رواية شيخ في محراب قلبي الفصل الواحد والثلاثون 31والاخير بقلم رحمه نبيل


 

رواية شيخ في محراب قلبي الفصل الواحد والثلاثون والاخير بقلم رحمه نبيل


حكمت المحكمة حضوريا على كلا من مصطفى عادل الاباصيري و جمال عبدالعظيم السيد بالسجن المؤبد ...رُفعت الجلسة " 

هزت تلك الجملة أرجاء المحكمة بعد ساعات وساعات من المرافعات والشهادات والصرخات والاهات ..ومع انطلاق تلك الكلمات كانت صرخة عالية تخرج من جوف فاطمة وهي ترتمي في أحضان زكريا تبكي لا تعرف لِمَ ؟؟؟؟ بينما هو يقبل رأسها بسعادة كبيرة واخيرا يستطيع النوم دون أن يحلم بها تبكي أو يتردد صراخها في أذنه ....انتبه زكريا بعينه لهادي الذي غمز له بفرحة كبير فقد عمل هادي طوال الأيام السابقة على الذهاب لكل أهالي الضحايا الذين وجد لهم فيديوهات في حاسوب مصطفى واقنعهم جميعا بتقديم بلاغات ...منهم من استجاب والبعض اتخذ الجبن ذريعة تحت غطاء أن الأمر انتهى ولن يقوموا بفضح ابنتهم ...وكأنه ما يفعلونه ليس فضحا ...ومع البلاغات الكثيرة حُكم واخيرا على الثنائي بمؤبد ....

ابتسم هادي وهو يشاهد العساكر يسحبون الشابين وصرخات جمال تكاد تصم الآذان وهو يترجى والده أن ينجده من تلك المصيبة فأي مؤبد هذا الذي سيقضيه داخل جدران السجون ...بينما كان مصطفى يسير وهو يشعر وكأنها النهاية صوت صراخات والدته وبكاءها وهي تندب حظها وتنعيه يكاد يقتله ...انحرف بعينه قبل أن يسحبه العسكري ليرى انهيار والدته داخل أحضان جمال الذي حاول السيطرة عليها وهي تكاد تسقط ارضا من حزنها وصدمتها في ابنها ......

كان رشدي يبتسم بسعادة وهو ينظر لرفيقه ولتلك البسمة والتي واخيرا خرجت من قلبه كما كان يحدث قديما ....

خرج الجميع من المحكمة والضحكات تعلو الوجوه والشباب جميعا يهللون ...فقد كان كلا من زكريا وهادي ورشدي يضعون ايدي بعضهم البعض على كتف الاخر وهو يحركون قدمهم وكأنهم يرقصون وهم يهبطون الدرج يغنون بصوت عالي وكأنهم خرجوا من زفاف للتو ....

وبمجرد أن اطل الجميع للخارج حتى انطلقت الزغاريد لتكمل الجو الذي كان منتشر بينهم والتي تبين انها تخرج من فم كلا من ماسة و وداد اللتان جائتا رفقة فرج وشيماء و لؤي والسعادة تعلو الوجوه ....

ركض الجميع صوب فاطمة والبسمات تعلو الوجوه وكأنهم في إحدى المناسبات السعيدة.................

________________

بعد شهر من تلك الأحداث :

" سأشتاق لكما كثيرا يا الله كيف سأعيش دونكما ؟؟؟"

بكت بثينة أكثر وهي تبتعد عن أحضان فرانسو تضم ماريانا بحزن شديد تهتف لها بفرنسية جيدة إلى حد ما :

" حبيبتي لا تقلقي انا أخبرت فرانسو أننا سنأتي لزيارتك كل فترة ...صحيح فرانسو ؟؟؟"

أنهت حديثها وهي ترمي فرانسو بنظرات رجاء ليبتسم لها فرانسو وهو يهز رأسه موافقا ....ثم انحنى حاملا الطفل الذي كان مشغولا بالالعاب بيده ليقبله فرانسو بشدة :

" نعم هذا صحيح فأنا لن اتمكن من الابتعاد عن الصغير كثيرا " 

ابتسمت لهما ماريانا ثم قالت مجددا بحنين :

" سأكون في انتظار ذلك الوقت حقا " 

ابتسم فرانسو وهو يستمع لنداء الطائرة المتوجهه لمصر لذا مد يده لها بالصغير بعدما قبله قبلة كبيرة ...ثم ابتعد يضم إليه بثينة مودعا ماريانا وتوجه الاثنان لبوابة التفتيش ومازالت بثينة شاردة بعد الوقت ليقول فرانسو بتعجب :

" سرحانة في ايه يا قلبي ؟؟؟"

نظرت له بثينة بقلق وتوتر قد بدأ يسري بجسدها الذي كان يرتجف :

" خايفة ....خايفة ارجع واواجه الكل بعد كل اللي عملته ..."

صمتت قليلا تتذكر ما فعلته وهي تقول بدموع :

" انا ...انا كنت هكفر واعمل عمل و...."

قاطعها فرانسو سريعا وهو يجذب رأسها لصدره بنعنف يصمتها عن قول تلك الحماقات وهو يردد بحزم :

" اول واخر مرة يا بثينة سامعة؟؟ اول واخر مرة تقولي كل ده ...انتِ كنتِ مريضة وكل اللي حصل ده كان شبه بدون إرادتك وعقلك الباطن مكنش واعي للي بتعمليه ده غير انك توبتي لربك يا قلبي وكمان فاكرة الشيخ قال ايه ؟؟؟ قال كويس إن العمل محصلش للبنت والا وقتها كان هيبقى الموضوع اكبر "

بكت بثينة أكثر وهي تحاول أن تسامح نفسها :

" بس ده ده قالي أنه من الكبائر ووو....."

قاطعها فرانسو وهو يعلم إلى أين سيصل هذا النقاش الذي كانت تفتحه منذ ذهبت لشيخ أحد المساجد وعلمت توابع فعلتها :

" من الكبائر والمحرمات والسبع الموبقات بس كمان متنسيش يا قلبي أبواب رحمة ربك دايما مفتوحة ومتنسيش كمان إن ربك بيطمنئك ويقولك {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ﴾ [طه: 82] "

هزت بثينة رأسها وهي تصدق على حديثه ثم ابتعدت عنه بسرعة وهي تسمع النداء الاخير المتوجهين لمصر ...اشتاقت كثيرا للجميع وتود لو تطير الان إليهم بسرعة لذا أمسكت يد زوجها الحبيب الذي عانى كثيرا معها ورأى ما لم يتحمله غيره... طوال ذلك الشهر كان دائما ما يحاول مساعدتها ليعالجها من تلك الحالة التي كانت بها بل وإنه كان احيانا يأخذها لإحدى الصديقات في نفس المجال حتى لا تخجل منها كما تفعل معه في بعض الأحيان ....ابتسمت وهي تراه يلوح بالاوراق الخاصة بهما بعدما تسلمها من الشرطي المسئول عنها :

" وها قد انتهينا ..هيا يا حلوتي "

" والله ما فيه حلويات غيرك "

تحدث فرانسو بتعجب وقد اقترب منها :

" قولتي ايه ؟؟؟"

" ولا حاجة يلا عشان نلحق الطيارة "

ابتسم لها فرانسو وهو يمسك يدها يتحرك معها وهو يميل عليها هامسا :

" لكم انا متحمس حتى اعود واتمم زواجي بكِ يا جميلة ......."

