رواية ولادة من جديد الفصل الثالث والثلاثون33 بقلم مجهول


 

رواية ولاده من جديد الفصل الثالث والثلاثون بقلم مجهول

الفصل 33 تتجنبه كأنه الطاعون


عندما جاء ذكر اسم حسام ، تذكرت فايزة فجأة المشهد الذي رأته خارج النادي
الليلي ليلة أمس.
أين هو ؟ بالطبع، هو في منزل رهف.
أما بالنسبة لما حدث، وما فعلوه الليلة الماضية، مما جعله لا يأتي لزيارة
فضيلة الآن، فقد شعرت فايزة أن الاجابة واضحة جلية.
كانت تشعر بالغضب، ولكنها لم تستطع التنفيس عن مشاعرها أمام فضيلة، لذا
وجدت عذراً لا يسهل فضحه في وقت لاحق لتغطية حسام       سهر
أمس حتى وقت متأخر من الليل، لذا لا يزال نائماً."
بعد قولها هذا، أدركت فايزة أنها كانت تقول الحقيقة. لقد كان حسام قد سهر
حتى وقت متأخر ليلة أمس، لكن لا أحد يعرف ماذا كان يفعل.
عندما سمعت فضيلة ذلك، استاءت من فورها وهي : تنتقده قائلة: "كم عمره؟
لماذا لا يزال يسهر طوال الليل؟"
في هذه الأثناء، ابتسمت فايزة ولم تقل شيئاً.
وعندما لاحظت فضيلة سلوك فايزة، تنهدت قائلة: "أنت الوحيدة التي تستطيع
تحمل تصرفاته."
ردت فايزة بلطف: "لا أبداً"
ونظرا لعدم رغبتها في مواصلة الحديث في هذا الموضوع، اقترحت أن تأخذ
فضيلة للتنزه في الحديقة بكرسيها المتحرك، ووافقت فضيلة.
بعد ذلك، جلبت الممرضة كرسي فضيلة المتحرك، وساعدتها على الجلوس عليه.
لم تكن سيقان فضيلة في حالة سيئة، ولكنها لم تستطع المشي لفترات طويلة.
يمكنها المشي بضع خطوات في غرفتها، ولكن ليس في الخارج.
بمجرد أن استقرت في كرسيها المتحرك، فتحت فايزة الخزانة، وأخذت شالاً
سميكاً وبطانية. ثم لفتهما حول فضيلة قبل أن يتوجها إلى الخارج.
هذه الأثناء، لفت فضيلة الشال باحكام حول نفسها بما يرضيها، ثم هتفت
قائلة: "هذا القماش مريح اتذكر أنني كنت اشتكي من سمكه وثقله عندما كنت
أصغر عمراً. لقد بدأت أحبه الآن، لكنني لم أعد صغيرة السن"
استشفت فايزة نبرة حزن في صوت فضيلة وشعرت بالغرابة، لذا قامت بتهدئتها
قائلة: "يا جدتي، أعتقد أن هذا النسيج يناسب فضيلة الحالية بشكل أفضل. فهو
يتناسب مع الفستان الذي تم تفصيله لك وترتدينه الآن، كما أنه يجعلك تبدين
فاتنة. لطالما اعجبت بجمالك وطبعك "
كان ذلك الحقيقة، فجميع نساء عائلة منصور فاتنات سواء كانت فضيلة أو
حماة فايزة.
وكان هذا مؤشراً على أن رجال منصور يتمتعون بنظرة ثاقبة فيما يتعلق
بالنساء.
عندما ذكرت فايزة ذلك، اضافت قائلة: "يا جدتي اتذكر رؤيتك أنت وأمي معاً
في مأدبة حضرتها عندما كنت لا أزال طفلة ظننت أنكما شقيقتان "
كانت صغيرة في تلك الفترة. لذا، عندما رأت المرأتين الجميلتين ذات السمات
الرقيقة والخالية من التجاعيد، اعتقدت أنهما شقيقتان أنيقتان نبیلتان.
اعتبرت فضيلة هذا مضحكاً، ومزحت قائلة: "أوه، يا شقية أنت. إنك متحدثة
لبقة. لقد اقنعتيني، وفجأة أشعر بأنني لم أعد طاعنة في السن"
بعد أن قالت ذلك، انحنت فايزة وعانقت كتفي فضيلة.
"يا جدتي، أولاً أنت لست طاعنة في السن على الإطلاق، وأنا أحبك كثيراً."
كانت فضيلة تعاملها معاملة حسنة للغاية.
لذا، أحبتها فايزة كثيراً، وليس لأن فضيلة هي جدة حسام أو لأنها ترغب في
أن تكون كنتها في المستقبل.
بل لأن لطالما كانت فضيلة لطيفة مع فايزة منذ نعومة اظافرها.
كانت جدتي أنا قد توفيت في وقت مبكر، وليس لدي أم، ولكن الحب الذي
منحته لي جدتي عوضني عن كل ذلك حتى لو انفصلنا أنا و حسام بالطلاق.
عندما فكرت فايزة في ذلك، عانقت فضيلة بشدة أكبر: "سوف تظلين دائماً
جدتي"
