رواية ولادة من جديد الفصل السادس والعشرون 26 بقلم مجهول

 


رواية ولاده من جديد الفصل السادس والعشرون بقلم مجهول

ألا تريد الطلاق؟



كان وقع كلمات فايزة كالصاعقة على رأس حسام ، حيث لم يتمكن من التعافي

منها لفترة طويلة.

وعندما تمالك نفسه، رأى نظرة الازدراء والألم في عينيها.

قبل أن يتمكن من تدقيق النظر، خفضت رأسها واستمرت في حزم أمتعتها.

وكانت تحزم الحقائب بسرعة أكبر كثيراً الآن عما كانت تفعل من قبل. بل أنها

حتى لم تطوي الملابس بشكل صحيح، بل ألقت كل شيء معاً، وضعته عشوائياً

في الحقيبة. فجأة أمسك حسام بمعصمها النحيل وهي تستدير. جاء صوته بارداً من أعلى

رأسها "لماذا تنتقلين إلى تلك الغرفة اليوم ؟ أتتعجلين لهذه الدرجة؟"

كان هناك نبرة من السخرية في صوته. دعيني أخمن. هل السبب الوجبة التي

تناولتها مع العزيز فوزي اليوم ظهراً؟"

عند سماعها لهذا، رفعت رأسها بشكل مفاجئ ونظرت إليه في عدم تصديق.

" لا داعي للاستخفاف هكذا. ألست أنت أفضل من يعرف العلاقة التي

تربطني بفوزي؟"

بي

ثم حاولت بقوة أن تتحرر من يده.

إلا أنه كان أقوى منها لتتمكن من التخلص منه وفي اللحظة التي ابعدت يده،

اعتصرها، ومنعها من الافلات من قبضته ولو قيد أنملة.

ذم شفتيه الرفيعتين، وضم زواياها في خط مستقيم، مما اثبت بوضوح

استياءه.

"ماذا؟ هل أنا مخطئ؟ إن لم يكن هو السبب فما السبب وراء حزمك لحقائبك

اليوم؟ أليس هو السبب؟ " ثم قال ساخراً: "لقد ابقيتك محبوسة في هذا الزواج

لمدة عامين، أليس كذلك؟"

عجزت فايزة عن الكلام لبضع ثوان، ونظرت إليه بدهشة.

" تأكد من معلوماتك يا حسام ، أنت من طلب الطلاق "

"اوه ." لم يبد على وجهه أي عاطفة بينما استمر في الاستهزاء لها: "إن طلبي

الطلاق هو بالضبط ما تريدينه، أليس كذلك؟ أنت متشوقة جداً لتناول الغداء

معه والانتقال إلى غرفة منفصلة !"

لم تجب فايزة على ذلك.

لو لم تكن تعرف مشاعره تجاه رهف كانت اعتقدت أنه يغار عليها. فلا يوجد

سبب آخر يجعله يشغل باله بالأمر هكذا، لمجرد أنها تناولت الغداء مع أحدهم؟

لا بد أنه يتصرف بهذه الطريقة؛ لأن شعر أن تقديره لذاته كرجل مهدد. ففي

جميع الأحوال، فهما لم يحصلا بعد على الطلاق لكن زوجته تريد أن تنام في

غرفة منفصلة.

لا شك أن حب ا التملك لديه كرجل اشتعل.

ولكي لا تضيع وقتها في جدال مع الرجل الذي كان فجأة يتصرف بحب تملك،

في حالة أنها قد تأثرت بالانطباع الخاطئ بأنه يشعر بالغيرة، فقد التزمت

الصمت وهي تحاول الانفلات من قبضته مرة أخرى.

وعدم نطقها بكلمة، جعل وجهه يعبس مقفهراً. وانقبض فكه مشدوداً، وقال

باصرار: "لماذا لا تقولين شيئاً ؟ هل توافقين على ما أقوله؟ لطالما كنت تريدين

الطلاق، أليس كذلك؟"

عندما استمرت في التزام الصمت، سخر قائلاً: "إنني محق مرة أخرى، أليس

كذلك؟ لطالما أردتي الطلاق، ولكنك آثرت الانتظار إلى أن أبادر أنا بطلبه بدلاً من

أن تخبريني بنفسك، أليس كذلك؟"

لم تتمكن فايزة من تحمل المزيد.

ورفعت رأسها وقالت: "يا حسام ما الذي تريد أن تقوله؟ ألا تريد الطلاق؟"

توقف عند سماع ذلك.

كان قلب فايزة قاسياً مثل الصلب الآن على الأرجح بسبب أفعال حسام اليوم

وبسبب ملايين رهف السبعة. بل أن حتى أسلوبها في الحديث كانت قاسية.

" بالتأكيد لم تنس أن هذا كان مجرد زواجاً صورياً منذ البداية، أليس كذلك؟ ألا

تتذكر ما قلته لي عندما عثرت علي أول مرة حينها؟ كنت تريدني أن أتمادى

معك ارضاء للجدة"

كانت عينا حسام أكثر سواداً من سماء الليل عندما قالت ذلك.

مط زوايا شفتيه الرفيعتين بعد انتهاءها من حديثها: "إذا كنت تتمادين معي

وتتظاهرين معي طوال العامين الماضيين؟ أهذا ما تقصدينه؟"

"وإن يكن؟ ألم تكن أنت تفعل المثل؟ "

صمت صمتاً تاماً عندما اجابت سؤاله بسؤالها.

