رواية داغر وداليدا قلبه لا يبالي الفصل السابع والعشرين 27 بقلم هدير نور
قاطعت شهيره جملتها عندما شاهدت داليدا تقترب منهم بوجه شاحب تجر حقيبه ضخمه خلفها
حتي وقفت امام داغر تتطلع اليه بصمت لكنه ابعد نظره عنها بحده بينما وقفت تراقب شهيره ما يحدث بينهم باعين كالصقر.
همست داليدا بصوت مرتجف
= انا همشي زي ما امرتني...
لتكمل و هي تضغط على حروف باقي جملتها
=يا داغر بيه...
هتفت شهيره وهي تتصنع الحزن بينما ترمق داليدا بنظره تمتلئ بالشماته
=و هتروحي فين انتي مالكيش اي حد...
قاطعتها داليدا بحده
=هروح في داهيه. مالكيش دعوه انتي...
لكنها فجأه اطلقت صرخه متألمه ملقيه الحقيبه من يدها على الارض ممسكه ببطنها و هي تصرخ بصوت اعلي مما جعل داغر يستدير اليها قائلاً بارتباك
=في ايه مالك،؟
صرخت داليدا بألم اكبر وهي تبكي منتحبه
=شكلي بولد، مش قادره
صاحت شهيره وهي تخبر داغر =اتصل بطاهر خليه يجي يخدها يوديها للمستشفي...
لكن داليدا امسكت بيد داغر تتشبث بها وهي تبكي.
=علشان خاطري، لا متسبنيش لوحدي...
وقف داغر يتطلع اليها بارتباك ينقل نظره منها إلى شهيره التي كانت علامات الرفض و الغضب تملئ وجهها. هتف بحده بينما يتراجع للخلف بعيداً عن يد داليدا التي كانت تتشبث به
=اجي معاكي ليه و انا مالي...
ليكمل بغضب وهو يلتفت إلى شهيره
=ما تشوفي جوزك الزفت ده فين خاليه يجي يشيل بلوته...
تغضن وجه داليدا بألم بينما تطلق صرخه مدويه و قد ازداد بها الالم مما جعل شهيره تهمهم بارتباك و هي تنوي الصعود للاعلي حتى تجلب هاتفها
=هطلع اجيب تليفوني، و هكلمه يجي...
لكن صرخت داليدا باكيه وهي تتجه نحو داغر تمسك بيده بقوه
=ابوس ايدك. متسبنيش...
لتكمل صارخه بقوه اكبر
= خدني المستسفي مش قادره بموت...
ارتبك داغر عدة لحظات قبل ان يزفر باستسلام واضعاً يده على ظهرها دافعاً اياها برفق نحو الباب و هو يهتف إلى شهيره الواقفه تراقبهم بوجه غاضب
=كلمي سي زفت، خاليه يحصلني على المستشفي...
اندفعت شهيره نحوهم قائله بارتباك
=طيب استني يا داغر 5 دقايق هغير هدومي و هاجي معاكوا...
قاطعتها داليدا صارخه برفض من بين شهقات ألامها
=لا متجيش معايا، انتي بالذات، متجيش معايا...
هتف داغر بغضب و نفاذ صبر.
=خلاص يا شهيره، هاتيجي تعملي ايه ما انتي فاهمه اللي فيها لا انتي ولا هي بطيقوا بعض، كلمي جوزك يجي المستشفي خليني اخلص من الليله دي...
وقفت شهيره تراقب بقلق داغر بينما يقود داليدا إلى الخارج نحو سيارته باعين تلتمع بالخبث و السعاده هامسه
=خلاص مفضلش على الحلو غير تكه، كده فاضل الفلوس اللي هخدها منه و نطير من هنا...
ثم التفت صاعده نحو غرفتها حتى تأتي بهاتفها حتى تحدث زوجها...
ساعد داغر داليدا التي كانت لازالت تصرخ متألمه وهي تمسك ببطنها المنتفخه على الصعود إلى السياره ليصعد جالساً بجانبها امراً السائق بالانطلاق متناولاً هاتفه على الفور
=ايوه يا مرتضي، الهانم بتاعتك بتولد.
