رواية ولادة من جديد الفصل الثانى2 بقلم مجهول


 

رواية ولادة من جديد الفصل الثانى بقلم مجهول

 فلننتهي إلى الطلاق
قام حسام بدفع فايزة في الحمام وغادر. فظلت حانية رأسها. في انتظار أن يخرج من الغرفة، قبل أن ترفع رأسها ببطء وتمسح

دموعها عن خديها.

ومرت بعض اللحظات.

ثم قامت لتغلق باب الحمام، وأخرجت تقرير المستشفى من جيبها، والذي ابتل بمياه المطر فلم يعد مقروءاً، وقد تشوهت كل

كلمة فلم تعد واضحة للقراءة.

كانت تنوي مفاجأته بالتقرير، لكنه بدا الآن عديم الفائدة تماماً.

لقد عاشرته طيلة عامين، وكانت متأكدة أنه ليس من النوع الذي

يترك هاتفه من يده. كما أنه ليس النوع الذي يستدعيها للحضور

ثم يطلب منها العودة إلى البيت.

لذا فإن الاحتمال الأوحد هو أن شخصاً ما قد أخذ هاتفه، ليرسل

لها رسالة حتى يجعل منها أضحوكة.

وربما كان هناك مجموعة من الناس يضحكون عليها، بينما كانت كالبلهاء تنتظر خارج النادي الريفي، وفي يدها المظلة.            حدقت طويلاً في التقرير المشوه، قبل أن تقهقه ساخرة من
نفسها، ثم بدأت في تمزيقه ببطء.
مرت نصف ساعة.
و خرجت فايزة في هدوء من الحمام
كان حسام يجلس على الأريكة، واضعاً ساقيه الطويلتين بثبات
على الأرض، بينما كان منهمكا بتركيز في الحاسوب المحمول
الذي أمامه، وبدا مشغولاً بعمله.
عندما رآها أشار إلى كوب الشاي الموضوع بجانبه.
"اشربي هذا."
"حاضر."
اقتربت وامسكت بكوب الشاي. لم تشربه على الفور، بل بدت
منشغلة بفكرة ما جالت بخاطرها قبل أن تنادي اسمه: " حسام".
كان صوته بارداً وهو يقول: "ماذا تريدين؟"، بينما ظل مركزاً على
الشاشة التي أمامه.
نظرت إلى فكه المنحوت وملامح وجهه. وتحركت شفتاها
هستان
بدا وكأنه فقد صبره، فقد رفع رأسه فجأة لينظر إليها، والتقت
عيونهما.
كانت لتوها قد أخذت حماماً، فكانت بشرتها وردية، ولم تعد
شفتاها شاحبتين كما كانت من قبل. وعلى الرغم من ذلك ظلت
تبدو مريضة بعض الشيء، ضعيفة وكأنها ستنكسر بلمسة. ربما
كان ذلك لأنها كانت قد تعرضت منذ قليل لسيول من المطر.
بنظرة واحدة انتشأت رغبتها فيها.
أما بالنسبة لفايزة، فكانت مشاعرها في حالة صراع داخلها، فلم
تدرك مشاعره. وكانت منهمكة في محاولة صياغة ما تود قوله.
وأخيراً، توصلت إلى قرار وقالت: "أنت ... ممم!"
ما كادت تفتح فمها حتى أمسك بذقنها، وأخذ يقبلها كما لو أنه
فقد السيطرة على نفسه. وتحت وطأة أصابعه الخشنة احمرت
بشرتها من فورها..
كانت أنفاسه كاللهب على بشرتها، وسرعان ما انقطعت أنفاسها.
كانت على وشك أن تدفعه بعيداً عنها، إلا أن هاتفه بدأ يرن على
الطاولة.
تجمد الاثنان، وتلاشى الشغف في التو واللحظة. وأخذ يتراجع
عنها، وهو لا يزال يعض شفتيها بلطف وكأنه لم يشبع بعد عندما
