رواية ولادة من جديد الفصل السابع والثلاثون37 بقلم مجهول


 

رواية ولاده من جديد الفصل السابع والثلاثون بقلم مجهول

 لنعقد هدنة


هذا صحيح . إن البيانات التي حصلت عليها أظهرت وجود اختلاف طفيف،
لذلك، يمكن اعتبار أن حاستي السادسة، بشكل غير مباشر، أصابت الهدف.
اتفقت فايزة بهمهمة دون أن تنطق بكلمة اكتفت باسترجاع البيانات، ثم قامت
بطيها ووضعتها جانباً.
سيتم
بعد ذلك استرجعت فجأة أمراً ما، وتحدثت إلى حسام قائلة: "في الواقع، أشعر
أن جدتي خائفة من اجراء الجراحة ما كان ينبغي عليك أن تذكر لها أنه
تقديم موعد الجراحة اليوم ظهراً."
صدم حسام عند سماعه ذلك: "هل هذا صحيح؟"
"نعم"       ألقى نظرة عليها ولاحظ تركيز شديد على قسمات وجهها. وفجأة، أدرك أن ما
قالته في دار المسنين كان حقيقيا.
كانت قد ذكرت أن قلقها على فضيلة لا يتعلق به. لم تقل هذا وهي في نوبة
غضب، ولكنها كانت حقاً تعتبر فضيلة جدتها.
وفور أن أدرك حسام ذلك ذم شفتيه وقال: "حسناً، فهمت. سأطمنها في
زيارتي القادمة".
كانا يتحدثان بشكل هادئ مع بعضهما البعض؛ لأن موضوع النقاش كان مسألة
فضيلة. كان أمراً صعب تحقيقه في الآونة الأخيرة.
إلا أن الصمت هبط عليهما فور أن انتهيا من الحديث عن ذلك الأمر.
بل أن حتى السائق قد شعر بالدهشة عندما كان يقود السيارة. كانت الأمور
متوترة جداً عندما ركبا السيارة أول الأمر، وكأنهما سيتشاجران بصوت عال في
أي لحظة . إلا أنهما في الواقع بدلا من أن يتشاجرا بل أنهما شرعا في مناقشة
حالة السيدة منصور الكبيرة الصحية بشكل ودي.
تفكر السائق في البداية لم يستمر خلاف الزوجين طويلاً. إلا أنه بعد ذلك
بوقت قصير، توقف الزوجان عن الحديث مرة أخرى. وعادت الأجواء إلى التوتر
مرة أخرى، وأمست الأمور باردة كما كانت من قبل.
وجد السائق نفسه عاجزاً عن الكلام حسناً، مهما كان الأمر لا أفهم هذا، لذا
ينبغي أن أركز فقط على القيادة.
عندما وصلا إلى منزل عائلة منصور، نزلت فايزة من السيارة قبل حسام ،
وتوجهت للطابق العلوي. لم تسرع الخطى عند الدخول، لكن خطواتها لم تكن
بطيئة أيضاً. وبعد ذلك بوقت قصير، سبقت في السير، وتركت حسام وراءها.
لاحظ الخدم أن فايزة دخلت البيت أولاً بوجه خال من التعبير.
وبعد وهلة من صعودها الدرج صعد حسام أيضاً إلى الطابق العلوي بوجه
غاضب.
منذ عودة سيدة المنزل تحت المطر منذ فترة، بدأت الأجواء في المنزل تتزايد
غرابة. وبدأ الخدم يشعرون بشيء من الخوف أثناء أداء مهامهم، وعملوا
باجتهاد أكبر عما سبق.
كانوا يخشون أن يصبحوا كبش فداء الزوجين إن ارتكبوا أي أخطاء في
مهامهم.
بمجرد أن صعد الاثنان إلى الطابق العلوي، لم يملك الخدم سوى أن يجتمعوا
لمناقشة الأمر.
"بناء على الوضع الحالي للسيد والسيدة منصور فإنه يبدو أنهما على وشك
