رواية الصندوق الفصل الرابع والثلاثون34 بقلم الهام عبده


 

رواية الصندوق الفصل الرابع والثلاثون بقلم الهام عبده

بعد ثلاثة أيام من آخر لقاء جمع يوسف ب ريم، اشتاق لرؤية وجهها الهادئ اللطيف الذي يبعث الطمأنينة داخل النفس و لصوتها ذو النبرة السريعة بكلماتها  العفوية الغير مرتبة، ببساطتها و يدها الماهرة في الرسم بريشة تسجل أدق التفاصيل، وجد نفسه ضائع بين التفكير بها و بين التفكير في مستقبل يريد رسمه بطريقة مغايرة لما يعيشه الآن، إن قال نعم لعلاقتهما فستكون بمثابة قيد طوعي يقيد نفسه به و إن قال لا فسيضيعها و يؤلم قلبه و قلبها، ترك الجهاز اللوحي الذي كان يكتب مقاله عليه و شعر ب حيرة أخذته لضيق و تشويش فطلب كوباً من الشاي ليساعده علي التركيز..
تفقد بريده الإلكتروني ليفاجأ برسالة من موقع اخباري في دولة اجنبية  كان قد بعث لهم سيرته الذاتية منذ قرابة خمسة أشهر، طلبوا منه عقد مقابلة عبر الإنترنت مع المدير  التنفيذي في غضون أسبوعين، تهلل في البداية فتلك أول خطوة في طريق حلمه ثم عاد و تذكر ريم فهل يشرح لها ما بباله أم يؤجل كل شئ ليتم في وقته المناسب؟؟
حاول أن يؤجل مقابلتها أكثر لكن رغبته في رؤيتها سيطرت عليه بالأكثر فأمسك هاتفه ليحادثها
يوسف: ريم .. صباح الخير 
كانت ريم لازالت نائمة مع ان الوقت تجاوز الحادية عشر و النصف، فتحت عينيها و أمسكت الهاتف لتجيب فظهر النعاس علي صوتها عندما قالت : صباح الخير يا يوسف.. 
يوسف: انتي لسه نايمة ؟! معلش صحيتك 
ريم : لا و لا يهمك .. ايه الاخبار ؟!
يوسف : تمام .. بقولك ايه تيجي نعمل مشوار دار المحفوظات ؟!
ريم : امتي ؟!
يوسف : النهارده كمان شويه كده بس هم آخرهم الساعة ٢ فلو موافقة ياريت متتأخريش
ريم : امممم .  انا لسه مش فايقة و عاوزة افطر  و استعد كده 
يوسف : مفيش مشكلة .. ممكن نخليها يوم تاني 
ريم بسرعة: لا لا .. هحاول أنجز بسرعة و نتقابل ف المترو .. تمام ؟؟!
يوسف: تمام ..
عندما تقابلا في محطة مترو الشهداء خرجا منها قاصدين ميكروباص السيدة عائشة ثم وصلا لميدان صلاح الدين الأيوبي و بسؤال احد أصحاب الاكشاك هناك الذي وصف لهما المكان فوجدا نفسيهما بعد دقائق أمام المبني المقصود مباشرةً ..
سألا فرد الأمن عن استخراج وثيقة لشجرة العائلة فقال : بص يا باشا .. انا اعرف إن جوا فيه وثائق بقالها ياما اوووي من ايام الخديوي بس المهم إن حضرتك تطلعلهم فوق و هم يشوفوا طلبك و بإذن الله طلبك مقضي
يوسف: إن شاء الله .. شكراً ..
فرد الأمن:  تحت امرك يا باشا 
صعد يوسف و ريم و قابلا موظف في أول غرفة صادفتهما فسألاه 
ريم : لو سمحت منين اقدر أطلع وثيقة شجرة عيلة ؟!
الموظف : و مين بقي اللي ضحك عليكم و فهمكم أن احنا بنطلع شجرة عيلة و كلام فارغ زي كده؟!!
يوسف بتعجب: نعم !! يعني ايه ؟!!
الموظف: يعني الحاجات دي وقفت من ٢٥ سنة .. هندور ف ايه و لا ايه دا احنا بقينا فوق ال ١٠٠ مليون!!
يوسف بغضب : يعني الوثائق دي موجودة فعلاً و لا لا ؟!
الموظف بتأفف: آه.. بس استخراج الوثائق دي اتوقف من ربع قرن .. 
يوسف : طب حضرتك اعملنا استثناء احنا محتاجين المعلومات دي ضروري .. لو سمحت 
الموظف و قد زاد ضجره: بص يا باشا .. قولتلك مش هينفع .. يلا بقي متعطلناش!!
يوسف : يعني ايه ؟! فيه قرار رسمي بوقف الوثائق دي و لا ده قرار منكم انتوا ؟! احب أفهم 
الموظف : يا باشا قولتلك مفيش .. اتفضل بقي 
يوسف بغضب و انفعال : لا .. مش هتفضل .. انا عاوز اقابل المدير هنا 
الموظف بتهكم : هيقولك نفس الكلام .. وفر علي نفسك و اتفضل بقي.. 