ليكمل بصوت اعلي عندما بدأت صراخات داليدا المتألمه ترتفع
=انجز، ربع ساعه و القيك قدامي في المستشفي، انا مش ناقص بلاوي...
اغلق الهاتف واضعاً اياه بجيبه قبل ان يلتف إلى داليدا الجالسه بجانبه و لازالت تصرخ متألمه قائلاً
=ما خلاص يا ديدا، كفايه صريخ انتي ما صدقتي...
ضربته داليدا بكتفه و هي تتصنع الغضب
=مش انت اللي قولتلي امبارح اعمل كده. علشان يصدقوا اني بولد بجد...
ابتسم داغر مقرباً اياها بجانبه
لكنه انتبه إلى متولي الذي كان يقود السياره و هو يبتسم
=خير يا متولي في حاجه،؟!
اجابه متولي وهو يهز رأسه...
=ابداً يا باشا، بس فرحان ان حضرتك رجعتلنا بالسلامه ربنا ما يحرمكوا من بعض ابداً...
ليكمل سريعاً وهو يقود السياره
=الامانه اللي حضرتك وصتني عليها وصلت خلاص، و طاهر الرجاله بتوعنا مستنينه عند المستشفي اول ما يوصل هيخدوه على هناك برضو...
ربت داغر على كتفه قائلاً باستحسان
=كنت عارف انكوا قدها خدنا بقي على فيلا التجمع...
اومأ متولي برأسه بطاعه بينما تراجع داغر للخلف ضاغطاً على زر بجانب مقعده ليرتفع الزجاج الذي يفصل بينهم و بينه...
امسك داغر على الفور بذراع داليدا جاذباً اياها لتجلس فوق ساقيه دافناً وجهه بعنقها يقبله بحنان.
=حرام عليكي يا داليدا كل ده صويت انا روحي راحت، ما بالك لو بتولدي بجد بقي هتعملي فيا ايه
مررت داليدا يدها بشعره متنعمه بملمسه الحريري بين اصابعها.
= انت اللي قولتلي اعملي نفسك هتولدي، وطبيعي اصوت اومال هضحك يعني...
التوت شفتي داغر بابتسامه واسعه و هو يراقب باعين تلتمع بالشغف عصبيتها تلك، فهو من قام باخبارها ان تفعل ذلك بالفعل حتى يستطع اخراجها من ذلك المنزل بعد ان عادت اليه ذاكرته بليلة امس...
فلاش باك...
بعد ان انهارت داليدا و فقدت الوعي بغرفة الاستقبال افاقت بعد فتره لا تعلم مدتها كم كانت نهضت على قدميها المرتجفه و قد بدأت تتذاكر كلمات داغر القاسيه و طرده لها فقد كان يعتقد انها على علاقه بذاك الحقير الذي يدعي طاهر...
صعدت الدرج بخطوات بطيئه و عقل شارد لا تعلم ما الذي يجد عليها فهي لا يمكنها تركه وحيداً معهم وتذهب كما لا يمكنها اقناعه ببقاءها هنا فقد كانت نظراته له الاخيره تمتلئ بالكره و الاحتقار...
دلفت إلى غرفة الحضانه التي اعدتها بيدها هي و زوجها من اجل استقبال طفلهم انهارت جالسه على الارض متفجره في البكاء و شهقاتها تمزق السكون من حولها و قد سيطرة عليها اليأس بان داغر لن يتذكرها ولن يتذكر طفلهم نهائياً، و بانه سيظل فاقد لذاكرته تلك ابي الابد...
جلست تستند بظهرها إلى الحائط بينما رأسها يستند على فراش صغيرها الذي اشتراه داغرمفاجأً اياها به تذكرت فرحتهم بهذا اليوم مما جعل غصه من الالم تكاد تمزق قلبها اغمضت عينيها تبكي بصمت محاوله ايجاد حل لمأزقها هذا...
بعد مرور ساعه...
عاد داغر إلى القصر بعد ان قضي الساعات الفائته بقيادة سيارته حتى يهدأ الغضب والالم المشتعل بداخل صدره لكنه فور ان وصل إلى الجناح الشرقي من القصر المخصص له وجد ان احدي الغرف التي تجاور جناحه بابها موارباً بينما الضوء ينبعث منها مما جعله ذلك يتعجب فتلك الغرف فارغهو لااحد يتجرئ الدخول اليها.
