رواية أحببت كاتبا الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم سهام صادق

 


رواية أحببت كاتبا الفصل الخامس والعشرون 

وأنتهت رقصتها بمشاعر أخري لم تذق طعمها الا معه ، فأبتسم بحب وهو يطالع وجهها الملائكي .. وهي نائمه علي نبضات قلبه تستمع الي دقاته التي أصبحت تدق كالطبول من هول ما أصابه مع تلك المجنونه ، فسمع صوت همهمتها وهي تلامس وجهه الذي لم يلحقه منذ فتره طويله قائله : دقنك بتشوك ياجاسر
فزاد من أحتضانه لها ليداعب بأنامله أنفها الصغير ، مقتربا من أحد اذنيها قائلا : هحلقها عشان عيونك
ثم اشار الي شاربه قائلا : بس ده ابدا ، اوعي تحلمي
لتتعالا صوت ضحكاتها وهي تتأمل اصراره علي شاربه
ليهمس هو بأذنيها قائلا : وحشتيني !
ففهمت نبرت صوته اللعوب ، وبدأت تغمض عيناها وهي تتذكر ليلتهم بمشاعرهم العاصفه .. التي بدأت بها حياتهم الزوجيه بعد مشاجرات ومناكفات وألاعيب طفوليه منها دامت أشهر
وعادت تفتح عيناها قائله : خلينا يومين كمان عشان خاطري
فطالعها بعشق وهو يداعب خصلات شعرها المتمرده علي علي صدره ، حتي قال : لازم ننزل مصر ياجنه ، في راجل مهم منتظر اننا نتمم عقود الصفقه الجديده معاه ... ومنتظر وجودي كمان
وكادت أن تعترض ، ولكن مشاعره الهائجه التي عادت تعصف داخله من جديد عادة ثانية ، فعانقها بحراره وهو يهمس : لسا فاضل 6 ساعات علي ميعاد الطياره !
................................................................
بدأ يبتسم مع كل كلمة يقرأها ، ليمرر بكلمة بعد أخري
حتي وجدها تشهق بقوه وتقترب من حاسوبها في مكتبه الذي أصبح تقضي فيه أغلب وقتها عندما يغادر المنزل من أجل اعماله
فأقتربت منه صفا قائله : انت بتقري أيه
لتتسع أبتسامه احمد قائلا : بتكتبي روايات ياصفا
فنظرت الي ماكان يقرأه ، حتي أغلقت حاسوبها سريعا قائله : أظن أن ديه خصوصيات
فحاول أن يحتضنها بذراعيه ، ولكنها أبتعدت عنه قائله : مش عايزه أسمع حاجه ممكن
فطالعها هو بغضب : ليه كاتبه اسم بطل روايتك بأسم ياسر ياصفا
فتسير بخطوات متمهله بعيدا عنه قائله بلامبالاه اصبحت تتقنها من أجله : معجبه بالأسم مش أكتر
فكانت ذراعيه هي الاسبق من خطوات قدميها ، فجذبها اليه بعنف قائلا :صبري قرب يخلص ياصفا ،ثم تنهد قائلا :
عارف أني غلطت في حقك كتير وعذبتك أكتر
وكاد أن يكمل باقي حديثه الا انها رفعت بوجهها اليه قائله :هسامحك بس بشرط
لينتبه أحمد الي نظرات أعينها المتحدية
صفا : ترجع تركب خيل تاني !
فأنكمش وجهه بأقتضاب وضاقت أعينه وهو يتذكر صرخات مها وفرسها يهرول بها كالبرق وهي تناديه قائله : ألحقني يا أحمد !
...................................................................
