رواية ولادة من جديد الفصل الثامن والثلاثون38 بقلم مجهول


 

رواية ولاده من جديد الفصل الثامن والثلاثون بقلم مجهول

 لا يهم


"نعم. دعنا نتوقف عن المشاحنات."
أومأت فايزة إيماءة خفيفة: "هل يمكننا أن نعود إلى سابق عهدنا؟"
نعود إلى سابق عهدنا؟ كاد قلب حسام يقفز فرحاً بسبب كلماتها. لم يدرك حتى
أنه كان يتلعثم: "هـ..هل تقصدين
نظرت غليه قبل أن تخفض عينيها وتنطق بصوت جاد: "لقد فكرت ملياً في
الأمر خلال طريق العودة إلى البيت. قد يبدو مزاج جدتي مستقراً حاليا، وهذه
التغيرات الطفيفة قد لا تشكل مشكلة، ولكن على كل سيتم اجراء العملية في
غضون أسبوعين. لا ينبغي أن نتشاجر خلال هذه الفترة حتى لا تكتشف أية
مؤشرات مما قد يؤثر في صحتها."     عندما
سمع ذلك، أدرك أمراً: "هل تقصدين
"ألا تزال لا تفهم؟ إنها فترة حرجة جداً لجدتي الآن، ويجب أنت نتعاون مع
بعضنا البعض. بعد أسبوعين يمكنك أن تفعل ما تشاء. لا أحد ولا شيء يمكن أن
يمنعك بعد ذلك."
شعرت فايزة أنها كانت قد عبرت عن فكرتها بوضوح شديد. "أنت ذكي. ينبغي
أن تفهم ما أعنيه "
ارتجفت شفتاه رداً عليها. كانت على حق. كيف له ألا يفهمها؟
من
لم تكن تقترح التصالح معه ولم تعد غاضبة. كانت موافقة على هدنة فقط .
أجل فضيلة، ولكن هل كان هناك ما يمكن قوله؟ كانت تفعل كل شيء من أجل
جدته.
قهقه حسام والحزن في قلبه.
في نهاية المطاف، كان كمن يطلق النار على قدمه.
أجابها بصوت رخيم: "حسناً"
عندما رأت تعبير وجهه ترددت فايزة كادت أن تطرح فكرة أنها ستحتفظ بذاك
الطفل الذي منه، ولكن بعد وهلة من التفكير قررت عدم فعل ذلك.
نظراً لأن رهف تعرف بالفعل قرارها فمن المؤكد أنها ستخبره عن ذلك. قد يكون
السبب في عدم اثارته للموضوع أن هناك اتفاق صامت.
لديه ضمير على الأقل. ثم رفعت فايزة البطانية وقالت له: "والآن وقد توصلنا
إلى اتفاق دعنا نستريح قليلاً
بعد هذا القول، خطر ببالها أمر فجأة. نهضت سريعاً من السرير، وفتحت الخزانة
ونظرت إلى المسند الموجود داخلها في الركن.
كان هذا المسند موضوع في الأصل بينها وبين حسام لفترة طويلة في السرير
كحد بينهما. إلا أنه اختفي فجأة في أحد الأيام، مما كان يشير غلى أن علاقتهما
قد تقدمت خطوة.
أما الآن، فبدا أنه الوقت قد حان ليعود المسند إلى دوره مرة أخرى.
سحبته فايزة ووضعته في منتصف السرير.
عندما رأى حسام ذلك، غمر العبوس .وجهه. ما الذي كان يتوقعه منها غير ذلك؟
منذ لحظة اقتراحها بهدنة، اعتقد أن علاقتهما قد تعود إلى طبيعتها.
بعد انتهائها، التفتت فايزة ولاحظت أن حسام كان لا يزال متسمراً في مكانه
وقد علا وجهه تعبير مرتبك.
لم تعد تهتم بقراءة أفكاره: "ألا تعتزم النوم؟ إذا كان الأمر كذلك، سأخلد للنوم
أولاً اطفئ الأنوار عندما تكون جاهزاً للذهاب إلى الفراش
دون انتظار رده استلقت في السرير وغطت نفسها بالبطانية، وأغلقت عينيها
أمامه.
أمسى حسام عاجزاً تماماً عن الكلام بسبب تصرفاتها.
حدق في المسند الذي في منتصف السرير، ثم ابتسم ابتسامة ساخرة قبل أن
يتجه إلى السرير وقد غطى الوجوم وجهه، ثم استلقى على السرير وكأنه جثة
هامدة.
بمجرد أن أطفأ الأنوار، حل ظلام دامس في الغرفة. في ذات الوقت، شعر أن
حواسه قد تعاظمت بلا حدود
تنفس حسام أنفاساً ثقيلة، غير قادر على الخلود إلى النوم.
إلا أنه لم يمض وقت طويل حتى سمع صوت الأنفاس الهادئة المنتظمة من
الشخص الذي كان يستلقي بجواره.
لم يملك أن يمنع نفسه من الالتفات والنظر إلى اتجاه فايزة في الظلام. حدق
فيها لفترة طويلة حتى لم يعد مدركاً لما يفكر فيه.
بعد أن اتفق الزوجان على التصالح ، لم يعدا يتجاهلان بعضهما البعض في