دفع الباب و دلف إلى الغرفه التي ما ان رأها شعره بقلبه يخفق بصدره بجنون و ألم قاسي دب في رأسه و قد بدأت تتدافع امام عينيه صور متداخلة مشوشه لتلك الغرفة.
فقد كانت معده لطفل ما...
اخذ يمرر عينيه بها متفحصاً اياها و الالم في رأسه يزداد و يكاد يفجر رأسه إلى نصفين حتى وقعت عينيه على رسمه لزوجين من الفيله و صغيرهم يدور من حولهم يلعب بمرح...
امسك رأسه بقوه و صوت امرأه يتردد في رأسه
=انا و انت، و يامن...
انهار جالساً على الارض و هو يمسك برأسه بقوه و ذلك الصوت لا يكف عن التردد في رأسه معذباً اياه...
لكنه تجمد في مكانه بصدمه عندما رفع رأسه و رأي تلك المرأه الجالسه على الارض بزواية الغرفه بينما رأسها يستند على مهد مخصص لطفل و قد كانت غارقه بالنوم...
شاهد باعين متسعه شعرها الاحمر الناري الذي يغطي وجهها ليعلم انها تلك المرأه من حلمه...
اقترب منها يزيح باصابع مرتجفه شعرها من فوق وجهها...
شعر بقلبه يرتجف بداخله فور رؤيته وجهها هذا.
لينقشع اخيراً الضباب الذي كان يغلف عقله طوال الاسابيع الماضيه ليحل محله تلك المعلومات التي فقدتها ذاكرته...
كانت الاحداث تمر في عقله كفيلم سريع من اتفاقه مع مرتضي. خالها، لزواجه منها. و سوء ظنه بها لوقوعه بحبها رأساً على عقب، و اتمامهم لزواجهم. لعطلتهم بروسيا و حملها بطفلهم. لكل تلك اللاحظات السعيده و الحزينه بعلاقتهم...
مرر يده بحنان على وجهها يتلمس ملامحها وهو يهمس بصوت مختنق متألم
=داليدا...
استيقظت داليدا تفتح عينيها بفزع فور شعورها بلمسته تلك معتقده ان طاهر من يلمسها لكن فور ان رأت داغر من يقبع فوقها شعرت بالراحه تسري بداخها و قد هدئ ذعرها...
لكن عند رؤيتها للالم و الحزن المرتسم على وجهه انتابها القلق عليه همست بصوت حاولت جعله مستقراً حتى لا تظهر له قلقها هذا
=داغر بيه. انت كويس، في...
لكن ابتلعت باقي جملتها عندما جذبها إلى صدره يضمها بقوه اليه دافناً وجهه بعنقها و هو يهمس بصوت ممزق
=قلب داغر، و دنيته، و حياته كلها...
شعرت داليدا بقلبها يقصف داخل صدرها و قد بدأ الامل ينبض بداخلها همست بتردد بصوت ضعيف
=انت. الذاكره رجعتلك،؟!
اومأ برأسه الذي لا يزال مدفوناً بعنقها مما جعلها تنفجر باكيه تحيط جسده بذراعيها تضمه اليها تتشبث به بكل قوتها و هي تهمس شاكره الله من بين شهقات بكائها...
رفع رأسه عن عنقها يضغطه على بطنها المنتفخه مقبلاً اياه قبلات متتاليه متلهفه وهو يهمس بشغف
=يامن، يامن...
مررت داليدا اصابعها المرتعشه برأسه المستنده على بطنها و قلبها يرتجف فرحاً و راحه و هي تسمعه يردد اسم طفلهم اخيراً...
رفع رأسه دافناً اياه مره اخري بعنقها الذي اخذ يقبله بحنان بينما شدد من احتضانه لها.
لكن تجمدت داليدا عندما شعرت برطوبه فوق عنقها لتعلم بانه يبكى شعرت بقلبها يهتز داخل صدرها عندما سمعته يهمس بصوت منكسر ضغيف
=سامحيني يا حبيبتي انا اسف...
ليكمل بصوت متحشرج معذب يتخلله الندم و الحسره
=و الله كان غصب عني، مش عارف ازاي نسيت كل اللي بنا...