جلس حسن يشرد في ذكريات قد مضي عليها عمراً طويلا ، لتسقط دمعة حاره من بين جفونه وهو يتذكر تلك الفتاه ذات الملامح الغجريه التي تعرف عليها بالصدفه عندما كان ينهي بعض أعماله في الأقصر .. فكانت تقف تتأمل المعابد بأنبهار شديد .. حتي انه عندما حل الظلام وبدء الزوار في الرحيل كان شغفها يزداد وكأنها لاول مره تأتي هنا .. فقد كانت تشبه في ملامحها أحدي ملكات الفراعنه ليتذكر أول أسم أطلقه عليها " نفيرتيتي"
ثم تاهه مع ذكرياته ليتذكر كيف كانت تطالعه بأعينها السوداء .. ومن ثم بدأت حكاية حب عابرة بينهم
ورغم انه كان رجلا متزوجا من ابنة عمه التي هجرها اخاه صابر واضطر هو بالزواج منها لتقاليد العائله وترك حبيبته التي عشقها بجنون ولكن "حور" بشكلها وحديثها كانت كالدواء ...فتزوجها يوماً واحداً ولم يعرف عنها شئ بعد ذلك سوا ان اهلها جاءوا لأخذها بالقوه بسبب رحلة بحث عنها دامت شهورا
فيفيق حسن علي صوت ولده المُحب لقلبه والذي انحني بجسده كي يقبل يديه وجبينه بحب قائلا : وحشتني قوي قوي ياحج
ليضحك حسن قائلا : وحشتك برضوه ولا بتاكل بعقلي حلوه
فأبتسم جاسر بتلقائيه لم يعتدها والده عليه حتي جائت جنه وفعلت كما فعل هو .. ليربط حسن علي ظهرها بحنان قائلا : وحشتيني يامرت والدي ياغاليه
لتزداد ابتسامة ذلك الجالس .. فتتابعه نظرات والده قائلا : عمتك سافرت لعمك صابر تطمن عليه ياوالدي
فطالعت جنه عمها بفزع قائله : بابا ماله ياعمي !
ليطالع حسن أبنه بأعين متعبه قائلا : تعب شويه وانتوا مسافرين
ليقترب منها جاسر قائلا بهمس وهو يحتضنها : هنسافرله ياعيون جاسر ، بس متعيطيش !
..................................................................
كان يطالعها راجي بأعين زائغه حتي قال : وكنتي بتحبي جاسر علي كده
فشهقت نيره وهي تبتلع طعام ذلك العشاء الذي قد دعاها هو اليه .. حتي ضحك راجي
فطالعته هي بفزع قائله : انت بتعرف كل الحاجات ديه أزي
فأبتسم راجي وهو يتأمل تفاصيل وجهها المغطي بمستحضرات التجميل ، ثم بدء يرتشف مشروبه البارد قائلا : أظن من ساعة ماعرفنا بعض وانتي بتحكيلي كل حاجه عن العيله يانيره ، وكلامك الكتير عن جاسر بيدل انك مغرمه بيه
لتتنهد نيره بحيره وهي تكمل تناول طعامها قائله : عمتي منيره مرضتش تجوزني جاسر عشان عايزه نسل العامري يكون من صلبهم .. وجنه بنت أخوها هي الاحق مني
وبدأت تبكي قائله : هو انا أذنبت لما حبيته وابتسمت بحنين وهي تمسح دموعها قائله : كان كل حاجه في حياتي بعد ما أبويا مات هو اللي كان مسئول عننا ، كبرت وانا شيفاه سندي .. كلهم شايفني وحشه وخبيثه .. انا عارفه اني كده بس غصب عني كل ما احلامنا بتموت جوانا القلب بيتحول لحجر والمشاعر جوانا بتنتهي
فتأملها راجي بأعين مشفقه ولكن سريعا ما تلاشت .. فهو مازال يبغض هذه العائله التي حدثه خاله عنها كثيرا وأصبح يفكر كيف ينفذ خطته معهم ويجعل جميع ممتلكاتهم تحت أيديه ويري دموع والده واخوته تستنجده
ثم بدء راجي يطالع نيره بصمت وهو يفكر في جملتها
عمتي منيره رفضتني عشان عايزه ولاد جاسر يكونوا من صلب العامري
وضاقت عينيه وهو يتأمل نظرات اعينها المبهره بالمكان الذي حجزه اليهم خصيصا حتي ألتمعت في اعينه الخبيثه لعبة ترويضها وايضا منحها بأن تكون أحدي سيدات أولاد العامري
راجي : تتجوزيني يانيره !
فلمعت عين نيره بفرحه ، فأمواله ستنسيها حبها لجاسر وستحقق احلامها وتصبح الاغني منهم جميعا ..
حتي فهم هو نظرة سعادتها ، ليهبطها لسابع ارضا قائلا : جوازنا هيكون علي سنه الله ورسوله بس في السر !
................................................................
ظلت صفا تنتظر خروجه من غرفته مثل كل صباح ، ولكنه قد تاخر عن موعد شغله اليوم .. فوقفت أمام حجرته لتتذكر وجهه الشاحب ونظرات أعينه المحمره ليلة امس، ثم بدء القلق يصحبها وهي تفكر به حتي وجدت نفسها تردف الي حجرته المظلمه رغم سطوع ضوء النهار .. لتقترب منه بقلق فتجده يهمس بأسمها
والعرق يتصبب من فوق جبينه بغزاره
فطالعته بصدمه وهي لا تعلم كيف ستتصرف في هذا الوضع
وركضت مسرعه تبحث عن بعض المثلجات من اجل اخفاض حرارته .. وبعد ساعه قضتها بجانبه يأست من وضع الكمدات التي لا تُجدي نفعاً فحرارته مازالت عاليه
فوقفت أمام فراشه مذعوره وخائفه ولم تفكر سوا بالسائق الذي دوما بأنتظاره ..