رفع يوسف صوته و صرخ قائلاً : م هو موظف السجل بعتني هنا فأنا مش هفضل كده ف متاهة .. لو سمحت اتصرف
تجمع الموظفين بسبب الصوت المرتفع فاقترب فرد الأمن من يوسف و قال : خلاص يا باشا .. ليها حل إن شاء الله 
أشار له بعينه فهدأ يوسف و خرج مع ريم للخارج و معهما فرد الأمن "أيمن"
أمام المبني وقف ثلاثتهم بينما حاول يوسف أن يهدأ من عصبيته فأخرجت ريم منديلاً ورقياً من حقيبتها ليمسح به قطرات العرق عن جبينه
قال أيمن : هدي نفسك يا باشا .. مش كده .. العصبية مش هتحل حاجه 
يوسف: اصل دي مش طريقة .. طالما الأوراق موجودة يبقي ليه لا .. بيقفلوها في وشنا ليه .. لو عاوزين فلوس زيادة ندفعها بس يطلعولنا الورقة اللي عايزنها 
ريم : بس من كلامه واضح ان الورق كله متشال كأرشيف و صعب تلاقي اللي عاوزة بسهولة عشان كده وقفوها 
يوسف : طب و الحل ؟
ريم : مش مشكلة بقي .. ده مجرد فضول من كتاب .. متكبرش الموضوع !!
يوسف : لا .. أنا محتاج أفهم اللي معايا ده يخص مين دلوقتي .. بصي هي كبرت ف دماغي و هوصلها لأعلي مسئول لحد م افهم ممنوع ليه ؟!!
أيمن : ليه بس القلق و الشوشرة دي يا باشا .. أنا عندي الحل .. حل بسيط و سريع و مفهوش مشاكل 
تحمست ريم و قالت : حل ايه ؟ الحقنا بيه 
أيمن : بص يا باشا .. انا معايا مفتاح الباب الرئيسي و معايا مفتاح البوابة دي و ممكن بطريقتي اخلي مفتاح اوضة قسم العائلات دي ليلة بحالها مفتوح .. تيجي حضرتك بقي و تدور براحتك لحد قبل م الموظفين تيجي 
يوسف: طب و الكاميرات؟!
أيمن بضحك: عطلانة بس محدش بيقول 
يوسف : طب و هنعمل كده امتي ؟! 
أيمن: بص يا باشا.. زميلي باقي الاسبوع ده كله هو بالليل و انا بالنهار و الأسبوع اللي جاي هنعكس 
يوسف بضجر: و انا لسه هستني لما تعكسوا .. انا تعبت و زهقت من الانتظار 
أيمن بعد تفكير: طيب بص لو هقول لزميلي عشان يعديكم يبقي المبلغ هنضربه × ٢ 
رد يوسف بقلق: المبلغ!! 
أيمن: امال احنا ملناش نفس نزود دخلنا يا باشا و لا ايه .. الحياة بقت صعبة و انت عارف 
يوسف بسخرية : دا أنا مش بس عارف .. انا مجرب و بجرب لحد دلوقتي 
ريم : متقلقش يا أيمن .. انا هدفع نصيبك و يوسف هيدفع لزميلك . أنت عاوز كام ؟!
يوسف : استني بس .. هتدفعي ليه اصلا؟!
ريم : هدفع عشان انا هدخل معاك .. كل راس تدفع لنفسها  .. صح يا أيمن؟!
أيمن بفرحة : مظبوط 
ريم : عاوز كام بقي 
أيمن: اتنين 
ريم : كام؟!
يوسف : يعني ألفين .. كده يا أيمن ؟!
أيمن : كده يا باشا 
ريم : اه .  طيب هروح اسحب من المكنة و اجي المهم التنفيذ امتي ؟!
ايمن : سيبوني لحد لما ارتبها و يوسف بيه يسيبلي رقمه عشان لما كله يبقي تمام اكلمه و اقوله
ريم : تمام  .. 
ذهبت ريم لتبحث عن ماكينة سحب قريبة بينما وقف يوسف و أيمن مع بعضهما 
يوسف : متطولش عليا يا أيمون
أيمن : عيني يا باشا .. بس لامؤاخذة كتاب ايه و شجرة عيلة ايه اللي بتدور عليها دي ؟!
يوسف بضجر : ده موضوع ورث و لازم نعرف مين صحاب الورث 
أيمن : اممممم .. طيب .. متنساش صاحبك اللي وقف معاك لو الموضوع اتحل 
يوسف : طبعا .. متقلقش 
طالت غيبة ريم فأحضر أيمن كرسياً و أجلس يوسف و أحضر كوبين من الشاي اكراماً له ..
