رواية داغر وداليدا قلبه لا يبالي الفصل الثامن والعشرين 28 والأخير بقلم هدير نور
بعد مرور اسبوعين، بفيلا التجمع...
كان داغر مستلقي على الفراش وهو يحتضن بين ذراعيه جسد داليدا التي كانت تدفن وجهها بعنقه و تحيطه بذراعها بينما كان هو يضع احدي ساقيه فوق ساقها و يده تحيط خصرها...
يحيطها بجسده بحمايه و هم مستغرقان بنوم عميق...
لكن استيقظ داغر فور ان سمع صوت بكاء طفله مما جعله ينهض بهدوء وخفه من فوق الفراش حتى لا يقوم بايقاظ داليدا التي لم تنم الا منذ ساعه واحده بسبب بكاء يامن المستمر فقد كان يرهقها كثيراً ببكاءه هذا...
فطوال الاسبوع المنصرم اي منذ ولادة طفلهم وهي لم تحصل على عدد ساعات نوم كافيه حيث كانت تعاني مع يامن لعدم قدرتها على التعامل معه بسبب قلة خبرتها و عندما عرض عليها ان يأتي بمربيه اطفال لكي تساعدها رفضت مخبره اياه بانها من ستهتم بطفلها. و رغم مساعدته لها في كثير من الاوقات الا انه لا يستطيع مساعدتها في ساعات الليل عندما يستيقظ يامن كل ساعه تقريباً باكياً طالباً من والدته اطعامه كما كان يضطر تركها في بعض الاحيان لكي يذهب إلى القصر حتى يتواجد مع شهيره التي كان يسيرها حتى يصل إلى ما يريده و الامساك بها بالوقت المناسب.
اتجه نحو فراش صغيره الذي كان لا يبعد كثيراً عن فراشهم يرفعه بين ذراعيه بحنان محاولاً تهدئته لينجح في الامر و يكف عن البكاء لعدة دقائق قليله لكنه عاود البكاء بصوت اعلي من قبل حاول تهدئته مره اخري لكن فشلت محاولاته تلك...
سمع داليدا تهمس بصوت ضعيف ناعس من خلفه...
=هاته ليا ياحبيبي. انا صاحيه.
التف داغر اليها ليجدها نصف جالسه على الفراش تسند رأسها على ظهر الفراش و عينيها شبه مغلقه بسبب رغبتها بالنوم شعر بالشفقه عليها لكنه لم يكن امامه سوا ان يتجه نحو الفراش و يضع يامن برفق بين ذراعي والدته التي احتضنته بحنان إلى صدرها و قد بدأت بارضاعه ليكف على الفور بكاءه.
صعد داغر إلى الفراش ليجلس خلفها جاذباً جسدها اليه ليستند ظهرها إلى صدره الصلب ضامماً رأسها إلى كتفه هامساً بأذنها عندما رأي رأسها يسقط للامام وهي شبه نائمه
=نامي يا حبيبتي على كتفي، و انا هخده على سريره لما يشبع و ينام
دفنت رأسها في عنقه هامسه بصوت منخفض اجش من اثر النعاس
=لا يا حبيبي انا صاحيه اهو...
لكن لم تمر لحظات الا وشعر و بانفاسها قد انتظمت ليدرك انها غرقت بالنوم سريعاً طبع قبله حنونه على رأسها بينما عينيه مسلطه بحب على طفله الذي كان يرضع بنهم من والدته مرر اصبعه فوق رأسه الصغير متلمساً بحنان شعره الاسود الحريري.
ظلوا على هذا الوضع حتى غرق يامن اخيراً بالنوم بعد ان شبع تماماً من والدته.
نهض داغر بهدوء وخفه من خزف داليدا مسنداً رأسها إلى ظهر الفراش برفق حتى لا ييقظها ليحمل بعدها طفلهم الغارق بثبات عميق من بين ذراعيها ويضعه بفراشه وقف ينظر اليه عدة لحظات و عينيه ممتلئه بالحب و الفخر الذي يكنهم له فقد كان طفله هذا بمثابة معجزه بالنسبه اليهم بعد كل مروا به اثناء حمل داليدا له. انحني مقبلاً رأسه بحنان. قبل ان يلتف عائداً إلى داليدا التي ما ان رأها لازالت على حالتها منذ ان تركها غارقه بالنوم في مكانها انحني عليها معدلاً من ملابسها قبل ان يحملها بين ذراعيه ويعدل من وضعية نومها ويضع رأسها فوق وسادتها...
