رواية شيخ في محراب قلبي الفصل التاسع و العشرون29 بقلم رحمه نبيل


 

رواية شيخ في محراب قلبي الفصل التاسع و العشرون بقلم رحمه نبيل



" هونت عليك يا جمال ؟؟؟ "

كانت همسة متوجعة خفيضة انطلقت من فم مصطفى الذي كان يجاهد لرفع وجهه بعدما تلقى من زكريا ما جعل حنجرته تتألم من الصراخ ...

انطلقت ضحكات يرن صداها في الغرفة عقبها صوت جمال المرعب وهو يتجه بابصاره لأخيه :

" احمد ربك يا درش إني مش حابب اوسخ ايدي بيك "

صمت ثم نظر له نظرة ...فهم مصطفى ما يقصد بها :

" وإلا......انت عارف كويس اوي اوي أنا اقدر اعمل ايه ؟؟؟" 

أنهى حديثه وهو يوجه نظره لجيمي الذي كان يغمض عينه متنفسا بحدة يحاول كتم تأوه مانعا نفسه عن الصراخ كالفتيات :

" منورنا يا جيمي والله ...اهو صاحبك قدامك تعبان عشان متقولش بس إن سفريتك جات على الفاضي " 

رفع جيمي عينه بغضب شديد يرمقه لجمال يتمنى لو كان يستطيع أن ينهض وينقض عليه ....

رفع جمال حاجبه باستهزاء من نظرات جيمي وهو يقول بسخرية :

" لا جيمي بتبصلي كده ليه ؟؟؟ مش خايف على روحك ولا ايه ؟؟؟" 

بصق جيمي في الأرض وهو يبتسم بسخرية :

" اخاف على ايه بقى ما كله محصل بعضه يا جمال باشا "

ادعى جمال التفكير في حديثه ثم قال بعد صمت قصير ببسمة :

" انت عندك حق فعلا .... ألا قولي يا جيمي هو السيد الوالد ضاقت بيه الدنيا وملقاش غير جمال ويسميك بيه ؟؟؟ اصل الصراحة مستخسر الاسم في خلقتك " 

ابتسم جيمي ولم يجب عليه واكتفى يتنفس بغضب فقط 

" انفخ انفخ ده اخرك ....ايه يا درش يا حبيبي ما تشاركنا في الحوار اللطيف ده ...مش انت كنت حابب زمان اقعد مع جيمي واتكلم معاه وادي نفسي فرصة أفهمه ؟؟؟ " 

لم يجبه مصطفى يا تحدث بجمود :

" قولت لماما ؟؟؟" 

" ملكش دعوه بيها من اليوم ده تعتبر نفسك خارج عيلتنا سامع ؟؟؟ غير اني سفرتها عند خالك لغاية ما انضف مكانك " 

سقطت دمعة مصطفى بوجع وهو يردد :

" اخر واحد كنت أتوقعه يعمل كده يا جمال " 

" وده اكبر دليل إنك متعرفنيش كويس يا مصطفى ...." 

قاطع حديثهم صوت رنين هاتف جمال ليجيب سريعا ويصل له وللجميع في الغرفة صوت رجل يصدح ببعض الكلمات كانت وقعها على الجميع مُوجع لاسباب مختلفة ....

" جمال باشا تم تحرير محضر بالواقعة وكمان تم ايقاف مصطفى باشا عن العمل لحين انتهاء التحقيق وبكرة هيتم إحضاره هو والمتهم التاني ...."

_____________________________

" نقاب ؟؟؟" 

هزت رأسها ببسمة واسعة وهي تردد على مسامعة نفس الكلمة مجددا :

" ايوة عايزة البس نقاب بس الاول عايزة اعرف كل حاجة عنه لاني مش حابة اكون صورة تسئ ليه " 

ابتسم زكريا بسمة واسعة وهو ينظر لها بفرحة عارفة يردد بهمس وصل إليها واضحا :

" تعرفي اني حاليا بتخيل اقوم وامسكك وأدور بيكِ من كتر الفرحة ؟؟؟" 

ضحكت فاطمة بشدة وهي تقترب منه قليلا ثم قالت بخفوت :

" نأجلها بعدين لأن حاليا ممكن ماما وداد تدخل في أي وقت المهم نبدأ ؟؟؟" 

ابتسم لها زكريا وبدأ يشرح لها كل ما قد تحتاجه للنقاب وهي تستمع له باهتمام شديد تحاول فهم كل كلمة ينطقها حتى تطبقها فيما بعد تقنع نفسها أنه حان الوقت لذلك .....

كان زكريا يتحدث بلا توقف وبحماس شديد وهو يتحرك في الغرفة محضرا العديد من الكتب التي قد تنفعها في بعض الأحكام يشير لها على الصفح التي قد تفيدها وهو يشعر أنه يدرس لابنته الصغيرة في المدرسة ..

