رواية ولادة من جديد الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم مجهول

 



رواية ولاده من جديد الفصل الرابع والعشرون بقلم مجهول


تلميح



ها هي تنطلق مرة أخرى، تتحدث بهذا الأسلوب.

كانت فايزة تعتقد أن رهف شخصية رقيقة ولطيفة بسبب كرمها وتواضعها في

العلن.

ولكن كانت هذه المرة الثانية التي تقول فيه شيئاً من هذا القبيل بعد عودتها

مؤخراً إلى البلاد.

كانت المرة الأولى بشأن حسام ، والآن بشأن خدم المنزل.

وما بدا كأنه امتنان كان في الواقع محاولة للمطالبة بحقوقها.

إلا أن الواقع يظل أن ليس لرهف أية حقوق على حسام أو الخدم.

سيكون من المنطقي أن تقول هذه الكلمات الآن لو كانت هي و حسام عاشقين

من ذي قبل. لكنهما لم يكونا معاً حتى من قبل تفكرت فايزة، إذا ما الذي يعيطها الحق في

التحدث بهذا الأسلوب؟

وزاد وطغى إن كانا معاً آنذاك، فما كانت فايزة لتوافق على هذا الزواج الصوري،

بغض النظر عن مدى اعجابها بحسام.

ومع

ذلك، فقد حدث أن ساعدتها رهف من قبل.

وبالتالي لم تتمكن فايزة سوى من عض شفتيها لتهدئة نفسها، بينما كانت تكبت

الانزعاج الذي كان في صدرها لم تقل شيئاً، واكتفت فقط بابتسامة باهتة.

كان عدم انزعاجها، أو حتى أي رد فعل منها، محبطاً لرهف مثل سكب الماء في

وعاء مثقوب.

إلا أن رهف كانت مدركة أنها لا يمكنها تأجيل هذا أكثر من ذلك، فسألت وهي

تبتسم: "هل نتحدث في الحديقة الصغرى؟"

ربما كان السبب في هلع رهف أن فايزة تجاهلت صديقة رهف تماماً. لذا، فبعد

أن انتهت من الحديث، خفضت صوتها وأضافت: "إن للجدران آذان. لا داعي أن

نتحدث هنا"

أومأت فايزة قائلة: "حسناً" ووقفت للخروج.

إن أمكن، فإنها لم تكن تريد مضيعة حتى دقيقة واحدة في الحديث مع رهف.

ومع

ذلك، فإن "المعروف" هو أصعب شيء يمكن رده لشخص ما.

عندما وصلتا إلى الحديقة الصغيرة قادت فايزة رهف إلى منطقة نائية ومنعزلة.

أخيراً شعرت رهف بالارتياح بعد أن نظرت حولها. لن يمثل الحديث هنا مشكلة.

ومع

ذلك، لم تكن تشعر بارتياح تام.

"لن يتصنت أحد على حديثنا هنا، أليس كذلك؟"

توقفت فايزة لبرهة قصيرة قبل أن تهز رأسها نادراً ما يأتي الخدم هنا. عادة

ما يأتي البستاني في الصباح ليسقي النباتات ويرعاها."

كان الوقت أقرب إلى ما بعد الظهيرة الآن.

تنهدت رهف وقد ارتاحت "حسناً" ثم ابتسمت ابتسامة ودية لفايزة، وأخرجت

مظروفاً من جيبها، ومدت يدها به لفايزة.

وقالت: "هذا لك"

لم تلق فايزة سوى نظرة سريعة على المظروف دون قبوله.

وعندما رأتها رهف واقفة دون حراك، اتخذت خطوة إلى الأمام ووضعت

المظروف في يد فايزة.

كان مظروفاً رقيقاً، فظنت فايزة أنها تعرف ما بداخله.

ضغطت أناملها على المظروف، وشعرت بخيبة أمل تتزايد.

انحنت زوايا شفتيها في ابتسامة وهي تنظر إلى رهف: "ما المقصود بهذا؟"

"أحم ..." كان هناك بريق ذنب في عيني رهف يا فايزة، أنت امرأة ذكية. وأنا

متأكدة أنك تعرفين ما هذا لن اترجم ذلك إلى كلمات

"أحقاً؟" إلا أنه بدا أن فايزة كانت متمسكة بأمر ما، حيث عضت شفتها السفلى

بأسنانها اللؤلؤية البياض. قد لا أعرف ما تقصدينه إن لم تنطقي به صراحة."

وجم وجه رهف من فوره

لم تكن ترغب في أن تأتي على ذكر حمل فايزة بشكل مباشر.

كما أن حسام لا يزال جاهلاً بالأمر.

الأن، وقد جاءت إلى فايزة لحل المشكلة، لم تتمكن سوى من التلميح إليها، بدلاً

من أن تكون صريحة بشأنها.

لم تكن تثق في فايزة. إذا كانت فايزة تحمل جهاز تسجيل معها وسجلت كلمات

رهف، فإن الصورة الجميلة التي كونتها رهف لنفسها ستنهار في ! لحظة .