صعد إلى الفراش ليستلقي بجانبها جاذباً جسدها اللين إلى جسده الصلب يضمها اليه بقوه محيطاً اياها بكلاً من ساقه وذراعيه واضعاً رأسه فوق صدرها يتمتع بدفئها قبل ان يغرق بنوم يتخلله الارهاق والتعب هو الاخر...
في اليوم التالي...
كان داغر جالساً يتناول طعام الغداء مع كلاً من شهيره و نورا بغرفة الطعام بالقصر الخاص به.
عندما غمغمت نورا باعين تلتمع بالحماس...
=داغر انت هتخدني للعشا النهارده زي ما وعدتني. مش كده؟!
التفت إلى شهيره الجالسه تبتسم لها لكن تلاشت ابتسامتها تلك ليحل محلها تكشيره غاضبه عندما سمعت داغر يغمغم.
=مش هينفع يا نورا معلش، عندي شغل كتير والدنيا مقلوبه في الشركه بسبب الفتره اللي غبت فيها عن الشركه بسبب الحادثه اللي حصلتلي...
ليكمل بنبره ذات معني وهو يغصب شفتيه على رسم ابتسامه
=بس اوعدك اول ما اخلص من كل ده هخدك و نطلع اجازه برا مصر...
صرخت نورا بحماس وهي تصقف بيديها بينما تلتفت نحو شقيقتها التي غمزت لها بعينها كما لو كانت تخبرها بانها نجحت في الايقاع بداغر مره اخري.
صدح صوت رنين هاتف داغر في الارجاء ليجيب عليه بهدوء
=ايوه يا زكي قدرت توصله،؟!
ليكمل هاتفاً بحده و غضب
=يعني ايه اختفي، مرتضي لازم تجبهولي من تحت الارض انت فاهم
جذبت كلماته الغاضبه تلك اهتمام شهيره التي اخذت تستمع إلى باقي مكالمته باهتمام و ما ان اغلق الهاتف اسرعت قائله بذهول
=ايه ده هو زكي رجع من شهر العسل،؟!
اومأ داغر و هو يبتسم بداخله بسخريه على تلك الحيه فهي تتصنع عدم معرفتها بعودة زكي و لا انها قد اتفقت معه على الا يخبر داغر عن داليدا مقابل مبلغ من المال محاوله اشراكه معهم في خططهم القذره و قد تصنع زكي بموافقتها لكنه اسرع باخبار داغر عن ذلك في الحال
=اها رجع من يومين...
همهمت شهيره قبل ان تسأله بهدوء محاوله عدم اظهار اهتمامها هذا له
=خير يا داغر مرتضي مين ده اللي قالب عليه الدنيا.؟
اجابها و هو يضع الهاتف بجيبه مره اخري
=واحد شريك معايا في مصنع من المصانع وسيبلي الليله كلها و مختفي، عايز افض الشراكه معاه ياخد فلوسه و يغور، ده واحد مستهتر و لعبى...
همهمت شهيره برأسها وهي تلقي نظره سريعه نحو نورا التي كانت تتطلع اليها باعين متسعه لكنها ضغطت بيدها من اسفل الطاوله على ساقها محذره اياها بان تصمت ولا تتحدث في شيء فقد كانت تعلم ان شقيقتها ممكن تخرب كل ما تخطط له بحماقتها...
تصنع داغر الاهتمام بطعامه وعدم الانتباه إلى نظرات شهيره التي التمعت فور سماعها عن مرتضي فقد كانت هذه فرصتها لكي تحصل منه على المال التي تريده.
غمغم بهدوء بينما يقطع بالسكين قطعة اللحم الذي بطبقه
= هو طاهر هيغيب كتير عند اهله اللي في البلد، ولا ايه.؟
ابتلعت شهيره بصعوبه الطعام الذي بفمها قبل ان تجيبه بارتباك
=هاا، اها حاولي اسبوع كمان ولا حاجه اصل والدته تعبانه وهتعمل عمليه.
