد من وسعة ابتسامتها له تعني استقبالها لشكره برحابة صدر ..ثم أعادت السير مغادرة ..مبتعدة عنه غافلة عن الابتسامة الذي زاد مكرهـا عن ابتسامة أمس
"لن يستغرق الأمـر طويلاً ...آلين سميث "
هذه كانت جملتـه التي بقولها ظهرت أنيابه الواربة ..!
كانت في العليـة تنتقي بعضاً من ملابسها القديمة التي ما زالت موضوعة في الخزانة كما هي .. قد تكون هناكَ رائحة طفيفة بها لكونها لم ترتديهم لثلاث سنوات وظل مقفل عليهم ..لكن عندما تعود ..ستغسلهم بالتدريج ..
لا تذكر هي ملابسها حقاً ..لا تعلم ماذا نقص منها ..لم تنتبه لكون هناكَ قطع غير موجودة ..
"لا أعلم ..أشعر وكأنني سأعمل لدى المسنـة .."
قالتهـا ساخرة بطريقة كوميدية ... لا تعلم ولكن تشعر بهذا ..
"لقـد راسلني ڤيونـا ..أخشى أنني أصبحت أكثر حرجاً ..! "
ما قالته مارليـن أثناء ارتداءهـا لزي الممرضة خاصتها ..وهي تناظر الأطفال ..في خضم ارتشافهـا من كأس القهوة المثلج الذي اشترته ... ليس هنالك أطفال لعلاجهم اليوم كان خفيفاً لذا كانت تجلس مع ڤيونا في حديقة المشفى
كانت فيونا قد ابتلعت آخـر ثلجـة في كوبهـا ثم قام بتضييق جفنيـها تركز على حاوية القمامة التي تبعد عنها ثلاثة أمتـار ..
ثم رفعت يديهـا وهي تنوي رميهـا وإدخالها في الحاوية ...
لكن مارلين أمسكت يدهـا وقـالت بتذمـر
"أراني أتحدث وأراكِ تلهين ..!"
"كنتُ سأحادثكِ بالفعل ولكن دعيني أرى مهاراتي في إدخال الكوب في الحاوية .. "
"سأرميكِ أنتِ في الحاوية أقسم إن لم تعقلي ..!"
قالتهـا مارلين بحدة وتذمر شديدين ...
قلبت ڤيونا عينيها بضجـر قبل أن تضع الكوب جانباً وبمجـرد أن تركت مارلين يدهـا استغلت الأمر وبحركة سريعة رمت الكوب وتصورت أن تصيب في رميه وإدلافه للحاوية ولكن وقع على رأس أحدهم ..فالتفتت صوب مارلين وتظاهرت بأنها تحادثهـا تحرك شفتيهـا دون كلمات ...
شعرت مارليـن بالحرج عوض عنها وأخفت كوبها إلى جانبها مؤقتاً ..وقالت بسخرية لڤيونـا التي ما زالت تحرك شفتيها
"عوضاً عن التعوق الذي تقومين به بعد فعلتكِ الحمقاء أجيبي على ما قلته لكِ سابقاً .."
"ماذا قلتي ..? "
"الصبـر من الرب ..! سحقاً لكِ "
مع ڤيونا تصبح مارليـن سليطة لسان .. مع الآخرين تكون هشـة ..هي من النوع الذي يطول في الاعتياد على شخص ..ڤيونا صديقة طفولتها .. منذ الابتدائية ..كانت كالقط المبلول معها قبل أن تظهر على طبيعتها وتشوبها بعض خصال ڤيونـا في المرحلة الإعدادية ..
أعقبت ڤيونـا على حديث مارليـن السابق ببرود مستفز "سحقاً للبشر جميعهم .. "
وكزتهـا مارلين بحنـق ..ثم قالت تكرر ما قالته بدايةً
"قلت أنه راسلني .."
"من ?"
"الجـن .."
إجابة ساخرة يخالطها نفاذ الصبر خرجت من فيه مارليـن قبـل أن تصفق فيونـا على جانب ركبتها بموضع قريب من نهاية الفخد ..
"أرجوكِ ركزي معي ..ڤيو! "
تنهدت ڤيونا قبل أن تقول بجدية
"ماذا قال لكِ ? "
" لم يسأل عن هويتي ..حادثني فوراً ..ولم يزعجه وجود معجبة .."
