رواية ولادة من جديد الفصل التاسع والثلاثون39 بقلم مجهول


 

رواية ولاده من جديد الفصل التاسع والثلاثون بقلم مجهول

 حقيقة رهف


في ذلك اليوم انهى حسام وجبة الافطار وهو يبدو مستاء.
لم تتمكن الخادمات من رؤية وجهه؛ لأن ظهره كان موجها إليهن. لكنهن افترضن
أن الزوجين قد تصالحا استناداً على تصرفاتهما الحميمة.
وخلال الأيام القليلة التالية لم تضطر فايزة للذهاب إلى الشركة، حيث كانت قد
طلبت الإجازة السنوية. فاستغلت هذا الوقت لترافق فضيلة كل يوم في دار
المسنين.
كان مزاج فضيلة مرتفعاً بشكل واضح خلال عدة أيام.
في الوقت ذاته، شعرت فايزة بهدوء وطمأنينة خلال هذه الفترة القصيرة.
بدا أن الأمور تسير وفقاً لخطتها. وقبل أن تدرك ما يحدث، كانت ثلاثة أو أربعة
أيام قد مرت في لمح البصر.        في بعض الأحيان، عندما تكون وحدها كانت تمسح على بطنها بيديها.
صراحة كانت نفسيتها قد تغيرت.
عندما اكتشفت فايزة أول مرة أنها حامل، كانت لا تزال مشتتة بشأن ما يجب
أن تفعله حيال الطفل. ولكن مع مرور الوقت بدأت تشعر تدريجياً بالارتباط مع
الطفل في بطنها، كما لو كانا يتشاركان في ذات الجسد والقلب. ومن ثم، بدأ
حبها للطفل ينمو.
في كثير من الأحيان، كانت حتى تخبر الطفل بأسرار لم يكن هناك مجال أن
تخبر الآخرين بها.
وهذا عمل على توطيد علاقة فايزة بالطفل أكثر.
في البداية، كانت الأمور تسير كما توقعت.
وظنت فايزة أنها ستتمكن من مرافقة فضيلة بسلام حتى حلول يوم عمليتها،
ولكن بمجرد انتهاء اجازتها السنوية، وكانت على وشك العودة إلى الشركة
للعمل اتصلت بها رهف مرة أخرى، وطلبت لقائها.
منذ الحادثة السابقة كانت تتردد في لقاء رهف؛ لأنها كانت تعرف ماذا تخطط
له الأخيرة.
عندما راودها هذا الخاطر، رفضت فايزة مقابلة رهف دون تردد.
"آنسة عبد الرؤوف، إنني ادرك سبب رغبتك في رؤيتي. لكنني قد اتخذت
قراري لن أغير رأيي مهما حدث، لذا لا ضرورة للقاء آخر."
ربما كانت قد تحدثت بصراحة مفرطة؛ لأن رهف التزمت الصمت لوهلة قبل أن
تسأل: هل أنت متأكدة أنه لا يوجد ما قد يغير رأيك؟"
يا فايزة" كان صوت رهف قد لان فجأة: اتذكرين أنك مدينة لي بمعروف
أليس كذلك؟"
تحولت نظرة فايزة فوراً إلى برود رداً على ذلك.
أما رهف فواصلت قائلة: "ماذا لو طلبت منك معروف الآن؟ هل ستصرين على
رفض طلبي ؟ "
عضت رهف شفتها السفلى بقوة، وقد ارتجفت رموشها.
"لا حاجة لك أن تردي بسرعة. ربما يمكننا أن نلتقي أولاً."
بعد أن أنهت المكالمة ، وقفت فايزة في مكانها، وقد شل تفكيرها.
لم يكن الأمر أن فايزة تنوي عدم رد الجميل لرهف، لكنها كانت تعتزم أن تفعل
ذلك بطريقة أخرى.
لطالما كانت بحاجة إلى مساعدتها كانت فايزة على استعداد للتضحية بحياتها
من أجلها. إلا أنها لم تتوقع أبداً أن تستغل رهف ذلك في مثل هذا الوقت.
في مقهى هادئ في شارع الصيد، لاحظت فايزة علامة "مغلق" على باب المقهى
عندما كانت على وشك الدخول.
فجأة، رن هاتفها.
يا فايزة، افتحي الباب وادخلي صديقي يمتلك هذا المقهى، ولم يفتحوا للعمل
بعد
انهت فايزة المكالمة في صمت قبل أن تفتح الباب وتدخل.
بمجرد دخولها لاحظت رهف تنتظرها في الزاوية.
رفعت رهف يدها لتشير إلى مقعدها.
سارت فايزة بخطوات ثابتة وتوقفت أمام رهف
كان هناك رجل في وجهه ندبة يجلس بجوار رهف بدا الرجل شرساً، لكن عندما
رآها تقترب قام بالوقوف على الفور وتحدث بصوت لطيف.
"مرحباً، أيتها الجميلة. لا بد أنك صديقة رهف. هل ترغبين في تناول مشروب؟"