اومأ داغر برأسه قائلاً بخبث.
=طيب مش أولى كنت روحتي معاه علشان تقفي جنبه في محنته دي...
هتفت شهيره باستعلاء
=انا، اروح و اقعد في بلد كلها فلاحين...
لتكمل ضاحكه بسخربه
=جري ايه يا داغر انت نسيت بنت عمك و نظامها ولا ايه.
اجابها داغر بوجه جامد
=لا منستش متقلقيش...
ارتبكت شهيره من حدته وكلماته هذه لتسرع بالقول
=اقصد يعني، ان بيني و بين اهله مشاكل ما انت عارف و مينفعش اروح معاه...
اومأ داغر برأسه قائلاً بهدوء كما لو كان قد اقتنع بكلماتها تلك
=عندك حق، مالوش لزوم تعرضي نفسك للاحراج معاهم...
رسمت شهيره ابتسامه مرتجفه على شفتيها وهي تتناول طعامها بصمت ليمضوا باقي الوجبه بصمت مطبق...
بعد مرور ساعه...
تحدثت شهيره بغضب إلى الهاتف
=بقولك ايه يا مرتضي متتغباش...
شهر ايه اللي هتستناه علشان تنزل مصر وتاخد الفلوس من داغر. ده ممكن يفتكر كل حاجه في اي وقت انت بالكتير يومين و تيجي تاخد الفلوس منه بس بالنص...
هتف مرتضي بحده و استنكار
=بالنص ليه كنت شريكتي...
قاطعته شهيره ببرود
=ايوه شريكتك، انت من غيري مكنتش هتعرف ان داغر فقد الذاكره ولا انه بيدور عليك علشان يفضي شراكته معاك، وتاخد فلوسك
لتكمل بنبره ذات تهديد قاسيه
=هااااا، موافق، ولا اخربلك الليله كلها فوق راسك...
قاطعها مرتضي سريعاً بحده
=خلاص، خلاص موافق، انت ايه شيطان، مش فاهم طاهر اتجوزم ازاي
اجابته شهيره بسخريه...
=ما جمع الا ما وفق يا روحي، متقلقش عليه
ثم اغلقت الهاتف بوجهه دون ان تعطيه فرصه للتحدث مره اخري...
ارتخت في مقعدها إلى الخلف تضع قدم فوق الاخري وهي تهمس بانتصار و فرح...
=كده ابقي جمعت مبلغ حلو من ورا مرتضي، لسه بقي الفلوس اللي هخدها من داغر نفسه، و يبقي كده كله تمام و اقدر اسافر على طول...
التوت شفتيها في ابتسامه وهي تحسب كم الاموال التي ستجنيها خلال الايام القادمه...
بعد مرور اسبوع.
دلف داغر إلى الجناح وهو ينادي على داليدا و الابتسامه تملئ وجهه.
عندما ظهرت داليدا تقابله وهي تحمل يامن بين ذراعيها هامسه سريعاً
=ششش، ما صدقت انه نام يا داغر هبصحي...
لتكمل بغضب و هي تضم إلى صدرها طفلها الذي اصدر من بين شفتيه صوت ضعيف لكنه غرق بالنوم مره اخري سريعاً
=عارف لو كان صحي كنت هقعدك تفضل متذنب به طول الليل...
اقترب منها داغر محتضناً اياها بين ذراعيه برفق حتى لا يزعج طفله النائم بين ذراعيها و هو يهمس في اذنها بلوم
=كده يا ديدا بتزعقيلي...
ارتبكت داليدا مبتعده عنه خطوه واحده إلى الخلف حتى تستطيع النظر إلى وجهه
=لا يا حبيبي و الله مقصدش.
لتكمل وهي ترتفع على اطراف اصابع قدميها تطبع قبله على خده رقيقه
=متزعلش يا حبيبي و الله غصب عني قلة النوم مخلياني عصبيه شويه...
ابعد شعرها المتناثر من فوق عينيها إلى خلف اذنها بينما يغمغم بحنان
=هااانت كلها كام اسبوع و سي يامن يظبط نومه و ينام اكتر...
اومأت داليدا رأسها بالموافقه بينما تخفض عينيها تتطلع بحنان إلى طفلها المستكين بحضنها...