اخذت تبكي هي الاخرى بينما تمرر يدها بحنان فوق ظهره حتى يهدئ مخففه عنه ظلوا على هذا الوضع عدة دقائق.
قبل ان يرفع داغر رأسه بحده يتطلع اليها باعين تلتمع بالغضب العاصف فور تذكره للمشهد الذي رأه اليوم و تسبب في طرده لها متذكراً طاهر و ما كان يحاول فعله بها بالاسفل فقد كان وقتها يظن انها كما قالت له شهيره عشيقته لذا ظن ما يحدث بينهم برضاها لكن الان فهم ما كان يحاول ذلك الملعون فعله بها
=طاهر، كان بيحاول يعتدي عليكي مش كده...
اومأت داليدا رأسها بالموافقه هامسه بتردد.
=و مش، مش اول مره يحاول يتعدي عليا او يتحرش بيا...
قرب داغر وجهه من وجهها مزمجراً بشراسه و هو يتفحصها بنظراته المشتعله وقد اصبحت الدماء تعصف بداخله
=يعني ايه مش اول مره. يتحرش بيكي؟
تطلعت داليدا إلى وجهه بخوف فقد كانت عينيه محتقنه بالنيران بينما وجهه كان محتد بغضب عاصف لكنها رغم ذلك استجمعت شجاعتها و اخذت تخبره بكل ما فعله بها من محاولته للتحرش بها بالمطبخ ليلاً ببداية زواجهم إلى محاولته التعدي عليها بغرفتها و ضربها له بالسكين و اشعاله للنيران بالمكتبه و محاولته لقتلها و تهديدها...
لكنها توقفت تبتلع لعابها بصعوبه فور ان حدقها بنظرة حاده جعلت قلبها يرتجف خوفاً عندما قاطعها بقسوه مغمغماً بخشونه و عصبيه مفرطه
=كل ده، كل ده و مفكرتيش ولو للمره تقوليلي...
حدقت في وجهه بخوف من لهيب الغضب الذي يلتمع بعينيه وهي تحيبه بصوت مهتز لاهث
=خوفت في الاول انك متصدقنيش، وانك تفتكر ان انا اللي بغريه خصوصاً وان وقتها اكتشفت انك اتجوزتني لي. و اتفاقك مع خالي و ظنك فيا اني...
قاطعها داغر بقسوه و غضب.
=و لما تممنا جوازنا و كل حاجه ما بنا بقت كويسه، برضو كنت خايفه...
هزت داليدا رأسها قائله بصوت مرتعش و اعين ملتمعه بالدموع
=ايوه كنت خايفه، كنت خايفه عليك، خايفه تتهور و تقتله...
لكنها ابتلعت باقي جملتها صارخه بفزع عندما رأته ينتفض واقفاً يتجه نحو الباب بخطوات مشتعله وهو يصرخ بشراسه
=و ده اللي هيحصل فعلاً و ديني ما هيطلع عليه صبح هقتله هو و الكلبه مراته...
اسرعت داليدا بالنهوض على قدميها رغم ثقل وزنها بسبب حملها و الصعوبه التي تواجهها الا انها نهضت مسرعه تلحق به تجذبه من ذراعه واقفه امام الباب تسد الطريق عليه مانعه اياه من الخروج صرخ داغر بها بحده جعلت عروق عنقه تنتفض
=ابعدي يا داليدا...
وضعت يديها فوق صدره تمنعه عندما حاول دفعها بعيداً عن الباب هاتفه بهستريه بينما بدأت الدموع تنهمر بغزاره على وجنتيها.
=علشان خاطري، علشان خاطري. و خاطر يامن، يامن اللي كلها كام يوم وهايجي الدنيا...
لتكمل سريعاً عندما حاول تجاوزها و الخروج
=عايزه يجي الدنيا بدل ما يلاقيك مستنيه. يلاقيك مرمي في السجن علشان خاطر واحد زباله زي ده. ميستهلش...
القت بجسدها عليه تحيط خصره بذراعيها و هي تهمس برجاء و خوف
=علشان خاطري. اهدي و فكر قبل ما تعمل حاجه تندم عليها، هناخد حقنا منهم لكن بالعقل...