الحصول على الطلاق، أليس كذلك؟"
"يا إلهي ! ما هذا الهراء الذي تقوله؟ لا شك أنهما مجرد على خلاف بسيط، لن
يصل الأمر إلى الطلاق، أليس كذلك؟"
"ألم تسمع ما قاله شخص ما منذ يومين؟ زواج السيد والسيدة منصور زواج
زائف. إنه يحب شخصاً آخر. والآن، وبعد عودة الشخص الذي يحبه، كيف يمكنه
الزواج بالشخص الذي يحبه إذا لم يحصلا على الطلاق؟"
"حسناً، قد يبدو الأمر هكذا، ولكنهما متزوجان منذ فترة طويلة الآن. بالتأكيد قد
تكونت بعض المشاعر لديهما تجاه بعضهما البعض، أليس كذلك؟ انظر كم هما
قريبان من بعضهما البعض في معظم الوقت على أي حال، وفي رأيي
الشخصي، فإنهما بالتأكيد لن يحصلا على الطلاق "
"أراهنك على العكس، واعتقد أنهما بالتأكيد سيطلبان الطلاق. اصبر قليلاً. فهذا
سيحدث عما قريب. إما هذا الشهر أو الشهر القادم"
كانت آراء الجماهير متباينة، وظل الجميع مصرون على مناقشة حياة حسام
وفايزة الزوجية.
في هذه الأثناء، كانت فايزة قد تحممت بعد العودة إلى غرفتها. وكانت عواطفها
الآن أكثر هدوءاً عما كانت عليه قبلاً.
في طريق العودة إلى المنزل كانت تفكر في هذه المسألة.
كانت عملية فضيلة قريبة جداً، لذا كان من غير الضروري أن تظهر غضبها
لحسام في الوقت الحالي.
لقد ذكر من البداية أن زواجهما كان مجرد زواج صوري. إذا كان الطلاق لا مفر
منه، فإنه من الطبيعي أن يتورط مع رهف.
ومع ذلك، فإن الأمر الذي وجدته فايزة الأكثر حيرة، هو أنه أخبر لرهف بحملها.
لا استطيع أن أفهم هذا . ماذا كان يدور بخلده؟!
من جهة أخرى، إذا نظرنا إلى الأمور من منظور آخر فإنه كان مغرماً برهف، لذا
فمن الطبيعي أن يكون صادقاً . دون تحفظ معها.
وبالتالي، كان يمكن لفايزة الآن أن تتفهم سلوكه، ولكن من وجهة نظرها، لا
يمكنها أن تتفق مع. ذلك.
وعلى الرغم من عدم اتفاقها، كان يجب عليها أن تحافظ على هدوئها في هذه
الفترة.
بعد أن خرجت من الحمام، وجدت حسام مستلقياً على الأريكة في غرفة النوم.
لا بد أنه كان مرهقاً، فكان قد خلع عنه سترته، واستلقى هناك وعينيه مغلقتين.
وفور سماعه لصوت ما فتح عينيه على الفور ونظر إلى فايزة.
لقد كانت بداية تحدق به، لذا التقت عيونهما عندما نظر إليها. ومن فورها،
أدارت فايزة عينيها في اتجاه آخر في ارتباك.
إلا أن حسام لم ينزعج من ذلك، وسألها بهدوء وسكينة: "هل انتهيت؟"
أجابت بمزاجية: "نعم"
" سأذهب لأتحمم، إذاً."
بعد أن قال ذلك، قام ودخل الحمام.
مرت نصف ساعة قبل أن يخرج أخيراً من الحمام.
مسح شعره المبلل بمنشفة نظيفة أثناء خروجه من الحمام. وفجأة، توقف في
مكانه ونظر إلى فايزة التي كانت نائمة بعمق وهي : تستند إلى حافة السرير.
كانت هناك وسادة تدعم أسفل ظهرها، وتحمل كتاباً بين يديها. كانت قد أضاءت