____________________________

" زكـــــــريـــــــــــا "

انتفض زكريا من جلسته برعب وهو يضع مصحفه على الطاولة جانبا ثم ركض صوب المطبخ حيث توجد هي زوجته وحبيبته الجميلة ....يصرخ برعب :

" ايه ؟؟؟ حصل ايه ؟؟؟؟ "

كام يصرخ بهلع شديد وهو يظن أن شيئا خطرا قد حدث معها لكن بمجرد أن خطت قدمه للمطبخ حتى انزلق فجأة على أرضية المكان ليسقط بعنف شديد على ظهره وتصدح صرخاته في الشقة كلها ....

فتحت فاطمة عينها بصدمة وهي تنظر له ارضا يتأوه بعنف لا يستطيع التحرك ......

" ربـــــــــاه كُسر ظهري " 

ابتسمت فاطمة فجأة بعدما كانت ملامحها مرعوبة وهي تقول بحنين ضامة يديها جانب وجهها تسرح خيالها في ذكريات قريبة :

" يااه تصدق الكلمة دي وحشتني اوي ..فاكر يا زكريا فاكر لما كنت دايما تقولها زمان كل ما تشوفني "

ابتسم زكريا بسخرية وهو يحاول النهوض لكن الارض أسفله لا تساعده على ذلك :

" نعم صحيح كنت اقولها من كثرة المصائب التي تتقاذف على رأسي كلما لمحتك "

انمحت بسمة فاطمة بحنق شديد وهي ترمقه بغيظ متفاجئ :

" لا لحظة كده هو إنت مش كنت بتقول الكلمة دي من جمالي ؟؟؟ يعني فكرتك بتقول في بالك ...رباه ايه الجمال ده ياربي "

توقف زكريا عن محاولة النهوض وهو ينظر لها يرفع طرف شفتيه لأعلى بحنق كبير لا يصدق حقا ما تقوله تلك الغبية أي جمال هذا ؟؟؟ هو حتى لم يعرف كيف تبدو سوى بعدما جائت لمنزله مع والدتها ....

زفرت فاطمة بضيق وهي تتجه نحو إحدى الأواني تحملها وهي تقول ببسمة ارتسمت سريعا على وجهه :

" اه صحيح نستني كنت بنادي عليك ليه ؟؟؟"

قالت بحماس شديد وهي تتجه له تحمل الطبق الكبير بيدها :

" بص وانا بعمل الكيكة لقيت بيضة فيها صفارين " 

" سبحان الخالق ..لا فعلا تستاهل ينكسر ضهري عشانها مش عارف كنت هنام الليل ازاي من غير ما اشوف البيضة أم صفارين"

ردد زكريا بسخرية وهو يحاول النهوض ليجد فاطمة تقترب منه سريعا وهي تشير للطبق قائلة بلهفة :

" بص اهي صفاريــ......"

لم تكمل كلمتها وكانت فجأة تسقط ارضا وهي تسقط الطبق الذي في يدها على وجه زكريا الذي وللمرة الثانية تعلو صرخته في المنزل :

" ربـــــــاه ....اغثيني يا وداد " 

كان يتحدث وهو يزحف برعب خارج المطبخ قبل أن تقتله هذه المرة صارخا بخوف :

" ساعدوني ...النجدة ...النجدة "

راقبت فاطمة خروجه بتلك الطريقة وهي تقول بحزن ترمق الأرض حيث سقط البيض :

" البيضة وقعت في الأرض وباظت "

أنهت حديثها وهي تنهض بحذر تحضر ممسحة الأرض تمسح ما سقط ارضا بحسرة، لكن فجأة انمحت تلك النظرة من عينها وهي تتذكر أن اليوم هو زفاف كلا من هادي ورشدي واخيرا .......ارتمست بسمة حنين على وجهها وهي تسرح بخيالها لذلك اليوم الذي حصلت فيه على اكبر هدية في حياتها ..يوم أصبحت زوجة لزكريا بكل ما تعنيه الكلمة ....

كانت تجلس أمام المرآة وهي تشعر بضربات قلبها تتسارع لا تدري حقا هل هي قادرة على ذلك ؟؟؟ هل ستستطيع أن تفعل ذلك ؟؟؟ خرجت من شرودها بفزع وهي تسمع صوت فتح الباب بعنف شديد يتبعه زغاريد عالية من ماسة وشيماء وضوضاء عالية تتبعهما ...

" انهاردة فرحي يا جدعان ...عايز كله يبقى تمام "

ابتسمت فاطمة لماسة وهي تراقب حركاتها الراقصة فقد كانت تقفز في أرجاء الغرفة كما لو أنه زفافها هي ...

اتجهت شيماء لفاطمة بسعادة كبيرة وهي تطلق زغاريد عالية تضمها بحب :

" مبارك يا حبي مبارك والله قلبي بيتنطط من الفرحة وكأنه فرحي انا "

بكت فاطمة من التأثر لتأتي ماسة سريعا تبعد شيماء بعنف حتى كادت تسقط ثم أمسكت فاطمة من كتفها تخبرها بكل جدية وحسم :

" بت أنتِ شغل العياط والهبل بتاع العرايس ده ميتعملش سامعة ؟؟؟ أنتِ تقومي دلوقتي ترقعي زغروطة وترقصي لما وسطك يقع ...مش فاهمة ايه الهم ده ؟؟؟ ده انا يوم فرحي هروح انا اللي اجيب رشدي من صالون الحلاقة "

أطلقت فاطمة عدة ضحكات على حديث ماسة تتخيلها وهي تقف أمام السيارة بفستانها تحمل بوكيه من الورد وتنتظر أن يطل عليها رشدي من صالون الحلاقة كما تقول ....

دخلت منيرة للغرفة سريعا وهي تقول ببسمة تحاول منع دموعها :

" فاطمة يا قلبي عريسك تحت مستني عشان ياخدكم الكوافير "

ابتسمت فاطمة بتوتر، لكن لم تكد تتحدث حتى وجدت ماسة تمسك يدها ساحبة إياها للاسفل سريعا وخلفهما شيماء تحمل حقيبة بها كل ما قد يحتاجونه ثم اتجه الجميع للاسفل حيث كان يقف كلا من زكريا وهادي ....

بمجرد أن خطى الجميع خارج بناية فاطمة حتى توقفت ماسة عن السير وهي تنظر لمن يقف أمامها بحنق شديد :

" ايه ده فين رشدي ؟؟؟"

نظر زكريا لفاطمة لا يرفع عينه من عليها :

" رشدي بيظبط مكان الفرح مع الرجالة "

اغتاظت ماسة بشدة من حديث زكريا ثم قالت باعتراض مشيرة لهادي الذي لم يتوقف ثانية عن الغمز ومشاكسة تلك الشيماء الخجولة جوارها :

" يا سلام واشمعنا يعني هادي ميعملش كده ؟؟؟؟" 

لم يهتم لها هادي وهو يفتح السيارة لشيماء يقول ببسمة :

" يلا يا قمر عشان منتأخرش "

ضحك زكريا وهو يسحب فاطمة بعيدا عن الجميع تاركا ماسة تكاد تحترق في أرضها .....