بعد نصف ساعة عادت ريم و أعطته المبلغ فقام بعده ثم قال: تمام ..كده انا اخدت حقي .. ليلة التنفيذ بقي يوسف باشا يجيب الاتنين بتوع نبيل .. تمام ؟
يوسف : تمام 
ريم : بص يا ايمن .. احنا وثقنا فيك و اديناك فلوس قبل أي حاجه .. متفكرش بقي تلعب بينا .. اللي قدامك ده صحفي ف جريدة يعني ممكن بمقال يسيح و يعمله سبق صحفي و تبقي فضيحة 
ضحك أيمن و قال : متقلقيش يا أستاذة ... انا عند كلمتي و هتشوفي 
ريم : تمام .. يلا يا يوسف 
يوسف و هو يبتسم ع كلامها عنه لأيمن : يلااااا
___________________بقلم elham abdoo 

عاد يوسف للبيت و دخل غرفته و اخرج الصندوق ثم الكتاب من داخله، نظر له بتقدير وقد علم أنه  يملك بين يديه مُقتنَي  غالٍ و ثمين، التعمق في قراءة الكتاب و قد قارب علي إنهاء ثلثيه جعله يرتبط به عاطفياً و يغوص مع شخصياته و أحداثه فأصبح وقت القراءة به هو الوقت المفضل له يومياً، هذا النوع من التعلق دفعه لربط شخصيات الكتاب بالحاضر ليعرف كيف آل الحال بفروع تلك الجذور و إلي أي مدي امتدت !!
لامس بأنامله غلاف الكتاب القديم برقة و حرص ثم اخرج ذلك الخاتم الثمين و خاطبه بصوت مسموع: يا تري مين الايد اللي حطتك في الصندوق مع الخاتم ؟! ايد كاريمان صاحبة الخاتم و لا ايد تانية ؟! و يا تري مين الايد اللي اهملتك لدرجة انك تتباع روبابيكيا في مزاد بكام ألف و انت تساوي كتييير !! 
فتح الكتاب من عند الورقة التي وضعت عند مكان التوقف، عاد ليواصل الأحداث بشغف خاصةً بعدما اقترب من معرفة علاقة ريم ووالدتها بالكتاب!!
بعد بحث طويل و مكثف عن فاتن لم يُعثر لها علي أثر، بدأت حفيظة هانم في ذرف الدموع في وقت لم تستطع به اظهار القوة ففاتن تعد ابنتها حتي و إن لم تنجبها من احشائها، لم تستطع تقبُل أن يؤذيها أحد أو أن تكون في هذه اللحظات خائفة و مقيدة، تحول خوفها الشديد لصراخ في وجه عزيز حين قالت له 
حفيظة هانم : أين هي الآن؟! ألم تكن معك ؟!! لماذا تركتها تغيب عن نظرك .. لماذا لم تحافظ عليها ؟!! أنا من صدقتك و جئت بها إلي هنا كما طلبت .. يا ليتني ما جئت .. أنا هنا لا أعرف الكثير فكيف سأجدها؟! كيف تقف هكذا أمامي مثل التمثال ؟! أفعل شيئاً و احضرها لي !!
عزيز محاولاً اظهار التوتر : بحثت في كل مكان هنا بلا فائدة .. ناديت باسمها و لم ترد.. اختفت من أمامي لأنها أحبت لعبة الاختباء .. لا اعرف من فعل هذا و لمَ؟! أنا سأجن!!
حفيظة هانم : بدلا من جنونك الذي بلا فائدة ابحث عنها مع عدد من الرجال، لا تترك حجرة لا تبحث خلفها، فكر ربما لك عدواً او خصم ربما نتفاوض معه و نحل  الأمر .. ليعمل عقلك قليلاً 
اغتاظ عزيز من طريقتها معه و لكنه قال : سأذهب لسالم فهو لديه رجال كثيرون يعملون لديه و لهم معرفة كبيرة بالأماكن هنا .. سنبحث عنها في كل شبر حتي نجدها 
حفيظة هانم : و انا سأذهب للمخفر لتقديم بلاغ .. عساهم يساعدوننا 
ثريا بشماته : لا تقلقي يا حفيظة هانم .. الله دائماً يقف بجوار الطيبين و فاتن طيبة جداً مثلكِ 
نظرت لها حفيظة بحنق لكنها لم ترد لانها ليست في حالة تمكنها من رد الكلام بالكلام  فحاول منصور بك إزالة ثقل كلمات ثريا المغلفة فقال : لندعو الله أن نجدها سريعاً و ألا يصيبها مكروه .. سأذهب معكِ للمخفر..
ثريا : و أنا سأعود للبيت لأن هدي تحتاج للنوم عاجلاً .. ربما الحقكما بعد ذلك ..
رمقتها حفيظة بنظرة غاضبة لكنها ذهبت و من خلفها منصور بك ..