مد داغر يديه و تناوله منها يحمله برفق بين ذراعيه واضعاً اياه بالفراش الخاص به ثم انحني عليه مقبلاً اعلي رأسه بحنان ورقه قبل ان بتجه نحو الحمام الذي اختفي به عدة دقائق قبل ان يخرج منه و يتجه نحو داليدا التي كانت واقفه تعدل من ملابس يامن بخزانته الصغيره...
حملها فجأه بين ذراعيه مما جعلها تصرخ بمفاجأه
=بتعمل ايه يا داغر...
طبع قبله على خدها برفق دون ان يجيبها و دلف إلى الحمام و هو لا يزال يحملها انزلها برفق على قدميها و قد بدأ بنزع ملابسها عنها مما جعلها تغمغم بارتباك
=حبيبي انت عارف انه مينفعش...
اطلق داغر ضحكه منخفضه اجشه مقبلاً رأسها بحنان
=عارف يا حبيبتي.
ساعدها بنزع ملابسها ثم حملها وضعها برفق داخل حوض الاستحمام الذي كان قد ملئه برقت سابق بالمياه الدافئه و الزيوت المعطره من اجلها فقد كان جسدها متشنج و اعصابها متوتره بسبب الارهاق و عدم حصولها على عدد ساعات نوم كافيه فقد كان يدرك مدي معاناتها مع طفلهم...
تأوهت داليدا براحه فور ملامسة جسدها للمياه...
جلس داغر على عقبيه امام حوض الاستحمام و هو يهمس لها بصوت اجش مقاوماً الرغبه التي تعصف بداخله.
=استرخي و حاولي ترتاحي...
اومأت له داليدا بابتسامه مشرقه مرر شفتيه على جانب عنقها مقبلاً اياه بحنان قبل ان ينهض ويخرج تاركاً اياها تسترخي في المياه الدافئه...
بعد عدة دقائق...
خرجت داليدا و هي ترتدي مأزر الحمام السميك لتجد داغر قد بدل بدله العمل التي كان يرتديها إلى ملابس مريحه مكونه من بنطال رصاصي اللون و تيشرت ابيض يقف بجانب فراش يامن يطمئن عليه لكن فور ان ادار رأسه و رأها واقفه بمكانها ارتسمت ابتسامه مشرقه على وجهه و هو يقترب منها ضامماً اياها إلى صدره هامساً باذنها
=احسن.؟!
اومأت داليدا برأسها وهي تبادله ابتسامته تلك.
اتجه نحو طاولة الزينه جادباً اياها معه تناول الفرشاه من فوق الطاوله و بدأ يمشط شعرها برفق محاولاً اغداقها بكامل اهتمامه و حنانه حتى يعوضها عن انشغاله عنها هذه الفتره فهو يحاول بقدر الامكان ان يوفق ما بين وجوده بالقصر و جوده معها هنا...
ظل يمشط شعرها حتى اصبح مسترسلاً بنعومه على ظهرها اتجه نحو الفراش متناولاً من فوقه احد تيشرتاته المنزليه التي اخرجها بوقت سابق من اجلها و ساعدها بارتداءه وعندما اعترضت قائله بان ملابسها تملئ الخزانه
همس باذنها وهو يمرر يده برفق على جانبي جسدها و عينيه تتفحص
مظهرها الرائع في قميصه الذي كان يصل إلى منتصف فخديها
=انا بحب اشوفك لابسه قمصاني...
همست داليدا بخجل بينما تمسك بطرف القميص بين اصابعها تديره بارتباك
=بس ده كان الاول لكن دلوقتي حاسه شكلي مش حلو فيه خصوصاً ان جسمي زاد بعد الولاده...
ابتعد داغر خطوه إلى الخلف حتى يستطيع تفحصها بعينيه التي اخذت تمر بشغف فوق جسدها الذي اكتسب بالفعل بعض الوزن بسبب الحمل و الولاده لكن هذا زادها جمالاً فوق جمالها حيث اصبح جسدها اكثر استداره بشكل محبب.
=بقيتي حتة ملبن، بطايه عايزه تتاكل اكل...
ابتعد عنها بصعوبه مغمغماً بينما يحاول السيطره على نفسه
=تعالي...
