رواية ولادة من جديد الفصل الواحد و الثلاثون31 بقلم مجهول


 

رواية ولاده من جديد الفصل الواحد والثلاثون بقلم مجهول

محتوم ألا يكونا معاً


" ممتع ؟ " هذه الفكرة جعلت فايزة تقطب أنفها.
قالت حنان "بالطبع" وهي تسند ذقنها، وتشرح متحمسة: "هل تعلمين أن اللعب
مع الأطفال ممتع ؟ فمثلاً إن ولدت طفلة، يمكنك تزيينها بشكل جميل كل يوم
وكأنها دمية حقيقية. هل لعبت لعبة Project Makeover؟ إن تربية طفل
تشبه تماماً الباس الشخصية الخاصة بك داخل اللعبة."
شعرت فايزة أنها عاجزة عن الكلام، فلم تلعب قط أي ألعاب، ونظرت إلى حنان
في حيرة.   على فكرة، اسمحي لي أن أكون الأم الروحية لطفلك" بينما كانت حنان تفرك
يديها في حماس، تسللت نظرة تخفي سراً إلى عينيها. "إذا كنت مشغولة،
يمكنني الانتقال للسكن معك هههه . دعيني أوضح أنني لا اريد الانتقال للإقامة
معك .
من أجل اللعب مع طفلك "
لم تجد فايزة ما تقوله لكنها أدركت فجأة لماذا كانت حنان تصر على احتفاظها
بالطفل.
"هذا صحيح" تحولت حنان فجأة إلى الصرامة وسألت: "كدت أنسى أن أسألك.
هل جاءت رهف لزيارتك أمس؟"
"يا للهول؟ ماذا قالت لك؟"
ثم أخبرت فايزة صديقتها بكل ما دار أمس.
بعد الاستماع إلى سردها بدأت حنان الانفعالية تثور مرة أخرى. يا إلهي ما
مدى الوقاحة التي يمكن لها أن تصل إليها؟ أن تعطيك مالاً لتتركي حسام ؟ من
تظن نفسها تكون؟ هل هي زوجة حسام ؟ هل يتواعدان هي و حسام؟ جرأت
على أن تأت إليك وتتصنع الأهمية"
بينما كانت تنتقد رهف لم تشعر فايزة بالرغبة في ايقافها؛ لأنها كانت تعرف
طبيعة حنان. إذا لم تتمكن حنان التذمر سوف تشعر بالانزعاج بشكل طاغ.
بمجرد أن انتهت سلمت فايزة لها منديلاً وهي تنصحها: "هذه .
الأخيرة. لا تنتقديها مرة أخرى"
المرة
هي
"ماذا؟" اتسعت عينا حنان "كيف يمكنك الدفاع عنها بينما هي تعاملت معك
بهذا الشكل؟"
" حنان، لقد ساعدتني ذات مرة."
"متى؟" كانت حنان مشوشة وسألت: "لماذا لم أسمع بهذا الأمر من قبل؟"
انخفضت جفون فايزة، وقالت: "كان ذلك قبل وقت طويل."
كان ذلك عندما قدمت عائلة صديق طلب إعلان الإفلاس. وتم تجميد كافة
حسابات العائلة المصرفية، ولم يبق معها سوى بضع مئات الدولارات في حساب
PayPal الخاص بها.
في ذلك الوقت لم تكن تعرف ما قد حدث، وكان هاتف والدها مشغولاً دون
انقطاع، لذا لم تملك سوى أن تعود إلى المنزل بأسرع ما أمكنها.
عندما عادت إلى المنزل، اكتشفت أن منزلها في حالة من الفوضى. كانت
مجموعة من الناس يقومون بتشميع المدخل بأشرطة لاصقة، بينما كان البعض
الآخر يرش الطلاء على الجدران. وكان البعض يفكر حتى في الدخول وتفريغ
المنزل من محتوياته.
تم معاملة والد فايزة فاروق صديق، بخشونة وهو يحاول ايقافهم، ولكن انتهى
به الأمر إلى كسر ساقه. عندما شهدت فايزة ذلك كانت غاضبة لدرجة أنها
ذهبت وجادلت معهم. ثم اتصلت بالشرطة، لكن تم ضرب الهاتف من يدها.
كان المشهد فوضوياً.
في النهاية، تلقى الشخص المسؤول هناك مكالمة، وتبدل موقفه على الفور وهو
يتحدث بتواضع وتملق على الهاتف قائلا: "حسناً. لقد فهمت. نعم.
سأغادر مع
الآخرين الآن"
بعد انتهاء المكالمة توجه نحو فايزة وحدق فيها "هاه! حظكم من السماء. لن
تصادر هذا المنزل بعد الآن. إنه لكم " بهذا سخر واستهزأ مضيفاً: "ما كنتم
لتحصلوا على هذه الفرصة لولا أن الآنسة عبد الرؤوف تعرف رئيسنا في العمل.
نحن نقوم بهذا فقط من أجل الآنسة عبد الرؤوف، أفهمتي؟"
الآنسة عبد الرؤوف
مرق اسم بذهن فايزة.
"هل الشخص الذي تشير إليه هو رهف عبد الرؤوف؟"
"صحيح. اعتبروا أنفسكم محظوظين. هيا بنا نتحرك"
لم تكن فايزة لتتصور أبداً أن رهف قد مدت يد العون في ذلك اليوم، لذا اتصلت
بها بعد أن غادر أولئك الرجال.
" هل أنت بخير؟ هل أصابوكي بالرعب؟ ربما تأخرت قليلا في اجراء مكالمتي.