"هل سَئِم من العزوبية التي حلت عليه فقرر رمي نفسـه عند أول فتاة تعجب به ? "
بتذمـر كانت قد ردت عليها مارليـن
"ڤيو ..هو وسيم ولكن الفتيات لا يفهمن وهذا جيد ليجعلنه لي ..!"
"منذ متى وأنتِ تفكرين بهذا التملك ? "
"عزيزتي عندما تحبين أحدهم ستودين لو تبتعد عنه سائر نساء الأرض .."
قلبت ڤيونـا عينهـا بضجـر ..لم يستهويها أحد بعد لتحبه ..
تملك في جعبتها فندق من الرجال المعجبة بهم كارلوس ..أدريان ..رالف ..أندريه ..
الأول رجل أعمال وهو الأكثر حصولاً على الإعجاب لديها ..
أدريان ممثل هو ورالف
أندريه مغنـي ..
لكن أن تحب ..تشـه! لم يأتي بعد الرجل الذي يناسب معاييرها تماماً
فمثلاً أندريه ..تريد رجل طويل وهو فقط وسيم وبالنسبة لرجل قصير ..لكن بالنسبة لها طويل ..فلو تم حذف بضع سانتيمترات منها ستلتصق بالأرض..
ولديه معجبات كُثر طويلات ..في مرة حضرت حفلته ..أرادت التلويح لها في زحام المعجبات لكن ما ظهر له وهي تكاد تُهرس بين الفتيات الطويلات العريضات أو الطويلات النحيفات هو طرف أصبعها الأوسط لأنه الأطول في يدها ..
تحملت رائحة العرق المقززة من إبط أولائك النسوة وفي نهاية الأمر ظهر الطرف ..!
أم عن رالف ..هناكَ بعض الشكوك تجاهه وأنه ليس ممثل نظيف ..أي حياته الواقعية لربما تحتوي على قضايا كفيلة بسجنه ..هناكَ اتهامات وإشاعات لربما تكن خاطئة ولربما صحيحة وفي حال صحتها ستمحوه من فندق المعجبين خاصتها ..
أدريان ? لديه حبيبة بالفعل ..
كارلوس ? يا صاح هذا طوله ضعفها مرتين ..!ما هذا حتى في صوره مع النساء أو الرجال يظهر فارق الطول الواضح بسخاء
والنساء طويلات بالفعل فكيف هي ! التي تعلو الـمائة وخمسين بضعة سانتيمترات قليلة فقط ..طويل وضخم ..!
عادت للواقع مع صوت مارليـن عندما سألتها بتوتر
"ماذا أقول له تالياً ? أخبريني بعبارة جميلة أقولها .."
توترها كان لحرجها مرتين وتلقائيتها في كتابة الرسائل..
حمحمت ڤيونا بتلاعب قبل أن تقول
"اكتبي له رعيت الأغنام لأُذهبكِ عن عقلي وأنساكِ
فما بالي في وجه كل عنزةِ أراكِ "
كتمت مارليـن ضحكتها وتظاهرت بالغضب ..فلكمت ڤيونا بخفة على كتفها ..لكمتها القوية أصلا خفيفة فما بال الخفيفة ..شعرت ڤيونا وكأن أحدهم لكزها فحسب ..
وكانت ستتحدث ..ولكن صدح صوت إشعار بوصول رسالة ..
"أريني ..لربما هو الذي أرسل لكِ ..الماكر بينما هنالك مرضى يثرثر "
"لا تستبقِ لربما ليس هو .."
قالت مارلين ذلك بينما ترفع هاتفهـا أمامها ..كانت منه ..
ليست من طوني بالفعل ولكن هي تراها من طوني ..
"قلت لك إنه هو ..أريني أريني "
أنهت ڤيونا جملتهـا وهي تنظر لشاشة مارلين التي أرجعت الهاتف لصدرها مبعدة إياه عن ڤيونا التي زمت شفتيهـا بحنـق
"وكأنه أرسل لكِ أسرار الدولة أو أمور 18+ .."
تذمرها كان طفولي ..ليست فضولية عادة لكن هذا المرة هي فضولية وبشدة لكونها هي التي اقترحت عليها فكرة الرسائل ...
شهقت مارلين بحياء لجملة ڤيونا الأخيرة ..