___________________بقلم elham abdoo

وصل عزيز لمنزل سالم فوجده عاد للتو من عمله، مواجهته بكاريمان افقدته القدرة علي مواصلة العمل اليوم فعاد ليستريح و يجلس قليلاً في هدوء لكن يظهر أن  الهدوء لم يكن مقدر له اليوم!!
دخل يجري و يلهث ثم وقف أمامه و قال في مشهد تمثيلي احترافي : سالم .. فاتن اختطفت.. انا بحاجه لمساعدتك .. من فضلك 
استعدل سالم جلسته و قال بتفاجؤ: كيف ؟!! و متي ؟!!
عزيز : منذ قليل .. اختفت عن نظري لدقائق بعدها بحثنا عنها جميعاً و لم نجدها 
سالم : و من أين يأتي يقينك باختطافها .. ربما تاهت في مكان بعيد أو أصيبت فأغشي عليها !!
عزيز بتأثر : ربما .. في كلا الحالتين سنحتاج رجالاً للبحث عنها .. 
سالم : بالطبع سنبحث .. تلك ضيفتي وواجبي حمايتها .. لو كان الأمر متوقف عليك ما كنت حركت اصبع واحد من كف يدي لأجلك .. ما فعلته بحقي ليس بقليل!!
عزيز : يا صاحب .. ما ورطك مع كاريمان هو طمعك و ابتزازك و ليس أنا فلا تلقي بمشكلاتك علي كاهلي .. يكفي ما أمر به 
سالم بتهكم : لعل خطف تلك الفتاة يكون أشعل داخلك فتيل المروءة حقاً و تخاف عليها 
عزيز بضيق: هل سترسل رجالك معي أم أعود لحفيظة هانم كي نري حلاً آخر 
سالم : انتظر .. سأجمع الرجال و آتِ معك بنفسي
____________________بقلم elham abdoo 

وصلت ثريا لمنزل كاريمان و من خلفها راشدة الخادمة  تحمل هدي النائمة 
ثريا : ضعيها في غرفتها برقة دون أن توقظيها .. إن استيقظت ستخلدينها للنوم مرة أخري 
جلست علي الأريكة بجوار كاريمان التي بدي عليها الحزن و الأسف
قالت ثريا في ارتياح برغم الحدث الموتر : هل بلغك ما حدث لتلك التافهة؟!
كاريمان بفتور: فاتن .. ماذا  حدث لها ؟!
ثريا : اختفت خلال النزهة في جزيرة الموز .. غير معروف هل ضاعت ام اختطفت، حفيظة أطلقت لسانها علي عزيز و افرغت كامل عصبيتها عليه 
كاريمان بتفاجؤ: ماذا تقولين ؟!! كيف اختفت ؟!!
ثريا بغرابة : ما بالك تنشغلين و تنهمين لأجلها !! هل نسيت ما فعلت !! ربما ذلك جزاءها و الدور القادم علي خالتها تلك !!
كاريمان : أنا لست مهمومة لأنها فاتن لكنه موقف صعب علي اي انسان !! 
ثريا : لا تخافي كثيراً .. ذهب عزيز لجمع رجال ليبحثون عنها و ذهبت حفيظة مع أبي للمخفر لعمل بلاغ باختفائها 
كاريمان بانهمام: لعلهم يجدونها سريعاً 
ثريا : لتلقي مصيرها أيا كان .. لكن ما بكِ؟! الحزن و الأسف يخيمان علي وجهك ؟! و لم ترغبي في الخروج من المنزل و الذهاب معنا صباحاً .. ماذا يحدث معكِ ؟
كاريمان : لا شئ .. مزاجي معكر قليلا 
ثريا : هل الطبيب هو السبب؟! 
كاريمان : قصة الطبيب انتهت يوم ربح تردده الجولة و رفض رد كرامتي أمام الجميع !! 
ثريا : اذن ماذا ؟! هل رياض ذاك مازال يضايقك ؟!
كاريمان: لا .. علي العكس فهو تفهم أنه لا طريق واصل بيننا و انتهي الأمر 
ثريا : اذن ماذا ؟!
وقفت كاريمان و استعدت للمغادرة هرباً من محاصرة اختها لها و قالت : قلت لكِ لا شئ .. 
______________بقلم elham abdo 

في المخفر تماسكت السيدة حفيظة بصعوبة لتروي ما حدث   أمام اليوزباشي ماهر و في الكرسي الذي يقابلها جلس منصور بك الراعي، قال لها اليوزباشي بعدما انتهت من الكلام 
اليوزباشي ماهر : ما قمتِ بشرحه للتو يقول أنه لم يمضِ علي اختفائها ساعة واحدة حتي الآن!!
حفيظة هانم بغضب: و هل الخطر يُعد بالساعات ؟! أخشي أن يكون أصابها مكروه فاختفائها من بيننا غير مبرراً !!