أن ترسل فايزة المحتوى المسجل إلى حسام .

بمجرد

لا يمكن أن تسمح بحدوث ذلك أبداً.

كانت تظن أن فايزة ستكون خصماً سهلاً للتعامل معها قبل أن تأتي إلى هنا.

ولكنها لم تعد تظن ذلك الآن.

ما كانت فايزة لتصبح حاملاً إن كانت سهلة التعامل معها.

وعندما فكرت في هذا خطت رهف إلى الأمام، وفتحت المظروف أمام فايزة،

عارضة عليها شيكاً بقيمة 7 ملايين.

تمتمت رهف بهدوء: لقد عملت بجد واجتهاد خلال العامين الماضيين. لقد

ساعدت آل كثيراً سواء داخل الشركة أو خارجها، وقد قال لي أنك أمرأة

متمكنة، قادرة على تحمل الصعاب. أنا متأكدة أن ذلك لم يكن سهلاً عليك، أن

تعيشي حياة هكذا، على الرغم من أنك كنت قد تربيت ابنة عائلة صديق

المدللة. هذا ليس الكثير من المال، ولكنني أعطيك هذا بصدق. يمكنك شراء ما

تشائين، وأن تحصلي على بعض الطعام الصحي لنفسك."

عندما ذكرت تلك الكلمات الأخيرة، أطبقت رهف عمداً على معصم فايزة، ثم

ضغطت برفق على راحة يد فايزة بأطراف أصابعها.

رفعت فايزة عينيها وحدقت مباشرة في عيني رهف

أومأت رهف وأطلقت تنهيدة ندم خفيفة، بل ومدت يدها لتربت فايزة على

كتفها برفق.

بدت وكأنها لا تستطيع ان تقول أكثر من ذلك.

أما فايزة، فشعرت فجأة بالاختناق عندما نظرت إليها.

لقد طلب منها حسام بالأمس في المكتب أن تأخذ اجازة تماماً مثل رهف كان

يلمح لها بأن تعتني جيداً بصحتها.

أن يلمحا إلى شيء كهذا بهذا الشكل ... لا شك أنهما يهتمان بكرامتهما كثيراً،

أليس كذلك؟

تحركت شفتا فايزة الحمروان قليلاً.

ماذا عساي أقول؟

هل يجب أن أشكرهما على قلقهما بشأن جسدي؟ على اعطائي راحة من العمل،

ومنحي المال لأتعافى؟

هل سأخيب ظنهم إذا لم أقبل أي من ذلك؟

فجأة، لاحظت مدى سخافة الموقف كله ها هي تكافح من أجل اتخاذ قرار

ومع ذلك هناك شخص آخر يقرر مستقبلها بدلاً منها.

عندما رأت رهف الحزن والاستياء في عيني فايزة، كانت تود أن تقول شيئاً، إلا

أنها وجدت فايزة تدفع الشيك تعيده إليها.

"فايزة.."

ألا تريد الشيك؟ لماذا لا تأخذه؟ حثتها رهف وهي في حالة هلع قائلة: "هل

المبلغ ضئيل بالنسبة لك؟ هذا كل ما استطيع أن اعطيك اياه حالياً، إن ظننت

أنه ضئيل، يمكنني

قاطعتها فايزة ببرود: لا بأس ثم قالت في ثبات وهي تهز رأسها: "لا أريد

المال."

تجمدت رهف في مكانها.

رددت قائلة: "أنت لا تريدين المال؟"

ما الذي تريده إذاً؟ حسام؟

مرقت نظرة قاسية في عينيها عندما وجدت أن فايزة تماماً كما وصفتها

صديقاتها رفضت أن تتخلى عن وضعها كسيدة منصور الأن وبعد مرور سنتين

منذ أن تشبثت باللقب

أومأت فايزة وأصرت قائلة: "أنا لا أريد المال"

كانت قد اتخذت بالفعل قراراً، لم تكن تعتقد أنها ستتخذه قبل أن تأتي رهف.

لقد كانت ترغب في الطفل.

وكانت تنوي ولادة الطفل، وتربيته أحسن تربية، دون الاعتماد على أي شخص

آخر.

ليس للطفل علاقة بأحد سواها.

وحيث أنها قررت أن تفعل ذلك، فإنه لن يكون منطقياً بالنسبة لها أن تأخذ مال

رهف.

ليس مال رهف فحسب، بل لن تأخذ فايزة حتى مال حسام إذا اعطاها أياً

منه.

ستكون مدينة لرهف مرة أخرى إذا ما أخذت المال.

ماذا لو أراد حسام استعادة الطفل؟ ماذا لو لم تتمكن رهف من تقبل وجود

الطفل في يوم من الأيام؟

لذلك، لا تريد فايزة مال رهف ولا مال حسام .

الفصل الخامس والعشرون من هنا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-