جذبها معه نحو الاريكه التي جلس عليها انتبهت داليدا إلى الطعام الموضوع على الطاوله التي امام الاريكه فقد كانت ممتلئه بالطعام المفضل لديها جلست بجانبه لكنه جذبها لتجلس على ساقيه محتضناً اياها إلى صدره دافناً وجهه بشعرها يستنشق بعمق رائحتها بينما احاطت هي عنقه بذراعيها تضمه اليها بينما تسند رأسها على صدره
=يلا يا حبيبتي علشان تاكلي...
همست داليدا بينما تهز رأسها برفض فهي لا ترغب بفعل اي شئ سوا ان تظل بين ذراعيه بهذا الشكل متمتعه بدفئه وحنانه
=مش جعانه...
غمعم داغر باعتراض
=لا لازم تاكلي و تهتمي بصحتك
ليكمل وهو يبعد رأسها برفق عن صدره
=طيب لو مش علشان خاطري انا، فعلشان خاطر يامن...
ابتسمت داليدا قائله بمرح وهي تقبل خده
=هاكل بس مش علشان خاطر يامن بس لا و علشان خاطر حبيبي كمان.
ثم طبعت قبله سريعه بجانب فمه قبل ان تبدأ ان تنتاول الطعام وتطعم داغر بيدها بذات الوقت، و عندما همت ان تضع قطعه من اللحم بفمه حاول عض اصابعها مما جعلها تبعد يدها سريعاً وهي تضحك بمرح و سعاده
و فور ان انتهوا من تناول طعامهم ادارها داغر اليه مره اخري محتضناً اياها وهو يغمغم بتردد
=داليدا في حاجه عايز اقولك عليها...
هزت رأسها قائله بهدوء
=خير يا حبيبي في ايه...
اجابها بينما يتناول يدها بين يده.
=مرتضي خالك اتقبض عليه في المطار النهارده...
هتفت داليدا بصدمه و قد جذب كلماته تلك كامل اهتمامها
=اتقبض عليه؟!، اتقبض عليه ليه.
شبك اصابعه باصابعها يضغط عليها برفق قبل ان يجيبها.
=انا كنت مجهزله كام قضيه اختلاس من الشركه اكتشفتهم لما جيت اراجع مستندات المصنع اللي كان بيشرف عليه، القضايا دي كانت هتخليه يقضي كام سنه محترمين في السجن، لكن لما وصل المطار و قبضوا عليه فتشوا الشنط اللي معاه لقوا معاه شحنة كبيره من المخدرات، كان بيحاول يدخلها البلد...
شهقت داليدا بصدمه فور سماعها ذلك تتطلع إلى داغر بشك ليسرع قائلاً على الفور.
=الا طبعاً انا ماليش علاقه بالمخدرات و القرف ده، هو اللي كلب و و ديله وسخ زيه. و قضيه زي دي اقل حاجه فيها اعدام...
احاط وجهها بيديه قائلاً وهو يتفحص وجهها بقلق
=حبيبتي انا مش عايزك تزعلي عليه ده كلب ولا يسوي، وميستهلش
هزت داليدا رأسها قائله بهمس.
=مش زعلانه عليه، و لا عمري هزعل عليه انا شوفت منه كتير كفايه انه قبل يبعني ليك بالفلوس و حاول بكل الطرق يثبتلك اني واحده رخيصه، كان بيعاملني زي الخدامه في بيته، حسسني باليتم و اني وحيده في الدنيا دي، و ماليش حد
لتكمل و هي تبتلع الغصه التي تشكلت بحلقها
=بس في نفس الوقت مش هقدر اشمت فيه ولا افرح...
احتضنها داغر بحنان ضامماً رأسها إلى صدره
=انتي مش لوحدك يا حبيبتي انا معاكي و في ظهرك دايماً...
ليكمل بمرح وهو يحاول التخفيف عنها
=و طبعاً يامن باشا. و اخواته الجايين.
رفعت داليدا رأسها عن صدره قائله و عينيها تلتمع بالحماس و قد تبدد حزنها على الفور
=علي فكره يا داغر علشان تبقي عامل حسابك انا مش هكتفي باقل من 5 اولاد...