وهذا ما جعلها تأتأه وهي تبرر لهـا رغم أن ڤيونا كان تذمرها أقرب للمزاح إلا أنا مارلين بهذه الأمور تظل تنفجر خجلاً
"لا لم يقول لي هذا أنا لا أريد أن تري ماذا أرسل لي فحسب .."
همهمت ڤيونا ولم تردها أن تصاب بخجل عارم أكثر مما هي عليه ..
وأخرجت هاتفهـا بدورها وأشارت بعينيها أنها ستشغل نفسها به قليلاً ..
"لا تأخذي على خاطركِ مني .."
قالتها مارليـن بندم لفعلتها بالابتعاد عن ڤيونا مسبقاً عندما أرادت الآخرى الرؤية...
"لا أيتها الساذجة لست بآخذةٍ خاطر منكِ أبداً لكن سأخذه لاحقاً من شخص قد يسرقككِ مني "
أنهت جملتها تغمز لها بمشاغبة وتدعها تنشغل بالهاتف بعيداً عنها ..ولتتوجه هي لرؤية ماذا طرأ على روايتها ..
(مساء الخيـر ..بينما أنا أعمل لا زال عقلي يفكر من هي المعجبة السرية...)
هذه كانت الرسالة السابقة التي تسبب في اصطباغ وجنتيّ مارلين بشدة ...
(أعلم أنكَ بالعمل لكن لم أكن أعلم أنكَ تفكر بي ..هل هذا يعني تقدماً ?)
هذا ما أرسلته مارلين له ..وعنت التقدم في علاقتهما ...كانت غافلة عن الذي يبتسـم بسخرية وهو يفكـر كيف سيعاقبها لأنها جعلته يعجب بها وهي بآخر ..!
كما المرة الفائتـة التي كان يجلس فيها على جثة أحدهم ..
هذه المرة كان يجلس ساقاً فوق ساق على الكرسي الذي يجلس عليه حين عمليات تصفيته للخونـة
وأمامه رجل مقيد بحبل على رقبته طرفاه يمسكه رجلان آخران ..
كان الرجل المقيد بحالة مزرية ..مشوهـة ملامحه من شدة الضرب .. اكتشف هذا الخائن صدفة وهو يراه يتحدث هاتفياً مع أحد أعداءه
خائنان في يومين متتالين ..
لكن بعد ما أقامه ألكسيوس من فن عليه ها هو يمسك هاتفه بيد ملتصقة بها الدماء يرسل لمارليـن
( اجعليني أتخيل كيف هي ملامحك ...)
قالهـا باستفسار وجهل ظاهريين ..وهو الذي حفظ ملامحها عن ظهر قلب ..! دون مبالغة يعلم عدد النمش على وجهها ..!
(امرأة جميـلة للغاية )
ها هي تبث غرورها له مجدداً مثل أول رسالة عندما قالت له معجبتكَ السرية الـجميلة ..
ابتسـم بتلاعب ..وأشار بدون أن يرفع عينيه لرجليْن بأن يقربا الرجل له يضعاه أسفل رجله وذلك كان بالإشارة عليه بسبابته أولاَ ثم للأرض أسفل ساقيه ..وعاد للرد على مارلين
وبالفعل بينما هو يكتب الرسالة التالية أصبح يضع ساقيـه على كتفا الرجل الذي يأن باعتراض ..
وقبل أن يضغط على خيار الإرسال قال ألكسيوس لرجل بسخرية قاتلة يشوبها البرود والدماثة
" هل هناكَ أي اعتراض على وضعيتكَ ? "
يعلم لو قال أجل سيقتل بطريقة بشعـة وسيعذب حتى الموت ..يعلم خِصال سيده ألكسيوس ..يدلل رجاله المخلصون ويعذب بشراسة الخائنين ..يا ليته لم يخنه ..يا ليته رضى بما عنده من مال
هزت رأسه بصعوبة بلا ..لا يملك اعتراض ..لذا أكمل ألكسيوس إرسال رسالته ..
( هذا يجعلني اكتشف أنكِ مغرورة متكبرة )
(لا أنا امرأة تعرف قدرها نفسها من الجمال فحسب )
أوه ..! ضم شفتيه بإعجاب على ردها ..البارحة بدت كالساذجة الجريئة ما بالها أصبحت أكثر حكمة اليوم ..
حتى مارليـن لا تعـرف كيف كتبت هذا ..