زفر داغر بحده بينما يحيط جسدها يضمها اليه مربتاًً على ظهرها بلطف عندما بدأ جسدها بالارتجاف قائلاً باستسلام و قد اثر به خوفها وبكائها هذا
=خلاص، خلاص اهدي يا حبيبتي.
ليكمل من بين اسنانه بقسوه
=بس و ديني، لأخليه يتمني الموت و ميطولوش، الموت هيبقي رحمه له بكتير من اللي هعمله فيه...
عندما استكان ارتجاف جسدها رفع و جهها اليه يسألها ذاك السؤال الذي حيره.
=ليه عملتي نفسك خدامه وليه مقولتليش انك مراتي، حتى لو مش فاكرك بس عندك قسيمة جوازنا و حاجات كتير تثبت جوازنا...
مررت داليدا يدها على خده بحنان
=دكتور عزت مانعني ان اقولك و فهمني ان لو قولتلك اني مراتك او فكرتك باي حاجه انت ناسيها بالعافيه هتدخل في غيبوبه تاني...
قاطعها داغر و هو مقطب الوجه.
=عزت.؟! ازاي يقولك كده، مع ان لما روحت لدكتور تاني النهارده قالي من المهم ان اللي حواليا يتكلموا معايا عن كل حاجه انا ناسيها يبقي ازاي عزت يقول كده و ليه يقولك متعرفنيش انك مراتي، و ليه لما سالته عنك قالي انه كان بيشوفك بتخدمي في القصر قبل الحادثه...
صمت قليلاً يفكر قبل ان يهتف من بين اسنانه بقسوه
=يا ابن الكلب، يا زباله حتى انت كمان...
تشبثت داليدا بقميصه مغمغمه باستفهام
=في ايه يا حبيبي،؟!
طبع على جبينها قبله حنونه
=مفيش حاجه يا حبيبتي، هفهمك كل حاجه بس مش دلوقتي...
ليكمل وهو ينحني يحملها بين ذراعيه
=دلوقتي انتي محتاجه تنامي و ترتاحي...
ثم خرج من غرفه الحضانه ليدلف إلى جناحهم الخاص
انزلها على قدميها بلطف من ثم بدأ يزرع قبلات حنونه على كامل وجهها.
ليكمل زافراً بحنق وغضب
=مش قادر اصدق، انك كنت عماله تخدمي في شوية الكلاب اللي تحت. بس وديني لهدفعهم تمن ده و غالي اوي...
اسندت داليدا رأسها على صدره محيطه خصره بذراعيها تحتضنه بقوه كما لو كانت لا يمكنها الكف عن احتضانه و الشعور به بين ذراعيها من جديد همست بصوت مرتجف
=مش مهم اي حاجه المهم انك معايا و بخير، ده عندي بالدنيا و ما فيها...
قبل داغر رأسها بحنان بينمت وضعت شفتيها فوق صدره موضع قلبه تطبع عليه قبله حنونه بينما تحيط خصره بذراعها تحتضنه بقوه غير قادره على مقاومه الدموع التي اخذت تنسدل من عينيها فهي لم تكن ستسطع ان تكمل حياتها بدونه، اخذ داغر يربت على ظهرها محاولاً تهدئتها بينما يطبع قبلات متتاليه حنونه فوق رأسها...
و بعد ان هدئت ابعدها عنه بلطف طابعاً قبلات عميقة و سريعة في ذات الوقت فوق شفتيها هامساً لها عن مدي اشتياقه و حبه لها من ثم حملها خارجاً بها إلى غرفة النوم واضعاً اياها بحنان فوق الفراش يضمها اليه حيث غرقا سوياً ببحر شغفهم الذي هجروه طوال فتره مرضه.
بعد مرور بعض الوقت.
مرر داغر يده بحنان على ظهر داليدا المستلقيه بين ذراعيه تدفن وجهها بعنقه بينما ذراعها يلتف حول خصره تضمه بقوة كما لو كانت تخشي ان يختفي.
همس برفق مقبلاً رأسها
=ديدا انتي نمتي،؟
اصدرت همهمه منخفضه تدل على استيقاظها مما جعله يرفع وجهها اليه قائلاً بهدوء وهو يتأمل وجهها الناعس
=حبيبتي عايزك تسمعي اللي هقوله دلوقتي و تفهميه كويس لان اي غلطه هضيع كل اللي هنعمله...