_______________________

زفر بضيق وهو ينظر له يضم يديه بين ركبتيه مبتسما بخجل شديد يحاول افتتاح الحديث بأي كلمة، لكن كل مرة تخونه شجاعته ...

" يا عم فرج اتكلم ابوس ايدك عايز افتح الورشة "

ابتسم فرج وهو يرفع عينه ثم اعتدل في جلسته وهو يخبره مباشرة ودون مقدمات :

" بصراحة يا عمي انا جاي طالب القرب منك "

" عمي ؟؟؟ عمي مين يا عم فرج ده ابنك الصغير كان زميلي في المدرسة انت بتقول ايه بس ؟؟؟ ثم انك طالب القرب في مين معلش ؟؟؟" 

كان يتساءل بعيون تقدح شرارا عالما إجابة سؤاله لكنه يود فقط أن يسمعها منه هو حتى لا يكون هناك حجة عند قتله ....

" يعني هيكون في مين يابني كلك نظر ؟"

" لا ما هو انا اساسا نظري ضعيف مش شايف النضارة اللي لابسها ولا ايه ؟؟؟؟ فلو سمحت وضح كده جاي طالب ايد مين ؟؟؟؟"

" امك " 

احمرت عين اشرف بغضب شديد وهو ينهض صارخا به :

" نعـــــــــــم ؟؟؟؟؟؟؟؟"

نهض فرج وهو يصعد بكله على المقعد يهتف برعب من ملامح اشرف :

" في ايه ؟؟؟ انا والله جاي اتجوز امك بجد مش شتيمة "

" حلو غلط وانا كنت مستنيه يغلط " 

اجابه فرج بعدم فهم :

" هو مين ده اللي غلط ؟؟؟بعدين مالك كده اقعد واستهدى بالله " 

ابتسم اشرف وهو يشمر كم قميصه يعدد أخطاء فرج عليه :

" يعني يا راجل يا عجوز إنت جاي تطلب ايد امي بكل بجاحة وقاعد كده عادي ؟؟؟بعدين خلاط ايه اللي جايبه معاك ده؟؟؟" 

نظر له فرج بشر كبير وهو يعتدل في وقفته أمامه ليصل حتى بداية صدره هادرا فيه بغضب :

" اولا ايه عجوز وجاي أطلب ايد امك دي ؟ هي والدتك قاصر وانا معرفش ؟؟ ما هي نفس سني تقريبا ....ثانيا فيها ايه لما اطلب ايد امك ؟؟؟ثالثا انت متعرفش الخلاط ده بيعمل ايه ولا ايه ؟؟؟ ده بركة " 

أشار اشرف للخلاط الذي يتوسط الطاولة وهو يقول :

" الخلاط ده ؟؟؟" 

هز فرج رأسه بنعم ليجد اشرف يتجه صوب الخلاط وهو يحمله ملقيا إياه ارضا بعنف كاسرا إياه ....

تجمد فرج في محله بصدمة كبيرة لا يصدق ما فعله اشرف للتو صارخا :

" الخلاط كسرته ليه ؟؟؟ ده هادي هيكسر دماغي انا وانت منك لله " 

________________________

امتدت يدها المرتجفة تحاول الامساك بثيابه عله يهدأ قليلا، لكنه على العكس ازداد اشتعالا وهو يبعد يدها بغضب جحيمي صارخا بها دون أن ينتبه أنه يحدثها بالفرنسية :

" أبقي خارج الموضوع فهمتي !؟؟"

استدار بعدها فرانسو للنادل وهو يشرف عليه بطوله قائلا بشر ينطق من جميع خلجاته :

" هيا أعد ما قلته منذ قليل ...أعد ما قتله ." 

عاد النادل للخلف بقلق من نبرة فرانسو :

" عفوا يا سيدي انا لم اخطئ ولكن وجود زوجتك هنا بهذا الشيء على رأسها يثير فزع رواد المكان "

" لما ؟؟؟ هل ترتدي حزاما ناسفا على رأسها ؟؟؟ أو تحمل في حقيبتها قنبلة ؟؟؟ اسمع يا هذا انا لا اسمح لك او لأي حقير في هذا المكان بالتقليل من شأن زوجتي فهمــــت ؟؟؟"

أنهى حديثه وهو يستدير في المكان صارخا بغضب :

" من لديه اعتراض على حجاب زوجتي فلينهض ويحدثني الان ويقنعني بمدى خطورته " 

عم صمت طويل ولم يجب أحد عليه ليبتسم بسمة ساخرة ثم حمل اشياءه من الطاولة وهو يقول بشر :

" فلتخبر رئيسك أن يستعد للمقضاة فلن اصمت عن إهانة زوجتي فأنا أيضا مواطن في تلك الدولة مثلك ...." 

