رواية ولادة من جديد الفصل الثانى والثلاثون32 بقلم مجهول


 

رواية ولاده من جديد الفصل الثانى والثلاثون بقلم مجهول

 متى كان رد الجميل سهلاً؟


كانت هذه
هي
اللحظة التي امست عندها فايزة مدينة لرهف بمعروف.
كما اكتشفت فايزة كم كان اتصال رهف مصيرياً بينما كانت
هي
تسعى لمساعدة
من الآخرين.
في ذلك الوقت فقدت عائلة صديق كل ممتلكاتها، باستثناء ذلك البيت.
وكانت فايزة تعتزم، أنه عندما يعودوا إلى النهوض من جديد، أن تبيع البيت
لجمع الأموال اللازمة لوادها ليعيد البدأ في أعماله. إلا أن فاروق رفض
اقتراحها، وأوعز لها بحزم قائلاً: "يمكنك التعامل مع المنزل كما تشائين، ولكن
حيث أنني تمكنت قبلاً من البدء في عملي من الصفر، فإنه يمكنني أن أفعل ذلك
مرة أخرى الآن. يفضل أن تقومي برهن البيت لهؤلاء الناس، واستغلال المال في
عزومة لرهف. ثم ابحثي عن شيء يمكنك مساعدتها فيه حتى تتمكني من رد
الجميل في أقرب فرصة ممكنة."  "أبي" متى كان رد الجميل سهلاً؟
ريت فاروق على رأسها، وابتسم في دفء
"حتى لو فقدت كل شيء، لا يمكنني أن اسمح لحبيبتي بياض الثلج أن تنحني
أمام منافستها في الحب. لذا، لا تقلقي. سأنهض من جديد، بل في الواقع، لقد
اتصلت بأحد أصدقائي، وسوف يساعدنا إذا طلبت منه المساعدة"
كلا، أنت تكذب .
كانت فايزة قد سمعت مكالمته، وعرفت أن الطرف الآخر قد رفض مساعدتهما.
إن الصديق الذي كان فاروق يتحدث عنه كان قد تلقى الكثير من المساعدة من
فاروق في الماضي. ومع ذلك، رفض مساعدته في هذه اللحظة الحرجة، يا له
من جاحد حقير.
كان فاروق قد كذب عليها حتى لا تقلق عليه. كما أنه لم يرغب في أن تدين
ابنته لرهف أكثر مما كانت تدين لها الآن.
بعد أن ظلت صامتة لبعض الوقت، رفعت رأسها، كاشفة عن نظرة شفقة على
في صوت منخفض وضعيف: "أبي، ماذا لو بحثنا عن
وجهها وهي :
السيد منصور ..
تتحدث
بمجرد قولها ذلك، تجهم وجهه على الفور. "لا يمكننا ذلك! حتى وإن تجاهلنا
حقيقة أن زكريا لا يعرف بهذا الأمر بعد؛ لأنه فور أن يعلم به، سوف يساعدنا
بالتأكير دون أن أطلب منه المساعدة. ولكن يا بياض الثلج، هل فكرت يوماً ما
ستفعلينه بعد أن تقبل مساعدته ؟ إن الابنة التي قمت بتربيتها هي أفضل شابة
في العالم، ولا أريد أن أراها تحني رأسها أمام أي شخص. لا تقلقي. حتى لو لم
يكن لدى أي ،مال، لكنني سأجد طريقة ما سيتطلب الأمر فقط القليل من الوقت
الاضافي. لذا عليك أن تنتظرينني، حسنا؟"
تلك الليلة، عادت فايزة إلى غرفتها وبكت بشدة حتى انتفخت عيناها.
بعد ذلك، لم تقم برهن المنزل، وإنما باعته ثم قامت بتحويل المال إلى حساب
فاروق في البنك.
عندما خرجت من البنك، أخرجت هاتفها، ووقفت في مكانها بينما تطلعت إلى
صورتها هي وحسام.
ربما ليست مشاعري تجاهحسام بالقوة التي اعتقدتها . احتاج إلى هذا المال.
ويتضح أنه على أرض الواقع، لا يوجد ما يتغلب على الصعاب.
بقيت فايزة وحنان معاً لمدة ساعتين قبل أن يفترقا.
خلال رحلة عودتها إلى المنزل، بدأت فايزة تحصي في صمت الأيام المتبقية
قبل وقوع الطلاق عندما زرت الجدة مؤخراً، كانت بحالة جيدة جداً. يقدر
الأطباء أنها ستتمكن من الخضوع للجراحة خلال شهر تقريباً. بمجرد أن تجري
الجراحة وتتعافى لبعض الوقت، يمكن لحسام وأنا أن ننهي هذا الزواج أخيراً،
ويمكنه هو أن يفي بوعده لرهف . إن رهف أكثر رقة ولطفاً مني، وهي تنتمي إلى
عائلة أفضل من عائلتي، لذا ستحبها جدتي أيضاً، وسيكون لهما مستقبل رائع
معاً، ولن يحتاجا إلى أن أقلق بشأن أي شيء.
"سيدة منصور
نظر السائق إلى فايزة عبر المرآة الخلفية، ولاحظ أنها تبدوا غائبة قليلاً، لذا قام
بتذكيرها قائلاً:" متى ستزورين السيدة منصور الكبيرة اليوم؟"
عندما سمعت ذلك صدمت و استفاقت من غفوتها.