أمامه،

وهو

نظر في هدوء إلى المرأة الجميلة ذات القسمات الرقيقة التي أ

يسترجع كيف أنها كانت غير مكترثة وباردة أكثر ألف مرة من الآن في تلك

الليلة عندما اقترح عليها أن يحصلا على الطلاق.

ولم تبد أي تردد في أن تنتقل من غرفته.

وعندما أخذ يفكر في ذلك، بدأ تدريجياً في تخفيف قبضته.

وبعد أن استعادت حريتها، استدارت فايزة لتستأنف تجهيز أمتعتها.

جذب حسام ربطة عنقه، وذكرها بصوت غاضب نافذ الصبر: "سيلاحظ الخدم

أن هناك خطب ما إذا انتقلت إلى غرفة الضيوف الآن"

كانت فايزة قد تفكرت بالفعل في ذلك وردت على الفور: "لا :

كذلك؟ سنحصل على الطلاق قريباً."

يهم

ذلك، أليس

" وماذا عن الجدة؟"

"الجدة لن تلاحظ."

"وكيف لك أن تعرفي ذلك؟ هل تعتقدين أن الجدة ليس لديها مناصرين بين

الخدم ؟"

توقفت فايزة عن الحركة عندما سمعت ذلك.

لم تكن قد فكرت في هذا.

بعد لحظة طويلة، قالت: "في هذه الحالة سوف أقرر ما يجب فعله بعد اجراء

الجدة لعمليتها."

لا يمكنها أن تستعجل الأمر ، فصحة فضيلة تظل أولوية لهما.

سخر حسام عندئذ : "يبدو وكأنك لديك شكوى من هذا الترتيب"

"أبدأ، على الإطلاق. لقد عشت حياتي بهذه الطريقة طيلة عامين الآن"

وه ؟ أتقصدين أنك تشعرين بالظلم طيلة عامين كاملين؟"

اكتفت بالنظر إليه دون أن تتكلم. كانت هذه المرة الأولى التي تلاحظ فيها مدى

عدم عقلانيته.

ادارت ظهرها، وأمسى واضحاً أنها لا تريد التحدث معه بعد الآن.

كانت تعرف أن هذا الحوار لن يؤدي إلى شيء.

كانت غاضبة، وكان هو لسبب ما يشعر بحب التملك، إلا أن شيئاً لن يتغير إن

استمرا في الحديث.

وقف ساكناً، يفحصها للحظة قبل أن يسخر ثانية: "ما هذه النظرة التي تعتلي

وجهك؟ لن أعود إن لم ترغبي في رؤيتي "

استدار من فوره، وغادر بعد أن بصق بهذه الكلمات.

ظلت فايزة واقفة باستقامة في البداية، ولكن فور مغادرته جلست وقد انتابها

الضعف على السرير وكأن طاقتها قد استنزفت

وبينما كانت تستمع إلى الصوت القادم من البوابة في الطابق السفلي، خفضت

نظرتها، وكان وجهها شاحباً.

بعد مضي دقيقتين هرع إليها فتحي، وكان وجهه ينطق بالقلق عليها.

"يا سيدة منصور، لماذا غادر السيد منصور وقد وصل لتوه إلى المنزل؟ ولماذا

بدا مستاء عندما غادر هل حدث شيء.

انقطعت كلمات كبير الخدم بشكل مفاجئ عندما لاحظ مدى شحوب فايزة.

"يا سيدة منصور! هل أنت بخير؟"

لم تكن فايزة ترغب في تنفيس مشاعرها ضد آخرين؟

كانت ابتسامة فايزة متهكمة قبل أن تطمئن فتحي بصوت رقيق قائلة: "أنا

بخير. لكنني متعبة قليلاً. سوف أكون بخير بعد الحصول على قسط .

من

النوم"

انفطر قلب فتحي، لكنه كان يعرف أنه من الأفضل عدم التعليق، وأخيراً استسلم

بتنهيدة، وقال: "حسناً، يا سيدة منصور لتنالي قسطاً

من

أومأت وخفضت رأسها مرة أخرى وقالت: "نعم، سأفعل."

الراحة"

قبل أن يخرج فتحي من الغرفة، صدم عندما لاحظ فجأة الحقائب المعبأة في

الغرفة.

ما الذي يحدث؟

لماذا تقوم السيدة منصور بتجهيز أمتعتها؟ هل هذا هو السبب في غضب السيد

منصور بعد عودته؟

تذكر فتحي فجأة رهف التي جاءت لرؤية فايزة ظهيرة هذا اليوم.

لقد عمل مع عائلة منصور لسنوات عدة، وكان قد شاهد حسام يترعرع، وكان

ممتناً لرهف لانقاذها حياة حسام ، ولكنه لم يكن يظن ابدأ أن يكن حسام

مشاعر تجاه رهف

على أية حال، لم تكن رهف نوع المرأة التي بروق لحسام.

كان فقط ... أن الأمور قد تطورت في اتجاهات لم يتوقعها أحد.

عندما أعلنت عائلة صديق إفلاسها تزوج حسام وفايزة. كان يعتقد أن هذا

الزواج سيكون ناجحاً، أما الآن .

يا لنزوات القضاء والقدر.

 الفصل السابع والعشرون من هنا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-