امسك بعدها يد بثينة بحدة شديد جعلتها تخشاه حقا في تلك الدقيقة ليقول هو قبل خروجه :

" سؤال واحد للجميع اذا سمحتم لي " 

انتبه له الجميع ليهتف هو بنظرات جامدة :

" اذا زار أحدكم بلدا عربية مسلمة فهل سبق واجبركم أحد على ارتداء الحجاب أو عاملكم أحد باستصغار ؟؟؟ لا صحيح ؟؟؟ وهذا تحديدا هو الفرق بيننا " 

امسك يد بثينة واتجه صوب باب المحل وهو يقول بنبرة تهديد :

" اذهب للبحث عن عمل آخر يا فتى فهذا المطعم سيُغلق " 

" انتظر يا سيدي لحظة من فضلك لقد اسئت فهم العامل هنا ...هو لا يهينك زوجت بل ...." 

توقف مدير المطعم عن الحديث والذي خرج منذ قليل من مكتبه بسبب الضوضاء وسمع اخر كلمات فرانسو ليرتعب من تنفيذه للتهديد فهم سابقا حينما كانوا يبعدون اي شخص من المطعم كان يرحل دون قول كلمة أما هذا فقد وقف وتحداهم بكل جرأة اخافت المدير من حديثه ....

" اسمع يا سيد انا لست ابلها لكي لا أفهم حديث الفتى ولست غبيا حتى لا اعلم الدولة التي عشت بها عمري والعنصرية التي تمارسوها ضد المسلمين هنا " 

أنهى حديثه وهو يرحل قبل أن يتحدث المدير بكلمة إضافية وهو يشتعل داخليا فهو يعلم جيدا أن تلك البلد هي أكثر البلاد التي قد يلاقي فيها أي مسلم ما يكفيه من العنصرية ....وقد شهد سابقا على العديد من الحوادث كتلك بل و ابشع، لكن ما لم يتخيله أن تتعرض يوما زوجته لذلك الأمر وأمام اعينه لذا في داخله توعد لهم بالويل حتى وإن اضطره الأمر للقول إنه تمت إهانته هو شخصيا حتى ينال منهم ....

____________________________________

انتهى زكريا من درس اليوم مع فاطمة ثم راقبها وهي تنظر في أحد الكتب التي أعطاها لها تحاول فهم شيئا ما ليقاطع كل ذلك وهو يقول لها فجأة .....

" فاطمة ...." 

رفعت فاطمة نظرها له وهي ترمقه بترقب :

" نعم ؟؟؟" 

" ممكن نتكلم شوية ؟؟؟" 

تركت فاطمة الكتاب جانبا ثم اعتدلت في جلستها وهي تنظر له بانتباه شديد منتظرة أن يبدأ الحديث :

" اتفضل يا زكريا انا سمعاك " 

ابتسم لها زكريا ثم صمت قليلا قبل أن يبدأ في قول ما يحاول استدعاء شجاعته منذ قليل للبوح به :

" فاكرة انا وعدتك بايه قبل كده ؟؟؟؟" 

لم تفهم فاطمة حديثه تحاول تذكر أي وعد هذا الذي وعدها إياه فهو وعدها بكثير من الوعود :

" اي واحد قصدك ؟؟؟" 

ابتلع زكريا ريقه يحاول التفكير في طريقة هينة للبوح بالأمر :

" قصدي الموضوع اللي ...هو يعني ...اللي هو " 

" مالك يا زكريا انا مش فاهمة منك اي حاجة ...موضوع ايه ده اللي بتتكلم عنه ؟؟؟ " 

حاول الابتسام ليطمئنها بعدما ازداد قلقها :

موضوع مصطفى وجمال يا فاطمة " 

وسريعا انسحبت الدماء من وجهها لتشحب شحوب الأموات تتنفس بعنف وهي تنظر له بعدم فهم :

" مالهم ؟؟؟؟ حصل حاجة ؟؟؟ هما عرفوا اني مراتك و......."

توقفت فاطمة عن الحديث وهي تجد زكريا ينهض سريعا ليجلس ارضا جوارها ممسكا بيدها وهو ينظر في عينها بقوة هامسا باسمها وكأنه يخبرها الا اتخشى وهو جانبها :

" فاكرة وعدي اللي قولتلك عليه ؟؟؟ اني هاخدلك حقك ؟؟؟ فاكرة يا فاطمة ؟؟؟؟ جه أوان اني أنفذه "

ارتعشت شفاة فاطمة بعظم تصديق وهي تردد بتيه:

" تنفذه !؟؟؟يعني ايه ؟؟؟"

" اتقبض على  مصطفى وجمال " 

فزعت فاطمة وهي تحاول نزع يدها من يده ليتمسك هو بها أكثر وكأنه يخبرها أنه ابدا لن يترك يدها طالما كان يتنفس لذا أكمل حديثه وهو يضم كفيها بين كفيه :

" مسكناهم وجبنا دليل عليهم وبكرة هيتم حبسهم  بأمر رسمي وبعدها هياخدوا جزاءهم "