ابتسم داغر بمرح ظناً منه انها تمزح لكن تلاشت ابتسامته تلك فور ان رأها تتطلع اليه والجديه ترتسم على وجهها
=انتي بتتكلمي بجد،؟!
اجابته داليدا على الفور
=طبعاً بتكلم جد...
لتكمل وهي تبسط يدها فوق صدره العضلي الصلب متحسسه اياه برفق
=حبيبي انا و انت بقينا لوحدنا مالناش اي قرايب غير خالك ربنا يديله الصحه. يعني لازم يبقي عندنا عيله كبيره تعوضنا...
همس داغر بتردد برغم اقتناعه بكلامها هذا
=مقدرش اضغط عليكي تولدي العدد ده كله، ده غير انه غلط على صحتك.
ليكمل بصرامه وحده
=طبعاً مش موافق...
طبعت قبله خفيفه على شفتيه قبل ان تغمغم بهدوء.
=كل فتره هكشف عند الدكتور. و لو حسيت ان صحتي هتتأثر اكيد هوقف حمل...
غمغم داغر وهو ينهض حاملاً اياها بين ذراعيه بينما يتجه نحو الفراش مما جعلها تحيط خصره بساقيها
=سبيها لله يا داليدا، و اللي ربنا كتبه هنشوفه...
ثم وضعها برفق على الفراش قبل ان يصعد بجانبها جاذباً اياها بين ذراعيه يدفن وجهه بعنقها هامساً بصوت منخفض حتى لا ييقظ طفلهم الذي يستلقي بفراشه القريب من فراشهم.
=يلا نلحق ننام ساعه قبل ما يامن باشا يصحي و يعلن الحرب علينا
ضحكت داليدا بخفه هامسه وهي تحيط خصره بذراعه
=تصبح على خير يا حبيبي
طبع قبله حنونه على عنقها هامساً هو الاخر
=وانتي من اهل الخير يا شعلتي.
بعد مرور شهر.
كانت شهيره جالسه بغرفة الاستقبال تحاول الاتصال بطاهر الذي كان هاتفه مغلق كالعاده...
فهي لم تكف عن الاتصال به خلال الاسابيع الماضيه لكن هاتفه دائماً كان مغلق فقد مضي اكثر من شهر على الموعد الذي حدده لعودته لكنه حتى الان لم يظهر
همست بغيظ و هي تضغط بقوه على الهاتف الذي بين يديها
=ماشي يا طاهر الكلب غرقان في العسل و قفلي موبيلك، و الاسبوعين بقوا شهر و اكتر...
اخذت تهز قدميها بغضب و هي تحاول التحكم بنيران الغضب المشتعله بداخلها و ما زاد غضبها اكثر التعب الذي تشعر به في سائر انحاء جسدها فقد كانت تشعر مؤخراً بانها ليست بخير...
امسكت هاتفها تهم الاتصال به مره اخري و هي تلعنه بافظع الشتائم لكنها وضعت الهاتف جانباً عندما رأت داغر يدلف إلى الغرفه محيياً اياها اجابته بارتباك و هي تراقبه بينما يجلس على المقعد الذي امامها قائلاً
=مالك بتكلمي نفسك و لا ايه...
اطلقت ضحكه متوتره وهي تغمعم رافعه الهاتف بيدها
=لا ابداً بس كنت بلعب جيم على الموبيل و خسرت...
اومأ برأسه قائلاً وهي يتلفت حوله
=اومال نورا فين،؟
اجابته شهيره بينما تنهض على قدميها
=فوق هطلع اناديها علشان نتغدا و...
لكنها ابتلعت باقي جملتها عندما شعرت بقدميها تهتز بقوه مما جعله تعاود الجلوس مره اخري...
غمغم داغر الذي لوي شفتيه بسخريه فور رؤيته لحالتها تلك
=خير مالك يا شهيره، تعبانه و لا ايه؟!
اجابته شهيره بينما ترفع يدها المهتزه إلى رأسها تمررها بارتباك على شعرها
=ابداً بس دوخت شويه. مش عارفه مالي الايام دي...
نهض داغر جاذباً اياها من ذراعها قائلاً بصرامه
=لا كده يبقي لازم نكشف عليكي عند دكتور عزت. و نطمن.