نظر الرجل إلى فايزة، وفي عينيه لمحة من
الدهشة.
دون الكثير من التفكير ردت فايزة: "لا، شكراً "
اندهش الرجل من رفضها لكن رهف تدخلت قائلة: "يا سعد، اعطها كوباً من
الحليب الدافئ
أوماً سعد جابر باحترام بالتأكيد سأحضره وأترككما للحديث "
قبل أن يغادر، لم يملك سعد نفسه
أن يمنع . من القاء نظرة أخرى على فايزة.
لاحظت رهف جميع تصرفاته المستترة، وبمجرد أن غادر، ابتسمت إلى فايزة:
"تعالي واجلسي "
القت عليها فايزة نظرة وجلست في المقعد المقابل لها.
قیمت رهف ملابس فايزة وهي تقول بلطف: "إن سعد صديق قابلته في
الخارج. إنه شخص متسامح وصادق بعد عودته إلى البلاد، قام بافتتاح هذا
المقهى. وعلى الرغم أنه لا يتمتع بالكثير من الطموح، إلا أنه يكسب ما يكفي
قوت يومه إنه مهتم بالعلاقات الجادو، ويتعامل مع صديقته بلطف.
ثم توقفت للحظة قبل أن تقول بحذر: إن لم يكن لديك مكان تلجأين إليه بعد
الطلاق من حسام يمكنك أن تفكري فيه"
لم تجد فايزة ما تقوله عندما سمعت هذا.
فجأة رفعت رأسها، وقالت باندفاع: "يا أنسة عبد الرؤوف، على الرغم من أنني
مدينة لك بمعروف هل سبق أن منحتك حق تقرير مصير زواجي ؟ "
صدمت رهف من رد فعلها قبل أن تضحك: "بالطبع لا لا تسيئي فهمي، يا فايزة.
لست أحاول أن أقرر مصير زواجك. كل ما في الأمر أنني اعتقد أن صديقي هذا
شخص رائع."
انفجرت فايزة قائلة: "فعلاً؟ لماذا لا تفكري أنت فيه إذا؟"
تلاشت ابتسامة رهف
منذ متى أصبحا قريبين بهذا الشكل؟
تكشفت حقيقة رهف مع مرور الوقت.
صراحة، لم تتوقع فايزة أن تساعدها رهف بصدق. وعلى الرغم من وجود حسام
بينهما، إلا أن الواقع يظل أن رهف قد ساعدتها ذات مرة.
بعد لحظة من الصمت، التقطت رهف الملعقة، وقامت بتقليب القهوة التي
أمامها، وقالت: "لم أتوقع أبداً أن تكوني بهذه العدوانية تجاه منقذتك، يا أنسة
صديق.
لم تعد لطيفة النبرة، وكان صوتها مختلفاً تماماً الآن. كان مقتضباً وواضحاً وهي
تتطلع إلى فايزة في ازدراء.
على الرغم من ذلك فإن نظرتها الحالية جعلت فايزة تشعر بالارتياح.
وبعد ضحكة قصيرة اندفعت فايزة قائلة: "هل قررتي أخيراً التخلي عن
تمثيليتك؟ بصراحة، إن وجهك الحقيقية الطف للعين على الأقل، أجدك الآن
صادقة.
"صادقة؟" سخرت رهف قائلة، وأضافت: "كل ما في الأمر أنني لا اعتقد أنك
تستحقين طيبتي كنت في البدء اعتقد أنك ستكونين سيدة لطيفة، على الرغم
أنك لست ذكية، لكنني لا أصدق أنك شخص بهذا القدر من الجحود
"الجحود؟" فركت فايزة أطراف اصابعها، وضاقت عيناها وقد ظهر على وجهها
تعبير استهجان "قد يبدو لك أنني شخص جاحد، لكنني لم اتوقع أبداً أن
طيبتك واستقامتك ستؤدي بك إلى القتل"
عندما سمعت رهف أخر كلمتين لفايزة، تغير تعبير وجهها تماماً.
"ما هذا السخف الذي تنطقين به؟ متي قتلت أحدهم؟"
"هل المقصود بهذا أنك لن تهدديني لاجباري على الخضوع لعملية اجهاض
لمجرد أنتي مدينة لك؟"
شعرت رهف فجأة وكأن أحدهم قام بحشو كرة قطنية في فمها.
استغرقت برهة قبل أن تتمكن من الحديث : إن الطفل قنبلة موقوتة. لو كنت
مكاني ما كنت لتقبلي بهذا أبداً."
بعد قولها هذا، أخذت تحدق في فايزة: "لماذا تريدين الاحتفاظ بالطفل بينما
ستحصلين على الطلاق؟ كان بإمكانك التزوج بآخر وانجاب طفل آخر. إذا، لماذا
هذا الاصرار على الاحتفاظ بهذا الطفل؟ هل تعتقدين أنني لا أعلم ما تفكرين
فيه؟ "

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-