نظر زكريا لفاطمة قليلا وهو يتحدث بهدوء وحنان وتلك البسمة المعتادة منه قد عادت للارتسام على وجهه :

" ما بها جميلتي ؟؟؟ أخائفة أنتِ ؟؟؟ "

رفعت فاطمة نظراتها بتوتر لزكريا وهي تفرك يدها تسمع صخب قلبها :

" شوية ...متوترة مش خايفة يا زكريا ...انا عمري ما اخاف طول ما انت جنبي "

" اه ...رفقًا يا صغيرة فهذا القلب قد نال ما يكفيه اليوم حقا "

ابتسمت له لتتسع ابتسامته وهو يردد يجب شديد :

" اشعر بقلبي يرقص فرحا بالداخل ...يا الله لو تعرفين مقدار الفرحة التي تسكنني الان "

ابتسمت فاطمة أكثر وهي تقول له للمرة التي لا تعلم عددها :

" زكريا انا بحبك "

" حسنا جميلتي ...ردي سيصل لكِ اليوم "

أنهى حديثه بغمزة وهو يسحبها مع للسيارة ثم تحرك الجميع صوب الـ " كوافير " للاستعداد لذلك الزفاف الذي كانت جميع بيوت الحارة في ترقب له والمكان كله يُغطى بالاضواء .........

هبطت الفتيات من السيارة ثم تحرك الجميع صوب المكان سريعا ليتحرك هادي بسيارة ابراهيم " والد رشدي " صوب الحارة حتى يبدأوا في اعداد زكريا  للمناسبة السعيدة ...كان يتحرك بالسيارة بسعادة كبيرة وكأنه يرقص بها ...

ابتسم زكريا وهو يلمح مقدار السعادة على وجه هادي ليقول بمزاح :

" براحة يا هادي خليني اوصل سليم "

ابتسم هادي وهو يردد بسعادة كبيرة جدا  و صادقة.... لا يصدق أن اليوم زفاف رفيقه وأخيه واقرب الأشخاص لقلبه هو ورشدي بعد كل ما عاناة :

" براحة ايه ؟؟؟انا لو اطول انزل اشيل العربية وارقص بيها هعمل كده "

ضحك زكريا بشدة وهو يحاول امساك دموعه عن الهبوط ليقترب فجأة من هادي و يضمه سريعا هامسا بصدق :

" انتم ثروتي يا هادي اقسم انني لا امتلك أثمن منكم يا رفيقي "

ابتسم هادي له وهو يتوقف بسيارته أمام محل والد زكريا ثم هبط سريعا يتجه لمقعده بسعادة كبيرة وهو يشير له ليهبط :

" انزل يلا خلينا احضنك حضن عدل "

ضحك زكريا وهو يهبط سريعا يرتمي في أحضان أخيه ورفيقه بينما هادي كان يدمع من التأثر وهو يربت على كتف زكريا هامسا :

" مبارك يا صاحبي ...مبارك "

ابتسم له زكريا وهو يبتعد عنه لينتبه كلا منهما لصوت جوارها يصيح :

" يمين يا كابتن تعالى يمين اكتر ...لا بص انزل انا هطلع اعملها "

وبالفعل هبط الشخص من الدرج وصعد ذلك الذي كان يتحدث وهو يمسك فرع من الإضاءة يضعها كما يريد ....نظر الاثنان بصدمة له ليقول هادي بتعجب :

" جمال ؟؟؟؟"

انتبه جمال الذي كان معلقا أعلى الدرج لصوت هادي ليقول ببسمة وهو يعدل من وضع الإضاءة :

" اصبر يا هادي هعلق الفرع ده وانزل ؟؟؟"

لم يصدق زكريا أنه أتى حقا فهو عندما أخبره بيوم زفافه كان فقط كواجب آداه لم يعتقد أنه قد يأتي بعدما حدث لأخيه ....

" انت جيت ؟؟؟"

كان سؤالا متعجبا حرج من فم زكريا دون وعي ...

تحدث جمال بعدم فهم وهو يهبط الدرج بعدما انتهى مما يفعل :

" ايوة هو مش إنت عزمتني اجي ؟؟؟ بعدين الواد ده قالي انكم اخواتي ولا ايه ؟؟؟؟"

كان يتحدث مشيرا لرشدي الذي كان يحمل أحد المقاعد مع بعض الرجال ...فتح زكريا فمه بغية إجابته لكن قاطعه جمال وهو يقول ببسمة حزينة بعض الشيء :

" وانا الصراحة الفترة دي بقيت مقطوع من شجرة مليش غير امي فقولت امسك في العرض ده واعمل نفسي اخوكم واجي أرتب الفرح وجبت امي معايا هي دخلت دلوقتي عن الستات جوا "

أنهى كلامه ببسمة وهو ينتظر اجابتهما والتي أتت في شكل عناق مفاجئ من زكريا وهادي ...ليهتف هادي بفرحة كبيرة :

" واخيرا حد جه يرحمنا من رشدي اللي كل ما حد يكلمه يقوله انا الكبير ؟؟؟ خلاص من انهاردة فيه كبير تاني "

ضحك جمال بتأثر وهو يبادلهما العناق هامسا بنبرة خافتة :

" افهم من كده انكم قابلني بينكم ؟؟؟"

تحدث زكريا سريعا ببسمة حنونة :

" زي ما هادي قال بقيت انت الكبير في الشلة دي ...بس هو إنت كام سنة صح ؟؟؟"

ابتعد الجميع عن أحضان جمال ليقول جمال ببسمة :

" ٣٠ سنة "

ابتسم له زكريا وهو يردد بحنان متأصل في فطرته :

" اطال الله بعمرك يا اخي "

لم يكد جمال يجيبه حتى وجد الجميع رشدي يتقدم منهم وهو يصرخ بغضب :

" أنت وهو لسه واقفين ليه ؟؟؟ ما تتنيلوا ادخلوا المحل خلينا نجهز الاستاذ "

ابتسم هادي بسخرية وهو يشير لرشدي بحنق :

" لا بقولك ايه متكلمناش كده ....انت اساسا مبقتش الكبير عشان تزعق وتتأمر لان جمال هو الكبير ..صح يا رجالة ؟؟؟ "

نظر له رشدي بملامح جامدة وهو ينظر خلفه بتعجب يحاول البحث عمن يتحدث عنهم هادي وهو يقول :

" كلام جميل بس هو فين اللي انت بتتكلم عليهم ؟؟؟؟"

نظر له هادي بعدم فهم ليستدير مشيرا لجمال، لكن لم يجد أحد خلفه ليهمس بحنق :

" اخص على اشكالكم شوية عرر "

أنهى حديثه وهو يلتفت لرشدي مبتسما بغباء ولم يكد يفتح فمه ليجد رشدي يسحبه داخل المحل بحنق :

" يلا ادخل شوف بدلة زكريا اكويها ...."