مصباح السرير، والآن كانت نائمة بعمق على حافة السرير. كانت للتو قد قلبت
بضع صفحات في كتاب تمسك به.
واصل حسام التحديق بها لفترة طويلة قبل أن يلقي المنشفة التي بيده جانباً
ويتجه نحوها.
اقترب منها، وظل صامتاً، وهو يحدق بها تحت الضوء الخافت. كانت عيناها
جميلتين، إلا أنها كانت تبدة باردة وغير عاطفية عندما لا تبتسم. ومن المناسب
جداً وصفها بأنها مثل أميرة الثلج في بلاد العجائب الشتوية.
كانت فايزة تبدو حيوية بشكل استثنائي عندما تبتسم. فابتسامتها الساطعة
قادرة على اضفاء البهجة على أي غرفة.
بالاضافة إلى هاتين الصفتين المغريتين التي تمتلكهما، فقد رأى لها جانباً أكثر
جاذبية. في ذلك الوقت كان سحر عينيها كافياً ليجن جنونه.
لم يستطع أن يمنع نفسه من رفع يده ووضع طرف إصبعه على حافة حاجبها.
ثم نقل اصبعه لأسفل، ولمس جفتها.
وفي الحال، شعر بإحساس دافئ جياش يتدفق داخله من طرف إصبعه.
دم حسام شفتيه وعيناه تعبسان بسواد الفحم.
فجأة،
شعر بجفنها يتحرك تحت طرف ،إصبعه فسحب يده على الفور، وكأنه
تعرض لصعقة كهربائية. تظاهر بأن شيئاً لم يحدث.
إلا أنه لم يجد الفرصة للابتعاد حيث أن فايزة كانت قد فتحت عينيها بالفعل.
في تلك اللحظة، التقت عيونهما.
ظل حسام متسمراً في مكانه، عاجزاً عن الكلام.
وفي هذه الأثناء، القت فايزة له بنظرة غريبة. على الأرجح لم تدرك أنه كان قد
لمسها بطرف إصبعه قبلاً، لذا سألته: "ماذا تفعل واقفاً أمامي؟"
رد حسام في بطء وهدوء: "أردت فقط التحقق مما إذا كنت نائمة."
عند سماعها ذلك، أدركت فايزة أنها كانت في نوم عميق قبلاً. كانت تقرأ بينما
كان حسام في الحمام، وكانت تنتظر خروجه لكي يتمكنا من مواصلة
مفاوضاتهما، إلا أنها خلدت إلى النوم دون أن تدرك ذلك، بعد أن كانت بالكاد قد
قلبت بضع صفحات فقط من الكتاب.
في الماضي، كانت قد سمعت من الآخرين أن الحمل يجعل المرء أكثر نعاساً .
المعتاد، لكنها لم تصدق هذا الادعاء قط. الآن، بدا له أنه حقيقي.
من
بمجرد أن فكرت فايزة في ذلك، سعلت في ارتباك وقالت: "نعم، ربما اصابني كل
ما حدث في الصباح بالارهاق
بعد
أن انتهت من قول ذلك، أغلقت الكتاب الذي بين يديها، وسألت: "هل
انتهيت من الاستحمام؟"
"نعم" بدا صوت حسام مزاجياً، وظلت عيناه الداكنتين تراقبها باهتمام.
كان يحاول تخمين ما يدور بخلدها.
بدا سلوكها أفضل بكثير عنه هذا الصباح.
بعد المزيد من التفكير، حاول منع نفسه، ولكن في النهاية لم يتمكن من مقاومة
رغباته: "هل .."
زال غضبك مني؟ هذا ما كان ينوي أن يسأله.
" حسام، دعنا نعلن هدنة."
تحدث كلاهما في نفس الوقت تحدثت فايزة بايجاز وسرعة، لذلك لم يحظ
حسام بفرصة لانهاء جملته حيث أنها قاطعته.
"هدنة؟" لم يكن متأكداً مما تقصده

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-