( لابد بأن المرضى أرهقوك ..سنيــور طوني)
سنـيور طوني .. ! ويحها لأنها تناديه هكذا ..وويحه لأنه يبقي على حياة طوني...! لماذا ينتظر من جاك وهاك التوأمين اللعينين جلب معلومات عن مارليـن وطوني..!
"ابتعدا عني وشدا الحبل .."
قالها بغضب دفيـن .. غضب مكتوم ولكنـه واضح ..
عينيه زادت قتماً ..وما زادها سوءاً كونها من فئة
"أعين الصياد" الحادة ..
عروق فكيـه الجانبيـن ظهرت من أسفل اللحية النابتة المهندمة ..
صرخ الرجل في أمل أخير للنجاة ..لكن طُبق عليه حكم الإعدام
كان يضرب بساقيـه الأرض بينما رجل يشد الحبل من هنا والآخر من جهته ..مات فوراً بالاختناق لكن الثواني التي تعذب بها كانت مؤلمة لأي شخص ..!
وكان قلب ألكسيوس كذلك ..الكرامة والكبرياء يشدان عليـه بقوة ..!
هي تعمل في موضع عمله ..هي تراه يومياً .. لماذا يؤخر ذهابه لقريتها...! هي مسجلة في ملفها الشخصي في موقع التواصل الاجتماعي .. ! قرر فعل كل شيء بشكل عاجل ..سيسافر لقريتهـا ..ويجعلها تبتعد عن طوني بطريقته ..!
والمعلومات سيكتشفها هو ليس هناكَ داعٍ للحصول عليها .. !
لا سيحصل عليها ..! جاك وهاك هناكَ في قريتها يراقبنهـا ... ويسألا الكثير عنها ... مخرسون أفواههم بعد ذلك بالمال وبعض التهديد ..
كان منتشياً بسعادة مجنونة لتفريغه الغضب في الرجل الذي يحتضر ..وضع كل غِله به بعد ما قالته مارلين بعفوية ولا تعلم أنه بسببها قُتل رجل ..أجل كان سيموت ولكن لم يكن سيكون هناكَ سبب لها .. ولو طفيف ..
لم يجبها..بل تجاهلها برغبته ووضع الهاتف بجيبـه ..ثم انتصب مبتعداً عن مقعده يسير بخطوات واربة دامثة وهـو يقول بتوعد
"اليوم .. ! سأراكِ اليوم ..مارلين "
بينما عند مارلين التي شعرت بإطالة رد طوني وأنه لربمـا انشغل بمريض عاجل الآن ..
اقتربت منها ممرضة ونادتهـا لمعالجة أحد الأطفال الذي سبق وأن تعالج قبل فترة ولم يرضَ لأي واحدة بأن تعالجه غير مارلين ..لتنهض مبتعدة عن ڤيونا التي تحاول استيعاب ما جرى...!
حُذفت روايتهـا ..! سحقاً! لابد بأنه السبب ..هو الذي حذف روايتها ..تكتب عنه وهو يحذف على الأقل ليقرأ ..هل قرأ مسبقاُ ? هل كبرياءه أصابه في الصميم مع مشاهد روايتها? وهو زير نساء أصلاً ..! بعيداً عن ضخامته هو زير أيضاً ..! ليكن شاكراً أنه يجلس في فندق قلبها ..! اللقيط ..!
أخذت تكتب قصـة قصيـرة عن كارلوس وهي تعذبـه بطريقتها ...وهذا من حنقها الشديد..!
بينما عند مارليـن التي رأت طوني يقف برفقة طبيب آخـر ..ورغماً عنها كانت قد سمعت
"طوني لماذا لا تجيب على اتصالاتي البارحة ? "
"لقد تهشم هاتفي منذ يومين ..لم اشترِ واحداً آخر ..وبينما سأشتري أردت أخذ فترة نقاهة بعيداً عن الهاتف لأنه يشغلني"
مهلاً..! ماذا يقول هذا ..! أصابها ذهول وتسمرت في موضعها ..حثتها الممرضة التي نادتها على السير ..
وعندما لاحظ طوني وجودها كان قد قال
"المعذرة يا آنسة هل أنتِ بخير ? "
نظرت له ثم لهاتفها الذي بيدها ..! كيف ستكون بخير ..!
يا رباه هي كانت ترسل لشخص آخـر ..! هل قامت ڤيونـا بكتابة رقم خاطئ لها ?