كان يتحدث وهو ينظر لعيونها التي اتسعت بعدم تصديق وهناك دموع تهبط بعنف شديد وشهقاتها قد بدأت تعلو في المكان كله تهز رأسها بالنفي وهي تردد بدون وعي :

" مستحيل....لا لا " 

رأى زكريا حالتها تلك ليجلس سريعا جوارها وهو يجذب رأسها لصدره بحنان هاتفا بتأكيد مواسيا إياها :

" لا يا فاطمة مش مستحيل ....خلاص الكابوس ده خلص وحقك هيرجع وتقدري وقتها تعيشي وأنتِ مطمنة " 

بكت فاطمة أكثر وهي تهتف من بين صرخات قلبها العالية :

" بابا ...بابا ......"

لم تتمكن من اكمال كلمتها وهي تزداد بكاءا على نفسها وحياتها التي ضاعت بسبب اب ضعيف جبان حتى عن استراد حق ابنته ...عن الوقوف في وجه من دمروها وكسروا برائتها......

ضمها زكريا اكثر وهو يحاول تهدئتها يعلم جيدا بما تفكر وبماذا تشعر ...يشعر بوجعها وخذلانها ليهتف لها بحنان :

" تحبي نروح ليه ؟؟؟" 

لم تفهم فاطمة مقصد زكريا لترفع رأسها ببطء من على صدره وهي تهمس بعدم فهم :

" نروح ليه ؟؟؟" 

" اممم قصدي والدك ...تحبي نروح نزوره؟؟؟نتكلم معاه ؟؟؟ تقعدي معاه ؟؟؟ لو ده هيخفف عنك نروح ليه ايه رأيك ؟؟؟"

وكانت اجابتها هزة صغيرة رافضة من رأسها تنفي حديثه وترفض اقتراحه خوفا في الذهاب ورؤية تلك النظرة في عينيّ والدها التي كان يمطرها بها حارما إياها من نظرة حنان واحدة ...نظرة كانت ترتجيها منه ....نظرة لم تجدها سوى في عين ذلك الذي يربت على ظهرها بحنان شديد وكأنه يخشى أن تُكسر في ده ....

صمتت وصمت ليطول صمتهما الذي لم يقطعه سوى همسة زكريا وهو يناديها بحنان شديد :

"فاطمة ؟؟؟"

لم يصله ردها على كلمته ليبعدها قليلا عن صدره يحاول تبين إن كانت غفت ام لا؟؟؟؟ لكنها ابت أن تتحرك ولو انش واحد بعيد عن صدره وهي تهمس بصوت ابح من كثرة البكاء :

" زكريا ...." 

ربت زكريا على رأسها وقد علم أنها في هذه اللحظة تحتاج فقط للشعور بالأمان لذا توقف عن محاولة رؤية وجهها عن طريق أبعادها عنه :

" عيونه ؟"

" انا بحبك اوي "

ابتسم زكريا بسمة واسعة وهو ينحني مقبلا رأسها بحب شديد لا ينضب ولا يجف بل يزداد في الفيضان داخل قلبه كبحرٍ هائجٍ :

" وانا ماتت كلماتي أمام تلك الكلمة صغيرتي " 

تغضنت ملامح فاطمة بضيق وهي تهمس له :

" يعني ايه؟؟؟ يعني انت مش بتحبني ؟؟؟" 

ضحك زكريا بعنف على حديثها وهو يخبرها من بين ضحكاته :

" هذا ما وصل لكِ من حديثي ؟؟؟ "

ابتعدت فاطمة عنه بغيظ شديد وهي تهمس :

" زكريا إنت بتحبني ولا لا ؟؟؟"

تشنج زكريا بغيظ وهو يرمقها لا يصدق ذلك السؤال الغبي الذي خرج للتو من فهما لينهض مبتعدا عنها بنزق وهو ينهض هاتفا :

" من بين كل نساء الارض رزقت بكِ أنتِ "

" وانت مالك بنساء الأرض يا زكريا يا شيخ يا محترم ياللي مش بترفع عينك في واحدة يا اللي كنت كل ما تشوفني تدفن وشك في الأرض وتبعد عني كأني جربانة " 

نظر لها زكريا لثوانٍ قبل أن ينفجر في الضحك متذكرا تلك الأيام وهو يهتف بحنين :

" اه فكرتيني ...مكنتش المحك غير لما يحصلي مصيبة " 

صمت قليلا ثم قال بتعجب شديد :

" صحيح هو ازاي بقيت اقابلك عادي من غير ما تحصل مشكلة ؟؟؟ ولا المشاكل دي كانت قبل الجواز بس ولا ايه ؟؟؟" 

لم تفهم فاطمة ما يقول لتتحدث بحنق :

" انت بتقول ايه ؟؟؟ شكلك بتوه الكلام عشان متقولش بحبك " 