رأى الاثنتان شخصاً يقترب منهما عندما كانا على وشك الوصول إلى الباب.
كان صاحب قامة طويلة ونحيلة، ووجه وسيم وإن بدت عيناه باردتان
عندما التقى الطرفان ببعضهما، توقفت فايزة عن السير.
" حسام؟"
اندهشت فضيلة لرؤية حسام هنا.
رحب حسام بفضيلة في صوت عميق: "جدتي"
كان صوته يبدو مبحوحاً قليلاً ومليئاً بلمحة من الجاذبية.
عندما رأته فايزة تهكمت بهدوء كان تهكمها هادئاً لدرجة أنها كادت لا تسمع،
ولكن بدا أن حسام قد لاحظ ذلك وألقى عليها نظرة خاطفة.
"ماذا بك؟ لقد قالت فايزة إنك سهرت حتى وقت متأخر من الليلة الماضية، لذا
اعتقدت أنك لن تتمكن من الحضور اليوم"
لم يتوقع حسام أن يكوه هذا هو العذر الذي استخدمته فايزة.
دم شفتيه قليلاً قبل أن يتملق فضيلة قائلاً: "لا يهم إذا كنت قد سهرت لوقت
متأخر، حتى لو بقيت ساهراً طيلة الليل، لا بد أن آتي لأراك"
"يا لك من
متحدث لبق" تعمدت فضيلة أن تنتقده بازدراء، ولكنها لم تتمكن من
كبت ابتسامة بهجة."
بعد ذلك، اقترب حسام من فايزة وعرض عليها قائلاً: "دعيني أقوم بذلك."
عندما اقترب من فايزة، لم تشتم فيه أي رائحة للخمر. بدلاً من ذلك كانت
رائحته رائحة صابون منعش.
بل، وكانت ملابسه مختلفة أيضاً، وكان قميصه الداخلي مكوياً مهندماً، يتناسب
تماماً . مع هيئته.
شعرت فايزة وكأنها يمكنها بسهولة تخمين من كان وراء هذا كله.
ربما كان حسام قد قضى الليلة في منزل أحدهم، وهو الشخص الذي كوى له
ملابسه هذا الصباح.
بينما كانت لا تزال غارقة في أفكارها، كان حسام قد وقف بالفعل بالقرب منها.
وإذ كانت يده على وشك أن تقترب من الكرسي المتحرك، سحبت يدها بسرعة
وأخذت خطوتين إلى الخلف للحفاظ على مسافة صغيرة بينهما.
كانت تتصرف وكأنه الطاعون أو ما شابه.
في هذه الأثناء، كان حسام مندهشاً من تصرفها المفاجئ.
بعد ثوان قليلة، تحول وجهه الوسيم إلى العبوس، واحاطت هالة
حول جسده بأكمله.
من البرود
في البداية، شعر قلبه بشيء من الدفء بعد الاستماع إلى فرضية شادي، لكن
الآن، تهكم في هدوء.
يبدو أنني أفرطت في التفكير في هذا الوضع .
سألت فضيلة في فضول وقد لاحظت أنهما لم يتحركا بعد أن وقف حسام
وراءها: "ماذا حدث؟"
عند سماعه سؤالها استعاد حسام هدوءه وانحنت شفتاه الرفيعتين.
لا شيء يا جدتي. لنذهب"
بعد ذلك، دفع كرسي فضيلة في اتجاه الحديقة، بينما تبعتهما فايزة بجوارهما.
عندما كانوا يرافقون فضيلة إلى الحديقة، كان حسام عادة ما يدفع الكرسي
المتحرك، بينما تعانق فايزة ذراعه أو تسحب زاوية قميصه.
أحياناً كانت تلتصق به حتى أنها كادت أن تشبه ذيلاً له.
إلا أن اليوم، حافظة فايزة على مسافة كبيرة بينهما مما يجعلها تبدو وكأنهما
لیسا زوجين، بل غرباء.
مع مرور الوقت أصبحت ملامح حسام أكثر عبوساً، وأصبحت الهالة المحيطة
به أكثر برودة.
فجأة، توقف.
أخبر فضيلة : يا جدتي انا مضطر إلى ارسال رسالة نصية."
أومات فضيلة، حيث أنها لم تظن أن هذا أمر غير عادي.
ثم أخرج هاتفه وبدأ في النقر على الشاشة.
عندما رأت فايزة ذلك المشهد، فقامت بغض نظرها دون أي عواطف.
لا شك أنه يرسل رسالة لصديقته الحبيبة رهف . ربما لم يبتعدا عن بعضهما فترة
طويلة، وكان قد بدأ في الاشتياق إليها ، كم هو ملتصق.
فقدت السيطرة تماماً على عواطفها، واشتعلت غيرة.
اهتز الهاتف في حقيبتها، فأخرجته في غضب دون أن تفكر كثيراً في الأمر.
في اللحظة التالية تسمرت.
كان ذلك لأنها وجدت رسالة من حسام . "لماذا تقفين بعيداً عني؟ هل تحاولين
أن تجعلي جدتي تشك في علاقتنا؟

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-