رواية ولادة من جديد الفصل الرابع و والثلاثون34 بقلم مجهول


 

رواية ولاده من جديد الفصل الرابع والثلاثون بقلم مجهول

 هل كنت تبحث عني؟


عندما تلقت فايزة الرسالة النصية، رفعت رأسها لا إرادياً والتقت عيناها عن غير
قصد بعيني حسام السوداوتين العميقتين.
كان حسام يحدق بها.
نظرت إليه نظرة سريعة، وذمت شفتيها، ثم أدارت رأسها تتجاهله.
تصرفاتها جعلت حسام يعجز عن الكلام.
نظرت فايزة إلى هاتفها عندما تلقت رسالة أخرى.
"تعالي إلى جانبي."
لن يحدث. لا أريد.   "أنت حرة في فعل ما تشائين بمجرد أن تنتهي جدتي من العملية. رجاء أن
تكوني مطيعة الآن وتتعاوني معي. ألم تذكر أن علاقتنا مبنية على المنفعة
المتبادلة؟"
تمالكت فايزة نفسها بعد قراءة الجملة الأخيرة.
صحيح، إننا نفعل هذا لمصالحنا الخاصة.
لقد توصلنا إلى اتفاق متفق عليه في هذه المسألة . لماذا اتصرف بهذه الدراما؟
أخذت نفساً عميقاً وهي تتفكر قبل أن تتجه ببطء نحو حسام .
على الرغم من أنها كانت قد استعدت نفسياً، إلا أن الاقتراب منه كان لا يزال
صعباً بالنسبة لها.
عندما وصلت أخيراً إلى جواره تبدل تعبير وجه حسام إلى عبوس شديد.
كان عاجزاً تماماً عن الكلام عندما نظر إلى فايزة.
وفجأة، مد يده وأمسك بها.
تفاجأت، وحاولت لا إرادياً أن تتفادى يده لكنها كانت بطيئة جداً في النهاية
أمسك بها. اعتلى وجهه تجهم جذب يدها إلى ذراعه وقال برفق: "امسكي
ذراعي
ساد صمت ثقيل بينهما.
كانت فايزة مصدومة. لا أصدق أنه قال هذا أمام جدتي.
امتثلت لطلبه، وإن كان على مضض، فعلى كل لا ترغب في أن تصيب فضيلة
بالقلق.
لم يكن لدى فايزة خيار سوى أن تمسك بيده على مضض.
قال حسام وهو يتنهد في ارتياح واللدير عنها باستسلام: "تشبثي باحكام
واتبعيني
أجابت وقد نفذ صبرها: "حسناً."
أما فضيلة، التي كانت تجلس أمامهما في صمت فابتسمت أخيراً وسألت: "هل
تصالحتما؟"
جدتي؟
"لم يأت برفقتك اليوم، لذا أشعر أن هناك خطب ما كنتما دائماً تزورانني معاً،
منذ أن دخلت دار المسنين "
خفضت فايزة نظرها، وذمت شفتيها عند سماعها هذا.
ظنت أنها تقوم بفعل خير لكنها لم تكن تحسب حساب دقة فضيلة. لم تتمكن
فايزة من اخفاء أي شيء عنها.
والأسوأ من ذلك، أن فضيلة كانت مدركة لما يحدث، لكنها آثرت التزام الصمت.
ماذا يجب أن أفعله؟
أجابت فايزة بعد تفكير: "يا جدتي، كان بيننا خلاف طفيف، لكن الأمور على ما
يرام الآن"
"إن المشاحنات البسيطة بين الشباب أمر شائع، ويجب عليكما حلها بسرعة. إن
حسام ، باعتباره الرجل، ينبغي أن يكون أكثر مراعاة لفايزة، أليس كذلك؟"
"هل أخفقت أبداً في التعامل معها بمراعاة واحترام؟"
كان حسام يحتمل فايزة طيلة العامين الماضيين وكانت دائماً تصر على فعل
الأشياء بطريقتها هي.
عبرت فضيلة عن استيائها من رده فقالت: "ينبغي أن تتفق مع طلبي. لماذا
تجادلني ؟ "
أجاب في استسلام: "حسناً ... حاضر يا جدتي"
ثم قضى ثلاثتهم الدقائق العشرين التالية يتجولون في الحديقة. وكانت فايزة
قلقة من أن فضيلة قد تصاب بنزلة برد فاقترحت عليهما العودة إلى الداخل.
في هذه اللحظة اتصلت بها اللمرضة أيضاً.
"وصل الطبيب للقيام بجولته. يرجى إعادة السيدة منصور الكبيرة إلى العنبر."
بعد انتهاء المكالمة، أعاد حسام وفايزة فضيلة إلى داخل المستشفى.
لم يسمح لهما بدخول الغرفة أثناء الفحص المركز.