رفع زكريا حاجبه بسخرية شديدة وهو يتجه لها ببسمة هاتفا حينما أصبح قربها :

" جميلتي الصغيرة اه فقط لو كنتِ تملكين عقلا لكنتِ اصبحتي افضل نساء الارض " 

أنهى حديثه وهو يبتعد عنها تاركا إياها تفتح فمها ببلاهة مرددة :

" ايوة يعني بتحبني ولا لا برضو ؟؟؟"

" أنتِ شايفة ايه يا فاطمة ؟؟؟" 

" زكريا تتجوزني ؟؟؟؟"

ابتسم زكريا بعدم تصديق لكلمتها يفتح فمه ببلاهة وهو يهمس وقلبه يقرع بشدة :

" أنتِ اللي تتجوزيني يا فاطمة ؟؟؟ انا اللي المفروض اقولك كده بل واترجاكِ كمان " 

نظرت له فاطمة ببسمة وهي تقول محاولة ابعاد تلك الغصة عن حلقها وهي تقترب منها تدفن نفسها في صدره :

" مش مهم مين يقولها المهم انك تتجوزني يا زكريا وتبقي جنبي دايما لغاية اخر نفس فيا " 

اغمض زكريا عينه ببسمة وكأنه يستعشر همساتها ثم قال ببسمة :

" فاطمة ..."

" اممممم...."

ابعد زكريا وجهها قليلا عن صدره ثم اقترب من وجهها بشدة وهو يهمس بحنان وحب :

" لا اعلم إن أخبرتك سابقا بكلمة احبك، لكن إن لم افعل فتأكدي أنه ماكان ذلك سوى خجلا من أن أقول كلمة لا تصف مقدار مشاعري تجاهك، فـ والله ما في قلبك تجاهك قد تخطى درجات الحب الاثنا عشر والتي عرفتها اللغة العربية للدرجة الثالثة عشر والتي وجدت فقط لاجلك وها هي على أعتاب الدرجة الرابعة عشر بل وربما الخامسة عشر فحبي لكِ يتزايد بدرجة مخيفة لذا فقط ارفقي بي....."

___________________________

كانت تسير جواره صوب المصعد بعدما عادا الاثنان للمنزل وفي قلبها تحمل شيئا من الخوف لما رأته منه منذ قليل ...وها هم منذ  خرجوا من المطعم وهو يجري اتصالات عديدة يتحدث فيها بغضب عارم جعلها تتقي شره ولا تتحدث بكلمة واحدة حتى .

فتح فرانسو باب شقته ثم تقدم للداخل دون كلمة واحدة ملقيا مفاتيح شقته على اول طاولة قابلته، لكن ما كاد يخطو بقدمه داخل الغرفة حتى وصل لمسامعه صوتها الهامس وبشدة وكأنها كانت تخشى أن تزعجه فينقض عليها ....

" هو ...هو اللي حصل هناك ده بسببي ؟؟؟ انا عملت حاجة غلط ؟؟؟" 

توقف فرانسو وهو يعطيها ظهر ثم مسح وجهه بضيق شديد يحاول الهدوء فليس لها أي ذنب بما حدث ابدا ..ها قد أصبحت تخشاه أكثر بعدما نجح صباحا في أخذ اول خطوة صوبها ...احسنت فرانسو .

استدار لها ببطء وهو يجاهد لرسم بسمة على فمه يخبرها بها أنه ابدا ليس غاضبا منها بل هو فقط غاضبا لأجلها .....

" لا يا قلبي مش بسببك و....."

توقف فجأة وهو يستوعب ما قال منذ ثواني وتلك الصدمة التي ارتسمت على وجهها على إثر كلمته التي خرجت عفوية منه ..اه حسنا ها هو يفسد الأمور أكثر ....

" تمام شكلي بوظت الدنيا صح ؟؟؟"

لم تفهم بثينة ما يقصده بحديثه ذلك ومازالت الصدمة جراء كلمته تحتل ملامحها ليهز هو كتفيه بعدم اهتمام لما حصل وهو يضيف على حديثه السابق متجها لها بخطى سريعة :

"  وبما أنها كده كده بايظة فنبوظها أكثر "

أنهى حديثه وهو يجتذبها لاحضانه بعنف شديد يهمس لها بدون مقدمات 

" بحبك يا بثينة "

كان قلبها يضرب جنبات صدرها بعنف شديد لدرجة الألم تشعر باطرافها وكأنها تجمدت وهو يضمها بهذه القوة إليه بينما هي كانت ترخي ذراعيها جوارها لا تعلم ماذا تفعل سوى أنها أخرجت همسة بلهاء من فمها :

" ها ؟؟؟؟" 

" من سنين طويلة بحبك اوي يا بثينة "

فتحت بثينة عينها بصدمة ...اي سنين تلك ؟؟؟ هي تعرفه منذ أسابيع فقط ....

