رواية أسحار مدفونة الفصل الثالث3والاخير بقلم محمود الامين


 

رواية أسحار مدفونة الفصل الثالث والاخير بقلم محمود الامين



بصيت على الجثه اللي مسكت ايدي لقيتها لسه هي الجثه الجديده اللي لسه مدفونه اللي قالي عليها التربي، جسمي اترعش ورجعت لورا وناديت عليه وقلتله
عم سيد الحقني يا عم سيد
هو فعلا نزل على القبر وشدني وخرجني وحرفيا اعصابي كانت بايظه ما كنتش مصدق اللي شفته تحت وعشان كده سألته عن اللي انا شفته تحت ده؟ 
قالى 
_بص يا استاذ بلاش تشغل بالك باللي انت شفته تحت عالم الاموات عالم غريب محدش، انا مش هقولك زي الناس التانيه ولا اللي ممكن تسمعه في الافلام لكن هقولك ان هما ليهم عالم خاص بيهم ولازم نحترمه عشان مانتأذيش
... 
سبت التربي ومشيت وانا في دماغي الف سؤال، بس اهم سؤال فيهم كده انت هترتاح؟ شايف انك لما تخلص منهم هترتاح، شايفهم سبب موت والدتك
بس ده قدرها واجلها ارضى بالمقسوم وارجع خرج الاعمال دي من جوه القبر وارجع فك العمل ده
ده كان الصوت اللي جوايا صوت الضمير اللي لسه صاحي لكن بيرد عليه صوت كله قسوه ووجع وبيقول اوعى تسمع كلامه مشيت وراه كتير، اخدت ايه رحت لناس هانت كرامتك
ورفضوك وكمان تسببوا في موت والدتك اللي مقدرتش تستحمل كسره النفس اوعى تتراجع ع الناس دي تستاهل اسوء من كده
... 
وللاسف صوت الشر هو اللي انتصر جوايا.. رجعت على البيت مرهق وتعبان جداً دخلت اخدت دش
ولبست ودخلت اوضه النوم رميت جسمي على السرير ونمت، صحيت على تليفون من ياسمين فتحت الخط وسمعتها بتبكي وبتقول

_ الحقني، الحقني يا عمر اخويا... اخويا بيموت؟ 

= بيموت ازاي بس في ايه وحصل ايه؟ 

_ مش عارفه كان بيلعب كوره مع اصحابه، وفجاه وقع على الارض وفضل يتنفض ورغوي بيضة بتطلع من بقه ومش راضي يفوق، صحابه جابوه على البيت وبعدين طلعنا بيه على المستشفى، انا خايفه عليه اوي 

= متخافيش يا ياسمين، متخافيش هيبقى كويس

_ انا عاوزة اقابلك، محتاجلك جنبي دلوقتي

= حاضر يا ياسمين قابليني قدام المستشفى انا جايلك دلوقتي
... 
قفلت معاها المكالمه ومش عارف افرح ولا ازعل على اخوها اللي بيموت دلوقتي، انا لسه بحبها اه بس انا خسرت امي بسبب اهلها، ومش مستعد اتنازل عن حقي مهما كان
نزلت من البيت وركبت عربيتي ورحت على المستشفى، قابلتني ياسمين والدموع مغرقه عينيها طبطبت عليها وقلتلها متخافيش ان شاء الله خير وهيقوم بالسلامه... لكن في اللحظه دي صوت صرخه هزت المستشفى طلعنا نجري انا وياسمين على فوق.. والصدمه ان الدكتور خارج والبالطو كله غرقان دم وجثه اخوها على السرير
محدش كان فاهم حاجه..  الا انا كنت واقف ومبتسم من جوايا ان أخيراً شفت اهل ياسمين مكسورين قدامي