حاولت شهيره سحب ذراعها من يده هامسه بارتباك و خوف
=لا، لا مالوش لزوم، انا هبقي كويسه...
لكن داغر شدد قبضته عليها رافضاً تركها قائلاً بحزم
=لا، ازاي لازم نطمن عليكي...
ثم سحبها معه إلى الخارج غير مبالي لاعتراضها...
اخذت شهيره تغمغم رافضه وهي تتلوي بين يديه محاوله جعله يفلتها لكنه لم يستمع اليها حيث استمر إلى الخارج حتى وصل إلى سيارته دفعها بداخلها ثم صعد إلى جانبها...
ظلت شهيره جالسه بتصلب بجانب داغر الذي كان يقود السياره و على وجهه قناع من الجمود و الحده...
شعرت بارتعاش قدميها و يديها يزدادان لكنها حاولت عدم اظهار ذلك لداغر محاوله ان تطمئن نفسها بان هذا سببه ليس الا عدم انتظام نومها خلال الفتره الماضيه...
رفعت رأسها تتطلع من النافذه إلى الطريق لكنها تجمدت مكانها و قد بدأ الخوف يعصف بها فور ادراكها ان هذا ليس طريق المشفي بل كان طريق صحراوي خالي هتفت بصوت منخفض
=ده مش طريق المستشفي، انت موديني على فين...
لتكمل صارخه بفزع اكبر عندما لم يجبها داغر و ظل يقود السياره بصمت و هدوء كما لو كانت لم تتحدث
=بقولك موديني فين انطق ان...
لكنها ابتلعت باقي جملتها عندما استدار اليها و رأت النظره المظلمه المرتسمه بعينيه و التي تظهر كم الغضب اادي بداخله همست بخوف
=انت الذاكره رجعتلك مش كده، انت فاكر كل حاجه...
شحب وجهها بشده بينما تتلفت حولها بتعثر كالمجنونه وهي تحاول ايجاد منفذ يمكنها الهروب منه
=وقف العربيه دي...
لتكمل صارخه بهستريه وقد سيطر عليها خوفها و فزعها اكثر عندما حاولت فتح باب السياره لكنها وجدته مغلق من الداخل
=وقف العربيه دي بقولك...
ظل داغر يقود السياره بصمت دون ان يجيبها او يظهر اهتماماً لهستريتها تلك.
مما جعلها تندفع و تقبض على مقود السياره تحركه بكل اتجاه و هي تصرخ بهستريه و غضب و عينيها تلتمع بحقد
=انا عارفه انك هتموتني، يبقي نموت سوا مش هسيبك تتهنا بحياتك...
فقد داغر السيطره على السياره مما جعله يسرع بالتشبث بالمقود بيد بينما يده الاخري قبضت على يديها التي فوق المقود مبعداً اياها لاوياً اياها خلف ظهرها و هو يهتف بغضب و قسوه
=اقعدي مكانك ومتتحركيش...
ليكمل من بين اسنانه بقسوه بينما يزيد من لويه لذراعها مما جعلها تصرخ متألمه
=و قسماً بالله لو سمعتلك صوت او اتحركتي من مكانك لاكون مموتك فعلاً، و ابقي خلصت منك و من وساختك...
انكمشت شهيره في مقعدها بخوف وقد ارعبها مظهره الغاضب و كلماته تلك لتقرر الصمت حتى لا ينفذ تهديده الذي كانت تعلم جيداً انه قادر على تنفيذه...
بعد عدة دقائق...
دفع داغر شهيره داخل احدي الغرف المغلقه بالمصنع المهجور الخاص به.
تعثرت للخلف بسبب دفعته تلك مما جعلها تسقط بقسوه على الارض...
نهضت على قدميها وهي تهتف بغضب
=جايبني هنا، ما تقول عايز مني ايه بالظبط...
لكنها تراجعت للخلف بخوف عندما رأته يتقدم منها بخطوات متمهله بينما يرمقها بنظره ممتلئه بالاشمئزاز و النفور
=جايبك هنا علشان اخليكي تدوقي العذاب الوان، هخليكي تندمي على اليوم اللي فكرتي فيه تأذي فيه مراتي و ابني...