وفور ادخال فضيلة إلى غرفة الاستشارة، أفلتت فايزة فوراً ذراع حسام من
يدها وابتعدت عنه بمسافة آمنة.
لاحظت أنه يعبس في هذه اللحظة، وأعلنت: "سأذهب إلى الحمام"
وقبل أن يتمكن من أن ينطق بأي شيء، التفتت ومشت بعيداً.
دخلت الحمام وذهبت مباشرة إلى الحوض، حيث اكتشفت صابوناً سائلاً.
غسلت فايزة يديها مراراً وتكراراً، وكان وجهها بارداً.
لم تعتقد أنها ستشعر بهذا الكم من النفور إذا ما مجرد صادف حسام الالتقاء
برهف ما كانت لتعتقد أن لرهف نوايا أخرى.
إلا أن فايزة شعرت بالغثيان في كل مرة تذكرت فيها أن حسام كان قد قضى
الليلة مع رهف في اليوم السابق.
وهذا ما أثار اشمئزازاً صافياً وشنيعاً في فايزة.
كان الطقس بارداً قليلاً. وكانت يداها قد فقدت دفنها مع انتهائها من غسلهما،
مما تركهما باردتين برودة الثلج.
ثم مسحت يديها قبل مغادرة الحمام.
في جزء من اللحظة، توقفت فجأة ونظر إلى حسام الذي كان يتكئ على الباب.
كانت عيناه منحنيتان قليلاً تجاه الأرض، وكانت ملامح وجهه شديدة الوضوح
والرقة وبرز طول رموشه
بعد سماعه لصوت حركة التفت حسام ليواجهها، وقد توجهت نظراته الواجمة
إلى يديها.
كانت يدا فايزة شديدة الحمار من كثرة الفرك.
"لماذا غسلت يديك بهذا العنف؟" ظهرت لمحة من السخرية في عينيه
وانفتحت شفتاه الرفيعتان قليلاً "هل صادفك شيء قذر؟"
جاء ردها بناء على ذلك: "نعم، لهذا السبب غسلتها مرات عدة أخرى."
ظهر عبوس على وجهه عند سماعه لذلك.
يا لهذه المرأة !
لم تكن فايزة في مزاج لمواصلة الحديث، لذا غادرت إلا أنها كان عليها أن تمر
بجانبه أثناء ذهابها للبحث عن فضيلة.
نتيجة لذلك، أخذت بضع خطوات متعمدة إلى الأمام لتجنب حسام .
عندما لاحظ الرجل ذلك، لم يطق المزيد وتقدم بيقرص يدها.
"فايزة، هل تسعين لاغضابي؟ هل تعتقدين أنني قذر؟ ما الذي فعلته لاستحق
ازدرائك؟"
هتفت في ألم وحاولت أن تتحرر من قبضته، فأطبق على يدها بشكل أكبر
عندما رأها تحاول الافلات
ظهر العبوس على وجه فايزة الغاضب.
"اتركني يا حسام ."
تجاهل ندائها ونظر إليها بعيون باردة وميتة.
أما فايزة فلم تتأثر وسألت: "هل تعترف بفعل شيء قذر؟"
شعرت فايزة بأن حسام يضغط على يدها بشدة أكبر عندما نطقت بهذه
الكلمات.
بعد ذلك قلب يدها وعقد أصابعه باحكام حول أصابعها.
" وإن اعترفت؟" كان صوته ،رخيماً، وكانت نظرته مركزة عليها.
شعرت فايزة بالاشمئزاز الشديد وذمت شفتيها بقوة: "هل تظن أن هذا ممتع ؟"
سنحصل على الطلاق عما قريب. لماذا يتصرف هكذا الآن؟
دم حسام شفتيه ونظر إليها بهدوء.
" على الإطلاق. ولكن انصحك عدم تجنبي هل تعتقدين أن جدتي لن تلاحظ؟"
أخذت نفساً عميقاً بعد سماع كلماته.
"حسناً . اعدك بأن أياً ما سيحدث اليوم لن يحدث مرة أخرى طالما ظلت جدتي
في المستشفى "
بعد ذلك، توقفت قبل أن تضيف: "لا تقلق. ألعب دوري بشكل جيد"
كان حسام في حاجة ماسة إلى توكيدها.
كانت فضيلة كبيرة السن وحساسة ويقظة الملاحظة. وكان يخشى أن تلاحظ
أي مشاكل بينه وبين فايزة.
كانت الخطة الأصلية أن تتعاون فايزة معه.
إلا أنه عند سماعه توكيدها ووعدها شعر بوخزة ألم في قلبه.
كان الألم أشبه بسكين صدئ متبلد يقطع بقسوة وبطء في صدره.
اضافة، أصبحت حنجرته محتقنة ومبحوحة.
نظر إلى وجه فايزة الشاحب وسأل بصوت مبحوح : هل بحثت عني |
الليلة
الماضية؟"

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-