تحرك هادي بحنق تحت دفعات زكريا ليرى زكريا يجلس على مقعد و لؤي  يحلق له شعره رأسه قليلا ويهندم لحيته ...وعلى الكرسي المجاور كان يجلس فرج وهو يحمل مجلة ما يشير لصورة بها :

" اهي يا لؤي القَصة دي عايزة تعملها ليا "

اقترب هادي بفضول من فرج ينظر لتلك الصورة التي يشير لها ثم بعدها نظر لرأس فرج التي تكاد تخلو من الشعر وهو يقول بعدم فهم :

" دي هتعملها فين القَصة دي يا فرج ؟؟؟ في شعر رجلك ؟؟؟"

نظر فرج بغيظ لهادي بعدما تعالت الضحكات على حديثه :

" لا يا خفيف يا ظريف هعملها في شعري عشان كتب كتابي على ام اشرف "

صفق هادي بسعادة ثم أطلق بعض الصفير وهو يقول بمرح :

" ايوة بقى يا خلبوص ....بس مش شايف يعني يا فرج إن كثافة شعرك لا تسمح ليك بالقصة دي ؟؟؟"

نظر فرج في المرآة قليلا ثم قال ببسمة باردة مستفزة :

" لا مش شايف "

ضحك لؤي عليهما وهو ينحني ارضا ليصل عند لحية ابنه يهندمها بحنان شديد لا يصدق أنه الآن يجهز ابنه الحبيب والوحيد للزواج ...ابتسم زكريا وهو يرى دمعات والده التي تكاد تهبط لينحني وهو يقبل رأسه هامسا له :

" شكرا لك يا ابي ...على كل شيء فعلته لي سابقا ...شكرا على تربيتي بشكل افتخر به يا غالي " 

هنا وسقطت دموع لؤي وهو ينهض ليضم رأس ابنه مقبلا إياها بحنان شديد هامسا بحب :

" حبيبي مش مصدق إن انهاردة فرحك يا قلبي "

ابتسم زكريا وهو يضم والده هاتفا بحب :

" انا وصلت هنا يا لؤي بفضل الله ثم دعواتك انت وست الكل واكيد مساعدة الشباب "

أنهى حديثه وهو ينظر لأصدقائه بفرحة ليبادله الجميع البسمة ....

تحدث هادي ليقطع حالة الشجون تلك :

" بعدين ما تنساش يا حاج لؤي إن الاسم اللي سميته لزكريا والموسيقى بين اسمكم دي هي اللي عرفتنا على بعض ولا ايه ؟؟؟"

ضحك رشدي بعنف وهو يتذكر كيف تعرف عليهما :

" رفيقا الكفاح "

تحدث جمال بعدم فهم بعدما كان يختار كارفات مناسب لبذلة زكريا :

" ايه ده مش فاهم ازاي ده ؟؟؟" 

ضحك هادي بشدة وهو يشير لزكريا :

" أنت ما اخدتش بالك من الاسم ؟؟؟ الاستاذ اسمه زكريا لؤي ..شوفت جبروت أبوه "

ضحك جمال بشدة ليس على الاسم بل على طريقة هادي وملامحه وهو يخبره الأمر ليرى هادي يشير لرشدي الذي حذره :

" تعرف اسم رشدي ايه ؟؟؟"

تحدث جمال بتعجب من السؤال :

" رشدي ابراهيم "

" لا رشدي أباظة ابراهيم "

أنهى هادي حديثه وهو يسقط ارضا من الضحك على ملامح الحنق في وجه كلا من زكريا ورشدي ليقول رشدي بسخرية :

" تعرف الاستاذ اسمه ايه ؟؟؟"

كان جمال يضحك بصخب أثناء حديثهما لا يستطيع تحمل الأمر ليقول رشدي بسخرية :

" الاستاذ اسمه هادي عبدالهادي المهدي ...تقريبا الحاج الله يرحمه كان عايز يأكد على حاجة معينة، لكن للاسف محصلتش "

هنا وانفجرت قهقهات جمال على الجميع ليشاركه الكل في تلك الضحكات ....وبعدها بدأ كل واحد منهم يقوم بعمله في جو من السعادة والفرح .........

اتى المساء حاملا مع بذور السعادة ليغرسها في قلوب الجميع فها هو اليوم واخيرا حان وقت اتحاد القلوب بعد وقت طويل من المعاناة .....

كان يقف أمام المكان الذي يوجد به قلبه ينتظر بترقب شديد أن تطل عليه بهيئتها البهية ...و ها هي وكأنها استمعت لأفكاره تخرج بخطوات بطيئة من المكان بهيئة جعلته يحبس أنفاسه وهو يردد دون وعي :

" تبارك الرحمن "

كان يتنفس بسرعة وهو يتجه صوبها بتمهل شديد لا يصدق أنها واخيرا أصبحت ملكه وستقطن معه تحت نفس السقف ....وقف أمامها وهو يتأمل وجهها الذي كانت تخفصه ارضا بخجل لينحني هو قليلا حتى يصل لها :

" والآن فقط علمت سبب اختفاء القمر ...ربما خشي أن يقارنه الجميع بكِ فيخسر تلك المقارنة جميلتي ...فوالله أن جمالك قد تخطى كل جمال في عيني أشعر بقلبي يصارع للخروج "

ابتسمت فاطمة وهي ترفع رأسها واخيرا تواجهه هامسة :

" انا بحبك اوي "

ضحك زكريا بشدة عليها فهي كلما شعرت بالخجل من حديثه أو توترت تقول تلك الكلمة ...فهي أضحت ملجأ لها في تلك المواقف ...اقترب منها زكريا يقبل جبينها بكل الحنان الذي يمتلكه في قلبه هامسا لها :

" حسنا قد لا أجد يوما إجابة على كلمتك تلك، لكني والله يشهد أنني متيم بكِ حتى أنني تخطيت تلك الكلمة منذ زمن "

ابتسمت له فاطمة وهي تحاول منع دموعها من الهبوط .....

ابتسم زكريا وهو يمد ذراعه لها لتتمسك فاطمة به وهي تسير جواره لا ترفع عينها من عليه تتبعها زغاريد والدتها وماسة وشيماء ...

بينما بدأ الشباب في ضرب الدف بعيدا عن النساء قليلا و رشدي غني بصوت جهوري بديع يردد خلفه جميع الرجال في زفة جعلت أعين فاطمة تلتمع بالدموع فهي في الأساس لم تتخيل أن تتزوج أحد كــ زكريا وفي زفاف كهذا .....

وصلت السيارات بعد زفة طويلة مبهرة إلى المكان الذي تم ترتيبه سابقا لتلك المناسبة ليهبط زكريا من السيارة وهو يمسك بيده فاطمة يسير بها بكل سعادة نحو المكان الذي تم تجهيزه للنساء بعيدا عن ضوضاء الرجال ....والذي كان في منزل فرج بعد أن اقترح فرج عليهم أن يستغلوا كبر مساحة منزله فهو الأنسب لتلك المناسبة وقد رحب ابنه البكر بذلك خاصة بعدما علم ما فعله الشباب لأجل والده اثناء سفره .....

ابتسم زكريا وهو يجلس رفقة فاطمة يشاهد فرحتها تلك وهي تراقص الجميع بسعادة كبيرة وتستقبل التهاني منهم كان يرمقها بأعين سعيدة فخورة بما وصلت له حبيبته القوية .....

حضر والد العروس ليهنأها لتتوقف فاطمة عن الرقص قليلا وهي تنظر لوالدها الذي كان يبكي بتأثر مما يراه، يعض أنامله ندما مما فعله بابنته، لكن وللمفاجأة وجد ابنته تركض صوبه وهي تلقي نفسها في أحضانه بحنين شديد متذكرة حديثها مع زكريا حول أمر والدها وقد أقنعها زكريا أن تعفو عنه فوالله هذه الحياة لا تستحق أن نعيشها بحزن أو غضب أو تكون هناك غصة بقلوبنا ....