لكن في اللحظه دي الدكتور قال

_ اللي عند ابنكم ده مكانش طبيعي، دي اول حاله تمر عليا كده.. انا كنت بوصله الاجهزه عادي جداً لكن فجأة بقه اتفتح بعنف وخرج منه كميه دم رهيبه ومات، مات ومفيش سبب علمي ولا طبي لده... صدقوني يا جماعه احنا عملنا اللي علينا بس الموضوع في حاجه غلط
... 
طبعا انتوا متخيلين المنظر، صراخ وعويل ولطم وياسمين وقعت مني في الارض... اتصابت بصدمة  عصبيه حاده
وبعد ما تمت اجراءات تصريح الدفن والتكفين والتغسيل ادفن اخو ياسمين... وسط قهره وحزن من اهلها وفرحه ماتتوصفش جوايا
كده اول واحد مات... بعدها رجعت على بيتي من تاني بسأل نفسي الدور على مين فيكم؟ 
وعدى 3 ايام على موت اخو ياسمين، والموضوع عدى وكل واحد بدأ يرجع لحياته.. لكن ياسمين كانت لسه محجوزه في المستشفى مش بتتكلم ساكته طول الوقت
كنت بروح ازورها من الوقت للتاني واطمن عليها، وعرفت ان اهلها بيجوا يطمنوا عليها مره واحده في اليوم وبيسيبوها ويمشوا ناس جاحده وتستاهل كل اللي بيحصل فيهم وهيحصل لسه
... 
بعد اخر زياره لياسمين رجعت بيتي حضرت اكل وبدات اكل وكنت مستمتع جداً، لكن مسكت التليفون وكنت بقلب على فيسبوك عشان اشوف اكتر خبر مستنيه
الخبر كان مكتوب فيه اسرع رجل وزوجته في ظروف غامضه بمحافظه اسكندريه... بعد ان قام الاثنين بالانتحار بشنق انفسهم بسقف غرفه المنزل وكم منشور اسمائهم وصورهم
لكني حبيت استفسر اكتر ايه اللي حصل.. وعشان كده كلمت واحد اعرفه هو ظابط من اسكندريه واظن هيكون عارف ملابسات الحادث.. كلمته وسالت عليه وبعد كده جبتله سيره الحادثه.. فقال
والله ما حد فاهم حاجه.. الرجل والست مكانش عندهم اي حاجه غير انه ابنهم مات من كام يوم وبنتهم محجوزه في المستشفى بسبب صدمه عصبيه حاده لكن ايه اللي حصل بعدها محدش عارف... الشغاله دخلت تصحيها لقيتها هي وجوزها مشنوقين في سقف الاوضه وعشان كده بلغت
قفلت معاه وكنت طاير من الفرحه

.. تعرفوا انا عملت ايه انا قمت شغلت اغاني وفضلت ارقص زي المجنون ولا زي ليه انا مجنون فعلا!... انا كنت فرحان وشمتان فيهم بطريقه مش طبيعيه، حتى مفكرتش في ياسمين في اللحظه دي كل اللي كنت بفكر فيه اني أخيراً اخدت حقي منهم، وقلت بقى خلاص ياسمين مبقلهاش حد غيري... خلاص تخرج من المستشفى وهتجوزها غصب عنهم اصله خلاص هما ماتوا ومش هيعرفوا يرفضوني تاني
... 
تاني يوم الصبح رحت لياسمين على المستشفى، ياسمين كان عندها لامبالاه مش طبيعية كانت ساكته اكيد عرفت الخبر بس مكانتش بتتكلم، للاسف ياسمين اتحولت من ورده مفتحه لواحده مفيهاش روح كل حاجه راحت ياسمين بقت مجرد جلد على عضم... حسيت في اللحظه دي بعذاب الضمير وان انا السبب في اللي هي فيه دلوقتي 
خرجت من عندها لكن وانا ماشي حسيت بدوخه مش طبيعيه ووقعت على الارض... فوقت لقيت نفسي في المستشفى على السرير ومتوصلي اجهزه مكنتش فاهم حاجه ولا انا حصلي ايه بالظبط
لحد في ما دخل الدكتور وقلي

_ استاذ عمر يؤسفني اقولك انك مصاب بكنسر في الدم ولكن اطمن المرض لسه في المرحله الاولى وان شاء الله هنقدر نعالجك

= حضرتك بتكلمي انا يا دكتور، انا مصاب بكنسر في الدم؟ 

= ايوه يا استاذ عمر انت مصاب بكنسر في الدم في المرحله الاولى لسه ولازم تتحجز في المستشفى عشان نقدر نعالجك وتقوم بالسلامه
... 
حسيت في اللحظه دي ان الدنيا واقفت من حواليا مكنتش مصدق اللي بسمعه، اتحجزت في المستشفى لكن الغريبه ان حالتي كانت بتسوء بطريقه غريبه وسريعه جداً حتى الدكاتره مكانش عندهم تفسير  اللي بيحصل
وعشان كده انا كتبت مذكراتي وكتبت معاها جواب وبطلب من اي حد هيقرا الجواب والمذكرات يقول لياسمين اني كنت بحبها اوي وان كل اللي حصل مني ده كان رد فعل لفعل اهلها وان ندمان عشان هي متستاهلش مني كده
... 

خلصت مذكرات عمر وحقيقي الانسان هو اسوء حاجه على وش الارض، الانسان مؤذي بطبعه ومش بيفكر في اي حاجه غير الانتقام بس... بينسى ان ربنا موجود وان ممكن يقول حسبي الله ونعم الوكيل وكفى بالله وكيلا
استبعدت ملف عمر من تقريري لان السبب اللي مات بيه عمر دي حاجه من عند ربنا ولا يوجد لها سبب طبي او علمي
.... 
تمت 
انتهت احداث الرواية نتمنى ان تكون نالت اعجابكم وبأنتظار اراؤكم فى التعليقات وشكر 
لزيارة عالم روايات سكير هوم 
لمتابعة روايات سكيرهوم زوروا قناتنا على التليجرام من هنا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-