فور سماع داليدا كلماته تلك اختفي نعاسها و اخذت تستمع باهتمام إلى ما يرغب بفعله لكي يقع بشهيره و طاهر و عندما انتهي باخبارها بكل شئ غمغمت باعتراض
=طيب ليه هتخليني اسيب البيت و امشي، انا مينفعش اسيبك مع العقارب دول لوحدك...
ابعد داغر شعرها المتناثر فوق عينيها إلى خلف اذنها بينما يجيبها بهدوء
=مينفعش اسيبك معاهم في نفس البيت يا حبيبتي بعد كل اللي عملوه، و اللي اكيد ناوين لسه يعملوه. انا خايف عليكي...
قاطعته داليدا بحده و هي ترجع رأسها للخلف بعيداً عن لمسة يده و قد انفجر اخيراً الضغط الذي كانت تعاني منه منذ بداية وقوع الحادث له
=انا مش ضعيفه يا داغر. انت عارف انا استحملت ايه الفتره اللي فاتت علشان ماسيبكش لوحدك معاهم...
عارف كنت بموت ازاي من خوفي عليك كل ما كنت بشوفك معاهم و انا عارفه انك مش فاكر وساختهم و مأمن لهم.
ازاي كان اكلك. شربك كنت بعمله بايديا علشان خايفه لحد فيهم يحطلك حاجه فيه زي ما عملوا معايا، ازاي كنت بتسحب كل يوم الفجر افتح باب اوضتك اطمن انك نايم. وانك كويس علشان خايفه يكون حد فيهم اذاك وانت نايم
اكملت بصوت مختنق و قد بدأت دموعها تنهمر بغزاره وقد عاد اليها شعور خوفها وفزعها عليه.
=عارف احساسي وانا لوحدي وسطهم. لدرجة اخر ما يأست اتصلت بزكي علشان يرجع و يبقي معاك علشان ده الشخص الوحيد اللي كنت واثقه فيه لانك انت بتثق فيه. بس تليفوناته كلها كانت مقفوله و معرفتش اوصله، و اضطريت اتحمل كل ده لوحدي علشانك فمتجيش دلوقتي تقولي اسيبك وامشي تواجه كل ده لوحدك...
كان داغر يستمع اليها و قلبه يرتجف بداخله لا يصدق ما واجهته و تحملته من اجله متذكراً طعامه التي كانت تصر بوضعه امامه بنفسها حتى المياه، و القهوه، وتلك المرات التي دخل بها إلى غرفته ليجدها ممسكه بدوائه بالتأكيد كانت تتأكد منه، و موقف القهوه التي القته بعيداً عندما ناولته اياه داليدا...
قرب وجهه منها مقبلاً و جهها بحنان موزعاً قبلاته عليه قبل ان يسند جبهته فوق جبهتها متشرباً بشغف انفاسها الحاره قبل ان يغمغم بصوت اجش مليئ بالعاطفه
=عارف انك تقدري على كل حاجه و انك ب100 راجل و واثق فيكي...
ليكمل ممرراً يده على جانب رأسها بحنان.
=بس انا لو سبتك هنا وسطهم لحد ما اشوف هتصرف ازاي معاهم وقتها انا اللي هبقي ضعيف، خوفي و قلقي عليكي مش هيخلوني مركز في اي حاجه، انا عايز ابقي مطمن عليكي، و كمان فكري في يامن هتأمني عليه وسطهم ازاي...
قاطعته داليدا بينما ترفع ذراعها وتحيط عنقه به
=و انت هتستني عليهم ليه يا داغر ما تخلص منهم على طول و تطردهم...
هز رأسه قائلاً باصرار.
=لما اجيب اخرهم الاول، و متنسيش خالك الكلب اللي هرب على ليبيا لازم اجيبه هو كمان. لازم اصبر علشان اخلص عليهم من جذورهم...
ليكمل وهو يتطلع إلى عينيها الدامعه
=علشان كده لازم ابقي مطمن عليكي. هتعقدي في فيلا التجمع لحد ما تولدي و اكون انا خلصت الليله دي...
همست داليدا بصوت مرتجف
=هتسبني لوحدي هناك يا داغر افرض جالي الطلق وانت مش معايا...