بكى مرسي بشدة وهو يقبل وجه ابنته يعتذر لها بينما منيرة كانت تقف بعيدا وهي تمسح دموعها بتأثر وقد قررت أن تسامح هي أيضا زوجها ليس لأجلها بل لأجل ابنتها فقط ...فهي تستحق أن تجد دائما عائلة خلفها تدعمها كأي فتاة....

خرج زكريا بعد أن جلس قليلا رفقة فاطمة حيث الرجال،  ليركض الثلاثة شباب صوب زكريا جاذبين إياه للرقص لتنقضي الليلة بين رقص وغناء وعزف وضحكات وتهاني من الجميع .....

وصل كلا من زكريا وفاطمة للشقة بعد دموع كثيرة من الجميع وكأنها مهاجرة ليس وأنها تسكن في الشقة التي تقع أسفل شقة عائلتها فزكريا منذ فترة وقد اشترى شقته في العمارة التي يمتلكها هادي وكذلك فعل كلا من هادي ورشدي لتصبح الثلاث منازل في نفس الطابق بتدبير من هادي الذي منع تأجير أو بيع أيا من تلك المنازل فهي كُتبت لهم منذ أن شبوا معا ........

" فاطمة ....فاطمة "

استفاقت فاطمة بفزع وهي تسمع صوت زكريا جوار اذنها تقول بحنق :

" ايه يا زكريا فزعتني يا اخي ..."

ابتسم زكريا وهو يستند بجسده على الرخام خلفه :

" كنتِ سرحانة في ايه ؟؟؟"

ابتسمت فاطمة وهي تنظر له ببسمة واسعة تقترب منه وهي تضم رقبته بحنان :

" كنت بفتكر في يوم جوازنا "

ابتسم زكريا وهو يغمز لها يضمها إليه أكثر :

" ايه رأيك نعمل فرح كمان مع العيال "

انطلقت ضحكة فاطمة ترج جدران المنزل ليقول زكريا بتأثر :

" افدى تلك الضحكة بعمري يا عمري "

استقامت فاطمة وهي تقول بغمزة تبعد قليلا عنها وهي تهمس :

"  زوجي العزيز ربما لن نقوم بزفاف معهم في الاسفل، لكنني بالتأكيد سأقيم زفاف لنا هنا في الاعلى يا حبيبي "

" اوووه انظروا لتلك الجريئة ...لقد فسدت أخلاقك اميرتي "

" حسنا ربما يجب أن تعتاد هذا عزيزي "

أنهت كلماتها وهي تغمزه بمشاكسه ثم خرجت نحو غرفتها لتجهيز نفسها حتى تذهب مع الفتاتين للصالون ليبتسم زكريا وهو يضع يده على قلبه :

" غمزاتك كالسهام يا جميلة لذا توقفي عن قذفها لقلبي ........"

___________________________________

" وانهاردة فرحي يا جدعان عايز كله يبقى تمام ...وهتجوز هتجوز ..هتجوز هتجوز هتجوز هتجوز انا هتجوز هتجوز "

كانت شيماء تراقب حركات ماسة في الغرفة وهي تتحرك هنا وهناك تجمع الاشياء التي ستأخذها معها ...

ضربت شيماء كف بكف وهي تسمعها تردد نفس الكلمة وكأنها لا تصدق ما يحدث :

" يا عيني البنت مصدومة بقالها ساعة بتردد هتجوز وكأنها بتقنع نفسها "

ضحكت سحر وهي تراقب ابنتها وقد انتهت من إعداد حقيبتها التي ستنقلها لشقتها هي ورشدي مرددة :

" خليها تفرغ اللي جواها بدل ما تنفجر في الواد ويرجعها تاني "

ضحكت شيماء وهي تنظر لهاتفها تنتظر أي رسالة من هادي الذي لم يحدثها منذ الصباح ولا تعلم لماذا ؟؟؟ أليس اليوم زفافهما لما إذن لا يتصل ويتغزل بها ؟؟؟

" مش عارفة هادي متصلش لغاية دلوقتي ليه ؟؟؟ " 

هكذا اخرجت شيماء كل ما تفكر به وهي تلوي شفتيها بضيق لتجيبها ماسة بعدم اهتمام :

" عادي يعني ما انا أباظة ما اتصلش بيا لغاية دلوقتي "

" ماسة حبيبتي اخويا اساسا متصلش بيكِ بقاله اسبوع يا حبه عيني معتزل الدنيا ويحاول يستوعب اللي هيحصل ليه "

نظرت لها ماسة ثواني قبل أن تهز رأسها بنعم مؤيدة حديثها :

" ايوة صح هو متصلش بيا من اسبوع ...يكونش خلص رصيد ؟؟؟"

قلبت شيماء عينها بملل ولم تكد تفتح فمها حتى وجدت الباب يفتح فجأة وصوت فاطمة يصدح في الأجواء مهللا ......

" العرايس الحلوين جهزتوا ؟؟؟؟ "

ابتسمت ماسة وهي تنظر لنفسها في المرآة :

" انا خلاص جهزت باقي بس ااااا......."

قاطع حديث ماسة رؤيتها لأحد يقف خلف فاطمة لتتغضن ملامحها فجأة وتنمحي بسمتها وكأنها لم تكن، وهي تنظر لذلك الضيف الغير مرغوب به أبدا ......

قبل ذلك الوقت بساعة ....

اجتمع الشباب الأربعة أمام منزل هادي وهم يجهزون لكل شيء حتى اقتحم ذلك الاجتماع الصغير صوت رجولي جذاب وهو يهتف :

" شكلي جيت في الوقت المناسب "

التفت الجميع بتعجب لذلك الصوت ليتحول التعجب فجأة لبسمة واسعة وهم يلمحون اقتراب فرانسو وبرفقته بثينة التي كانت تلتصق به بخوف وكأنها تساق للاعدام أو ما شابه .....

ابتسم فرانسو وهو يجذب بثينة من خلفه يقول :

" ايه يا حبيبتي ايه يا ماما هياكلوكِ ولا ايه؟؟ تعالى سلمي عليهم " 

كانت بثينة تنظر من خلف فرانسو للجميع وهي تتمنى لو تنشق الأرض في التو واللحظة ثم تبتلعها بلا عودة تشعر بمرارة في حلقها لا تعلم كيف تنظر في أعينهم وهي قد كانت على وشك إفساد حياتهم ....

" ايه يا بوسي مش هتسلمي عليا ؟؟؟ "

كانت تلك كلمة هادي التي خرجت حنونة وهو يرى تخبطها وخوفها راقبها وهي ترفع عينها التي كانت تلتمع بالدموع تتحدث بصوت مكسور ومقهور :

" ازيك يا هادي "

ابتسم هادي باتساع يلاحظ نبرتها وطريقة حديثها نظراتها ...كل شيء بها تغير ...ابتسم وهو يراها تنظر لفرانسو وكأنها طفلة تستأذن والدها التحدث مع غرباء .

" هو ...هو انهاردة فرح مين ؟؟؟"

ابتسم رشدي وهو يتحدث معها بهدوء :

" فرحي انا وهادي عقبالكم "

ابتسم فرانسو وهو يرفع يده مؤمنا دعائه :

" امين يا خويا ...يسمع من بقك ربنا ..ما تيجي نعمله معاهم ؟؟؟"

كان يتحدث بجدية كبيرة وهو ينظر لبثينة وقبل أن تفتح فمها التحدث عاجله هادي حانقا وهو يخبره :

" ايه يا عسل هو سلق بيض ؟؟؟ جواز ايه اللي تعمله معانا ؟؟؟ اختي يتعملها فرح مخصوص و تجيب احسن فستان وتكون احلى عروسة ..ولا ايه يا بسبوسة ؟؟؟ "

هزت بثينة رأسها وهي تمسح دمعات تخللت بسمتها السعيدة من حديث هادي فيبدو من حديثه وصدق نبرته أنه سامحها وهي من ظنت أنها ستعيش حياتها كلها تعاني لنيل عفوه .....

