رواية ولادة من جديد الفصل الرابعمائه والخامس والثلاثون345 بقلم مجهول


 

رواية ولادة من جديد الفصل الرابعمائه والخامس والثلاثون  بقلم مجهول

الانتقال إلى شهد الملكة

لا حاجة للقول أن فريدة كانت شديدة اللطف مع فايزة عندما عادوا إلى المنزل. وحاولت فريدة التحدث معها، لكن في كل مرة كانت الكلمات تعلق في حلقها، بينما كانت تمسك بيد فايزة، بل حتى فايزة لم تكن تعرف من أين تبدأ، أو كيف ينبغي عليها مخاطبة الطرف الآخر.

على الرغم من أن الطفلين كانا يناديان زكريا وفريدة باعتبارهما جدهما وجدتهما، إلا أن فايزة لم تتمكن من اعتبار فريدة والدتها. فقد مر خمس سنوات، وهذا وقت طويل جداً.

ربما ساعدتها النظرة في عينيها، أو بالأحرى تعبير وجهها، فقد تمكنت فريدة من قراءة أفكار فايزة، فقامت بوضع شعرها خلف أذنها برفق وقالت بلطف: "يا ابنتي، لقد كانت هذه سنوات صعبة عليك"

كانت جملة واحدة فقط من فريدة كافية لتترقرق الدموع في عيون

فايزة. كانت تخيلت ما ستقوله فريدة، لكن آخر ما كانت تتوقعه كان هذا، مما أصابها بحزن شديد، ولم تتمكن من التحدث عن كل المظالم التي تخفيها في قلبها.

كانت الحميمة الأقرب لصلة قرابة بينهما أمراً لم تشعر به قط ولطالما كانت تتمنى وجود نموذج أنثوي في حياتها تحتذيه.
انفطر قلب فريدة عندما رأت الدموع في عيون فايزة ومدت يدها تربت خدها. "لا تحزني يا طفلتي كل شيء سيكون على ما يرام الآن بعد عودتك. لقد تسبب لك حسام في الكثير من الألم في الماضي، ولكن من الآن فصاعداً، سأحبك مثل أمك "

أمي؟ تحول كل ما تراه فايزة إلى ضباب، ولم تتمكن من رؤية تعبير فريدة على الإطلاق. لم تر سوى وجهاً محباً، وعندما سمعت الطريقة التي تتحدث بها فريدة عن نفسها، كانت مشوشة بعض الشيء. إذا ... هل يمكنني أن أناديها أمي من الآن فصاعداً؟ مع هذا الخاطر، عضت شفتها السفلى، وقالت في خجل: "اعتقدت أن ... أنك ربما لا ترغبين في الاعتراف بي بعد خمس سنوات."

"يا لك من عبيطة هذا مستحيل. لطالما أحببتك منذ كنت طفلة صغيرة، وأنت تعلمين ذلك. آنذاك .... عندما غادرت كنت ألوم نفسي لفترة طويلة باعتباري أمك، لم ألاحظ المشاكل التي كانت بينك وبين حسام، ولم أمد يدي بالمساعدة لحلها في الوقت المناسب. كان

هذا خطأي "

هزت فايزة رأسها. كانت عيناها اغروقت بالدموع بالفعل، وكانت الآن تنساب مثل اللؤلؤ على خديها وهي تهز رأسها، تترقرق لامعة على خلفية بشرتها الفاتحة. ليس لك علاقة بكل هذا. كانت هناك مشاكل بيني وبين حسام والتي أدت إلى سوء تفاهم، لكن الخطأ

كان خطؤنا. ليس خطوك أبداً."
وليس خطؤك أنت هو السبب كانت فريدة متحيزة بشدة الفايزة. ودائماً ما دافعت عنها. كان بصفته رب العائلة أن يحرص على حماية زوجته وأطفاله، لكنه لم يفعل، كما أنه لم يحافظ على زواجه. بدلاً من ذلك، كلفته تصرفاته زوجته وطفليه كان ذلك خطأ كبيراً من جانبه"

تفاجأت فايزة، فهي لم تتوقع أن تكون فريدة بهذه القسوة تجاه

حسام. "يا أمي"

"نعم ؟"

عندما سمعت فايزة رد فريدة، ذهلت لأن الكلمة كانت قد انفلتت من فمها دون قصد، وكان آخر ما توقعته رد من فريدة.