اليوزباشي: لديكِ حق و لكن ..  لمَ تتصورين أنها اختطفت، لمَ لا تكون ضائعة في مكان ما فهي ع حد قولكم ليست من سكان المكان بل زائرة 
حفيظة هانم : كانت مع خطيبها السيد عزيز و أثناء نزهتهما اختفت، ما الذي سيجعلها تبتعد من دون ابلاغه من الأساس.. ابنتي اختطفت أو تعرضت لأذي بالغ .. حدثي يقول هذا !! من فضلك إفعل شيئاً 
اليوزباشي: أنا مقدر لقلقك و لكن القانون يشترط مرور أكثر من يومين لاعتبارها مفقودة و بدء البحث و التحري عنها، قبل ذلك يمكننا انتظار عودتها 
 السيدة حفيظة بعصبية بالغة و صوت مرتفع  : لما لا تفهمني !! اقول لك اختفت من وسطنا أثناء تنزهها بشكل غريب .. هي في خطر اكيد .. واجبكم هو البحث عنها و  ليس الانتظار ليومين قد يحدث بهما الكثير .. ما هذا التخاذل و التكاسل !!
وقف اليوزباشي معترضاً و قال : هذا تعدي و اهانة لا يمكن قبولها.. من فضلك غادري مكتبي حالا .. 
قامت السيدة حفيظة و قالت : أنت لا تعرف مع من أخطأت !!
نظر لها اليوزباشي مستهيناً بتهديدها فخرجت مسرعة بغضب فقال  منصور بك : أيها الضابط .. رجاء مني أن تعذرها فتلك الفتاة المختفية ابنة اختها و في مكانة ابنتها الوحيدة .. قطعاً لم تقصد الإهانة.. من فضلك ساعدنا في العثور عليها 
اليوزباشي : أشكرك لمحاولة تلطيف الأمر لكن تلك السيدة المتعجرفة هددتني بشكل واضح لذا سأتعامل بنص القانون و ليس بروحه .. اذا مر  يومين دون ظهور الفتاة ابلغونا و حينها سنبحث عنها و نجدها لكم .. 
رأي منصور بك أنه لا فائدة من محاولته فاستأذن بالانصراف و مضي 
___________بقلم elham abdoo
اخذ سالم مجموعة كبيرة من رجاله و قسمهم مجموعات و كان هو و عزيز ضمن مجموعة منهم، بعد ساعات من البحث و سؤال كل مارِ هنا و هناك لم يصل أحد لأي معلومة عنها أو مشاهدة لها، أتقن عزيز دور القلق الخائف و ظل يبحث معهم باهتمام و دقة صدقها الجميع حتي باغته سالم بسؤال 
سالم : عزيز ... ينتابني الآن شعور أنها بالفعل مختطفة 
عزيز بثبات: قد قلت لك !!
سالم : نعم ولكن .. لما جاء ببالك اختطافها في أول الأمر؟! هل هناك شيئا ما تخفيه؟!
عزيز : مثل ماذا ؟!
سالم : مثل الشخص الذي طلبت مني تهديده و اخافته لأنه يلحق بك و يهددك ؟! أنسيته ؟!!
عزيز يتظاهر بالنسيان : هذا كان منذ وقت و مضي .. قد دفعت له مبلغاً من المال و ذهب إلي حال سبيله
سالم بتشكك: هل أنت متأكد ؟!
عزيز : بالطبع 
سالم : في النهاية تلك فتاة بريئة و ليس لها أعداء .. خطفها يعني أنه لقربها من شخص ما .. أنت أو خالتها علي سبيل المثال !!
عزيز : بماذا تتهمني ؟! ألا يكفي ضياع خطيبتي لتأت انت و تتهمني هكذا؟!
سالم : لم أتهمك بالرغم من أنني اعرفك جيداً لكنني احاول الوصول لخيط نبدأ البحث من خلاله.. أخبرني.. هل تأثرت فعلا لغيابها ؟! فأنت كنت مجبراً علي خطبتها .. أليس كذلك ؟!
عزيز : نعم .. افتقدها الآن فحتي و إن بدأ الموضوع جبراً لكنها أصبحت قريبة مني و تخصني 
سالم ما زال غير مقتنع: حديثك جميل و مقنع .. لكن لم أراني غير قانع به؟!
عزيز بغضب و انفعال مصطنع: لا فائدة من اقناعك و لست مضطراً لهذا .. سأذهب مع الرجال لمعاودة البحث و انت عندما تتخلص من شكوكك اتبعني!!
____________بقلم elham abdoo
ذهب سالم لمنزل كاريمان و كانت في غرفتها، وقف في الممر الذي أمام الباب و طلب من راشدة أن تناديها له فعادت بعد قليل لتقول له : سيدتي متعبة.. لن تستطيع مقابلة أحد !!
ابتلع سالم ما فعلته بسبب معرفته لسبب غضبها منه فقال لراشدة : هل لي بورقة و قلم ؟!
