رواية نورة الفصل الثالث3 بقلمlehcen tetouani


 

رواية نورة الفصل الثالث بقلمlehcen tetouani


...... رحب الشيخ بنورة في بيته وتأسف لها عن بعض الفوضى المتواجدة داخل المنزل واخبرها انه لايوجد من يهتم بالتنظيف والترتيب فالمراة الوحيدة التي كانت تهتم بترتيبه رحلت وهي زوجة إبنه

فطلبت نورة من الشيخ ان لايتأسف فهذا امر عادي و طيبت خاطره بان المنزل  نظيف وهذا يكفي لراحتهم فيه هنا تدخل صابر وامسك بيد نورة واراد ان بأخذها إلى غرفة امه المتوفاة لترتاح ولكن نورة أبت واستأذنت من الشيخ هل يحق لها بدخول تلك الغرفة والمغفورة لم يدم على وفاتها إلا اياما قليلة كما اقترحت لو تبيت في مكان اخر غرفة الجلوس مثلا اريح للجميع..

أخبرها الشيخ ان تسمع لرجاء صابر فهناك شيء بنفسه وراء طلبه هذا فابتسمت وقبلت نورة لطلب صابر وفعلا ذهبت  معه ليريها غرفة والدته وكم كان سعيدا في تلك اللحظة وهو يدخل كليهما إلى الغرفة .. 

عند رؤية نورة الغرفة شعرت بداخلها ان هناك مازالت فيها روح المرحومة فكل شيء متروك على حاله منذ ان توفيت وهذا يظهر على تلك الاغراض التي لم تزل موضوعة وكأنها قابلة للإستعمال في اي لحظة كالمشط وبعض مواد التجميل الموضوعة على الطاولة وبعض المنامات و الفلارات الحريرية  المعلقة هنا وهناك حتى  الخف مازال متواجد قرب سريرها. 

إقشعر جسد نورة في تلك الاجواء المحيطة بها داخل الغرفة فكلما ارادت الخروج منها تتراجع عندما ترى عيون صابر تتلألؤ من الفرحة ولم تفهم عن سر ذلك.  

صابر ستساعدني في تنظيف الغبار المتواجد بالغرفة ونغير  اتستطيع فعل ذلك معي او تهرب لانك من النوع الكسلان. 
قال لا انا اعجبك يانورة فانا من يتولى التنظيف حاليا هنا في المنزل. 

آه ياصغيري مؤسف مايحدث لك  ولكن جميل الإنسان ان يعتمد على نفسه في وقت الضرورة وانت الان تعتبر بطلا البطل الخارق العم صابر. 
كان صابر سعيدا جدا بتواجد نورة في منزله كان يتودد لها ويتقرب منها ويتبعها اينما ذهبت وكأنه يعرفها منذ زمن. 

كان برهان من احد الشباب الذين توغلوا في البحث عن نورة بكل عزم  فتوجه نحو  القرية المجاورة التي تسمى بقرية التين كان ملتهفا ليجدها في اسرع وقت.

كان يتساءل عنها في كل ارجاء المنطقة ويوصف ملامحها وشكلها وطولها لاهل القرية دون ان يجد دليل واحد بأنها دست قدمها على ارض تلك القرية وعندما يئس من البحث عاد ادراجه مساء والخيبة تعتريه وهو على ذاك الحال

اراد ان يقتصر  ليختصر المشوار الطويل من طريق عودته. فغامر  ليمر على جسر عال مصنوع من حطب بال ورث متصل بين القريتين ولكن قلما ينجح احدهم بعبوره لشدة خطورته وبرهان خاطر بحياته لكي يعبره فماإن وصل لربع المسافة حتى زلقت قدمه مابين شقوق الالواح المتراصة امام بعضها البعض فكسرت إحداها وتدحرج جسده مابينها ليحاول الإمساك باللوحة المجاورة وكل جسده معلق في الهواء.

ولكن بعد دقائق  باءت بالفشل كل محاولاته بالصعود مجددا التي لم يستطع على إثرها بالصمود اكثر فزحلقت يديه التي تمسك بالالواح وسقط بعدها في القعر وارتطم رأسه بالحجر فلم يتحرك ساكنا بعدها.. 

بينما والد نورة فهو يقترب ويدنوا اكثر واكثر من القرية المتواجدة بها إبنته   وكأنه يشتم ريحها من بعيد فلم يخطيء طريقه نحوها رغم انه سبقه عامر بساعات قبل وصوله.
تعليقات



×