ناديني بهذا اللقب مستقبلاً. وحيث أنك قد عدت، فلا تغادري مرة أخرى. وإن أساء ذلك الشقي معاملتك، فلتخبريني، وسوف أتولى أمره وأعلمه درساً لن ينساه أو يمكنني أن أخبرك بسبل للتعامل

معه

"حقا؟" على الرغم من أن دموعها كانت لا تزال تنساب على خديها إلا أن مزاج فايزة كان قد تحسن كثيراً بعد هذه المحادثة السريعة. "هل ستأخذين صفي؟"
بالطبع، وإذا لم تصدقيني، فإنني سأويخه بشدة بمجرد عودته من الخارج."

عندما تذكرت فايزة أن حسام كان مسافراً وكان مصاباً، انحسرت الابتسامة عن وجهها قليلاً.

"حسناً، لا داعي أن نفكر في أي شيء آخر. إنك على الأرجح جائعة بعد هذه الرحلة الطويلة، والطعام جاهز. لا تفكري في أي شيء آخر لاحقاً، واستمتعي بالوجبة. أما بالنسبة للبقية ... يمكننا الحديث عن

ذلك غداً "

كان العشاء رائعاً، فقد كانت تعرف جميع الأطباق، وذات نكهة مختلفة تماماً عن الطعام خارج البلاد. والأهم من ذلك، كان هناك

شيء مألوف في الطعم.

التفتت إلى زكريا وفريدة، فعلى الرغم أنهم قد تصارحوا بالفعل، إلا أنه قد مرت سنوات منذ آخر لقاء لهم، لذا لم تكن واثقة تماماً، وبدت خجولة ومترددة بعض الشيء عندما تحدثت. "يا أبي وأمي، ألم

تأتوا بطاه جديد طيلة هذه السنوات؟"

نظرت فريدة إليها بحنان: "لقد ظل معنا ذات الطاه طيلة الوقت. فقد عمل عنا لسنوات طويلة، وقد اعتدنا طهيه. ما الخطب؟ هل

لاحظت الطعم على الفور؟"

"نعم، إنه طعم مألوف"
كان الطعام مألوفاً، وكان أثاث المنزل تقريباً نفسه كما كان قبل خمس سنوات، لو كان هناك أي شيء مختلف، فهو اضافة طفلين على طاولة الطعام. في التو واللحظة، كان الصغيران جالسين بين زكريا وفريدة، والتي بدأت بتقديم المزيد من الطعام على أطباق

نيرة ونبيل، بعد أن ردت على فايزة.

تفضلي يا نيرة، لقد أعجبكي هذا، أليس كذلك؟ خذي المزيد، وهذا

لك، يا نبيل "

في الواقع، لم تعد فايزة بحاجة للسهر على راحتهما، بل كان عليها فقط الاعتناء بنفسها. وبعد العشاء، قالت فريدة لها: "إن غرفتك هي ذاتها التي كنت تشاركينها مع حسام. يقوم الخدم بتنظيفها كل يوم وتم تغيير الأغطية، لذا يمكنك الانتقال إليها على الفور."

حسناً."

بالمناسبة، هناك أمر أود مناقشته معك" حدقت فريدة في فايزة بنظرة حرج، وبدا أنها مترددة في طرح الموضوع.

لاحظت فايزة ترددها، لذا اتخذت المبادرة، وسألت: "ما الأمر، يا أمي ؟"

"حسناً، إنك على الأرجح مرهقة، فلماذا لا ... لماذا لا تسمحي لنيرة ونبيل أن يناما في غرفتنا الليلة؟ إنني بالطبع أسأل رأيك في الأمر. إن كنت غير موافقة ...

شعرت فايزة بالحزن لرؤية فريدة تتصرف بهذه الطريقة دار برأسها لم يرتكبا أي خطأ، ولكنهما يتصرفان بحذر شديد معي، ثم اتخذت خطوات قليلة إلى الأمام، وقالت برفق : "يا أمي، طالما أنهما لن يمثلا

إزعاجاً لك، بالطبع، يمكنهما البقاء معك الليلة."

"لا ! لا يمثلان إزعاجاً بالطبع ولا يمثلان عبئاً! إنني سعيدة جداً أن يأتيا معي، وإن لا تمانعي، يمكننا مساعدتك في رعايتهما بانتظام فيما بعد. هذا صحيح، هل يذهبان إلى المدرسة ؟ أي مدرسة ؟"

أخبرتها فايزة بإيجاز عن شهد الملكة، في البداية ظنت أن فريدة قد تطلب منها نقل الطفلين إلى مدرسة في مدينة السدى تيسيراً للأمور، ولكن لدهشتها اكتفت بالقول ببساطة: "طالما أنهما يذهبان إلى مدرسة في شهد الملكة، فإننا سننتقل إلى هناك غداً."

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-