نطق ليتحدث كان صوته مبحوحاً: "اشربي الشاي ونامي مبكرا "
التقط هاتفه وخرج من الغرفة. كان عليه أن يرد على المكالمة.
انزلق باب الشرفة لينغلق.
جلست على الأريكة للحظات في حالة ذهول من القبلة، قبل أن
تقف ثانية. لم تتجه إلى غرفة النوم، وإنما سارت نحو الشرفة.
لم يكن الباب الزجاج مغلقاً باحكام فحملت نسمة الليل الباردة
صوت حسام إليها.
"لن أرحل."
"ما الذي يدور برأسك ؟ هيا كوني مطيعة واخلدي إلى النوم"
كان صوته حنوناً عطوفاً.
ظلت واقفة تنصت لدقائق قليلة، ثم قهقهت
إنه قادر إذا أن يكون حنوناً ولطيفاً، ولكن للأسف، فلست أنا
المتلقي لمشاعره هذه.
التفتت، وتوجهت إلى غرفة النوم وجلست على طرف السرير
وقد خلى وجهها من أي تعبير
كان زواجهما خطأ منذ البداية، ولم يكن سوى صفقة على أية
حال
فقد كانت عائلتها، عائلة صديق، قد أفلست قبل عامين وانحدر
وضعها الاجتماعي بين ليلة وضحاها وأمست اضحوكة المدينة.
وكانت عائلة صديق تتمتع بنجاح باهر، وأصبح لهم فائض من
الأعداء. لذا تسارع الجميع، في أعقاب سقوطهم، إلى اذلالهم. بل
أن أحدهم تباهى بأنه قادر على انتشال العائلة من ديونها، إذا ما
قدمت نفسها له.
وقبل سقوط العائلة، حاول عدد لا يحصى من الرجال مغازلتها.
إلا أن أحد منهم لم ينجح في لفت انتباهها، ومع مرور الوقت، بدأ
الناس يصفونها بأنها متكبرة ومغرورة
والآن وقد اصابها العار والذل فكر الكثير من الرجال في
استغلالها، فاستهلوا مزاداً سرياً، ليحددوا من سيحظى بها.
وعندما وصلت إلى أدنى مستوى من الذل والهوان، عاد حسام
إلى الظهور.
تولى حسام أمر الرجال المشاكسين وجعلهم يدفعون ثمناً باهظاً
لأفعالهم. وبعد أن ساعد عائلة صديق في سداد ديونها، قال لها
" لترتبط "
حدقت فيه وهي مصدومة. وعندئذ، مد يده ليربت على خا
وسألها: "لماذا تفاجأتي؟ أتخشين أن اقوم باستغلالك؟ لا تقلقي.
إنه زواج صوري فقط، فجدتي مريضة وهي : تحبك، وستسعد
برؤيتنا مخطوبين. كما أني سأساعدك على استعادة مجد عائلة
صديق.
إنها زيجة صورية، إذاً، أي أنه لا يحبني. كل ذلك لجعل جدته
سعيدة .
وعلى الرغم من ذلك، وافقت على الزواج منه.
كانت مدركة أنه لا يهتم بها، ومع ذلك وقعت في غرامه
وأصابتها الخطوبة بمشاعر متضاربة في داخلها. فالتغير
المفاجيء الذي طرأ على العلاقة بينهما، من أحبة في الطفولة إلى
مخطوبين جعلها تشعر بالغرابة
لكنه لم يبد أي انزعاج، فقد كان يحضر كل الفعاليات وحفلات
العشاء وهي بجانبه وبعد مرور عام تدهورت حالة جدته فضيلة
، مما دفعهم للانتقال إلى مرحلة عقد القرآن، فأصبحت
السيدة منصور، وأمست موضع حسد من الجميع. وكان الجميع
مرسي
يردد أن أحباء الطفولة مقدرين لبعضهما البعض.
عندما استفاقت من تأملاتها، بدأت تضحك من تلك الأفكار التي