أعطته راشدة ما طلب فجلس علي كرسي قريب و كتب لها رسالة سريعة من عدة أسطر ثم طواها و أعطاها للخادمة لإيصالها ثم غادر 
عندما فتحت كاريمان الرسالة كانت تتوقع اعتذاراً آخر أو محاولة جديدة لقول حجج أو مبررات لكن فحوي الرسالة كان :
" عزيزتي / كاريمان .. اعرف أنك لا ترغبين بمقابلتي و هذا حقك .. لن افرض نفسي عليكِ حتي يذهب غضبك و لكن .. في مسألة اختطاف فاتن و لعل لديك علم .. الاحتمال الأكبر هو أن لعزيز اصبع في الأمر، قص لي إيفان يوم أمس أنه قبل شجاره مع عزيز رآه يتشاجر مع شخصٍ غريب لدرجة أن عزيز كان سيقتله!! أشعر أن اختفاء فاتن متعلق بهذا .. حاولت معه لكنه أنكر بشدة لذا لمصلحة اخيكِ حققي بالأمر فالسيدة حفيظة ستبتلعه حياً لو علمت بالأمر بعد فوات الأوان.. إن احتجتِ مساعدتي فأنا دائماً متاح لكِ .. دمتِ سالمة .." 
كانت كلمات سالمة منطقية و مخيفة في ذات الوقت، من سيفكر بخطف فاتن هنا ؟! عزيز خلف كارثة جديدة بالتأكيد و يجب عليها معرفة ما الأمر ؟!!!
_______________بقلم elham abdoo
علي كرسي في منزل قديم بمنطقة مهجورة و بعيدة قليلاً، ظهر النخيل و الشجر الكثيف من النوافذ و الهدوء الكبير دل علي أنه مكانٍ ناءٍ، جلست فاتن مقيدة بشكل كامل حيث إلتفت القيود حول يديها و رجليها و غالبية جسدها، ُربِطت قماشة علي فمها لتكميمها و جلس شخص لحراستها ظل يحملق بها طيلة الوقت، سيطر عليها الخوف بشكلٍ كامل حتي أنها بكت كثيراً حتي تعبت، لم يوجه لها ذلك الرجل اي كلمة و خافت هي أن تشير له بأي إشارة فربما يغضب و يؤذيها، ذهب لدقائق ثم أتي و في يده قارورة ماء روي بها ظمأه و قماشة ملفوفة فتحها ليبدأ تناول وجبته في صمت، لاحظ عيناها معلقتين بقارورة الماء فاعطاها تنبيهاً قائلاً : سأزيل ما علي فمك لترتوين و لكن إن صرختِ سأغضب و إن غضبت ستتأذين !! 
أشارت له بالموافقة فازال تلك الكمامة و أعطاها الماء فشربته كله فقدم لها بعض الطعام فقالت : أشكرك.. لست جائعة 
اعاد الكمامة كما كانت و استمر بتناول طعامه بينما هدأت فاتن قليلاً من بعد تصرفه اللين معها فربما ستعود سالمة بعد فدية ما خمنت أنه طلبها ..
_______________________ بقلم elham abdoo
جلست حفيظة هانم  في منزل السيد سالم مؤرقة و منفعلة و متوترة بشكل كبير، حاولت السيدة بثينة تهدئتها و لكن دون جدوي، جاء سالم و من بعده عزيز و اخبراها بأنه لا اثر لفاتن في كل البلدة فأجهشت بالبكاء أمامهم دون أن تستطيع التوقف فقال عزيز: لا تقلقي .. سنعاود البحث و لن نتوقف حتي نجدها 
سالم : الأهم من البحث هو محاولة معرفة سبب الاختفاء .. حفيظة هانم .. هل لكِ أعداء أو خصوم قد يفكرون بهذا؟!
حفيظة هانم : لا .. ليس لهذه الدرجه فخلافاتي مع بعض الناس في المنصورة لم تجعلهم يفكرون ابدا بمثل هذا و أيضا لماذا هنا في مثل هذا المكان البعيد؟!! الأمر مستبعد تماماً بالنسبة لي 
سالم موجهاً كلامه لعزيز : و انت ؟؟!
عزيز : أنا ايضاً كذلك !! سأذهب لأبدل ملابسي ثم نعاود البحث مجدداً
__________________بقلم elham abdoo
عاد عزيز للمنزل فوجد ثريا و كاريمان ووالده جالسون في الردهة الكبيرة 
سأله والده : هل وجدتموها أو وجدتم أثراً لها؟! 
عزيز متظاهراً بالخوف و اليأس: ابدااا كأنما انشقت الأرض و ابتلعتها !!
نظرت له كاريمان بمعني لا اصدقك ثم قالت : هل من معلومة أو رسالة ممن خطفها ؟! 
عزيز : أيضا لا .. للأسف 
ثريا بشماته : ربما طار عقل السيدة حفيظة الآن 
عزيز : نعم و بشكل لا يصدق !! سأذهب لأبدل ملابسي لأعاود البحث عنها من جديد مع الرجال 
منصور بك : اذهب و ليسدد الله خطاكم و تجدونها سالمة 
ذهب عزيز و بعد دقيقتين ذهبت كاريمان من خلفه و اتجهت لغرفته فوجدته في الحمام يغتسل، فتشت في أرجاء الغرفة ربما تجد دليلا او معلومة ما و لكن بلا فائدة، خرج من حمامه فوجدها قبالته فقال 
عزيز: خيراً ؟!