ابتسم لها هادي ثم قال وهو يجذب فرانسو لهم :

" تعالى معانا انت عشان تتظبط وانتِ يا بثينة البنات فوق عند رشدي اطلعي وشوية والست اللي بتعمل ميكب دي هتجيلكم "

ابتسمت بثينة بفرحة شديد ثم نظرت لفرانسو الذي غمز لها محدثا إياها بالفرنسية وبنبرة مغوية :

" اذهبي حُلوتي سأشتاق إليكِ "

ابتسمت له بثينة وهي تخبره قبل أن ترحل سريعا :

" وانا ايضا "

رحلت بثينة سريعا صوب البناية التي يسكن رشدي ليتحدث رشدي بتعجب :

" أنت علمتها فرنساوي ؟؟؟"

هز فرانسو رأسه ببسمة ليسمع الجميع صوت زكريا الحانق وهو يردد :

" يا اخي النبي عربي يا اخي اتكلم نيلة عربي "

أنهى حديثه وهو يتركهم متجها صوب محل والده بغيظ شديد 

" هو ماله ده ؟"

تحدث هادي بضحكة يجيب سؤال فرانسو :

" معلش أصله عنده حساسية من اللغات "

ضحك الجميع وهم يتبعون زكريا ليتحدث رشدي بحسرة :

" انا مش شايل قد هم ماسة لما تسمع فرانسو بيكلم مراته بالفرنساوي والله ما هتسيبني في حالي ....واحد يغازل بالفصحى والتاني بالفرنساوي "

أنهى حديثه ينظر لجمال :

" ها حضرتك حابب تضيف حاجة "

ضحك جمال بصخب وهو يغمز له :

" لا انا ليا لغتي الخاصة يا باشا بس تيجي هي "

_________________________

كانت ماسة تنظر لبثينة بغضب شديد لتسمع صوت صرخات شيماء وهي تركض صوبها بفرحة كبيرة تضمها بشدة وهي تبكي :

" بوسي ...واخيرا رجعتي وحشتيني اوي اوي اوي "

أبعدت بثينة نظرتها من على ماسة وهي تنظر بحب وحنان لتلك اللطيفة التي كانت تستحق منها معاملة افضل وحب أكثر لتبادلها العناق وهي تردد بحب صادق :

" شوشو وحشتيني اوي يا روحي ..مبارك ليكِ "

رفعت ماسة حاجبها بسخرية وهي تستمع لحديثها لترى أن فاطمة هي الأخرى اتجهت صوب بثينة ترحب بها كل ذلك وبثينة تبتسم لهن وهي تجاهد ألا تبكي فهي بغباءها كادت تفقد كل ذلك الدفء والحب ...ابتعدت بثينة قليلا عن الفتاتين وهي تقترب من ماسة تمد يدها بقلق :

" ازيك يا ماسة ؟؟؟ "

" احسن منك "

أجابت ماسة وهي تشيح بوجهها بعيدا عنها لتبتلع بثينة غصة استحكمت حلقها لتقول بخجل من ردها :

" يارب دايما ...مبارك ليكِ "

التفتت ماسة تنظر لها بتعجب لتلك النظرة تحاول إيجاد نظرة الخبث التي لطالما زينت نظراتها، لكن كل ما وجدته هو نظرة انكسار وصدق في عينها لتسمع همس بثينة لها وهي تضمها فجأة :

" انسي اللي فات يا ماسة وخلينا نبدأ من جديد ارجوكِ "

فتحت ماسة عينها بصدمة كبيرة وهي تنظر لتلك التي تتعلق في أحضانها وهي تردد بعدم فهم :

" هو فيه ايه ؟؟؟ "

" فيه اني مش عايزة أقضي الباقي من عمري في كره و زعل "

حاولت ماسة منع بصمة من الارتسام على وجهها وهي تقول :

" الاه ؟؟؟؟ هو الجواز بيغير اوي كده؟؟؟؟ "

أشارت بعدها لبثينة وهي تحدث شيماء :

" شوفتي عشان لما اقولك عايزة اتجوز تصدقيني ده انا هبقى بعد الجواز حمامة سلام ...طالما الجواز عمل كدة في بثينة تخيلي هيعمل فيا ايه ؟؟؟ مش بعيد ابقى داعية إسلامية "

ضحكت شيماء هي وفاطمة على حديث ماسة التي ضمت بثينة وهي تربت على ظهرها تهمس بفرحة لتغييرها ولاستوطان السلام في نفوس الجميع :

" حمدالله على سلامتك يا بوسي " ......

________________________________

في المساء أضحت الحارة مضيئة كما لو أنها نجمة ساطعة تتوسط السماء ....

كان رشدي يقف أمام المرآة في منزل هادي وجواره هادي الذي كان يلقي قبلات لنفسه في المرآة كمجنون وهو يتحدث ببسمة جذابة :

" دي شيماء هتموت من جمالي "

نظر له رشدي باشمئزاز وهو يعدل من وضع الكارفات ثم تحدث لجمال الذي يقف في الخلف :

" جمال هو زكريا فين ؟؟؟" 

انتهى جمال من ربط حذاءه وهو يستقيم قائلا ببسمة سعيدة بما وصل إليه :

" خرج يرد على تليفونه و...."

قاطع حديث جمال زكريا الذي دخل وهو يقول ببسمة :

" جاهزين يا شباب ؟؟؟ البنات خلصت ومستنية  "

ابتسم فرانسو وهو ينهض متجها لهم ثم لوح ببعض المفاتيح وهو يقول ببسمة :

" انا جهزت عربية انما ايه ؟؟؟" 

ابتسم هادي والجميع وهم يتحركون نحو الأسفل والفرحة تكاد تجعلهم يطيرون من السعادة ......

____________________

كان الجميع يقف أمام المنزل ورهبة الحدث تطفي ليصمتوا ...انحنى رشدي قليلا على هادي وهو يتحدث بسخرية :

" ايه يا حبيبي رجعت في كلامك ولا ايه ؟؟؟ "

ابتلع هادي ريقه وهو يراقب شيماء التي كانت تتأبط يد ابراهيم بخجل ليهمس وهو يبعد وجه رشدي من أمامه :

" رجعت مين ؟؟؟ ده انا هاخد اختك دلوقتي ومش هتشوفنا غير ومعانا رشدي صغنن....."

فتح رشدي فمه بصدمة من حديثه وهو يراقبه يقترب من أخته ثم أمسك يدها من ابراهيم يقبلها بحنان وبعدها أمسكها هو وتحرك للاسفل متجاهلا تماما نظرة رشدي التي تكاد تحرقه حيا .....

ضحك ابراهيم على ما يحدث ثم صعد مجددا ليأتي بماسة التي كانت تكاد تطير فرحا فها هي وبعد سنوات طويلة ستزف لحبيب الروح ورفيق الحياة ..كانت تشعر بسعادة كبيرة لو وزعت على الجميع لفاضت وأكثر ...