المنزل.
وكما العادة، بعد نهوضها من السرير اغتسلت فايزة بل أنها .
حتى
ساعدت
حسام على ربط رابطة عنقه عندما وجدته يرتدي ملابسه.
كانت هناك حلقات داكنة تحت عينيه فبينما كانت فايزة نائمة نوماً عميقاً
بجواره الليلة الماضية، لم يتم حسام بالكاد لم يبدأ في الشعور بالنعاس إلا
عندما أشرقت الشمس.
وبعد أن بدأ في الدخول في نوم خفيف، سمع فايزة تستيقظ بجواره.
ونظراً لأنه لم يكن ينوي الاستمرار في النوم بعد الآن، قرر أن ينهض.
نظراً لنقص النوم الذي يعاني منه، مصحوباً برد فعلها الذي أثار غضبه ولم يجد
مكاناً ينفس عنه فيه، فقد بدأ في ارتداء ملابسه بشيء من العنف. نفذ صبره
أكثر عندما اضطر إلى ربط رباطة عنقه.
في تلك اللحظة، لم يتوقع أن تأتي فايزة إليه وتقدم اله يد العون.
همست برفق: "اسمح لي."
عندها خفض حسام عينيه ونظر إليها.
تجنبت فايزة عمداً نظرته الحادة وأضافت قائلة: "انحن قليلاً، وإلا لن اتمكن من
ربطها بشكل مناسب."
كانت شفتا حسام مشدودتين في خط رفيع. ووقف في مكانه دون
وكأنه كان يتفكر في الأمر.
الانحناء
جعل تصرفه هذا فايزة تنظر إلي عينيه.
ابتسم ابتسامة متكلفة وقال: "هل رضيت أخيراً أن تنظري إلي؟"
لم تجد فايزة ما تقوله ما خطبه؟ ألم يكن حديثنا جيداً ليلة أمس؟ ما الذي
ينويه الآن؟
لم يكن حسام نفسه يعرف ما خطبه فمؤخراً، كان قد بدأ يتصرف بشكل
غريب، وأصبح سريع الغضب. أراد أن يراها، لكنه لم يكن يريد رؤيتها. أراد أن
بالاقتراب منه، لكنه لم يتمكن من منع نفسه من الإساءة إليها لفظياً
تبادر هي .
كلما اقتربت منه.
"لا تنصرف هكذا يا حسام. ألم نتفق على التعاون مع بعضنا البعض لمدة
اسبوعين؟"
عبس حسام عند سماعه ذلك، وتراجع خطوة إلى الوراء وذم شفتيه: "انسي
ذلك. لا داعي للتظاهر طالما لا توجد أي خادمات من حولنا."
وبهذا، مشى بخطوات سريعة، تاركاً فايزة واقفة في مكانها، وقد أصابها
الذهول بعد وهلة سخرت وهي تفكر: إنه يتصرف تصرفات لا عقلانية بالمرة !
دون انتظاره، نزلت الطابق السفلي لتتناول الافطار، بينما نز لحسام بعد فترة
وجيزة.
بسبب موقف ربطة العنق الذي حدث شعرت فايزة بالغضب في قلبها، وتجاهلته
عندما لاحظت وجوده. وبينما راقبته الخادمات وهو ينزل الدرج، إلا أنهن
سارعن بالعودة إلى غرفهن خوفاً منه.
تجمعن عند الباب وبدأن تجاذب أطراف الحديث وهن يراقبنه وهو يتقدم
بخطوات ثابتة ويجلس بجوار زوجته
أدهشتهن هذه الحركة.
" هل تصالح السيد والسيدة منصور؟"
"لم يتناولا الافطار معاً من قبل لا أصدق أن السيد منصور قد يبادر بالجلوس
بجوارها اليوم."
"ألم تسمعن أن خلاف العشاق يتم حله بسرعة ؟ لطالما كانا مقربين. كما أنهما
ينامان في سرير واحد كل ليلة لا بد وأن يتصالحا أجلاً أو عاجلاً"
من
ناحية أخرى كان حسام يجلس بجوار فايزة ووجهه عليه امارات عدم
الرضاء.
بمجرد أن جلس، شعرت هي بهالة البرود الشديد التي تنبعث منه. دون الحاجة
إلى أن تلتفت إليه، شعرت بكم الممانعة لديه وهو يجلس بجوارها.
إلا أنها سرعان ما كبتت شعورها بعدم الارتياح أسبوعان. ما علي سوى أن
اتحمله لمدة أسبوعين فقط.
بعد مرور الأسبوعين ستكون قادرة على مغادرة هذا البيت. كل ما عليها فعله
الآن هو تحمل الصعاب من أجل فضيلة، ومن أجل الجنين، ومن أجل نفسها.
أعدت نفسها نفسياً قبل أن تصب كوباً من الحليب لحسام بتعبير لطيف على
وجهها. بل أنها حتى ابتسمت له عندما نظر إليها.
"صباح الخير يا حبيبي"
وجد حسام نفسه عاجزاً عن الكلام، فأطبق على أسنانه بقوة. الأمر لا يعنيها
أليس كذلك؟

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-