" هتحبيني زي ما بحبك ولا نكتفي بحبي ؟؟؟ متخافيش هو كببر وهيكفينا "

شعرت بثينة بدمائها تغلي في عروقها وهي تفكر أن الذي ظنت أنها  تعشقه طوال سنين حياتها لم يبادلها يوما بنظرة حب واحدة ...وها هو ذلك الذي نبذته يعشقها ويهيم بها عشقا كما ترى ......

" بتحبني ؟؟؟" 

ابتعد فرانسو عنها وهو يرجع شعر رأسه للخلف هامسا ببسمة وجنون :

" مش اوي يعني هو ممكن تقولي هوس جنون يعني حاجة في الرنج ده ...تقريبا من كتر قعدتي معاهم بقيت زيهم "

ضحك دون أن ينظر لها ثم أضاف  مبتلعا ريقه وهو يتساءل بعيون وشفاه ممدودة كطفل صغير :

" تفتكري اني محتاج اتعالج ؟؟؟؟"

نظرت له ببلاهة وهي تهز رأسها بعدم معرفة ليبتسم هو فورا مضيفا وهو يسحب يدها ثم اتجه بها لخارج الشقة كلها وهو يقول بحماس شديد :

" انا لقيتها احنا نخرج دلوقتي نروح ناكل ايس كريم وبعدين ارجع اتعالج  " 

تحركت بثينة خلفه وهي تنظر له بذهول شديد ومازالت كلماته تتردد في اذنها تبتسم ببلاهة تشعر بشعور غريب يغمرها لذا سحبت يدها منه ليتوقف فجأة وقبل أن يتحدث بكلمة كانت هي تلقي بنفسها بين أحضانه وهي تهمس بأمل في حياة جديدة بأمل في حب يغمرها بأمل في عائلة تحبها :

" سوا ....نتعالج سوا يا فرانسو ..." 

______________________________

" ما خلاص بقى يا هادي مكانش خلاط ده اللي متنكد عليك بسببه بقالك يوم " 

زمّ هادي شفتيه وهو يتحدث بحنق شديد لرشدي الذي يستهين باحزانه غير عالما بمكانة ذلك الخلاط لديه :

" طبعا ما انت مش حاسس بناري ....الخلاط ده يا استاذ ياللي بالنسبة ليك عادي ...كان شاهد كبير على قصة حبي انا واختك وفجأة كده اختفي من حياتي ..منك لله يا فرج بس المحك والله لـــ...."

توقف هادي عن الحديث وهو يرى فرج يتهادى أمام عينيه بخفة وكأنه البارحة لم يكسر قلبه مع خلاطه الثمين ....كانت اعين هادي تتحرك بالتزامن مع حركة فرج وهو يسير أمامها ببسمة واسعة دون أي شعور بالذنب قد يشفع له عند هادي بل وأن القاحة وصلت به بأن يلوح بيده لهما يلقي عليهما تحية الصباح ثم ابتعد صوب مقعده على القهوة تاركا بركان هادي على وشك الفوران ....

أشار هادي صوب فرج وهو يحدث رشدي بشر :

" اهو جه لغاية عندي برجليه " 

ربنا بعدها على ذراع رشدي وهو يقول بينما يرفع أكمام قميصه :

" خد زكريا ومراته وعلى القسم وانا هحصلكم بعد ما اخلص " 

أنهى حديثه ثم ركض صوب القهوة قبل أن يتمكن رشدي حتى من منعه أو الإمساك به ......

كان يجلس بملل شديد على مقعده ينعي فشله الـ.. حسنا هو لا يتذكر رقم هذه المرة من كثرة محاولاته الفاشلة في الزواج بأم اشرف وكل هذا بسبب ذلك البغيض اشرف

" تذرب حاجة يا عم فرج ؟؟؟"

استفاق فرج من أفكاره على صوت فتى صغير لينظر له بحسرة وهو يردد :

" كوباية لمون يابني خلينا اروق بدل حرقة الدم " 

" لا خليها كوباية قهوة على روح المغفور إليه "

رفع فرج رأسه مذعورا من ذلك الصوت وهو يردد بخوف محاولا رسم بسمة مرتجفة :

" هادي ؟؟؟ اهلا يا حبيبي اخبارك واخبار الست الوالدة ؟؟؟ " 

ابتسم له هادي بسمة مخيفة ليقول فرج وهو يراقب رحيل الفتى :

" خير يعني طلبت قهوة على روح المغفور إليه ؟؟ مين ده اللي مات ؟؟"

جلس هادي جواره وهو يراقب حديثه مبتسما 

" الحاج فرج " 

صدم فرج من حديثه وهو يتراجع للخلف :

" الحاج فرج ؟؟؟ لا متقولش الحاج فرج الحلاق ؟؟؟لا حول ولا قوة الا بالله ده كان من اسبوع بيلعب معايا طاولة ...تعرف الحاج فرج  ده كان زميلي في اعدادي كنا بنقعد ورا بعض في اللجنة ويغش منــ.....فيه ايه يا هادي يا حبيبي بتبصلي كده ليه ؟؟؟" 

ابتسم هادي وهو ينهض مشرفا على فرج :

" لا متخافش الحاج فرج ربنا يديله الصحة بخير بس فرج تاني هو اللي هيموت ...."