...............................................................
أبتسمت حياه بسعاده وهي تطالع من شرفة حجرتها ، مياه البحر الزرقاء ، فلمعت عيناها بأشتياق لحلم طفولتها بأن تذهب يوما للبحر حتي لو مره واحده ..
فأحتضنها عامر الذي أستيقظ توا من النوم قائلا : مبسوطه ياحياه
فتترقرق الدموع في عين حياه ثم ألتفت اليه قائله : مش هتقولي الحلم اللي خلاك تتجوزني
فطال صمته حتي بدء يتنهد قائلا : جيتيلي في الحلم علي شكل ورده جميله بتفوح منها ريحه مشمتهاش في حياتي .. والورده أبتدت تفتح أورقها وتقفلها وانا عمال أقرب ليها .. لحد اما شوفت صورتك انتي ياحياه
وعلي فكره انا حلمت بيكي قبل ما اجي الملجئ ، وحتي اول يوم معرفتش ان انتي البنت ديه لانك ديما مكنتيش بتبصيلي ووشك كان في الارض .. بس الصوره فضلت تجيلي كل يوم لحد ماروحت الملجئ تاني عشان أشوفك لاني كنت مشدود ليكي ، يومها عرفت انك خلاص مش هتيجي تاني وهتتجوزي .. كنتي شاغله تفكيري اووي وكنت حابب اساعدك بس اكيد مكنش هتوصل للجواز حتي لو فكرت كنتي هتبقي بعيده اوي عن الست اللي هتجوزها ياحياه
بس في اليوم ده حلمت برضوه بالورده بس المرادي كانت مطفيه وملاهاش ريحه حتي ،مش ديه الورده اللي شوفتها في أحلامي قبل كده ..
بس يومها فهمت ان في أنسانه قدرها مرتبط بيا ، وكنتي انتي يا حياه .. انتي قدري وحياتي الحلوه اللي بعتهالي ربنا
عامر بسببك اتغير في يوم وليله ياحياه ، اتغيرت عشان انتي قدري واختيار ربنا ليا
فزدادت دموعها بقوه وهي لا تصدق بأن دعواتها التي كانت تسبق أنينها في ظلام الليل عندما يشتد عليها ظُلم الناس قد أثمر بهذا الزواج العجيب !
............................................................
كان يطالعها وهي تطعمه ، حتي ازاح الطعام جانبا ليتأمل معالم وجهها الشاحبه قائلا بحب : خوفتي عليا ياصفا ، وعملتي كل ده عشاني
لتتذكر هي لحظات قلقها عليه وهي تتأمل الطبيب الواقف يفحصه ويخبرها بأن وجوده الان بينهم من حسن حظ زوجها فالحمي قد وصلت الي اعلي درجاتها
فمسح أحمد بيده علي وجهها قائلا : بـــحــبــك
فأرتعشت شفتيها من أثر لمسته المصحوبه بكلمة حبه وكاد ان يقترب منها ويلتهم شفتيها بقبلة عميقه
ولكن رنين هاتفها قد قطع تلك اللحظه ، لتبتعد عنه تاركة مشاعره الهائجه تضرب عرض الحائط .. فتخرج هاتفها من جيب بنطالها القنطي القصير فيطالعها هو قائلا : مين اللي بيتصل بيكي ياصفا
فتأملته هي بصمت ..حتي وجدته يسحب هاتفها بعنف متأملا الاسم الذي أصبح يعكر عليه صفو حياته ..فذلك اللعوب اصبح يُسيطر علي افكار زوجته وهي تظنه بأن أهتمامه بها ليس سوا مُحاضر بطالبته
لينطق أحمد أخيرا : بيتصل بيكي ليه ده عايز افهم
وبدء يسعل بشده وهو يتأمل رنين الهاتف ، ليقذفه قائلا : وادي التليفون الزفت اه
لتشهق صفا فزعا قائله : كسرت تليفوني حرام عليك ، انا ذنبي ايه
ولم يكن يعرف كيف يتصرف أمام تلك الزوجه التي تُثير غضبه وفي نفس الوقت تضحكه علي تصرفاتها الحمقاء ليقول متنهدا : فدايا هبقي اجبلك واحد بداله ، بس أسم ياسر ده مش عايز أشوفه تاني
فأنحنت صفا بجسدها كي تجمع بقايا هاتفها المحطم قائله : تليفوني ... وزادت من حنقه قائله : ممكن تديني تليفونك يااحمد عشان اكلم دكتور ياسر .. اكيد قلق دلوقتي عليا
وماكان منه رغم تعبه الجسدي سوا أن نهض من فراشه ، لتدرك هي ماسوف يفعله فتركض كالنحله وهي تضحك علي أفعالها التي تحرقه كل يوم وتشعل بداخلها حياه جديده !
