رواية أسحار مدفونة الفصل الثانى بقلم محمود الامين
لما فوقت من الغيبوبه اللي انا كنت فيها او الاغماء لقيت ياسمين كانت بتعيط وبتقولي ان هي رنت على تليفوني، وان ردوا عليا في المستشفى وقالولها الخبر
مكنتش عارف ارد عليها ساعتها اقولها ايه؟
هي اه ملهاش ذنب وانا عارف انها هي بتحبني وكل اللي حصل ده بسبب اهلها لكني مكنتش عارف اتكلم معاها انا كنت ساكت.. مش عارف ده من اثر الصدمه و وان امي اللي ماليش غيرها في الدنيا ماتت، ولا صدمتي انه اسعد يوم في حياتي اتحول لكابوس
ياسمين اتكلمت وقالت
_ عمر انا لسه بحبك ومش هسيبك حتى لو كان ده قرار اهلي انا هفضل جنبك وهضغط عليهم لحد ما يوافقوا
= انا مبقتش عايز حاجه يا ياسمين خلاص كل حاجه راحت واضح ان سمعه ابويا هتفضل ملازماني لحد اخر يوم في عمري وهتكون السبب في دمار حياتي ولا هتكون ليه هي فعلا دمرت حياتي
_ عمري انا ما اتعودتش اشوفك ضعيف كده، ومش هقدر اشوفك كده ارجوك لازم تعدي الازمه دي وتفوق لنفسك وانا هفضل جنبك ومش هسيبك صدقني
= انا عايز اقعد لوحدي يا ياسمين بعد اذنك سيبيني وروحي دلوقتي
...
خرجت ياسمين من الاوضه، ودخل الدكتور اللي قالي
_ حمد لله على السلامه يا بطل... انا عاوزك كده تشد حيلك الاعمار بيد الله ووالده حضرتك في مكان احسن دلوقتي واحنا محتاجينك تقوم عشان تخلص كل حاجه والوالده تتدفن، انا خلصتلك تصريح الدفن وجاهزين عشان نسلمك
الجثه.. البقاء لله
= سبحان من له الدوام يا دكتور
...
الدموع غرقت وشي في لحظه، كل ما كنت افتكر منظر امي وهي في العربيه بتطلب مني الحقها وانا عاجز كنت بكره العيله دي اكتر وبتمنى موتها ومش هي وبس لا ده انا كنت بتمنى موت ابويا كمان اللي وجوده اكبر لعنه في حياتي ومش هعرف اتخلص منها بسهوله
قمت وكل حاجه مشيت بسرعه اخدت جثه امي واتعملت جنازة كبيره واتدفنت امي في مدافن العيله
وعدت ايام العزا ورجعت للشقه تاني بس المره دي من غير امي.. طلبت من الشغل اجازه مفتوحه بدون مرتب مكنتش قادر اشتغل ولا اقابل حد، يا دوب كنت برد على بعض مكالمات ياسمين ومش كلها ساعات كنت بكنسل عليها وبنهار من العياط كل ما افتكر امي واللي حصلها
...
وفات على الوضع ده اسبوعين.. كنت بنزل اجيب طلبات البيت وارجع احبس نفسي باليومين تلاته لحد ما الاكل والميه اللي معايا يخلصوا وبعد كده انزل تاني واجيب غيرهم واهى الحياه ماشيه
لحد ما في يوم نزلت القهوه اللي بعد بيتي بشارع.. قعدت عليها وطلبت كوبايه قهوه مظبوط
كان باين عليا الهم دقن الطويله والدموع اللي مغرقه عينيا ومنظري اللي اشبه بواحد شحات مش مهندس
قرب مني عم سيد بتاع الشاي وقالى
_ عامل ايه دلوقتي يا استاذ عمر؟
= الحمد لله على كل حال.. انت اخبارك ايه يا راجل يا طيب؟
_ الحمد لله.. انا عاوز اطلب منك طلب يا ابني؟
حاول تنسى وترجع لحياتك حرام شاب زيك محترم وابن ناس يبقى متبهدل بالشكل ده انا بنصحك عشان انت من سن ابني وربنا يعلم انك غالي عندي جداً
...
هزت دماغي من غير ما ارد عليها اصل عارف ده اسلوب المواسايه والطبطبه اللي اتعودت عليه من الناس الفتره دي
لكن وانا قاعد سمعت اثنين بيتكلموا وبيقولوا
_ والله ما عارف اعمل ايه... من ساعه ما الست دي عملت لمراتي العمل عشان تحمل مراتي مش بتنيمني الليل بتقوم كل يوم تصرخ بالليل في الشقه ووضعها من سيء لأسوء
= مين الست دي وبتعمل كده ليه؟
_ واحده يا سيدي مطلعه على نفسها اسم الشيخه سميحه وهي ولا شيخه ولا زفت.. مجرد واحده دجاله ونصابه ومالهاش غير في الاذيه
= ودي ساكنه فين دي مسمعتش عنها قبل كده..
_ ساكنه في الشارع اللي جنبنا ده انت ازاي مسمعتش عنها؟
...