سمعت أن السيد صديق قد تعرض لاصابة، لذا قمت بترتيب سيارة إلى منزلك.
بمجرد وصولها اركبا السيارة، وسيقودكما السائق إلى المستشفى. لقد رتبت
أيضاً لوجود طبيب للعناية بوالدك "
في هذه الأثناء، كانت فايزة قابضة على هاتفها غير قادرة على استيعاب ما
يحدث. "لماذا تساعدينني؟ "
كانت مدركة أنها ليست مقربة من رهف حيث أنهما لا تعرفان بعضهما البعض
سوى من خلا لحسام ، ولم ينسجما معاً كثيراً.
وعندما علمت فايزة أن حسام يكن المشاعر لرهف، تباعدت علاقتهما أكثر، لذا
حافظت على مسافة عن رهف قدر المستطاع. وعلى كل، لم تكن أبدأ شخصاً
خيراً.
على الرغم أنها لم تعتبر رهف عدواً، ولم تكرهها، إلا أنها لم تتمكن من مصادقتها
أيضاً، إلا أنها لم تتوقع أبدأ أن تساعدها رهف
بعد سماعها لسؤال فايزة، قهقهت رهف بلطف وقالت: "لأنك صديقة آل، وأي
صديق لآل، اعتبره صديق لي، ولذا سأساعدك بالطبع. لا أريد منك أي شعور
بأنك مدينة لي بأي شيء، ولا تخبري أحد أنني ساعدتك اعتبري أن آل هو من
ساعدك "
عندما قالت رهف ذلك، اتضح كل شيء لفايزة, إنها تساعدني فقط من أجلحسام
ذمت شفتيها الشاحبتين وهي تتردد في تلك اللحظة بدأ فاروق فجأة في
السعال بشدة، وصاحت الخادمة التي بجانبه بشكل هيستيري: "السيد صديق!
يا سيد صديق هل أنت بخير؟ يا آنسة صديق، يجب أن نأخذه إلى المستشفى."
جاءها صوت رهف القلق عبر الهاتف.
"هل السيد صديق بخير؟ يا فايزة لنتبادل أطراف الحديث في وقت آخر. يجب
أن تأخذيه إلى المستشفى بأسرع وقت ممكن سوف يصل السائق إليك بعد
قليل."
ألقت فايزة نظرة على والدها الذي بدأ يتصبب عرقاً بارداً وبدا شاحباً،
وانقبضت يداها في قبضة محكمة في النهاية بسطت قبضتيها في وهن، كما
لو أنها قد خضعت للقدر.
وقالت لرهف على الهاتف: "أنا ممتنة لك بشدة. شكراً لك"
"ماذا تقولين؟ ألم أقل لك أن تعتبريها مساعدة من حسام؟ اذهبي واعتني
بوالدك وتم انهاء المكالمة بسرعة.
وضعت فايزة هاتفها جانباً، وركضت إلى فاروق لتساعده. "أبي، هل أنت بخير؟
اصمد. ستصل سيارة بعد قليل"
بمجرد انتهائها من الكلام، جاء أحدهم بسائق إلى الداخل، وساعد الجميع لوضع
فاروق في السيارة.
في الطريق إلى المستشفى، نظر فاروق إلى ابنته، وسألها في حذر: "يا بياض
الثلج، من الذي اتصل بك قبل قليل؟ "
كان اسم " بياض الثلج" الكنية التي أطلقها فاروق على فايزة. منذ أن بدأت
تنكون ذكرياتها، نشأت في أسرة تتكون من أب فقط، وكان والدها هو القائم
الوحيد برعايتها.
كونها في صغرها كانت فتاة لطيفة ومحبوبة بدت وهي ترتدي فستانها الأبيض
وكأنها رجل ثلج صغير، لذا أطلق والدها عليها لقب بياض الثلج. منذ ذلك
الحين صار يناديها بهذا اللقب وإلى الآن.
ظلت فايزة على صمتها لبعض الوقت قبل أن تجيب قائلة: "إنها رهف. لقد
ساعدتنا، لذا فإني مدينة لها بمعروف"
عند سماع ذلك صدم فاروق وأشار لها فوراً: " بياض الثلج، لننزل من هذه
السيارة."
كان الثنائي الأب والابنة، قد عاشا معاً، لذا كان بامكانه أن يرى أن ابنته الطيبة
تحب حسام . إلا أن المسألة بين حسام ورهف كانت قد انتشرت في دائرتهما
الاجتماعية.
وحيث أن ابنته كانت بالفعل قد نفضت يديها من تلك المسألة، فما الذي ستفعله
الآن وهي مدينة لمنافستها في الحب بمعروف؟ لذا أصر فاروق على النزول
فوراً من السيارة.
إلا أن فايزة أمسكت به، وحثته بوجه شاحب "يا أبي، لا تفعل ذلك! حتى لو
نزلنا الآن، فإن ذلك لن يغير في الأمر شيئاً، فقد قبلنا مساعدتها بالفعل. لو لم
تجر رهف ذلك الاتصال ما كان هؤلاء الأشخاص خارج منزلنا قد رحلوا."
" ولكنك أنت و حسام..."
واسته بابتسامة باهتة: "لا بأس من ذلك لعله ليس من المقدر أن نكون معاً."

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-