كاريمان بغضب : عزيز .. لا تراوغ !!
ذهب وراء الحاجز الخشبي ليرتدي ملابسه و قال : ماذا تريدين ؟! قولي سريعاً لأنني ذاهب في خلال دقائق .. لا وقت لدي !!
كاريمان : هل ليس لك علاقة حقاً بما حدث لفاتن ؟! 
عزيز : غريب .. انتِ و سالم توجهون لي نفس الاتهامات !! 
كاريمان : ألم تتشاجر مع شخص ما ليلة تهجمك علي إيفان؟!! من ذلك الشخص ؟! و لمَ تشاجرتما ؟! 
عزيز : هل أنا مطالب بالإجابة؟! لا اعتقد !
كاريمان : بل مطالب .  هل تفضل أن أذهب للمخفر و ادلي بشهادتي كي يحققون معك رسمياً ؟!
ضحك عزيز و قال : لن تفعلي هذا بالطبع يا رائدة الحفاظ علي اسم العائلة و هيبتها !!
كاريمان محاولةً اقناعه بالتكلم : عزيز .. إن اكتشف الأمر لاحقاً فخالتها قد تؤذيك و بشدة .. ارجوك تكلم و لنفعل شيئاً قبل فوات الأوان 
عزيز : مازلتِ تقولين كلام بلا معني .. انا ذاهب و سأتركك مع أفكارك الخيالية تلك !!
تركها و ذهب و بينما كانت ستغادر الغرفة رأت ورقة ممزقة في سلة المهملات، التقطتها ثم جلست و حاولت تجميعها مجدداً أملاً في أنها تحمل معلومة أو شيئاً مفيداً 
بعد أكثر من نصف ساعة تم الأمر و قرأت الرسالة و هي لا تكاد تصدق ما يفعله عزيز من خسة و إجرام!!!
______________________بقلم elham abdoo
نام يوسف من إرهاق ما حدث اليوم و مازال الكتاب بيده، دخل علاء الشقة و بحث عنه فوجده علي ذات الوضع بملابسه التي لم يبدلها بملابس البيت المريحة!!
أيقظه و قد أحضر معه فطيرة محشوة باللحم فدعاه ليتناولاها معاً ..
خلال تناولهما الطعام قص يوسف كل ما دار اليوم لصديقه و عن ما دار مع أيمن فقال علاء : هتبقي هجام يا يوسف !! دي جريمة يا بني و لو اتمسكت فيها قضية و حبس !!
يوسف : يا عم متفولش.. إن شاء الله خير 
علاء: و كمان ريم المجنونة دي طاوعتك و عاوزة تيجي معاك .. انتوا اتجننتوا .  كل ده عشان قصة ف كتاب !!
يوسف : يا عم متقللش من الموضوع.. أنا خلاص رايح رايح .. مش هتراجع 
علاء : كان نفسي ابقي جنبك بس ده تهور .. ع الاقل خليني بعيد عشان لو اتمسكت أأقوملك محامي .. اجيبلك عيش و حلاوة .. كده يعني 
ضحك يوسف و قال : أنا مش ف نيتي حاجه وحشة .. دي مجرد معلومة هاخدها و امشي و ربنا اكيد هيسترها معانا 
علاء : ربنا يستر 
ذهب كلاهما للنوم و لم يستيقظ يوسف الا علي صوت رنين هاتفه ليجد " أيمن " يتصل به فانتفض من مكانه ليرد عليه
أيمن: مساء الخير يا باشا .. مش قولتلك متسهلة 
يوسف : حبيبي يا أيمون .. ايه الاخبار؟؟
أيمن: الاخبار فل .. انهارده عرفت اسهي الموظف اللي معاه الأقفال و سبت باب الاوضة مقفول بس من غير قفل و فهمت نبيل ع الموضوع ووافق بس ناقص طبعا تديله حقه زي م اتفقنا 
يوسف: تمام بس قولي.. التنفيذ امتي ؟!