وعندما لاحظ أنها بدت ضائعة قليلاً قام السائق بتذكيرها مرة أخرى: "اليوم
يوم الأحد"
عندما فهمت فايزة ذلك، تمالكت نفسها و همست هل هو يوم الأحد حقاً؟"
الوقت يمر بسرعة كبيرة.
نظراً لانشغالهما في العمل، لم تسمح لهما فضيلة بزيارتها إلا يوم الأحد،
وستغضب إلا ما زاراها في أي يوم آخر.
خلال هذين العامين كانت فايزة و حسام يزوران فضيلة معاً كل
يوم أحد. نظراً
لأن حسام كان قد أفرط في السكر ليلة أمس، وعاد إلى المنزل مع رهف، وبما
أنهما الآن
سأل السائق "هل تريدين مني أن اتصل بالسيد منصور؟"
أجابت فايزة بشكل لا ارادي: "لا حاجة لذلك. إنه مشغول."
لم يرد عليها، لذا استطردت قائلة: "سأذهب بمفردي "
في النهاية، لم يملك له سوى أن يومئ برأسه موافقاً وينطلق بالسيارة.
ونظراً لأنه كان يعمل لدى عائلة منصور منذ فترة طويلة، فقد لاحظ أن هناك
خطب ما في الجو العائلي وسمع بعض الشائعات المتداولة في المنزل والآن
وبعد أن رأى تصرفات فايزة شعر بأن قلبه ينفطر لأجلها.
إلا أنه لم يكن سوى سائق، وليس له الحق في أن يشغل نفسه بمثل هذه الأمور.
في أفضل دار للمسنين في مدينة السدى.
عندما وصلت فايزة استقبلها أحد أفراد طاقم التمريض بابتسامة، وأبلغها قائلاً:
سيدة منصور، لقد وصلت كانت السيدة منصور الكبيرة تحدثنا للتو عنك.
واقترحنا أنا وزميلي أن نخرجها للتنزه في الطابق السفلي، لكنها رفضت قائلة
أنها تريد انتظارك في غرفتها حتى لا تضطري إلى انتظارها."
عند سماعها ذلك، لم تتمكن فايزة من اخفاء ضحكتها: "في الواقع، لا مانع عندي
في انتظارها لبعض الوقت"
رد الممرض: "هذا يعود بشكل رئيسي إلى أنك تأتين لزيارتها مرة واحدة في
الأسبوع فقط، لهذا فهي تقدر الوقت الذي تقضيه معك، وتعتد أنه كلما زاد
الوقت الذي تقضيه معك، كلما كان ذلك أفضل"
فوجئت فايزة لسماعها هذا وتجمدت للحظة قبل أن تشعر أن هناك خطب ما:
" هل هي .
على ما يرام عاطفياً؟"
" من وجهة نظري، فهي على ما يرام. كانت مشاعرها هادئة دون
ثم
سألت فايزة: "ماذا .
ا عن عاداتها في الأكل والراحة؟"
"اعتقد أنها كما عادتها دائماً."
تقلبات"
"شكراً لك" أومأت فايزة، واضافت: "ومع ذلك، اسمح لي أن الطب منك
المساعدة في التحقق من عاداتها في النوم والأكل مؤخراً"
أوماً الممرض ووعد قائلاً: "بالتأكيد، لا مشكلة. سألقى نظرة."
"شكراً لله"
بعد أن شكرت الممرض مرة أخرى استدارت فايزة وتوجهت إلى غرفة فضيلة.
في هذه الأثناء، وبمساعدة الممرضة الشخصية لها كانت فضيلة قد عادت إلى
غرفتها، وكانت الآن تستريح على السرير في انتظار زيارة حفيدها وزوجته.
على الرغم من كبر سنها وظهور علامات الشيخوخة، إلا أنها لم تفقد شيء من
أناقتها وهدوءها. وكان شعرها الأبيض مربوطاً خلف رأسها، وكانت ترتدي
القطن بدى رقيقاً ودافئاً.
فستاناً
في
من
اللحظة التي سمعت فيها خطوات تقترب في الخارج، ظهرت على فضيلة
علامات السعادة والتحمس لم تتناسب مع عمرها.
"أزف الوقت، لذا لا بد أن فايزة وحسام في طريقهما لزيارتي "
وكانت للتو قد أنهت حديثها، عندما ظهرت هيئة مألوفة ونحيلة عند بابها.
صاحت في سعادة: "فايزة! لقد أتيت"
ركضت فايزة وتوقفت أمام فضيلة.
"جدتي! سعيدة برؤيتك"
"سعيدة برؤيتك أيضاً"
شعرت فضيلة بسعادة جمة، وسرعان ما أمسكت بيد فايزة.
إلا أن الابتسامة اختفت فوراً عن وجهها عندما لمست يد فايزة، ليحل محلها
الدهشة والقلق: لماذا يدك باردة هكذا؟ هل تشعرين بالبرد؟
قبل أن تتمكن فايزة من الرد، بدأت فضيلة في الثرثرة والتحايل عليها: "أنت
نحيفة ولا تتحملين البرد كيف يمكنك ارتداء هذه الملابس الخفيفة في مثل
هذا الطقس؟ أين حسام ؟ هل هكذا يعتني بك؟"
عند ذكر اسم حسام ، أدركت أخيراً أمراً ما.
" وبالمناسبة، أين هو؟"

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-