تحركت للاسفل وهي تبحث بعينها عن رشدي الذي بمجرد أن لمحته حتى اتسعت ابتسامتها بشدة لتترك يد ابراهيم وترفع فستانها ثم ركضت على الدرج صوبه وهي تبتسم له ....ضحك رشدي بصخب على أفعالها ليلتقفها في أحضانه قبل أن تسقط بسبب طول الفستان واندفاعها :

" يخربيت سنينك ...طب حتى اعملي نفسك مكسوفة "

ضحكت ماسة وهي تعتدل ثم أمسكت بيده وهي تقول بحماس شديد :

" مكسوفة ؟؟؟ يا راجل دي كلمة تقولها بعد كل الوقت اللي كنا فيه سوا ؟؟؟" 

هز رشدي رأسه بيأس يتبعها .....

كان فرانسو يرفع الكاميرا الخاصة به في حماس شديد ولهفة وهو يصور الجميع ليوثق تلك اللحظات لتقع عدسة كاميرته على حورية هاربة تتجه صوبه لينفخ انفاس حارة وهو يهمس :

" يا الله ماذا تفعلين يا امرأة ؟؟؟ كدتِ تقتليني للتو "

ضحكت بثينة بشدة وهي تتمسك به كطفلة صغيرة تتبعه في كل مكان وهو يتحرك ليصور الازواج وهي رفقته ...

ابتسم زكريا وهو يحدث والده :

" ايه يا لؤي هتاكل وداد بعينك " 

ابتسم لؤي وهو يغمز له :

" بفكر اعمل فرح تاني مع فرج اخر الاسبوع ايه رأيك ؟؟؟"

ضحك زكريا بشدة وهو ينظر لوالده بيأس :

" يا راجل مش دي اللي كل خمس ثواني تقل مننا بسبب زعلها وتتمنى يرجع بيك الزمن وتصلح غلطتك ؟؟؟" 

ابتسم له لؤي وهو يتجه صوب وداد غامزا :

" يا غبي الخناق ده محبة مننا "

هز زكريا رأسه وهو يكرر جملته باقتناع ليرفع ساعة يده أمام عينه بتعجب عدم نزول فاطمة حتى الآن فالجميع بالفعل هبط عدا هي ...كاد يتحرك بقدمه للاعلى لولا أنه تسمر فجأة وهو يراقب ملاك صغير يخرج من البناية لا يظهر منه شيء سوى عيون كحيلة تختبئ خلف نقاب ...تنفس زكريا بعنف وهو ينظر لعينها بتركيز شديد يكاد يقسم انها هي زوجته ليتأكد من ذلك وهو يسمع صوتها جواره :

" نمشي ؟؟؟" 

تنفس زكريا بعنف شديد وهو ينظر لها بصدمة ...هي ارتدت النقاب ؟؟؟ كيف وهي حتى لم تخبره ؟؟؟ يالله كم جعلها جميلة كملاك صغير :

" فاتنة "

ابتسمت فاطمة بخجل وهي تقترب منه أكثر هامسة :

" عجبتك ؟؟؟؟"

ابتسم زكريا لها بسعادة وهو يردد بانبهار ممسكا بيدها :

" بل فتنتيني ...."

__________________________________

بدأت الاحتفالات ليبدأ الجميع في الرقص والضحك والبهجة تعلو ملامحهم حيث كان جمال يحمل على كتفه رشدي وزكريا بدوره يحمل هادي ...والأثنان يرقصان فوق الأكتاف بفرحة كبيرة ...

ضحك زكريا وهو ينظر للاعلى يراقب فرحة رفيقيه وهو يشكر الله في قلبه على هذه النعمة وعلى تلك السعادة التي تشع من وجوه الجميع ...

" خف نفسك يا هادي لاحسن شوية وانا وانت هنلزق في الأرض .."

بينما في الداخل عند النساء كانت كلا من ماسة وبثينة تتنافسان في الرقص وكلا منهما قد ابدعت حقا في الأمر والضحكات تعلو من كل مكان ...بينما تولت النساء أمر توزيع المشاريب والحلوى على النساء ...

وبعد مرور ساعة تقريبا سمع الجميع صوت فرج يستأذن الدخول ...انزلت فاطمة نقابها بسرعة واعتدلت جميع الفتيات والنساء ليدخل فرج وهو يدعوهم للمجئ لالتقاط صورة لهم جميعا ....

وبالفعل خرج الجميع ليجدوا أن فرانسو كان يلتقط بعض الصور للاربعة شباب في أوضاع مضحكة ثم بعدها بدأ يلتقط صور لكل زوج وبعدها أعطى الكاميرا لهادي ليلتقط له صورة مع بثينة وهو يضمها بحنان ...

ابتسمت بثينة وهي تنظر للكاميرا تستعد لالتقاط الصورة ثم نطقت فجأة ببسمة :

" بحبك "

تيبست يد فرانسو فجأة على كتفها وتحولت بسمته بصدمة وهو يستدير له هامسا بتعجب :

" ايه ؟؟؟؟"

وعند هذه اللقطة أخذ هادي الصورة لهما ليصيح هادي بحنق :

" اتعدل يلا "

لكن فرانسو لم يهتم له وهو يلوح بيده وهو يقول لبثينة بتوتر :

" انا سمعتك صح ؟؟؟ يعني أنتِ قولتي اللي أنا سمعته فعلا ؟؟؟"

ضحكت بثينة بشدة وهي تتجه للفتيات قائلة قبل أن ترحل :

" ايوة يا فرانسو انت سمعت صح "

أنهت حديثها وهي تقف جوار الفتيات يراقبن تراقص الشباب سويا ومعهم فرج الذي كان يرقص بسعادة كبيرة وكأنه زفاف ابنه هو وللحق كانت سعادته صادقة من قلبه فهؤلاء الشباب كانوا ومازالوا اولاد له ...منذ طفولتهم فهم روح تلك الحارة حقا .....

انقضت السهرة ما بين ضحكات ورقصات وصيحات سعادة و هرج الشباب وهم يقذفون الاصدقاء للاعلى بسعادة كبيرة ...ليقترح فرانسو على الجميع أخذ صورة جماعية لذا سريعا اجتمع الجميع في الصورة بلا استثناء ليأخذ أحد شباب الحارة الكاميرا من فرانسو وينضم هو جوار زوجته ومعه جميع الأزواج وفرح وام اشرف التي عقد قرانه عليها من ايام وأشرف ابنها وايضا عائلة فرانسو كلها و عائلة جميع الشباب ليبتسم الجميع بسمة صادقة سعيدة ويتم التقاط الصورة لهم في مظهر مؤثر ....

بعد التقاط الصورة بدأ الجميع يستعد لرحيل الأزواج صوب المطار لتقضية شهر العسل ....

كان فرانسو لا ينزع عينه من على بثينة وهو يغمز لها كل ثانية ليجد فجأة أحدهم يمسكه من الخلف وكأنه امسك بلص ما ليرفع يده بسرعة وهو يصرخ :

" والله العظيم مراتي ..."