أيمن: النهارده يا باشا طبعاً ..بس بعد نص الليل عشان تكون الحركة خفت في الشارع..  بقولك انا  سايبلك باب الاوضة مفتوح.. يدوب تزقه بايدك كده هتلاقيه اتفتح  .. هتلاقي الاوضة  مكتوب عليها قسم العائلات .. تمام؟
يوسف : تمام 
أيمن: إن شاء الله ياباشا طلبك مقضي .. بإذن الله 
يوسف : تشكر .. حبيبي يا أيمون 
ايمن : و انت هناك لو حصل اي حاجه و نبيل معرفش يتصرف كلمني .. انا تحت امرك 
يوسف : حبيبي .. كلك واجب 
أيمن: سلام 
يوسف : مع السلامة 
تحمس يوسف كثيراً لأنه اقترب جداً من معرفة معلومة طال انتظارها ثم اتصل بريم و قال لها : استعدي .. العملية بالليل علي ١٢ كده .. تمام ؟ 
ضحكت ريم و قالت : و لو أن طريقتك محسساني اننا هنعمل زي ضبش و سلطان لما راحوا يسرقوا في غبي منه فيه بس ما علينا 
ضحك يوسف و قال : بس يارب ما نفشل زيهم 
ريم : خير خير .. هتلاقيني مستنياك عند السيدة عيشة قبلها بنصاية كده .. 
يوسف : ماشي .. اشوفك ع خير
_________________بقلم  elham abdoo

في تمام الثانية عشر بعد منتصف الليل، وقف يوسف و ريم أمام باب دار المحفوظات و حين رآهما نبيل شعر أنهما الضيفين المنتظرين فأشار لهما بالدخول، ألقيا عليه التحية ثم مد له يوسف المال المتفق عليه و قال : أيمن بيسلم عليك 
ابتسم لهما نبيل و فتح الباب و تركهما بالداخل بعد أن قال : الغرفة في الدور التاني ع اليمين .. قسم العائلات 
رد يوسف : تمام 
أحبت ريم جو الغموض و السرية ذاك فقالت ليوسف: شكلها هتبقي ليلة كلها غموض و تشويق 
ابتسم يوسف لها و قال : ربنا يستر .. عاوزين نخلص و نمشي ف السريع 
ريم : تمام .. إن شاء الله 
صعدا للطابق الثاني مستخدمين كشاف واحد كان بيد يوسف و تبعته ريم حتي وصلا للغرفة المقصودة، دفع الباب بلطف فانفتح فدخلا و أغلقا خلفهما و اشعلا ضوءا صغيرا احضراه معهما ليعطي إضاءة ضعيفة غير ملفتة بالغرفة..

عندما أضيئت الغرفة رأيا منظراً مدهشاً، الغرفة محاطة من جميع الجوانب بأدراج صغيرة كُتب علي كل واحد منها عدد منها السنوات التي تحوي مواليدها و هناك ركن مختلف كان مكتوباً عليه قسائم الزواج و هو مقسم حسب السنوات أيضا..
دار يوسف بعينيه في الغرفة كلها و شعر كما لو انه في داخل كتاب وثائقي كبير جداً، تلك الغرفة تحمل وثائق تعدي عمرها المئتي عام !!
نظر لريم  و قال : شايفه العظمة !!
ريم: دار المحفوظات دي المفروض تبقي مزار سياحي 
يوسف : طيب هاتي بقي بطاقة مامتك عشان نبتدي و منضيعش وقت 
أمسكت ريم حقيبتها و اخرجت البطاقة و قالت : اتفضل 
نظر لتاريخ الميلاد و قال : ١٨ يوليو ١٩٧١
ردت ريم من جانب آخر في الغرفة و قالت : آه. اكيد عارفة تاريخ ميلاد ماما .. ده انا بجيب هدية فيه كل سنة .. بص المزاج .. فيه كاتل هنا و فيه مية كمان  و هنا فيه شاي و سكر .. تشرب شاي ؟؟
نظر لها يوسف بتعجب : مش وقته 
بحث في الأدراج عن درج يحوي  سنة ٧١ فوجده و اخرج مستند يحمل شهر ٧ لسنة ١٩٧١ لأن كل سنة لها اثني عشر مستند ع عدد الشهور 
وجد شهادة الميلاد و هنا اخرج ورقة و كتب اسم الأب و الام 
و لأن الصندوق وجد في شقة جد ريم دوّن تاريخ ميلاد جدها في الورقة 
٣ فبراير ١٩٣٨ م 
و هنا بدأ البحث عن الدرج الذي يحمل العام المذكور فوجده في الجانب الأيمن فذهب الي هناك، في ذلك الوقت كانت ريم توقفت عن العبث بأرجاء الغرفة و اخرجت ورقاً و الوان و بدأت بالرسم و انهمكت لدرجة أنها لم تشعر بيوسف عندما جاء ووقف بجوارها ليري ماذا تفعل !! 
بدأت برسم منظراً دقيقاً للغرفة بمحتوياتها فتركها وعاد ليكمل عمله 
عندما فتح المستند الخاص بشهر فبراير دقق في اسم والدة الجد ووالده ليري مفاجأة كبري أمامه في اسم والدة جد ريم " قرأ الاسم عدة مرات في عقله ثم قال بصوت مسموع : وردة عزيز منصور كمال الدين الراعي!!! 
نظر لريم التي لم تنتبه لما قال و قال في داخله : هل ريم ذات الوجه البرئ المريح هي حفيدة ذلك الوغد الذي حكي عنه الكتاب؟!!  غير معقول!!!

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-