...................................................................وقفت حياه تطالع تلك الفاتنه التي تقف أمامها وتمسك في أحد أيديها طفلاً صغيرا يتأمل رابطة حذائه ، فأزالت الأخري نظراتها السوداء كي تفصح عن وجهها الجميل .. ناظرة الي حياه وهي تظن بأنها ليست سوا بأحدي الخادمات .. فسيدة هذا المنزل العريق لن تفتح لضيوف بيتها بنفسها
فأبتسمت حياه بود الي تلك الضيفه الواقفه علي الباب .. لتبادلها أميره بأبتسامه مطوله قائله : ممكن أقابل عامر ؟
فنظرت اليها حياه قليلا ..الي أن سمعت صوت عامر يتحدث قائلا وهو يهبط درجات السُلم : برضوه الكرافته الكحلي أحلي من الرمادي يا..
ووقف متسمراً في مكانه عندما أردفت اميره اليه بعدما أزاحت بيدها حياه الواقفه تردد في أذنيها كلمة : "أنا مراته" التي أقلتها عليها أميره قبل قليل
فألتف اميره للخلف قائله لأبنها الذي مازال واقفا أمام حياه يُطالعها بنظرات أعينه الزرقاء كجدته : تعالا ياسيف ياحبيبي سلم علي بابا !
وابتسمت ثم تعالات ضحكتها لتقول : مفاجأه حلوه صح !
...................................................................
كانت ضربات قلبه تدق بعنف وهو يشاهد ذلك الدكتور المعتوه يطلب يد زوجته منه ، وايضا يقص عليه مشاعره كرجل ولوقاحته يحادثه متي دق قلبه بعنف اليها ..
فأبتسم ياسر قائلا : وكانت أحلي حفلة زفاف حضرتها ، عشان أتعرف علي اختك يابشمهندس
ليتمالك أحمد أعصابه وهو يطالع هذا المغرم بزوجته ، حتي عاد ياسر لحديثه ثانية : مشاعري أتجاه صفا مشاعر حقيقيه
ليتهكم أحمد من حديثه قائلا : أزاي حبيتها وانت لسا قايل ليا انك متجوز وبتعشق مراتك
فيطالعه ياسر بهدوء قائلا : كنت متجوز وحاليا انا بقيت منفصل ، للاسف أكتشفت بعد 5 سنين جواز ان أختياري لشريكة حياتي كان غلط
وكادت نيران غيرت ذلك الأحمق ان تشتعل حتي قال : ومالقتش غير صفا ، هي اللي تداوي جروحك
ياسر :صفا عمرها ماهتداوي جروحي يابشمهندس ، صفا هتكون الحياه والحب اللي كنت فاكر اني بمتلكهم .. بس للأسف كنت موهوم زي ناس كتير ،صفا بالنسبالي مش محطه هصلح بيها حياتي ولا كُبري هتجاوز بي أزمتي .. هي هتكون بدايه لسطر جديد والباقي ماضي وانتهي بذكرياته
ورغم أنه يريد أن يفتك بذلك الاحمق لما يقصه عن زوجته ، ولكن احاديثه قد أوضحت له حقيقة ظلمه لها
فهو يعيش علي الاطلال ، يقارن بين ماضيه وحاضره ، يداوي جروحه بشخص اخر لا ذنب له فيما مضي
فأبتسم ياسر قائلا : انا صرحت أنسه صفا بمشاعري قبل ما أجيلك هنا الشركه ، وطلبت مني اني اصارحك أنت كمان واطلب أيديها منك ، واتمني انك توافق علي طلب أرتباطي بأخت حضرتك
ليهب أحمد واقفا من سمع تلك الكلمه ، ويردد قائلا : الهانم طلبت منك كده ، وأقترب ناحية ياسر الواقف كي يرحل بعد ان عرض طلبه ، ليلكمه بلكمه قويه قائلا : أنسه صفا اللي هي أخت حضرتي يادكتور يامحترم
تبقي مـــراتـــي !
فيطالعه ياسر بصدمه وهو يمسح الدماء التي بدأت تسيل من أنفه بغزاره قائلا بصوت مرتجف : مــراتـــك !

    الفصل السادس والعشرون من هنا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-