نظر له جمال بعدم فهم وهو يردد :

" مراتك ؟؟؟ مراتك مين ؟؟؟"

استدار فرانسو بغيظ لجمال وهو يبعد يده مرددا بحنق :

" فكرتك الزفت هادي يا عم ...فيه ايه؟؟ ايه المسكة دي ؟؟؟"

ابتسم جمال وهو يفرك شعره بحرج مرددا :

" معلش متعود المهم كنت عايز أسألك عن حاجة كده "

" حاجة ؟؟؟ حاجة ايه ؟؟؟"

ابتسم جمال بخجل شديد وهو يحاول ايجاد نقطة ليفتتح بها ذاك الأمر :

" هو الآنسة اللي كانت واقفة معاك و لابسة فستان اخضر فاتح دي تقربلك ؟؟؟"

نظر له فرانسو بعدم فهم :

" آنسة مين ؟؟؟؟ مش فاهم وضح "

اغتاظ جمال بشدة من غباء فرانسو وهو يهتف بغيظ :

" الأستاذة صابرين المحامية يا زفت تعرفها ؟؟؟؟" 

صمت فرانسو قليلا يفكر :

" قصدك صابرين بنت خالي ؟؟؟ "

" هي بنت خالك ؟؟؟"

كان جمال يتحدث ببسمة واسعة يتذكر تلك السيدة العنيدة والجادة التي كانت تزور المركز الذي يخدم به في الآونة الأخيرة بسبب قضية كانت تدافع عنها وقد أعجب وقتها بجرئتها وقوتها في الدفاع و عنادها ...

" طب وهي مرتبطة ؟؟؟"

ابتسم فرانسو بخبث وهو يلمح ابنة خاله تقف في الخلف مع احمد تعنفه على شيء ما :

" لا مش مرتبطة بس بتسأل ليه ؟؟؟"

" لا ولا حاجة هطلع ليها بطاقة تموين "

أنهى جمال حديثه وهو يترك فرانسو ويرحل وهناك بسمة واسعة مرتسمة على وجهه تاركا فرانسو خلفه يطالعه ببسمة واسعة لا يصدق أنه واخيرا قرر أحدهم اقتحام قلعة صابرين وللحق لن يكون هناك أحد مناسب لها بقدر جمال ............

___________________________

دخل لمنزله بعدما اوصل الشباب بنفسه للمطار فقد قرر كلا من رشدي وهادي أن يقضوا شهر العسل سويا بعدما رفض زكريا مرافقتهم مقترحا أن يظل هو هنا يهتم بالجميع في غيابهم ....

دخل للمنزل ليقابله صمت انبأه بنوم فاطمة ليزفر بتعب شديد وهو يتجه صوب غرفته ينير الاضواء ليتفاجأ بالغرفة مزينة بشكل بديع وكأن اليوم زفافه هو ...ليتذكر كلمات فاطمة وهي تخبره أنها ستجعل من اليوم زفاف له أيضا ...ابتسم بحب وهو يمرر نظره في أرجاء الغرفة يبحث عنها ...

ليجدها فجأة تخرج من المرحاض وهي ترتدي الاسدال تبتسم له بسمة سلبت لبه ثم اتجهت صوبه سريعا تتعلق برقبته وبعدها قبلته قبلة صغيرة تهمس له بحب :

" انا اتوضيت ومستنياك عشان تصلي بيا القيام "

ابتسم زكريا لها بحنان وهو يربت على رأسها بحنان يتذكر حبها دايما لأن يأم هو بها الصلاة تحب دائما أن تستمع لصوته في تلاوته القرآن...

هز رأسه وهو يتجه صوب المرحاض ثم غاب به لدقائق قبل أن يخرج وقد بدل ثيابه ثم اتجه صوبها ببطء يبتسم لها بسمته المعتادة؛ بسمته التي تخرج منه خصيصا لها هي ...

" نصلي يا اميرتي ؟؟؟ "

ابتسمت له فاطمة وهي تقف خلفه ونفس الراحة التي سبق وشعرت بها يوم زواجها تغشاها الآن ...هل يعقل أن يكون الامان متعلق بشخص؟؟ إن وجد وجد الامان وإن غاب ضاع معه الامان ؟؟؟

كانت فاطمة تصلي خلف زكريا وهي تستمع لتلاوته ليهتز قلبه من خشوعه في الصلاة وقراءة القرآن ....

أنهى الاثنان الصلاة ليستدير زكريا ويجد أنها بعدما انتهت من الصلاة سجدت مجددا تدعو ربها لتطيل في سجودها ..ابتسم في حنان وهو يجدها ترفع رأسها ووجهها ممتلئ دموع لذا دون قول كلمة واحدة فتح ذراعيه يدعوها للاقتراب منه عله يمدها ببعض دفء قلبه ....

ومن دون أي تردد كانت فاطمة تلقي نفسها في أحضان زكريا وهي تتنهد براحة كبيرة تهمس له :

" زكريا "

" قلبه "
ابتسمت فاطمة وهي تتحدث بخفوت :

" بعد شهور بس هيكون فيه معانا شخص كمان في الصلاة "

انكمشت ملامح زكريا بتعجب ليتحدث وهو يبعد الحجاب عن رأسها يفرك شعرها بحنان كما اعتاد بعدما أدرك أن تلك الحركة تريحها وبالفعل أغمضت فاطمة عينها براحة كبيرة تنعم بتلك اللحظات الجميلة رفقته 

" شخص كمان مين ؟؟؟" 

" شخص صغير شبهك " 

تعجب دام ثوانٍ قبل أن يفتح زكريا عينه بصدمة وهو يبعد فاطمة بسرعة يهمس لها مبتلعا ريقه :

" طفل ؟"

هزت فاطمة رأسها بنعم وهي تراقب تعابير وجهه التي تتابعت من الصدمة لعدم التصديق للسعادة وهو ينهض فجأة كالملسوع :

" طفل ؟؟ طفل صغير ؟؟؟ يعني انا هيكون عندي طفل ؟؟؟ مين قالك ؟؟"

نظرت له فاطمة بصدمة ثم انفجرت ضاحكة على سؤاله وهي تشير لبطنها :

" مين اللي هيقولي يعني يا زكريا ؟؟؟ هو في بطني يعني هحس بيه ...بعدين انا من كام يوم عملت تحاليل لاني شكيت والتحاليل أكدت ليا الموضوع "

بكى زكريا من السعادة وهو يجذب فاطمة لاحضانه يدور بها في سعادة كبيرة يصرخ بها أنه سيصبح أب لا يصدق الأمر حقا وهي كانت تتعلق في رقبته تضحك بصخب كبير على حديثه وسعادته تلك تشكر ربها على تلك الشعلة التي انارت ظلمتها في وقت قد بدأت تعتاد فيه الظلام فبعد كل تلك السنوات في حزن جاء هو حبيبها وسندها وكل ما لها في هذا العالم جاء بعدما أغلقت محراب قلبها وقد أصبح مهجورا ...جاء هو ليتربع على عرشه دون حتى أن تسمح له ...بل اقتحمه اقتحاما ليصبح شيخ في محراب قلبها .......

واتضح في النهاية أن الطريق الصعب المخيف لا يحتاج سوى رفيق ..صحبة ...عائلة...بسمة من القلب....حب صادق ...عناق دافئ ..بهذا وهذا فقط يمكنك عبور حتى أكثر الطرق ظلمة 


انتهت احداث الرواية نتمنى ان تكون نالت اعجابكم وبأنتظار اراؤكم فى التعليقات وشكر 
لزيارة عالم روايات سكير هوم 
لمتابعة روايات سكيرهوم زوروا قناتنا على التليجرام من هنا



بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-