" فرج تاني ؟؟؟ يكونش فرج بتاع الروبابيكيا ؟؟؟ بس ده لسه عيل يا عيني حسرة قلب أهله عليه و...." 

توقف وهو يرى هادي ينقض عليه قائلا من بين أسنانه :

" يعني جبت كل اللي اسمهم فرج في الحتة ونسيت نفسك يا فرج ؟"

تراجع فرج للخلف برعب وهو يبحث عن مفر له :

" انا ؟؟؟ ما انا زي الف اهو يابني "

" كنت ...زي الفل " 

صرخ فرج وهو ينهض من مقعده بسرعة يحاول الفكاك من يد هادي الذي لحق به بغيظ شديد يهتف به أن يتوقف لولا أن سيارة توقفت أمامه واطل منها رأس رشدي الذي صاح به في نزق وضيق :

" انت يا زفت يلا اطلع " 

" قولتلك روح وانا هاجي وراك "

" انت اهبل ياض ؟؟؟انت المحامي يا متخلف اركب  " 

نظر هادي بشر لفرج وهو يشير على رقبته بعلامة الذبح متوعدا له ثم تحرك صوب السيارة ثم صعد جوار الجميع متجهين للنيابة العامة بعدما حدثهم جمال مخبرا اياهم باخر المستجدات كلها .....

كان زكريا يراقب فاطمة يحاول سبر اغوارها يعلم جيدا ما تمر به لذا مد يده يمسك يدها ضاغطا عليها بقوة يحاول مؤازرتها ودعمها ...

نظرت فاطمة صوب زكريا تستجدي حنانه ودعمه ليبتسم لها تلك البسمة التي لم تفشل يوما في اسعادها .....بادلته فاطمة الابتسامة بأخرى متوترة لتسمع همسة لها :

" فاطمة "

انتبهت له بكل حواسها تنتظر كلمته ليقول لها وهو يدعي الخجل محاولا إخراجها من حالتها السيئة تلك :

" انا بلغت أهلي امبارح بطلبك وهما وافقوا " 

لم تفهم فاطمة عما يتحدث واي طلب هذا الذي يتحــ .....يا الله ليس هذا هل أخبرهم فعلا عن طلبها الغبي له بالأمس ؟؟

" قولتلهم ايه ؟؟؟؟"

ابتسم زكريا لإخراجها من حزنها ذلك ثم قال وهو يدعي الخجل :

" قولتلهم إن فيه عروسة بنت حلال عايزة تتجوزني والصراحة انا حسيت بقبول ليها فوافقت وهي مستنية موافقة منكم ولو كده هتيجي تتقدم " 

فتحت فاطمة عينها بصدمة كبيرة ثم صرخت بعدما كانوا يتهامسون تلفت انتباه كلا من رشدي وهادي اللذان يجلسان في الامام بصرخاتها :

" لا يا زكريا متهزرش اوعى تكون قولت كده " 

ضحك زكريا بعنف من ملامحها وذلك الرعب الذي سكن ملامحها وكأنه ألقى لها باتهام أو ما شابه لتضربه هي بغيظ شديد هاتفه :

" اوعى تكون قولتلهم يا زكريا والله العظيم ازعل منك و...."

جذب زكريا رأسها إليه ثم كتم فمها بصعوبة وهو ينظر باعتذار لرفيقيه وبعدها همس لها من بين ضحكاته :

" اششش بهزر معاكِ  " 

صمتت هي قليلا ثم أبعدت يده عنها بضيق ليقول هو بجدية كبيرة احتلت ملامحه :

" بس ده ميمنعش اني اخدت العرض بجدية وهنفذه " 

" قصدك ايه ؟؟؟" 

انتبه زكريا لتوقف السيارة ليقول قبل أن يهبط منها :

" يعني استعدي يا فاطمة فرحنا اخر الاسبوع وانا بلغت الكل بكده "

هبطت فاطمة خلفه بصدمة كبيرة وهي تراه يمسك بيدها جاذبا إياها إليه وهو يتقدم لهادي يتحدث معه بجدية كبيرة فيما هم مقبلين عليه اليوم .....