الكلام كان بيرن في وداني وقتها كنت بحاول اخرجه من بالي واقول اعمال ايه وسحر ايه؟!
لكن لقيتني بشكل تلقائي مركز مع الناس دي وهي بتتكلم وعرفت ان الست دي اتسببت في موت ناس قبل كده لكن ما حدش عارف يثبت عليها حاجه... وعشان كده قررت اني اروحلها.. جايز يكون عندها الحل
قمت من على القهوه بعد ما حسبت ورحت الشارع اللي جنبنا وسألت عن الشيخه سميحه
وما شاء الله الشارع كله عارفها وبمجرد ما جبت سيرتها الكل قالي دي ست مبروكه وبتحل العقد وبتفك المربوط والكلام اللي انتوا عارفينه ده كلام الدجل بقى
وعشان كده لقيت واحد بيقولي هو ده بيت الست سميحه او الشيخه سميحه يعني على حسب المسمى
وصلت قدام بيت بابو اسود وخبطت.. فتحتلي بنت في العشرينات من عمرها وسالت عليها والبنت دخلتني وقفلت الباب... وشورتلي على اوضه وسابتني وراحت قعدت على مكتب صغير وكانها دكتوره مش دجاله عندها سكرتيره كمان قلت ده في عقلي بتهكم وكاني بتريق يعني على الحال اللي احنا وصلناله
لما قعدت قدامها بصيتلي وقالت
_ انا عارفه عنك كل حاجه انت اللي جيه في بالك، اني ست نصابه لكن في الحقيقه انا هقولك اني عارفه انك جاي تنتقم من الناس اللي ظلموك وتسببوا بموت والدتك وانا هساعدك بس ده في مقابل انك تسمع كلامي طريقي ملهوش رجعه يعني لو بدات ما ترجعش تقولى خلاص سامحتهم انا كل اللي طالباه منك صوره بتجمعهم بس وسيب الباقي عليا..
= هو حضرتك عرفتي كل ده منين؟
_ انت ما تعرفش عني حاجه انا الشيخه سميحه اللي بعرف كل حاجه بتحصل في البلد دي بعد ثواني من حدوثها
...
خرجت من عند الست سميحه وخرجت تليفوني ودخلت على الاكونت بتاع ياسمين.. وقلبت في الصور لحد ما لقيت صوره بتجمعها هي ووالدها ووالدتها واخوها.. رحت عند واحد بتاع تصوير وطباعه وطبعت الصوره من على التليفون ورجعت تاني للست سميحه
وطلبت منها تعمل عمل لابوها وامها واخوها عاوز التلاتة يمروا بازمه صحيه كبيره ويصابوا بمرض خبيث يفضل ياكل في لحمهم لحد ما يموتوا عاوزهم يتمنوا الموت
ابتسمت ست سميحه وقالت طلبك بسيط فوت عليا بعد يومين وهتلاقي الطلب جاهز
....
لاول مره احس اني مش عارف نفسي انا مين انا المهندس المحترم اللي دلوقتي هيعمل عمل لناس وهيتسبب في موتهم
فاتن يومين ورجعت للست سميحه من تاني... قالتلي
_ ال3اعمال دول تدفنهم في قبر تكون لسه داخله جثه طازه ملهاش كم يوم اهم حاجه ما يكونش عدى عليها اسبوع تدفنهم وتخرج وهتشوف اللي هيحصل فيهم
= ما فيش حل تاني غير موضوع القبر ده
_ لا مفيش وتنفذ اللي قلتك عليه
...
خرجت من عندها ورحت على المقابر.. وهناك قابلت واحد والمفروض هو ده المسؤول عن المقابر الحارس يعني او الغفير وعرضت عليه فلوس في مقابل اني ادفن الاعمال دي
وبصراحه الراجل ما اعترضش بالعكس.. ده فرح جداً واخدني ورحنا قدام قبر وقالى
_ الجثه اللي دخلت القبر ده.. لسه داخله امبارح يعني عز الطلب تقدر تدخل دلوقتي وتدفن الاعمال بس ايه بضهرك واخرج بوشك
= اشمعنا يعني؟
_ ما تسالش وخلص بقى خلينا نخلص الليله دي
....
مكنتش متخيل في يوم اني هعمل كده انا المهندس المحترم واقف قدام قبر عشان يدفن اعمال تأذي الناس مش هنكر اني قررت اتراجع كتير لكن كل ما كنت اجي اتراجع افتكر منظر امي وهي بتموت قدام عينيا بسبب كسره النفس وعشان كده كان كل تفكيري في الانتقام نزلت القبر وفي ايدي 3 اعمال بالخراب والموت على الناس اللي اتسببت في موت امي واللي حرمتني من اغلى بني ادمه بحبها في حياتي واللي حرموني اني اتجوز حب عمري... نفذت كل الشروط اللي كانت مطلوبه عشان ادفن الاعمال لكن قبل ما اخرج من القبر ايد متلجه مسكت ايدي بصيت وانا بترعش وكانت الصدمه...