راودتها. فللاسف لم يكن هذا قدرهما فعلياً، فقد كان زواجهما
مجرد صفقة اتفق عليها الطرفان
فجأة سمعت حسام يقول: "لا تزالين مستيقظة."
وسرعان ما استقر ثقله على البقعة التي بجانبها على السرير
بينما ملأت نفحات عطره المنعش أنفها.
وقال: "لدى أمر أريد أن أخبرك به."
لم تستدر نحوه فقد خمنت ما كان يريد قوله.
واستطرد قائلا: "النحصل على الطلاق.
على الرغم من أنها كانت تتوقع ما قاله، إلا أن نبضات قلبها
تسارعت قامت بكبت عواطفها، وحاولت قدر الإمكان أن تحافظ
على هدوئها، وهي تسأله: "متى؟"
كانت وهي مستلقية في مكانها تبدو هادئة لا مبالية، وكأنها
تتحدث في أمور معتادة.
قطب حاجبيه لرد فعلها، لكنه أجاب قائلاً: "عما قريب. سننتظر
إلى أن تنتهي جدتي من العملية الجراحية."
أومأت برأسها وقالت: "حسناً."
بعد برهة صمت سألها: "أهذا كل ما لديك؟ "
التفتت إليه متساءلة: "ماذا؟"
كانت عيناها واسعتين وصافيتين لدرجة أنه أصابه الذهول من
سؤالها. ابتلع ريقه قبل أن ينفجر في ضحكة صامتة.
لا شيء ايتها القاسية
يقول الناس إن الزواج رباط بين شخصين، وكان زواجهما قد
استمر لمدة عامين، وعلى الرغم من ذلك ظلت هادئة جداً عندما
طرح عليها الطلاق.
حسناً، لم يكن زواجهما سوى صفقة على أية حال، وقد فاز كل
منهما بما كان يحتاجه من الآخر.
كان هو مجرد شخص عمل على ابعاد الخطاب عنها.
مر عامان، لكنها على الأرجح كانت ستقطع علاقتها بي قبل ذلك،
لولا حالة جدتي .
تغاضى عن عدم الارتياح الذي انتابه من هدوئها واستلقى
بجانبها وأغلق عينيه.
نادت اسمه فجأة: " حسام "
فتح عينيه فوراً، ولمعت أعماقهما في الظلام وهو يحدق بها
وقال: "نعم؟"
فتحت شفتيها وأغلقتهما، وأخذت بدورها تحدق به ثم انفجرت
قائلة: "شكراً لك على العامين الماضيين
كانت عيناها واسعتين وصافيتين لدرجة أنه أصابه الذهول من
سؤالها ابتلع ريقه قبل أن ينفجر في ضحكة صامتة.
"لا
شيء، أيتها القاسية."
يقول الناس إن الزواج رباط بين شخصين، وكان زواجهما قد
استمر لمدة عامين وعلى الرغم من ذلك ظلت هادئة جداً عندما
طرح عليها الطلاق.
حسناً، لم يكن زواجهما سوى صفقة على أية حال، وقد فاز كل
منهما بما كان يحتاجه من الآخر.
كان هو مجرد شخص عمل على ابعاد الخطاب عنها.
مر عامان، لكنها على الأرجح كانت ستقطع علاقتها بي قبل ذلك،
لولا حالة جدتي .
تغاضى عن عدم الارتياح الذي انتابه من هدوئها واستلقى
بجانبها وأغلق عينيه.
نادت اسمه فجأة: " حسام."
فتح عينيه فوراً، ولمعت أعماقهما في الظلام وهو يحدق بها
وقال: "نعم ؟ "
فتحت شفتيها وأغلقتهما، وأخذت بدورها تحدق به ثم انفجرت
قائلة: "شكراً لك .... على العامين الماضيين

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-