لتشعر فجأة بشعور راحة وأمان بين احضان ذلك الرجل الذي لو جمعت كل الصفات الجيدة في القاموس لن توفيه حقه ...دمعت عينها وهي تتخيل ما كانت ستئول إليه حياتها لولا تدخله به ...ماذا كانت لتفعل دون أحضانه ؟؟؟كيف كانت ستعيش بعيدا عن بسمته ؟

" فاطمة ...فاطمة " 

أفاقت من شرودها لتجد نفسها تقف في ممر لا تذكر متى جاءت إليه أو كيف وزكريا ينظر لها بقلق شديد وهو يضم وجهها بين يديه :

" ما بكِ اميرتي ؟؟ أخائفة أنتِ ؟؟؟" 

هزت فاطمة رأسها بنفي وهي تدمع من التأثر هامسة له بحب :

" خليك معايا يا زكريا " 

ابتسم لها زكريا وهو يمسح دمعتها بحنان شديد هامسا لها وهو يشير صوب جمال الذي يتحدث مع أحد الأشخاص والذي يبدو وكيل نيابة :

" متقلقيش جمال هيتصرف ويدخلني معاكِ " 

ابتسمت له بحب ثم لمحت اقتراب جمال منه وهو يتحدث بجدية رغم ملامح الإرهاق التي تظهر عليه :

" انا بلغت وكيل النيابة وهو هيخليك تدخل بشرط متتحركش ولا تعمل اي شيء ابدا ممكن يعطل سير التحقيق " 

هو زكريا رأسه موافقا يكفيه أنه سيكون جوارها ....

تحدث هادي وهو يبتعد عن أحدهم مقتربا منهم :

" جاهزة يا مدام  فاطمة ؟؟؟ " 

تحدث زكريا ممسكا بيد فاطمة :

" يلا يا فاطمة " 

" انت هتدخل ؟؟؟" 

هز زكريا رأسه لهادي ليتحرك الثلاثة لداخل الغرفة تاركين رشدي وجمال في الخارج ....

استند جمال برأسه على الجدار وهو ينظر لأعلى بشرود كبير يتذكر اخر كلمات اخيه أثناء اعتقاله من منزله.....

" مش هسامحك ابدا يا جمال ...عمري ما هنسى ولا هسامحك يا جمال ...مش هسامحك ابدا " 

سقطت دمعة من عيون جمال يحاول تمالك نفسه لذا سريعا دفن وجهه بين كفية يكتم دموعه بصعوبة شديدة ليشعر فجأة بتربيته على ظهره ...

رفع عينه التي كانت حمراء بشدة من كتمه لدموعه 

" عارف إن الموضوع صعب اوي ...وإن ده اخوك يا جمال باشا فلو حابب تمشي و...."

قاطعه جمال بإصرار شديد :

" هو اخويا فعلا بس هو غلط يا رشدي ولازم ياخد جزاته " 

صمت قليلا ثم تحدث بحسرة شديدة :

" انا بس مش ...مش عارف اقول ايه لامي ؟؟؟ اقولها ابنك اللي تعبتي فيه كان بيجور على بنات ويدمرهم هو وصاحبه ؟؟؟"

ربنا رشدي على كتفه وهو يتحدث بحنان اخوي له :

" احنا معاك ولو حابب نيجي معاك وقتها نيجي ...انت باللي عملته ده خدمتنا يا جمال وعمرنا ما هننسى وقفتك جنبنا لأن لولا اللي عملته عمرنا ما كنا هنوصل للحظة دي بسهولة ومن دلوقتي انت بقى عندك تلات اخوات "

ابتسم له جمال بامتنان شديد وهو يشكره بعينه على كلماته تلك ........

__________________________

" دلوقتي يا مدام فاطمة هندخل المتهمين وعايزك تتعرفي عليهم "

اعتدل زكريا في جلسته بتحفز شديد ينظر لفاطمة يمنحها دعم مخبرا إياها أنه هنا لأجلها بينما هادي كان يراقب الجميع بهدوء شديد منتظرا الانتهاء منذ ذلك الإجراء الروتيني .....

في الخارج كان مصطفى وجيمي كلا منهم يتحركا صوب المكتب منقادين خلف بعض العساكر ليبصر مصطفى أخيه ويرميه بنظرة غاضبة قابلها جمال بلا مبالاه أجاد اصطناعها ....

تقدم الجميع لداخل المكتب بهدوء شديد ليبصر كلا من جمال ومصطفى فاطمة تجلس أمامها وهي تخفض رأسها لاسفل ....

ثوانٍ ورفعت فاطمة رأسها ببطء وهي توجه نظرها لهم لتسمع صوت وكيل النيابة وهو يتحدث :

" هما دول يا مدام فاطمة اللي اعتدوا عليكِ ؟؟؟" 

لم تجيب فاطمة ولم تنزع نظرها من عليهما وهي تتذكر كل ما حدث لتسقط دموعها دون شعور حينما صدح صوت جمال ( جيمي) الساخر في المكان متهكما مما سمع للتو :

" مدام ؟؟؟ فاطمة الصغننة بقت مدام ؟؟؟ وياترى اللي اتجوزك عارف انك مستعملة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟"

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-