قاطعها داغر على الفور و قد تأثر من الخوف المرتسم على وجهه.
=هبقي معاكي يا حبيبتي طبعاً، انا نفسي مقدرش اسيبك لوحدك، هااا موافقه يا حبيبتي.؟!
اومأت داليدا رأسها بالموافقه وهي تغمغم بتردد
=م، وافقه. و امري لله
لتكمل سريعاً محاوله ايجاد حل يراضيها
=طيب ما تحاول تتصل انت بزكي اكيد معاك رقم الفيلا بتاعتك اللي هو فيها وخليه يرجع مصر يبقي معاك علشان ابقي مطمنه عليك...
ابتسم داغر فور سماعه كلماتها القلقه تلك احاط خصرها بذراعه جاذباً اياها نحوه حتى اصبحت ملتصقه به.
=زكي لسه في اجازته اسبوع مش هينفع اقوله سيب اجازتك و انزل...
ليكمل مغمغماً بمرح محاولاً اخراجها من حالتها القلقه تلك
=بعدين انا قدها و قدود مش واثقه في جوزك ولا ايه يا ست داليدا...
ابتسمت داليدا مجيبه اياه و هي تطبع على خده قبله سريعه
=لا طبعاً واثقه...
لكنها قاطعت جملتها عندما رأت جسد داغر ينتفض بخفه بجانبها و هو يهتف بمرح بينما يضع يده فوق بطنها المنتخفه برفق متحسساً ركلات طفله.
=ابنك بيضربني، شكله هيطلع مفتري زيك و هيهرني عض
ابتسمت داليدا قائله و هي ترفع حاجبها بمشاغبه
=تصدق وحشني اني اعضك اوي...
ثم اسرعت باطباق اسنانها على كتفه تعضه برفق مما جعل داغر ينفجر ضاحكاً. بينما كان قلب داليدا يرقص فرحاً لدي سماعها ضحكته تلك...
دلكت بيدها اثر عضتها على كتفه وهي تغمغم بطريقه حالمه
=تعرف اني كان واحشني صوت ضحكتك اوي، كنت على طول مكشر، و كل ما اقرب منك تتعامل معايا زي كأني عدوتك...
قرب داغر وجهه منها متأملاً بشغف ملامحها الرائعه
=علشان كنت بتأثر بيكي، رغم اني كنت ناسيكي لكن قلبي فضل فاكرك. و ده كان مجنني مكنتش بقدر ابقي معاكي في مكان واحد...
ثم صمت ولم يخبرها السبب الاخر لتعامله معها بجفاء بانه كان يعتقدها عشيقة طاهر كما اخبرته شهيره حتى لا يتسبب في أذيتها و مضايقتها...
مرر يده على جانب ذراعها قائلاً بينما ينظر إلى الساعه المعلقه بالحائط حيث كانت تشير إلى السادسه صباحاً.
=يلا يا حبيبتي، علشان ترجعي اوضتك قبل ما حد يصحي و يشوفك و انتي خارجه من هنا. انا هفضل مستني برا يعني متخفيش، عايزك اول ما تشوفي شهيره واقفه معايا تخرجي و يبقي معاكي شنطتك جهزي فيها كل لبسك و لبس يامن...
اومأت داليدا بالموافقه تحمموا و ارتدوا ملابسهم من ثم خرج داغر اولاً من الغرفه وهبط إلى الاسفل لتتبعه داليدا التي دلفت مباشرة إلى غرفتها بالاسفل المخصصه للخدم، بينما ظل داغر مكانه ببهو القصر ينتظر قدوم شهيره حتى يبدأ خطته...
نهاية الفلاش باك...
اعتدلت داليدا على ساق داغر بينما السياره تقودهم نحو الفيلا التي ستقيم بها لحين انتهاءه من تنفيذ خطته...
مررت اصابعها بشعره لكنه امسك بيدها مانعاً اياها من فعل ذلك مغمغماً بتحذير
=داليدا اعقلي، علشان متولي معانا في العربيه...
هزت كتفيها قائله ببرائه
=و انا عملت ايه دلوقتي...
ثم رفعت يديها مره اخري تمرر اصابعها في شعره مشعثه اياه مما جعله يزفر بحنق و هو يقبض على يديها بيده هاتفاً بصرامه...