توقفت شهيره عن التراجع وقد اختفي خوفها ليحل محله الحقد و الغضب فور سماعه يتحدث عن داليدا و ابنه لوت شفتيها و هي تحاول استفزازه و إلامه.
=طيب بما ان الذاكره رجعتلك مسألتش نفسك مراتك و ابنك دول فين...
قربت وجهها من وجهه وهي تهمس كلماتها ببطئ و عينيها تلتمع بالحقد
=اقولك انا فين في حضن طاهر...
لتكمل وعينيها تلتمع بالشماته
=زيها زي اي واحده وسخه رخيصه جيبها من الشارع هيتمتع بها يومين و يرمي...
لكنها لم تكمل جملتها حيث اندفع داغر نحوها صافعاً اياها على وجهها صفعه مدويه جعلت رأسها يرتد إلى الخلف بقوهانحني عليها قابضاً على فكها يعتصره بين قبضته بقسوه
=اياكي، اياكي تجيبي سيرة داليدا على لسانك النجس ده.؟!
ليكمل وهو يزيد من قبضته حول وجنتيها مما جعلها تصيح بشدة شاعره بألم حاد يفتك بوجهها لكنه تجاهل صرختها تلك مقرباً وجهه منها قائلاً وهو يجز على اسنانه بغضب
=فاهمه يا زباله،؟!
رغم الالم الذي يعصف بها بسبب قبضه على وجهها بهذه القسوه الا انها تطلعت اليه عينيه هاتفه بتحدي
=داليدا مين، تقصد داليدا عشيقة جوزي، مش كده...
ابتلعت باقي جملتها صارخه بألم عندما اندفع نحوها و قد اسودت عينيه من شدة الغضب ينهال عليها بصفعات قوية على وجهها وهو يسبها بافظع الالفاظ و الشتائم و قد اعماه غضبه.
اخذت تصرخ من شدة الالم الذي يفتك بها لكنه لم يتوقف عن صفعها حتى شعرت بوجهها يتخدر من شدة الالم ولم تعد تشعر بشئ...
ابتعد عنها بينما يلهث بقوه مراقباً اياها بينما تدفن وجهها المتورم من شدة صفعاته بالارض بخوف صاح بشراسه
=عايزه تعرفي مراتي فين، مش كده
ليكمل وهو يخرج هاتفه و يضعه امام وجهها قابضاً على شعرها يجذب خصلاته بقوة حتى ارجع رأسها إلى الخلف صائحاً بشراسه وهو يقرب الهاتف من وجهها.
=بصي كويس، علشان تعرفي هي فين...
اطلقت شهيره شهقه صادمه عندما رأت تسجيل الفيديو التابع لكاميرا مراقبه الذي يعرض بشاشة هاتفه و الذي كان يعرض داليدا وهي جالسه بحديقة منزل ما و تحمل بين ذراعيها طفلها تبتسم بسعاده بينما تتحدث مع صافيه...
هتفت بحده و قد اشتعلت عينيها بالغضب
=قدرت ترجعها، برافو عليك
لتكمل بقسوه وهي تهمس كلماتها ببطئ و عينيها تلتمع بحقد و الغضب.
=بس قولي يا داغر هتقدر تعيش او تكمل مع واحده فضلت اكتر من شهر بحاله في حضن راجل تاني...
ابتلعت باقي جملتها عندما ارجع داغر رأسه للخلف مطلقاً ضحكه قويه ساخره مما جعلها ترتبك فمن المفترض ان تثير كلماتها تلك غضبه وليس سخريته
شدد داغر من قبضته التي تمسك بشعرها مما جعلها تصرخ متألمه لكنه تجاهلها مغمغماً بصوت جليدي حاد و هو يرمقها بنظرات ساخره لاذعه زادت من نيران الغضب بداخلها.
=داليدا من يوم ما خرجت بها من القصر علشان تولد وهي في حضني هي و ابني مفرقونيش لحظه واحده...
شحب وجه شهيره فور سماعها كلماته تلك هامسه بصوت مرتجف
=ازاي، ازاي و طاهر كلمني ومأكدلي...
ارتفعت عينيها تتطلع اليه بذعر فور ادراكها ان كل تلك الفتره الماضيه وهو يخ