فرقت بين شفتيها وقـالت بتوجس
"ما رقمك أيها الطبيب طوني أريد التواصل معك بأمر"
"رغم أن هاتفي محطم لكن سيكون رقمي نفسه في هاتفي الجديد لذا اكتبي عندك (***********) أتمنى أن يكون الأمر الذي توديـن إخبـاره لي خير "
"كل الخير .."
قالتهـا وهي تقارن بين الرقمين ..الرقم الدي أملاه عليها والرقم الذي كانت تراسله ..
بينما كانت تسير تجاه غرفة العلاج حيث ينتظرها الطفل ..توقفت عند الباب بصدمة بعد أن لاحظت أن الرقم نفسـه ..! ولكن آخر رقمين يختلفان ..!
"لي لي ..."
سمعت صوت الطفـل يناديها بحماسة...وضعت الهاتف داخل جيبها في لحظة إخفاءها لرعبها وتوترها ..يكفي أنها تشجعت لمراسلة طوني وإذ به رجل آخر ..! ستبلغه بذلك بعد أن تنتهي من الطفل ..
ابتسمت ببشاشة لم تكن صادقة ككل مرة ..كان يشوبها التوتر الشديد ..ولا سيما شخصيتها الهشة التي تسيطر عليها ..
ولا تعلم أن اليوم ..ستنقلب حياتهـا تدريجياً ..
°•°كان كارلوس يسيـر على الطريق يود العودة لمنزله ..لكن فجأة ظهرت شاحنـة عملاقة ..اصطدمت بـه فتسببت في طيرانه ووقوعه أرضاً ..ظل حياً ونهض ليسير ثم اصطدمت به عجوز وانسكب ملحها على جروحه ..فصرخ ألماً ثم مشى
ليقع عليه أسمنت من شاحنـة الإسمنت ويصبح حجارة ثم يتم كسره وتحريره ولكن بدون قصد يتم طعنه في بطنـه ..ثم يمشي مجدداً صوب الملهى ليأخذ خمراً فينسَ ما جرى له وشربـه لكن كان هناكَ شجار وعن طريق الخطأ تم ضرب كارلوس بزجاجة نبيذ بمنتصف وجهه فتألم قليلاً ثم مشى مجدداً وهو يترنح ..لم ينتبـه للجسر وأنه يسير على طرفه فوقع في النهـر واصطدم بصخرة ثم عضه قرش ثم قامت بكهربتـه تلك السمكة الطويلة التي تشبه الأفعى أي تشبه كارلوس وقامت بإرسال كل شحناتها الكهربائية لجسد كارلوس حتى ماتت وكارلوس نهض مبتعداً ليمشي ..كانت معجزة أن يظل حياً بعد كل هذا ..لكن عندما وقف أمامي صُدم من جمالي وسحري الخاص ومات فوراً °•°
ما هذا الذي قرأه ..! أهذا انتقام منها لأنه حذف روايتها ? ما كل هذا الغل وعدم المنطقية ..! لو كان في فيلم كرتون لن يكون كهذا ..!
طار من شاحنة وظل حياً ? لا وملح على جروحه ..!
وظل حياَ ولم يختنق من دلق الإسمنت عليه ..! أو عندما طعن ? أو حتى عندما تحطم وجهه ? أو وقوعه بالنهر ? الصخرة التي ضربت رأسه ?
بعيداً عن كل هذا ..! قرش في النهر ? لا وأيضاً مات من جمالها هي ..! لا وشبهته بالأفعى...!
قهقه بصخب عليهـا وعلى عقليتهـا وشعر بكونهـا كانت تكتب هذا وهي تلعنـه ..!
أصابته نوبة ضحك ..! لقد كان يود العمل لكن وصله إشعار أن المستخدم Karloslover69 قام بتنزيل فصل جديد من رواية كيف تقتل صعلوكاً ..
لم تكن هذه الرواية موجودة ..كان يتابعها من حساب وهمي ليرى ماذا ستفعل بعد أن حذف روايتها التي ينتظر أن يتفرغ حتى يقرأها بعد أن نسخها لديه ..
أخذ يضرب فخديه وحافة المكتب وما زال يضحك بصخب ..نوبة من الضحك أصابته حقاً .. كانت ضحكات رجولية ..! ولولا كون السكرتيرة تقوم بالبحث عن الملفات في المخزن لكانت بمجرد سماعها ضحكاته حسبته مصروعاً...!