=قولت اعقلي...
اقتربت داليدا من اذنه هامسه بشقاوه
=اعقلي، و لا اقلعي.
غمغم داغر بصدمه وهو يطلق ضحكه قصيره اجشه.
=بقيتي قليلة الادب...
همست داليدا باذنه بسخريه
=البركه فيك...
لتكمل سريعاً وهي تشير برأسها نحو الزجاج الاسود الذي يفصل بينهم و بين متولي
=بعدين الازاز مرفوع بنا و بين متولي محبكها ليه بقي...
لم يجبها داغر حيث ظل صامتاً بينما كانت داليدا تحاول استفزازه بتلاعبها بازرار قميصه. وتمرير اظافرها على وجهه برفق لكنه رغم ذلك ظل داغر بمكانه ثابتاً غير مبدياً ردة فعل مقاوماً بصعوبه رغبته في الضحك مما جعلها تزفر بحنق وتستسلم اخيراً...
لكنها فجأه و دون سابق انذار اصدرت صرخه متألمه و هي تمسك بطنها هاتفه بتوجع
=الحقني يا داغر...
نظر اليها داغر قائلاً ببرود
=العبي غيرها...
لكنه ابتلع باقي جملته عندما انفجرت باكيه و قد احمر وجهها من شدة الالم المرتسم بوضوح على وجهها مما جعل قلبه يسقط داخل صدره
=داليدا انتي بتولدي بجد...
اجابته صرختها المتألمه مما جعله يسرع بالضغط على زر الاتصال الداخلي امراً متولي بالتوجه إلى مشفي الطبيب الذي كانت داليدا تتابع معه حملها قبل الحادث فقد كان يعلم حالتها جيداً.
صرخت داليدا و قد اشتد الالم بها
=مش قادره، مش قادره يا داغر هموت...
احتضنها داغر بقوه هامساً بصوت مختنق وهو يقاوم الخوف الذي سيطر عليه شاعراً بالعجز و هو يراها تتألم بهذا الشكل و لا يستطع فعل شيء يخفف المها هذا
=بعد الشر عليكي يا حبيبتي، احنا خلاص 5 دقايق ونبقي المستشفي...
لكنها هزت رأسها باكيه وقد كان الالم يزداد بطريقه لم تعد تحتملها مما جعل داغر يفتح الزجاج الفاصل هاتفاً بمتولي و هو يكاد يخرج عن سيطرته
=سوق باقصي سرعه...
اومأ متولي الذي اربكه هو الاخر صراخ داليدا المتألمه
بينما ظل داغر محتضناً اياها بين ذراعيه يحاول تهدئتها رغم قصف قلبه الذي يدوي بداخله من الخوف عليها.
و فور وصولهم للمشفي حملها بين ذراعيه مسرعاً نحو داخل المشفي حيث استقبله الطبيب الخاص بها الذي اتصل به في الطريق و اخبره بحالتها...
بعد مرور ساعة...
كانت داليدا مستلقيه بغرفة العمليات الخاصة بالولاده تصرخ متألمه و الطبيب يحثها على الدفع بقوه اكبر.
بينما كان داغر واقفاً بجانبها يمسك بيدها فقد اصر ان يدخل معها الغرفة المخصقه لعملية التوليد رافضاً تركها بمفردها.
كان قلبه ينقبض داخل صدره بألم كلما استمع الى صراخاتها المتألمه تلك فقد كان يعلم انها تتألم بشده.
صاحت وهي تبكى متألمه تتمسك بيده اكثر
=داغر. خلاص مبقتش قادره...
انحنى مقبلاً جبينها و هو يربت فوق رأسها بحنان غير قادراً على النطق بحرفاً واحداً شاعراً بالذنب يتخلله فهو السبب فمعاناتها تلك لكنه انتفض فازعاً عندما صرخت بالم و هي تحاول الدفع حتى تخرج طفلها...
همس في اذنها محاولاً تهدئتها و هو يربت فوق رأسها بحنان و قد وصل هو الاخر إلى حافة اعصابه
=هانت يا حبيبتي استحملي، استحملي علشان خاطر يامن...
ثم اخذ يحثها على التنفس بانتظام و الدفع بقوه اكبر اخذ